أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حلم ليلة شتاء باردة جدا














المزيد.....

حلم ليلة شتاء باردة جدا


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 09:48
المحور: كتابات ساخرة
    


قال لي ابو الطيب امس وهو ينتفض كريشة في مهب الريح،كما يقول الادباء:
- لقد كان حلما غريبا ياصاحبي،انه كابوس في هذا الشتاء الذي يعّلم الناس الرقص من شدة البرد.
- عله خيرا ياصاحبي.
- لا اعتقد ذلك، فقد حلمت اني سمعت من اذاعة بغداد صوت مذيع اجش اتعبه الدخان المستورد وهو يقول"وطن حر وشعب سعيد".
اعتدلت في جلستي لاسمع التفاصيل اذ يبدو انها حكاية مغرية.
اكمل ابو الطيب:
- واصل صوت المذيع صاحب الصوت الاجش قائلا: الى ابناء شعبنا الابي، لقد صبرتم وتصابرتم ونلتم ماتريدون فهاهو حزبكم الجبّار ينتفض بفضل جماهيره المظفّرة ليقود مسيرة العراق نحو غد مشرق للعمال والفلاحين بعد نضال استمر لاكثر من نصف قرن.
- وماذا بعد؟ اكمل.
- استيقظت وانا حائر في تفسير هذا الحلم وساءلت نفسي،هل نمت بدون غطاء ليلة امس أم اكلت كثيرا من ثريد(الباميا) ام ماذا؟.
- لا اريد تفسيراتك النفسية الان،هل وصلت الى نتيجة ام لا؟.
- يبدو ياصديقي اني لست وحدي الذي مرّ عليه هذا الحلم.
قلت بنفاذ صبر:
- نعم وماذا بعد؟ كيف عرفت هذه المعلومة الخطيرة وهل كنت في ادمغة الناس في ليلتك الكابوسية تلك.
- لا ياصديقي،صبرك علي، انت تعرف اني احلق لحيتي كل يوم وفي نهاية الاسبوع اعرج على بقالة ابو حسين لاشتري عدة الحلاقة ، بالمناسبة رأيت ابو حسين خارجا يوم الاحد الماضي من احدى الكنائس، وددت ان اسأله عن سر هذه الزيارة ولكنه اصابني بالذهول حين تأسف لي بعد ان عرف ما اريد وقال:ارجو المعذرة فقد خلصت الان جميع انواع عدة الحلاقة ولم يبق على الرف موس او صابون حلاقة قديم حتى اشتروه جيرانك،هل تصدق انهم جاءوا كلهم دفعة واحدة وكلهم طلبوا امواس حلاقة،انهم انفسهم الذين لم ارهم منذ سنوات طويلة.
سالت ابو حسين :ترى مالسبب؟.
قال لا ادري ولكن يبدو ان شيئا ما حدث؟.
- ماهو ابو حسين.
- شنو عرفني ياعيني قابل آني علاّم الغيب، المهم انا بعت امواس الحلاقة وارتاحيت بعد مانامت على "كلبي" سنتين.
اكمل ابو الطيب: خرجت للشارع مسرعا لاجد العجب العجاب،فالناس حليقي الشارب واللحية ويلبسون بناطيل الجينز والاطفال يلعبون في شوارع نظيفة ومياه دجلة طافت قليلا على اعمدةكهرباء شارع ابو نوؤاس التي ظلت انوارها مشتعلة حتى في النهار.
استأجرت سيارة اجرة وطلبت من سائقها ان يوصلني الى مدينة التنك فنظر الي مستغربا،فكررت عليه طلبي فزاد وجهه عبوسا وطلب مني النزول واستئجار سائق آخر يعرف المكان ولم استطع الالحاح اكثر اذ بانت ملامح وجهه عن تصميم على رميي الى الشارع العام ان لم اطع امره وانزل. انتظرت طويلا حتى اتت سيارة اجرة اخرى ركضت اليه وصعدت الى داخلها لاهثا وطلبت من السائق ان يوصلني الى المدينة التي ذكرتها له فقال في ادب جم: حبيبي لايوجد في مدينتنا حي بهذا الاسم.
واردف سائلا: هل انت غريب عن المدينة؟.
اجبت بسرعة: لا فانا اسكن هنا منذ سنوات طويلة، على اية حال شكرا لك.
- وماذا بعد ياابا الطيب فقد حيرني امرك وبدأت اخاف عليك.
- وان في طريقي الى البيت سألت جاري عن ابو كاظم صاحب "بسطة" الخواتم الملونة فنظر الي شزرا ولم يقل شيئا سوى انه اغلق الباب في وجهي. ادرت مفتاح التلفزيون فرايت محطات يعرض بعضها برامج عن عالم الحيوان واخرى عن اسعار المواد الغذائية لهذا اليوم وقنوات تبث لعبة كرة القدم من البرازيل بينما كان مصور احدى القنوات يتجول في متحف ساحة التحرير لينقل تاريخ زمن غابر حسب قوله.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس-الامة-.. كل عن المعنى الصحيح محرّف
- شفتو مو بس احنه اللي نسرق؟
- بين خازوق الشهرستاني ودهن شركة نفط الجنوب والسيستاني
- تحت الصرة فوق السبعة
- خرّي مرّي او مثل مارحت جيتي
- فريق قندهار لكرة السلة وخرابيط التعداد السكاني
- اوعدك بالوعد واسكيك ياكمون
- وينك ياابو الواشر تشوف اللي صار بينه*
- عودة اهل الكهف
- افتتاح شركات جديدة للمرجعيات ليمتد
- ياخرابي..6 وزراء حرامية دفعة وحده؟
- بالعراقي، من وين لك هذه الفلوس؟
- راح تتعين من دبش
- ماقالته جريدة -الليل ياليلى- امس
- السجن على ايدك جنة ياخوية ياقاسم عطا
- يادجلة الخير... اثاري انت اعمى ومشلول
- الخطوط الجوية العراقية .. هلج وين ياخضرة؟
- اريد اتزوج جارية شيشانية رجاء
- اذا أتتك مصيبتي من ناقص..
- ماذا همسوا باذنك في امريكا يانجيفي


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حلم ليلة شتاء باردة جدا