أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - آخر أمنية مخنوقة














المزيد.....

آخر أمنية مخنوقة


أحمد بسمار

الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يوجد بلد في العالم أخصب وأغنى وأجمل من سوريا. هذا البلد الذي وهبته القدرة الإلاهية مزيدا من النضوج والبهاء. هذا البلد لو كانت لديه حكومة منتظمة وممدنة, لعاد بسرعة كما كان زمن العهود التوراتية, الأرص الموعودة, جنة آسـيـا. ولكننا نفكر بعزم وقوة كيف نلعن الرجال والحكومة الذين يديرونه, ولا يحكمون سوى بالخراب والحرب, حيث يجب أن يزهر العطاء والغنى والسلام.
(ملخص من كتاب تاريخ المجازر في سوريا عام 1860 للمستشرق الفرنسي فرانسوا لونورمان François Lenormant (
***********
قرأت هذا المقطع من هذا الكتاب التاريخي التحليلي عن سوريا (ولبنان الذي كان جزءا من سوريا آنذاك) عن المجازر والحروب الطائفية الإثنية العشائرية, وما خلفته من جراح أليمة بين أهل الوطن الواحد. أنظر إلى بلدي اليوم. أنظر إليه من بعيد وأتابع أخباره بالتفصيل من خلال عشرات المواقع الالكترونية وعشرات الفضائيات التلفزيونية ومحطات الراديو الخاصة والعامة المختلفة. منها المؤيد للسلطة الحالية, ولا يجد لها أي بديل إلى الأبد. والأخرى التي تريد رحيل هذا النظام وتفجيره, أو تدمير نصف البلد وشعبه, حتى يجبر هذا النظام على ترك البلد غارقا بالدم والدمار. ومنها القليل الحيادي أو نصف أو ربع الحيادي, الذي يتغير حسب الأحداث اليومية, وعدد القتلى والجرحى والمشردين, دون أن يدين هذا أو ذاك من الطرفين.. فيبدي نصائح سطحية عامة إجمالية, دون أن يمس أو يلمس او يحاول أن (يفقي الدملة) الحقيقية, المشكلة الحقيقية الرئيسية, وهي النزعات والعنصريات الطائفية الظاهرة والمخبوءة في مكونات هذا الشعب الذي يعيش على أجمل أرض وأطيب بلد في العالم. هذه الظاهرة السرطانية, ولنسمي القطة قطة, الــطـائفية, أو التعصب الطائفي, والذي يتغلغل في جسم هذه الأمة من خمسة عشر قرنا حتى اليوم. رغم طليه بالمسكنات والوهميات ومختلف أنواع المهدئات التي لا تشفي المرض, إذا لم يستأصل من الجذور. لأننا دائما نحلل مشاكلنا الاجتماعية والمعيشية والسياسية بالحل والتفسير الفقهي أو الديني كما ورد من خمسة عشر قرنا. فجمدنا الزمن. وحبسنا نفسنا داخل قوقعة معتمة, دون أن نتابع تطور المجتمعات العالمية وحضاراتها وحداثاتها وعلومها وتقنياتها الاقتصادية والعلمية.. وخاصة كل ما يتعلق بتطور حقوق الإنسان والتطبيقات الديمقراطية لحياة الشعوب.

صحيح أن حكامنا إن كانوا أجانبا, أو كانوا منا وفينا, وغالبا كانوا منا وفينا. لكنهم لم يعطونا أية فرصة للاندماج بموجات التطور الإيجابي الإنساني. وفضلوا بناء الجوامع الضخمة, بدلا من الجامعات العلمية..واختاروا شراء الدبابات بدلا من الجرارات الزراعية. وأحاطوا أنفسهم بالعسكر والمشايخ بدلا من المفكرين والعلماء. فضلوا الغباء على الإبداع والذكاء, حتى أصبح الفكر الصحيح جريمة.
****************

اليوم في بلدي, والذي كان يسمى البلد الأمين, ينظر نصف شعبه للنصف الآخر بحذر. وفي كل مدينة لا يعيش الناس نصف يومهم كالنصف الآخر. النهار لسيطرة السلطة, والليل للمعارضة ومعارضاتها وهتافاتها ومايكروفوناتها التي تفجر هدوء الليل حتى الفجر. كل مدينة مدينتان متفرقتان, شكلا واجتماعيا وهدفا وغاية. كأنما يسكنها شعبان غريبان, لا يعرف كل منهما الآخر. لا يريد أن يعرف كل منهما الآخر... وجل ما أخشى ‘ن استمر هذا الحقد المخبوء الذي يغلي ويغلي, أن ينقض كل منهما في ليلة عتمة ليقتل الآخر. ونعود 151 سنة أخرى إلى ذلك الماضي المعتم الذي حدثنا عنه فرانسوا لونورمان سنة 1860 في هذا البلد الأمين..............

آمــل اليوم ممن تبقى من الأنتليجنسيا السورية في بلاد المهجر, والقليل الذي ما زال يعيش داخل البلد, أن نسعى معا, وبما تبقى عندنا من عقل وحكمة وإمكانيات محدودة, أن نتجنب هذا الـسـيـنـاريـو الكارثة, الذي يريد إغراقنا به, إن دامت الأمور بشكلها المخيف الحالي, كل من السلطة الحالية, أو من يريدون إسقاطها وتولي زمام الأمور مكانها. سواء بكتاباتنا وحتى لو كنا قلائل قلائل. لنكتب لهم أننا نرفض العنف والبطش والحرب الأهلية.. وأننا منهم براء إذا استمر العنف بينهم. وعليهم أن يتحاوروا ويجدوا حلا, مهما كان, دائما بلا عنف, ولا أية غاية طائفية معتمة مخبوءة. نقول لهم أننا لا نقبل العنف ولا ضحية واحدة بعد اليوم. وأننا نرفضهم وحتى نبصقهم من فكرنا وحياتنا وحياة أولادنا, أينما كان وسوف نصرخ في وجوههم التي لوثت تاريخنا بالدم, كما لوثته في السنين الماضية, جحافل من الحكام والطغاة, رغم الأساطير المزيفة, ما زالت تبصقهم حقيقة التاريخ العلمية الحقيقية.
ولجميع قراء هذا الموقع كل مودتي ومحبتي وأطيب تحية صادقة مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة



#أحمد_بسمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة ثانية.. أرجو أن تكون الأخيرة
- خلاف فكري.. أم قمع فكري؟؟؟
- Bernard Henry Lévy
- رسالة آمل أن تنشر
- رسالتي إلى المجهول
- وعن العلمانية المفقودة
- بشار.. البطرك.. والمعارضة
- السلفيون.. بيننا!...
- وعن مؤتمر الحوار.. في يومه الثاني
- وعن مؤتمر الحوار بدمشق
- عمتي نزيهة
- يا أهل الحكمة.. بلدنا يغرق...
- أيها الحواريون..تحاوروا !...
- خواطر سورية.. لمواطن عادي
- رسالة رد إلى شاكر النابلسي
- رسالة رد إلى نادر قريط
- سؤال إلى وسائل الإعلام
- آخر رسالة من مواطن عادي
- رسالة إلى الأصدقاء داخل الحوار وخارجه
- أكلة فلافل سورية...


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - آخر أمنية مخنوقة