أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - آخر رسالة من مواطن عادي














المزيد.....

آخر رسالة من مواطن عادي


أحمد بسمار

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى الرئيس بـشـار الأســد
وإلى الـمـعـارضــة السورية

يا سيادة الرئيس
شاهدت وسمعت خطابك ظهر هذا اليوم الإثنين 20 حزيران 2011.
وبالرغم من أنني فكريا وسياسيا, بحكم غالب تجارب حياتي الشبابية وذكرياتي السورية, متشائم إيجابي, ترددت قليلا أمام بعض المقاطع من هذا الخطاب. ولكن بحكم ما تعلمته سنينا طويلة في أوروبا, واعتناقي للفولتيرية,أسمع وأفهم و أصـدق كل ما قلت, وأعطيك كل ثقتي, نظرا لما تعطيه للطرف الأخر المسمى المعارضة, بأشكالها الهيتريكتولية (Hétéroclyte)المختلفة. بما أنك فتحت باب الحوار معهم ومع جميع المواطنين. وأنا مواطن عادي من جميع المواطنين. بالطبع منهم الموالي, ومنهم المعارض, ومنهم المحايد. المحايد الذي لا يرغب الهروب من الدب حتى يـقـع في الــجــب!... على اعتبار وأنت حتما لا تجهل كيف كان البلد في العقود الماضية..وخاصة بما يسمى ـ عامة وتسهيلا ـ الديمقراطية والحريات العامة.

أفتح معك وصل الحوار والثقة, بكل فولتيرية معقولة. أي حوار الرأي والرأي الآخر. وليس قتال واصطدام الرأي والرأي الآخر. بلا صراخ, ولا تهجم ولا دم. بكل احترام وتفهم للآخر. مبسطين الجدل بشكل مفهوم للواحد مع الآخر. مبعدين كل أنواع التعصب ومحاولة انتصار الواحد على الآخر. لأن هذا الوطن لنا جميعا. لا لفئة فوق فئة أخرى. لا لأكثرية ضد أقلية, ولا لطائفة ضد طائفة أخرى. لأننا كلنا بلا استثناء ننتمي لطائفة واحدة لا تتمزق ولا تتجزأ ولا تتفرق ولا تتحارب.. وهي الوطن السوري والأمة السورية.والتي سنعلو بها وبما حملت من حضارات وإبداع عبر التاريخ, ورغم كل ما عانت من أزمات وجراح.. وعواصف قاتلة وعتمات ورياح..وندخلها اسـويـة من جديد في الأسـرة الإنسانية.. ونفخر بها أينما وجدنا.. ونقول نحن من هذا البلد.. نحن من سـوريا التي علمت العالم أولى رسـوم الكتابة وأول أبجدية عممت التواصل بين البشر.

يا سيادة الرئيس.. أنتظر منك, وأنا المواطن العادي, أن تلملم جراحنا. وأن تداوي أحزاننا وأسانا. أن تفتح أبواب المصالحة على مصراعيه. وأن تعود الأخوة والحب والصداقة والثقة بين أبناء هذا البلد الذي أعطاك جراحه وآلامه وحبه.

سـوريا لا تحب الأعاصير. سـوريا بلد البحر الهادئ والأكسيجين النقي والحب والشعر وكأس عرق في مطعم هادئ على شـاطئ اللاذقية. شعب سوريا الحقيقي لا يحب العنف ولا الدماء ولا الصراخ ولا المنفخة. عشنا قرونا طويلة بتآخ وانسجام بين جميع الطوائف.. بلا تفرقة أو تمييز أو كراهية.. عشنا معا الفقر والغنى.. عشنا الحرمان والظمأ.. وفقدان الحريات.. ولكننا عشنا معا.. دائما عشنا معا.. حتى تدخلت أفاعي الطائفية.. ورغم أننا طردناها جماعيا.. ولكنها تركت آثار سمومها وتذوقها بعضنا وصار أفعى...

أنا لا يمكن أن أصدق أن أي سوري, ومهما كانت اتجاهاته ومعارضته للسلطة وعداؤه لها, لأسباب خاصة أو عامة أو اجتماعية أو سياسية أو وراثية, يمكنه أن يقبل في حالتنا اليوم أي تدخل أجنبي عسكري أو غيره في بلدنا. بعدما رأينا الخراب الشامل الذي هيمن على العراق ولبنان وليبيا وغيرها. يمكننا أن نحل مشاكلنا وصعوباتنا واختلافاتنا اليوم, ورغم كل ما جرى وسقط من ضحايا. يمكننا أن نــجــد الحلول المناسبة لعودة الهدوء والعقل والحكمة والسلام لبلدنا. رغم الصعوبات وضيق الحلول...علينا تجاوز كل الصعوبات حتى يبقى الوطن...
لا يمكن أن أقبل لآي طرف كان حل القتل والقنص والتهويل والترهيب. السوريون شعب مسالم من أقدم التاريخ. وكيف نقبل أن نتقاتل بيننا البعض, بدلا من الحوار. بشار الأسد يفتح لنا باب الحوار على مصراعيه اليوم.. لــنــســمــعــه.. لنتحاور بين بعضنا البعض. بين معارضة إيجابية بناءة وبين سلطة تقبل أن تغير جميع أخطاء الماضي. حتى نبني معا وطنا جديدا نعلم فيه أبناءنا أولى دروس الحريات العامة والديمقراطية التي لم نتعلم ولم نعرف مبادئها الحقيقية الصعبة في أي يوم من الأيام...

رغم تشاؤمي الإيجابي.. أريد أن آمل.. أن يعود الأمل بعد كل هذه العواصف التمزقية الهدامة التي هيمنت على بلدنا يا سيادة الرئيس.. وأن يتحقق ما وعدت بـه وما تأمله أنت وأنا وكل من يحب هذا الوطن الكبير وشعبه الطيب الصامد...

وإلى نساء ورجال المعارضة. في الداخل والخارج. أنتم بلا شـك تحبون هذا الوطن, ولا تعارضون من أجل أية مصلحة شخصية. إذن إقبلوا الحوار والصدر المفتوح. لسلامة الوطن. حتى يحيا الوطن. ويعود له الأمن والطمأنينة والعيش المضمون وخيرات اقتصاده التي جمدت في هذه الأشهر الثلاثة من هذا التسونامي الغير معتاد..................

كلنا نحب هذا البلد. ولا نريد لـه الموت والخراب.. لأنه يستحق الحياة.. وشعبه يريد أن يعيش, كما تعيش جميع شعوب الأسرة الإنسانية...

ولــتــحــيــا ســوريـا خالدة إلى الأبد.

أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة.



#أحمد_بسمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى الأصدقاء داخل الحوار وخارجه
- أكلة فلافل سورية...
- آخر نداء من مواطن عادي
- إذا وقعت البقرة..كثرت سكاكين ذابحيها
- رسالة قصيرة من مواطن عادي
- الرأي.. والرأي الآخر
- لآخر مرة.. لن أختار ما بين الأسود والأسود
- عودة إلى أدونيس
- A D O N I S
- صالات عامة..و جوامع
- ذكريات وخواطر.. لم تعد ترهب اليوم
- أبن عمنا باراك حسين أوباما
- مؤامرة, مؤامرات.. ومتآمرون
- جواب.. آمل أن يسمع
- ما أصعب الحياد .. وما أحمقه...
- يا أمريكا..حلي عنا...
- إنني قلق حزين على بلدي
- لن تجبروني على الاختيار بين الدب والجب
- عودة إلى إيمان
- أضم صوتي إلى نداء إيمان


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - آخر رسالة من مواطن عادي