أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - الماركسية في تفكيك أمير الغندور، الغندور منتحلا شخثص الفاهم فيما هو يغلب التأويل















المزيد.....

الماركسية في تفكيك أمير الغندور، الغندور منتحلا شخثص الفاهم فيما هو يغلب التأويل


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3453 - 2011 / 8 / 11 - 08:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يثير الكاتب امير في كل أجزاء المقال هذا الهم الذي لم يوثره ماركس: تغليب التغيير على الفهم، ومع انه لم يقتنع بترجمة النص الذي ترجمه هو بنفسه، على الرغم من أن النص هذا لم يتغير معناه العام في كل ترجمات العالم وليس فقط ترجمة الأستاذ الغندور، وبغض النظر عن القراءة التي أوصلته إلى هذا الفهم الذي اختزل حياة ماركس في قولة محيرة ترجمتها إلى هذا الحد أو ذاك، وأخذا بنصيحته في توازن الفهم والتغيير، فإننا قلما نجده يثير على عاتقه هذا الهم الأفهومي في ممارسته التفكيكية، لقد أثرنا سابقا غياب السؤال المعرفي الذي بغيابه حضر علم التلفيق الذي على أساسه بنيت كل استنتاجاته في المقال، حضر القياس الفقهي للتاريخ بدل ميكانيزم التحولات في التاريخ، والآن سنثير مشكلة طال ماهي الأساس في مقاله بناء على استنتاجاته، وهي مسألة الفهم التي سنبدأ جدلنا هذا بالسؤال المعرفي التالي، وسترون لماذا قلت بأن هذا السؤال معرفي بالتحديد، فهو سؤال يحتمل إجابتين متناقضتين تماما، وبلغته التفكيكية هو سؤال منفتح على احتمالات بالسلب وبالإيجاب، وبما اننا سنعتمد موضوع تفكيكه، سنرى إلى أي حد أثر الفهم أكثر من الهدف المتوخى من الدراسة هذه:
هل أثر الأستاذ الغندور مهمة الفهم في مقاله التي هو يدافع عنها باستماتة؟ وهل يشعر المرء عند قراءة المقال بأن هناك شيء مفكك حقا بشكل يدعونا إلى المراجعة؟
للإجابة على هذا السؤال سننطلق نناقش الموضوعات التي طرحها المقال، وسنتجاوز مسالة المنهج التفكيكي التي بها بدأ مقالته والذي كان في الغالب موضوع نقدي له في مقلاتي السابقة على الرغم من ملاحظة أساسية وهي ان الماركسية نفسها هي منهج تفكيكي، فقراءة لكتاب الرأسمال سيلاحظ المرء أنه كتاب تفكيكي لنمط الإنتاج الرأسمالي والفهم فيه مثار أكثر من التغيير على نقيض الإنطلاق من مقولة جاءت في سياق وصفي لماركس وبنى عليها الأستاذ الغندور كل مقاله .ولننطلق من اول فكرة أثارها وهي:
من الماركسية العقائدية إلى الماركسية العلمية
تحتها يبدأ كلامه هكذا: «إذا، فلو أخذنا الماركسية باعتبارها رسالة نبوية(.....)» فالجملة تبدأ من نقطة انطلاق تأسست وهميا بحرف جر “من” وتحددت نقطة وصولها وهميا أيضا بحرف جر “إلى” ولم يبقى لنا سوى “إذاً” الإستنتاجية وعبرها التركيب عبر “لو” الإفتراضية، لقد تأسست بهذه الطريقة العجيبة عقائدية الماركسية كما تأسست علميتها ولم يبقى لنا سوى الخروج باستنتاجات، لقد حسم الأمر. إذاً هذه، تحيل إلى نتيجة ما تؤكد منطلقها، كقولنا: بما أن 1 زائد 1 زائد 1 يساوي 3 فهو حاصل جمع واحد ثلاث مرات إذاً العملية أيضا هي حصيلة ضرب واحد في ثلاثة ، فالعملية تؤكد عقائدية الماركسية مسبوقة بلو الإفتراضية، سنناقش إذاً على أساس افتراضي سيصبح في نهاية المطاف حقيقة افتراضية لكن الأستاذ الغندور لا يعتبرها حقيقة افتراضية، بل هو ينطلق على أساس أنها عقيدة بالفعل وهو ما يتنافى مع الواقع، بحيث لو ناقش مثلا تيارات ماركسية تتعامل مع نصوص ماركس بالقدسية ذاتها التي للدين لكان لموضوعه جانب من الموضوعية، لكن ان يناقش الماركسية كعقيدة بالتعميم التلفيقي هذا، فهذا سخف وعبث في التفكيك، وهو مادفعه في مقال آخر للبحث عن مصادر تؤيد اطروحته ليكشف لنا اكتشافا مذهلا هذه المرة حول اعتراف ماركس كونه ليس من أنتج الصراع الطبقي أيضا ، فهو مسجون بكون التمركس شكل ديني وبالتالي يجب كشف ذرائع المعجزة الماركسية وكشف بطلانها، فهو سيوضح للمومنين بالديانة الماركسية أن ماركس لم يأتي بشيء من عنده، ولا أدري متى كان ماركس الباحث وليس ماركس النبي، متى كان أي باحث مهما كان، يأتي بشيء من عنده، فالأبحاث تطور وتخلق نوعا من التعريف لمشكلات ما أو لمسار معرفي ما كان سائدا وهي تنطلق من افتراضات حقيقية في واقع ما، فهي تعتمد لغة عصرها التي هي حصريا سابقة لوعي الباحث، فالإمبريالية أيضا التي تنسب للينين كانت موجودة كمفهوم اقتصادي سياسي قبل أن تتأسس كنظرية لينينية،(ولينين أيضا في تطرقه لهذا الموضوع كان يشير إلى مصادره في هذا المفهومكما ماركس كان يشير إلى مصادره ومن بينها أحقرها) وحتى لينين نفسه لم يأتي بهذا المفهوم من عنده، ونمط الإنتاج الكولونيالي عند مهدي عامل لم تأتي عفويا بسقوط تفاحة نيوتن بل هي مترسخة كمفاهيم في الواقع الذي يدرسه، إنما تتأسس كنظرية بشكل مختلف عما هي منعكسة في الوعي العفوي، فنيوتن نفسه لم يكن ليكتشف نظريته في الجاذبية لو لم يكن قد ترسخت لديه فكرة كروية الأرض وأنها تسبح في فضاء معلوم، وأن كرويتها هو المثير للتساؤل الفلسفي حين لا تتطاير منها الأشياء،كيف تكون الكرة معزولة بشكل ما، لا قابض لها ولا تتطاير أشياؤها الغير ملتصقة بها، ونيوتن أيضا لم ياتي بشيء جديد من عنده بل برهن على النظرية بكيفه، وهذا أيضا ما قاله ماركس: لم يأتي بجديد من عنده بل برهن على شيء فيه. وهذا ماحاول مقال الأستاذ الغندور القفز عليه، أن يعرف لنا بشكل تفكيكي ماذا يعني فعل برهن، وهل هناك شيء يبرهن به دون فهم آلياته؟ لقد تقرر ماركس في مخيلة الأستاذ الغندور، على الأقل في عملية إسقاطه الفقهية أن ماركس بالنسبة للشيوعيين هو نبي بالفعل، وعليه يجب ضحد كل ما به الإمان راسخ لدى المومنون المفترضون بالعقيدة الجديدة، وإذا لم يضحده فهو نبي بالفعل وإلا فالإيمان مهتز، فليطمئن زميلي الغندور لا أحد يقدس ماركس، ولا المومنون المفترضون يقيمون محجا عند قبره.ليست الماركسية عقيدة بل هي منهج تفكيكي أيضا بخلاف منهجك
قبل أن يأتي حرف الإفتراض “لو” نتساءل حقا هل الماركسية عقيدة بالفعل لها طقوسها الدينية؟ إذا كان الأمر كذلك فيجب إثباته قبل تأكيده، لكن وضع العنوان بهذه الصيغة “من”... “إلى”.... يحيل ضمنيا إلى وضعها العقائدي (قبل طرح هذه الإشكالية ليس هناك ما يؤسس في قول سابق في مقال الأستاذ الغندور ما يعني أن الماركسية تأسست عمليا كعقيدة، فهو كان يتكلم عن استراتيجية التهجمات الدوغمائية وما إلى ذلك، فهو لم يتناول تيارا صريحا بتحديده كتيار دوغمائي عقيدي، بل بنى الأمر على احتمالات) الذي هي في حاجة إلى الإنتقال إلى وضعها العلمي، لا شك أن الجملة بهذه الصياغة تجيب على نفسها مادام كل شيء بديهي، بمعنى أن السؤال حولها غير مفتوح على عدة أجوبة بل إن منطلقها حسم ومنتهاها أيضا، والسؤال النقيض هو: هل الرأسمالية باعتبارها نقيض الماركسية، هل هي أيضا تمضي بالخطوة ذاتها “من”... “إلى”... وتتاسس عليها أم فقط الماركسية؟ بحيث يسهل على أي كاتب مبتدئ ان يصيغ بحثا عجائبيا في أي أمر بهذه الطريقة التفكيكية
لاشك أن استراتيجية التهجم على الماركسية تنفي مساءلة الآخر بحيث سيكتفي الماركسيون بالرد دون مساءلة الإيمان الدوغمائي بالرأسمالية، أليس التشبث بالرأسمالية واعتبارها ستعيش مليون سنة حسب تعليق سابق للأستاذ الغندور هو أيضا إمان عقائدي؟ وهل انتظرت البرجوازية الرأسمالية مليون سنة لتثور على الإقطاعية ام ان المسألة كانت صدفة تاريخية لعينة على الإقطاعية التي بالقياس الفقهي ما كان على الرأسمالية أن تكون؟
إن مشروعية رد السؤال للطرف الآخر هي مستمدة من كون الماركسية نقيض الرأسمالية فأي عملية تفكيك عليها أن تستحضر نفس السؤال للنقيضين وصبه على جهة دون الأخرى ينفي الجدل المادي ويؤسس لميكانيكية بغطاء دياليكتيكي يتوخى استراتيجية الهجوم، فالرأسمالية هي القائمة واقعيا بشكل كوني وهي المسؤولة بشكل رئيسي على كل المشاكل التي يعرفها العالم، وليست الماركسية، فدراسة نمط الإنتاج الرأسمالي في سيرورته الحالية هي من سيعطينا أجوبة عن تعثر الماركسية، لكن قراءة ونقد للماركسية في غياب هذا الترابط بواقع الرأسمالية هو بالضرورة نقد من خارج التاريخ لأنه نقد يحاكم طرفا غير موجود أصلا إلا في وعي الذين يؤمنون بالتغيير لأجل التغيير دون دراسة للميكانيزمات المتحكمة في الواقع، يناقش عقيدة غائية باعتراف الغندور نفسه، وهذا ربما ما يقصده الأستاذ الغندور، لكن يحلله بطريقة عكسية تماما، فهو يوثر بفهم خاطيء تغليب التغيير عن الفهم، بينما التغيير يرتكز أساسا على البرهنة التي أشار إليها ماركس في نص اعترافه، والبرهنة هي أيضا تعتمد الإلمام بالموضوع، لأن البرهنة هي استنطاق المعطيات، واستنطاق منطقها، لكن قراءة تفكيكية تأخذ ما شاءت من القول وتترك أساسها هي قراءة مغرضة حتى النخاع، البرهنة هي أن تناقش كيف الأشياء تتطور في اتجاه معين، والتغيير يسبقه في العمل إقامة البرهان، هذا يؤكد إفلاس نظرية تغليب التغيير على الفهم التي أثارها الأستاذ الغندور، وماركس لم يكن ساذجا إلى هذا الحد، فالغندور يأتي بأشياء لماركس ليبرهن على ثبات قناعته فيه، فيما هو ياتي بنصوص قراءتها تفيد عكس مايريده هو، هاكم النص الذي اعتمده السيد الغندور وتفكيكه له مع تسجيل ملاحظاتنا التي في أساسها تنتقد تغييب أس الإعتراف بتغييب كلمة البرهان وكأنما السيد الغندور يعتبرها تكملة لقافية في قصيدة شعر ولا تحمل أي دلالة وهو مايثبت اتهامنا له بأن قراءته مغرضة بنية غير صافية وهو مادفعني صراحة للرد في هذا المقال بعد أن ثبت أن قراءته لمقولة ماركس حول اكتفاء الفلاسفة بفهم العالم دون تغييره، تأولت بشكل مستفز للامانة العلمية نفسها وانبنى على تأويلها كل الهدم المغرض تجاه الماركسية، أصبحت عقيدة، أصبح ماركس نبيا يجب ضحد معجزاته، واصبح كل النضال الماركسي ضد علاقة الإستغلال محض عقيدة دينية يجب ضحدها بالبرهان الميتافيزيقي كأنما الإستغلال سنة الوجود أو سنة الله في خلقه.
"ليس لي لا فضل اكتشاف الطبقات في المجتمع المعاصر ولا فضل اكتشاف الصراع بين الطبقات. فقد سبقني إلى ذلك بوقت طويل مؤرخون برجوازيون هم من قدموا التصور التاريخي لصراع الطبقات هذا، وكذلك اقتصاديون برجوازيون هم من قدموا تركيب الطبقات الاقتصادي. أما ما أسهمت أنا به من جديد، فيتلخص في إقامة البرهان على ما يأتي:
1- أن وجود الطبقات لا يقترن إلاّ بمراحل معينة من تطور الإنتاج 
2- أن الصراع الطبقي يفضي بالضرورة إلى ديكتاتورية البروليتاريا، 
3- أن هذه الديكتاتورية نفسها تؤدي إلى الانتقال لإزالة الطبقات وإلى المجتمع الخالي من الطبقات." انتهى الإقتباس

يتكون هذا النص القصير الخطير، من جزئين، يخفي أحدهما الآخر، وبطريقة لن يصدقها أغلب أتباع ماركس.
فأولا:
يؤكد هذا النص أن ماركس ليس هو مكتشف صراع الطبقات. بل هو يعترف بأن الاقتصاديين والمؤرخين البرجوازيون اكتشفوا الصراع الطبقي قبله "بكثير".
ثانيا:
يحدد ماركس مساهمته في مسألة الصراع الطبقي في:
1- ربط الطبقات بمراحل التاريخ وتطور علاقات الإنتاج
2- التنبؤ بنهاية الصراع الطبقي من خلال ديكتاتورية طبقة معينة هي البروليتاريا

واضح هنا أن كل ما فعله ماركس هو تنزيل الأدوات والمفاهيم (التي اكتشفها المؤرخون والاقتصاديون البرجواز) في مسار وحيد أسميه:
التصور الاشتراكي لدى ماركس.

فكل ما فعله ماركس هو أنه أدخل مفهوم الصراع الطبقي داخل تصوره للمجتمع الإشتراكي، بحيث جعلنا نراه ينتج من المجتمع الرأسمالي.
وهذا التصوير الماركسي يصب في المسار التالي:
1- وضع سيناريو عن مجتمع بديل عن المجتمع القائم
2- توظيف المفاهيم الموجودة بالفعل والمستعارة من الفكر البرجوازي لوضع هذه السيناريو
يريد الغندور بمنطق الوحي الفقهي أن يضع ماركس مفهوما غير موجود في النمط القائم ليثبت جدارة نبوته، لم يثر الغندور في هذا النص مسالة البرهان بل كان يحاكم ماركس بمنطق غائي: أن ياتي بمفاهيم من عند؟ كيف؟ بالتخيل والتصور التي أثارها سابقا حين تكلم عن تأثر ماركس بالروايات العجائبية للخيال العلمي، هنا لا يشعر الكاتب بتقديمه لنص اعتراف ماركس أنه لم ياتي بجديد على مستوى المفاهيم، فهي ليست تصورية كما قال بل هي من نمط الإنتاج القائم، وهي أساسا من إنتاج البرجوازية القائمة، إنما جرى توظيفها بشكل يعكس حقيقة الأمور وهذا هو جديد ماركس الذي عبر عنه بالبرهان والذي تغاضى الغندور على دلالته بمعنى أنه وظف المفهوم في صالح طبقة معينة هي طبقة البروليتاريا: هذا جديده الذي ليس جديد بالنسبة للغندور بل هو يعتبره جديد مأخوذ من الآخر
والجديد فيه هو أن يخدم المفهوم نقيض تصوره البرجوازي بمعنى أن يتملك كسلاح ضد القائم هذا مافعله ماركس بالتحديد وهو جديده العصي على الفهم: أن تفهم الطبقة العاملة بشكل معكوس تماما ما يشرعنه الفهم في تملكه البرجوازي تأسيسا لأبديتها.
لقد حددنا في مقالنا هذا الإطار الذي فيه يمكن أن تتجدد الماركسية وقلنا بأنه الواقع الرأسمالي الراهن نفسه وليس شيئا آخر، والواقع هذا شيء معطى وليس شيئا من عند أي باحث، أو أي نبي جديد، وإذا أردنا التغيير فهو بالضرورة يعتمد أيضا تجديد فهمنا للواقع هذا في تغيراته وتجدده، فالواقع هذا هو المعطى الحقيقي لتجدد نظرية تغييره بإقامة البرهان عليها كما سبق، ومن يخيفه تغير المعطيات عن زمان ماركس ولينين وغيرهم فهو ميت أصلا وليس جديرا بأن يحمل مشعل الماركسية، إن مافعله ماركس هو أنه فهم مشكلات عصره وطرح البديل عنها وليس العكس كما جاء في أجزاء مقالة السيد أمير الغندور.
: الدياليكتيك هو تفاعل الضدين، فمساءلة شق منه تستوجب أيضا مساءلة الشق الآخر، ولأن الشق الآخر هو في موقع الضعف نظريا استوجب الأمر استراتيجية الهجوم من خلال بناء وهم التفوق استنادا إلى آلته القمعية. لقد أثار زميلي الغندور في تعليق له أن “الرأسمالية تبني ذاتها بذاتها بأنها ” فكرة للكاتب المصري فؤاد مرسي، ونسي أنه وضعها كمرجع حيث قال بالحرف: « تتأكد قدرة الرأسمالية شيئا فشيئا على تطوير وتجديد نفسها..» ثم أشار أنظر (…) أي أنه يؤكدها استنادا إلى المرجع الذي أخذه .ليثبت ضعف احتمال علمية الماركسية، وفي رد له على تعليق لي يثير انه ليس تناقض، ليس هذا موضوع بحثنا اليوم، إنما استحضرته لسبب آخر، فضعف احتمال علمية الماركسية يجد سنده إلى قدرة الرأسمالية على المضي مليون سنة، لكن هل تصمد الرأسمالية بخرافاتها الديناصورية واستراتيجية إشعال حرب نووية؟؟ لا يخجل الرأسماليون حين يلوحون بهذا ويتهمون ستالين فقط بأنه أباد شعبه، ماذا تفعل الرأسمالية الآن؟ هل هي تقيم قداسا لتمجيد الإنسان؟ أم هي تمارس ديكتاتوريتها الفظة في حق الشعوب؟ والسؤال في استراتيجية الغندور بريء: تصوروا روسيا تبدأ بإشعال حرب نووية، لماذا روسيا الميتة وليست الصين؟ ببساطة وهذا ما لا يجرؤ عليه الأستاذ الغندور، لأن روسيا الآن رأسمالية، والرأسماليون هم وحدهم من يجرؤون على إلقاء القنابل النووية.
خلاصة القول : لم يقدم الأستاذ الغندور أي تعريف لعقائدية الماركسية ولا هو عرف بالماركسية أصلا ليثبت لنا شكلها العقائدي ولاشكلها العلمي، فهو يناقش أفكارا مجردة عنها هي الدين في مقام معين وهي العلم الضعيف في مقام آخر دون استنطاق ادواتها المعرفية رغم انه يقر بكونيتها، ومنها سينتقل إلى تحديد مشكلاتها المعرفية ويصنفها, والغريب هنا أيضا كيف تصنف مشكلات الشيء دون تحديده؟

يبدو الغندور في كثير من إثاراته أكثر من ماركس في الدفاع عن الماركسية، فماركس مرتد باستسلامه لإنهاء الصراع الطبقي لأنه قتل الجدل الهيجلي نفسه: نهاية الصراع!لكن الغندور في الحقيقة يدافع عن هيجل أكثر مما هو يدافع عن ماركس، فهو لا يستحضر تلك العبارة القيمة لماركس: أنه وضع الجدل الهيجلي على قدميه وليس على رأسه. وهو في هذه المقولة أيضا لا يعترف بأنه أتى بجديد، بل بقلب للمعادلة.




#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية في تفكيك امير الغندور: عودة إلى القياس الفقهي
- الماركسية في تفكيك الأستاذ أمير الغندور: في غياب السؤال المع ...
- الماركسية في تفكيك ألأستاذ امير الغندور: النزعة التلفيقية
- الماركسية في فقه الأستاذ أمير الغندور
- من حكايا العبور: سعيد الميركرودي
- عودة إلى الصراع الطبقي والماركسية
- لقاء مع بيكاسو: حي الجيتو
- حول الصراع الطبقي والماركسية
- حول الصراع الطبقي، رد على الزميلة مكارم
- مغرب الإجماع البليد
- نحو آلية عالمية للتنسيق بين ثورات الشباب في كل العالم
- حول الدستور المغربي الجديد.. لتستمر الثورة
- كلمة حق في استشهاد مهدي عامل
- مارك فلوباييه:إعادة تأسيس المساواة هي في نفس الوقت استحالة ت ...
- صلاة لأجل المرأة
- الماركسية في توجسات مارك فلورباييه
- يا لربيع الثورات عندنا
- إسبانيا: ولغز 15 ماي
- ليسقط مثلث برمودا
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو (3)


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - الماركسية في تفكيك أمير الغندور، الغندور منتحلا شخثص الفاهم فيما هو يغلب التأويل