أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - جارتي البريطانية تحب التمر العراقي














المزيد.....

جارتي البريطانية تحب التمر العراقي


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 10:37
المحور: كتابات ساخرة
    


هذه الجارة ايها السادة تعدت الثالثة والثمانين وماتزال في صحة الدب ابو فهد الوارد ذكره في القراءة الخلدونية ايام الباشا نوري السعيد.
ولانها بريطانية لم يخطر ببالها ان كهرباء البيت تصل مثل اقساط مصرف الرافدين عند صرف الراتب الشهري لموظف عمومي، ولانها ايضا كذلك لم تشغل بالها بالغد فهو مضمون مثل وزارات السيد الشاب الزعيم في مجلس الوزراء والبرلمان ولهذا فصحتها وحويتها لايمكن ان يناقش بها احد حتى ولو احتج في ساحة البرلمانز
في الاسبوع الماضي تعرض حظي الى مطبات لا تشبه مطبات الشوارع المؤدية الى المنطقة الخضراء وما جاورها ولا حتى شوارع خانقين الواصلة الى نهر الوند المحتضر،فقد عثرت وبالصدفة المحضة على علبة تمر عراقي عند احد باعة المواد الغذائية، وكطفل اعادوه الى ابويه حضنت هذه العلبة بكلتا يدّي متوجها باقصى ما املك من سرعة الى البيت.
وصلت الى عتبة باب البيت ومازلت احتضن العلبة حين رأتني جارتي البريطانية فرسمت ابتسامة خجولة على شفتيها وقالت بود: لابد انها صورة الحبيبة المفضلة. اكتفيت بحسرة تشبه حسرة اب تذكر استشهاد ولديه في المحمرة ودخلت البيت.
لم ادر ان هذه السيدة كانت تتبعني يشدها الفضول على مايبدو لترى صورة الحبيبة(اليست بنت حواء؟؟) فطمأنتها وانا افتح العلبة: لاتفرطي بالخيال فانه تمر عراقي.
ورسمت على وجهها علامة تعجب نادرا مايمر بها هؤلاء البراطنة.
سمعتها تقول: لابد انه تمر رائع لكي تحتضنه بين يديك هكذا.
همست:انه تمر ريحة هلي يامره، تمر البصرة ياحاجة.
تناولت حبة بدون استئذان وصرخت بعد ثوان:انها فعلا لذيذة.
لم اعلق ولكني سمعتها تقول: لابد ان مدينتك جميلة جدا حتى تنتج هذا التمر.
كنت اتمنى في تلك اللحظة ان يطاوعني"قاموس جوجل" لكي يترجم لها اسماء وانواع التمر،وبعد جلسة تمرية طويلة رأت خلالها صورا لانواع التمور قالت انها قررت ان تزور هذه المدينة التي تنتج هذا التمر حتى ولو لاسبوع واحد.
ضحكت ولم اعلق للمرة الثانية ولكنها حين سألتني عن سبب الضحك قلت لها: كانت توجد في هذه المدينة اكثر من 7 ملايين نخلة تبدأ من جسر المناوي وحتى ضفاف السيبة وكانت تدر على السكان كل الذي يحتاجونه في فصلي الشتاء والصيف،تدر عليهم العسل"الدبس" والحلاوة المحشية بالفستق والبندق في الصيف والسعف اليابس وقودا لنار الشتاء ومن غصونها الاخرى بنوا البيوت والمضايف والمشاحيف القديمة، كانت كريمة مثلهم حتى انها آوت بعضهم في ظلها قبل سنوات خوفا من بطش القائد الضرورة فاقتلعها هي وناسها عن بكرة ابيها وابيهم. وحين حانت للصوص فرصة النهب اقتلعوا النخيل المتبقي وشردوا به الى دول الخليج ليزرعه الشيوخ هناك.
لم تبق الا نخيلات ياجارتي العزيزة فهل بعد ذلك تريدين مشاهدة هذه المدينة؟
اجابت: نعم اصبحت متحمسة اكثر.
قلت لها:عليك ان تحصلي على تأشيرة زيارة اولا من قنصلية البصرة في هونولولو؟
احتجت: ولكني بريطانية.
كان جواز سفرك نافذ المفعول ايام زمان اما الان فقد اصبحت البصرة فيدرالية بالمسمى ودولة حسب الدستور غير المؤقت. انها الان ياجارتي تضم اقاليم مجاورة لها وقد اعلنت هي وصويحباتها استقلالها وعدم ارتباطها بالمركز"الخرنكعي" كما اعلنت حق تقرير المصير والاعتماد على الذات لبناء ساحة ام البروم واعادة بناء شارع الكورنيش المطل على نهير شط العرب التي تقبع ايران في ضفته الاخرى. اما زلت ترغبين في هذه الزيارة؟.
قالت:نعم مازلت عند موقفي وسأحضر لك انواع من التمور التي تشتهيها.
قلت لها: لاعذر لمن انذر وعلى البطرانين تدور الدوائر.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم ليلة شتاء باردة جدا
- مجلس-الامة-.. كل عن المعنى الصحيح محرّف
- شفتو مو بس احنه اللي نسرق؟
- بين خازوق الشهرستاني ودهن شركة نفط الجنوب والسيستاني
- تحت الصرة فوق السبعة
- خرّي مرّي او مثل مارحت جيتي
- فريق قندهار لكرة السلة وخرابيط التعداد السكاني
- اوعدك بالوعد واسكيك ياكمون
- وينك ياابو الواشر تشوف اللي صار بينه*
- عودة اهل الكهف
- افتتاح شركات جديدة للمرجعيات ليمتد
- ياخرابي..6 وزراء حرامية دفعة وحده؟
- بالعراقي، من وين لك هذه الفلوس؟
- راح تتعين من دبش
- ماقالته جريدة -الليل ياليلى- امس
- السجن على ايدك جنة ياخوية ياقاسم عطا
- يادجلة الخير... اثاري انت اعمى ومشلول
- الخطوط الجوية العراقية .. هلج وين ياخضرة؟
- اريد اتزوج جارية شيشانية رجاء
- اذا أتتك مصيبتي من ناقص..


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - جارتي البريطانية تحب التمر العراقي