أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضير عباس - اصل اليهود الكورد في العراق














المزيد.....

اصل اليهود الكورد في العراق


محمد خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 09:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر الطائفة اليهودية بالعراق من اقدم الطوائف اليهودية بالعالم اذ يرجع تواجدها نتيجة مرحلتين من السبي حدثت في التاريخ الاولى في عهد الإمبراطورية الاشورية والثانية في عهد الامبراطورية البابلية التي قضت على مملكة يهوذا بفلسطين وتم سبي حوالي ستين الف يهودي الى بابل على يد الملك نبوخذ نصر االثاني عام 586 ق.م ومنذ ذلك التاريخ والوجود اليهودي في بابل مستمر . اما اصل اليهود الكورد في منطقة كوردستان فيرجع الى عهد الامبراطورية الاشورية التي دام حكمها ثلاثة قرون كاملة منذ بداية القرن السابع قبل الميلاد وذلك في اعقاب عدة حملات قام بها الملك سرجون الاشوري على ما يطلق عليها الان فلسطين ونقل معه من الاسرى اليهود ما قدر بحوالي عشرة الاف يهودي تم اسكانهم في المنطقة الكوردية بالشمال العراقي ذلك طبقا لسياسة الامبراطورية الاشورية في تشتيت الاسرى الواقعين تحت سيطرتها الى عدة مناطق نائية خوفا من امكانية عودتهم الى المناطق التي نزحوا منها وقد حافظ اليهود على وجودهم في المنطقة على مر العصور ولم يتعرضوا الى النفي او الاضطهاد او الهجرة ويمكن القول بأن المنطقة الكوردية كانت اول مستقر لليهود بالعراق وانه منذ اللحظة الاولى للوجود اليهودي هناك لم يكن امامهم سوى استثمار الارض التي بالرغم من وعورتها وصعوبتها الا ان وجود مياه الانهار وتساقط الامطار بكثرة ساعدهم على استغلال الارض في الزراعة وتربية الحيوانات ومع مرور الزمن اصبح هؤلاء اكرادا يتحدثون اللغة الكردية ويلبسون اللباس الكردي ويعملون بالرعي وغزل الصوف وذلك خلافا لكل يهود العراق والعالم الذين يعملون في مجال الصناعة والتجارة كما انهم صاروا مثل كل فلاحي المنطقة الشمالية يحملون البنادق لحماية المزارع والمواشي ومما هو جدير بالذكر ان المزارعين اليهود قد وضعوا تحت سيطرة كبار ملاكي الاراضي من الاكراد العراقيين ( الاغا ) الذين اعتبروا اليهود ملكية خاصة بهم يجمعون لهم المحاصيل ويخضعونهم للسخرة بل كان بمقدور الاغا ان يبيع ما يملك من اليهود وقد قام اليهود في تلك الفترة ببناء قرى لهم في المناطق التي انتشروا فيها بالعمادية وعقرة ودهوك وزيبار وفي زاخو ايضا التي اصبحت وكأنها اورشليم من حيث الصفة الروحية التي تمتعت بها فقد بنى بها كنيس الحق به مكتبة قيمة ولذلك كان اليهود يسافرون من كل المناطق المحيطة بزاخو للصلاة فيها كما كان لموقع المدينة المتميز على النهر ووجود ميناء بها لحمل البضائع من والى المدينة اثره البالغ في ازدهار النشاط الاقتصادي الذي كان لليهود الاسبقية في تهيئة المدينة له وقد ترتب على كل ما سبق ان عمل بعض من اليهود الاكراد بالتجارة والصناعة خاصتا صناعة السجاد والاغطية والاشياء المرتبطة بالمراسيم الدينية والحياكة والحدادة والنجارة والدباغة وغيرها الذين نقلوا الاخشاب بالقوارب في انهار الموصل كما ظهرت ايضا الاعمال الحرفية للفتيات وقد ارتبطت تلك الصناعات بحركة البيع والشراء وفتح الاسواق كسوق اليهود في زاخو الذي اشتهر ببيع الملابس والجياد ومختلف انواع المكسرات وقد سمح لغير اليهود احيانا بحضور السوق للقيام بالمعاملات التجارية مع اليهود ويمكن القول ان النشاط الاقتصادي ساعد اليهود الاكراد على الاندماج بالمجتمع الكردي والتاثر بعاداته وتقاليده فعلى سبيل المثال لم تختلف طقوس الزواج لدى اليهود عن الطقوس السائدة في المجتمع العراقي الكوردي بصفة عامة من حيث زواج الفتاة في سن مبكرة وقيام العريس بدفع مهرا لوالد العروسة تعويضا له عن تربيتها وتنشأتها واستمر تواجد اليهود في المنطقة الشمالية من العراق منذ ذلك التاريخ ولغاية عام 1950 عندما اصدرت الحكومة العراقية انذاك قرارها التعسفي باسقاط الجنسية العراقية عن جميع العراقيين اليهود ابان تاسيس دولة اسرائيل عام 1948 ولم يتبقى منهم الا عوائل قليلة جدا ابت ترك الجنائن التي كانت تعيش فيها في ربوع شمالنا الحبيب .



#محمد_خضير_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى اسرائيل لم تفعل ذلك بنا
- لن انسى العراق
- الكتل الكونكريتية افضل من الكتل السياسية
- لماذا هذا الخوف من الشيعة
- حقوق العراقين اليهود المسلوبة
- ديمقراطية الاسلام السعودي
- الحكومة العراقية والولاء لايران
- ايها المصريون رفقا بأقباطكم
- رئيس الوزراء يخذل الفقراء
- النصيحة الاسرائيلية الذهبية
- الملك المؤمن
- جمهورية الفساد المتحدة
- المسيح عليه السلام في بغداد دار السلام
- اللوبي الخليجي الخطر القادم
- اسرائيل تفرض نفسها
- فايروس حب العراق يجري في دماء يهوده
- فلنتعلم من المسيح
- امكانية عودة العراقيين اليهود
- (أيام هزت العالم)
- قلق القذافي من تهاوي الانظمة الدكتاتورية


المزيد.....




- البندقية تُخفي السرّ الأكبر..تفاصيل خطط زفاف جيف بيزوس في مد ...
- لكموه بعنف واعتقلوه.. شاهد ما حدث لوالد 3 من جنود مشاة البحر ...
- عهد جديد لحلف شمال الأطلسي.. ما الجديد؟
- مسؤول أمني إيراني ينفي استهداف إسرائيل بهجمات صاروخية بعد وق ...
- هدنة بين إيران وإسرائيل.. وترامب: رجاء عدم انتهاك وقف النار ...
- إيران بين المكاسب والخسائر: قراءة في حصيلة المواجهة مع إسرائ ...
- مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض عل ...
- تهميش ونقص في الحماية.. أين يقف فلسطينيو 48 من معادلة الصراع ...
- إيران -تعاقب الشيطان- بضرب قاعدة العديد القطرية.. وطهران لم ...
- بعد قصف إسرائيل لمنشأة فوردو.. ما الذي تبقى من قدرات إيران ا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضير عباس - اصل اليهود الكورد في العراق