أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ألانتحار على الطريقة التركية














المزيد.....

ألانتحار على الطريقة التركية


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 10:24
المحور: كتابات ساخرة
    


غريب امر هؤلاء القوم فبعض رجالهم، وهم كثر، مازالوا ينظرون الى الوراء رغم الآلآم الموجعة لفقرات العنق بل مازالوا يشتهون تعذيب النفس حتى ولو جاء حاكم ديكتاتوري آخر بدلا من قادة الحكم الحاليين والراحلين لاى غير رجعة.
لاادري لماذا يريدون تعذيب انفسهم،هل هم ساديين ام انهم يجدون المتعة في تقزيم شخصياتهم وطباعهم ونمط تفكيرهم؟ وهل الشعور بالاذلال يمدهم بسعادة لايجدونها في سلوك آخر.
وبعض نساؤهم،وهن ايضا كثر، لايجدن الا الذل في العيش والنواح ضد الزمان الذي يحاربهن بكل شيء حتى في غسل الصحون،ويذهب الامر عند بعضهن الى تقمص شخصيات يشاهدنها على الشاشة الفضية وياويل الزوج لايطيع اوامر هذه المتقمصة اذ تشعر به خرج عن النص الذي تحفظه عن ظهر قلب ويجب ان يعاقب بالويل والثبور ودفنه تحت القبور.
اتذكر احد الاصدقاء الذي توفي قريبا بالسكتة القلبية وهو يشكو لي ان المسلسلات التلفزيونية،الرومانسية منها فقط، ستخرب بيته وتهدم كل الذي بناه طيلة سنوات، فالزوجة الوقورة حين تشاهد مسلسلا عاطفيا سرحان ما تسرح مع الممثلة، الزوجة او الحبيبة او الصديقة، وتحفظ كلماتها عن ظهر قلب وتتلوها مع نفسها وهي تعجن الطحين او قلي كبة الموصل، وحين تجد ان لا أحد يصغي اليها تبحث عن سبب لافتعال (العركة) معه وتصرخ في وجه الزوج غاضبة لاعنة قاضي المحكمة الشرعية الذي عقد بينهما عقد النكاح.
ويعجز المسكين اول الامر عن معرفة سبب هذه الانتفاضة وكان يعزوها الى متاعب الدورة الشهرية او هشاشة العظام او سبب نسائي آخر ولكن بعد ان تكررت العركات عرف ان السبب يكمن وراء الرومانسية التافهة التي تشاهدها زوجته عبرالقنوات الفضائية.
قبل يومين سجلت زارة العدل في الجزائر 75 قضية طلاق حتى نهاية الشهر الماضي وبمعدل حالة طلاق واحدة شهريا مقابل 70 حالة في نفس الفترة من العام الماضي،وقد تبين ان السبب الوحيد لطلب الطلاق هو مشاهدة المسلسلات التركية التي تعرض حاليا في العديد من القنوات الفضائية.
وسجلت في قضاء سرجنار 15 حالة انتحار اقدمت عليها بنات القضاء هناك والسبب هو المسلسلات التركية اضافة الى اقدام بعضهن بالانتحار حرقا.
هل هو استفزاز حين نقول ان العصفور الذي يحلق بين الغابات بحثا عن حبات قمح او شعير اعقل بالف مرة من هؤلاء البنات وتلكم الزوجات اللواتي ضيعن كل شيء من اجل كلمات غزل كتبها احدهم وجاء المخرج ليختار واحدة تتمتع بكل المواصفات التي يريدها ويرغبها المشاهد العربي ويجلس مثل الابله امامها ويطلب المخرج بعد ذلك من هذه الممثلة او تلك ان تردد ذاك الحوار بحنية لامثيل لها حتى في صوت صباح الشحرورة.
حين يقرأ المخرج هذه الاخبار المؤسفة صباحا سيقول،لقد حققت هدفي ،وفي المساء يقول لاصحابه وهو في غمرة الانفعال "الخمري" الاتي اكثر رومانسية ياأصدقائي وسترون العجب العجاب.
هل بلغ ببعض النسوة الحد الذي يصبحن فيه ببغاء لما تقوله احدى الممثلات التي لاتعرف كيف تسلق البيض في بيتها بينما هي تعتقد ان ماقالته هذه الفنانة الرصينة هو عين ولب وعقل و.. السعادة الدنيوية.
لست انكر ان هؤلاء النسوة والبنات يعشن حياة مزرية وكّن يتمنين ان تكون الواحدة منهن كتلك التي تهمس في اذن حبيبها على الشاشة بكلمات جعلها كاتب السيناريو في منتهى العذوبة ولكن لم يدرن ان الحياة في هذه المسلسلات لاينقصها الكذب والادعاء والبطرنة،من بطران، والاغراء السافر.
لست قسيسا ولا شيخا ولاداعيا اسلاميا ولا اريد ان اكون كذلك ولكن الكرة برمتها مرمية في ملعب من له غيرة على هؤلاء الضحايا.
ان المقبل في شهر رمضان سيكون الالعن فهناك الجزء الثالث من بكائية "ليلى" التي كتبت عن جزئها الثاني سابقا. ففي هذا المسلسل، واعوذ بالله،سيصدر اطنانا من البكاء والنواح لايعرفه العراقيون بعد رغم تخصصهم في ذلك.
آمل ان تسجل المستشفيات نسبة اقل في عدد الوفيات بعد الانتهاء من الحلقة الخامسة والتسعين بعد المئتين من ملسلسل "زيل" التركي واقل ايضا مما هم متوقع في نسبة الطلاق بعد انتهاء شهر رمضان والجزء الثالث من نواحية"ليلى".



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية صيني يحجي عراقي
- العانسون والعانسات... البطّالون والبطّالات
- رقصني ياجدع
- جارتي البريطانية تحب التمر العراقي
- حلم ليلة شتاء باردة جدا
- مجلس-الامة-.. كل عن المعنى الصحيح محرّف
- شفتو مو بس احنه اللي نسرق؟
- بين خازوق الشهرستاني ودهن شركة نفط الجنوب والسيستاني
- تحت الصرة فوق السبعة
- خرّي مرّي او مثل مارحت جيتي
- فريق قندهار لكرة السلة وخرابيط التعداد السكاني
- اوعدك بالوعد واسكيك ياكمون
- وينك ياابو الواشر تشوف اللي صار بينه*
- عودة اهل الكهف
- افتتاح شركات جديدة للمرجعيات ليمتد
- ياخرابي..6 وزراء حرامية دفعة وحده؟
- بالعراقي، من وين لك هذه الفلوس؟
- راح تتعين من دبش
- ماقالته جريدة -الليل ياليلى- امس
- السجن على ايدك جنة ياخوية ياقاسم عطا


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ألانتحار على الطريقة التركية