أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - الاصلاحات في سوريا غير مقنعة مع هدير الدبابات














المزيد.....

الاصلاحات في سوريا غير مقنعة مع هدير الدبابات


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 01:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد خمسة اشهر من انتفاضة الشعب السوري , التي شملت كل المدن السورية , بما فيها العاصمة دمشق وريفها , يعلن النظام السوري اصدار قانوني الانتخابات والاحزاب . في وقت تتعرض فيه مدينة حماة الى قصف شديد بالمدفعية , يعيد المشهد القديم عام 1982 , عندما دكت المدفعية المدينة اثناء حكم والد الرئيس الحالي بشار الاسد . وفي وقت تحاصر الدبابات مدينة حمص , وبعد تمشيط المدن السورية الاخرى في الشمال والجنوي والشرق , ونزوح الوف العائلات السورية الى دول الجوار وخاصة الى تركيا .
جاءت تلك الاصلاحات بعد صدور البيان الرئاسي من مجلس الامن الدولي , الذي ادان فيها أعمال العنف الجارية في المدن السورية منذ خمسة اشهر , ودعا الاطراف الى ضبط النفس وحقن الدماء . ويبدو ان هذه العبارة التي ساوت الضحية بالجلاد ,هي نتاج ضغط المندوب الروسي , حتى لا يصدر المجلس قرارا يدين النظام السوري , والقرار لا يستلزم اجماع المندوبين كلهم , اذا لم يستخدم احد الاعضاء الدائميين حق النقض ( الفيتو ) .
ولكن ما حصل بعد صدور البيان الرئاسي , يثير الخوف والريبة , حيث تحركت الدول الكبرى , واخذت تتشاور حول الوضع في سوريا , وكذلك عودة السفير الامريكي الى دمشق , واعلانه عزمه الاستمرار في التجول في المدن السورية , للاضطلاع على الاحداث عن كثب . وهذا يحد ذاته استفزاز جديد يجب ان يأخذه النظام السوري على محمل الجد . كما ان المشاورات بين الرئيس الامريكي اوباما
والمستشارة الالمانية ميركل والرئيس الفرنسي ساركوزي , تمهد الاجواء الدولية لعمل سياسي جديد . ويساعد في ذلك دعوة روسيا الرئيس الاسد الى وقف العنف في المدن السورية ,مما يؤشر ان هذه الدول عازمة على دعوة مجلس الامن الدولي
الى الاجتماع ثانية , لاصدار قرار قوي يدين النظام السوري , ويمهد الاجواء الى فرض عقوبات على سوريا , والقيام باعمال سياسية واقتصادية وامنية جديدة .
اما اجتماع وزير الخارجية وليد المعلم مع ممثلي السلك الدبلوماسي الاجنبي , واعلانه الاستمرار في الاصلاحات السياسية , وتحميل المعارضة السورية مسؤولية عدم اشتراكها في الحوار الوطني الذي قاده نائب الرئيس في دمشق مؤخرا
وذلك في محاولة من المعلم اقناع روسيا عدم الانجرار وراء الدول الغربية في مسعاها الى اصدار قرار من مجلس الامن ضد النظام .
يعرف النظام السوري ان الولايات المتحدة الان ليس بمقدورها القيام باي عمل عسكري , كالذي حصل في افغانستان والعراق , او كالذي حصل في ليبيا في الاقل , نظرا لما تعانيه من ضائقة مالية شديدة نالت من سمعة اوباما , واجبرته على خفض الانفاق , فالدولة العظمى والاكبر اقتصاديا وعسكريا , صارت اليوم من اكثر الدول مديونية , اذ وصل الدين عشرات التريليونات من الدولارات . كما ان دول الاتحاد الاوروبي غير قادرة على خوض مغامرة جديدة بعد مغامرتها في ليبيا
النظام السوري يعرف هذه الاوضاع الدولية , وتمنحه فرصة الاستمرار في قمع ابناء الشعب السوري المطالب بالحرية والعدالة والمشاركة السياسية . ولكن الاطراف الدولية الانف ذكرها لا تعجزها الحيلة لكي تتدخل في الشأن السوري .
وافضل سيناريو يمكن ان يطبق في سوريا هو تمهيد الاجواء الى اشعال فتنة طائفية , وحرب اهلية , ولاسيما ان النظام قد مهد الاجواء لذلك , عندما ارتكز على
فزاعة ( الشبيحة ) الذين يستخدمون السلاح ضد قوات الجيش والامن , وتلك رواية باهتة بكل المقاييس , لان الشبيحة لم يكن لهم وجود قبل الانتفاضة , وكانت المخابرات السورية تحصي انفاس الناس بالساعة ,فكيف غابت حركة الشبيحة عن اعين رجال المخابرات , ولم يكتشفوا عناصر الشبيحة . فالحري بالاسد ان يحاسب قيادات المخابرات على هذا التقصير المعيب من مخابرات نالت شهادات امتياز في احصاء الانفاس وتكميم الافواه , وتكسير ايدي الكتاب , وتشريد المعارضين .
النظام يلوم المعارضة لانها لم تشترك في الحوار الوطني الذي اشرفت عليه السلطة
وهي اول مرة يعترف النظام بوجود معارضة سورية , لانه كان يصفهم بالخونة وعملاء الاجنبي . والسؤال : لماذا تشكلت هذه المعارضة بهذا العدد , وبهذه النوعية ؟ لماذا لم يفكر النظام بالمصالحة مع المعارضة من قبل ؟ . ام انه الاستحواذ على السلطة واحتكارها لطرف واحد دون الاخرين ؟ اليوم يتكلم النظام عن الحوار , ولكنه لم يعرف هذا المصطلح من قبل ؟ . في حين ان ادبيات الحوار تقول انه " الاعتراف بالاخر .واحترامه واشراكه في الحكم ."
لقد وصلت الاوضاع في سوريا الى المرحلة التي سبق ان حذرنا منها من قبل , وهي فسح المجال امام الاطراف الاجنبية للتدخل في الاوضاع الداخلية السورية .
صحيح ان الدول الغربية لن تتدخل مباشرة في الشأن السوري , ولكنها قادرة على اشعال نار الفتنة بادوات محلية . وجر البلاد الى سيناريو يريده الاعداء قبل المرائين , الذين في قلوبهم مرض . ولاسيما ان الادارة الامريكية أعطت الضوء الاخضر , عندما وصفت الاسد " بانه فقد شرعيته " وهذا مؤشر على فتح الباب على مصراعية لاشعال الفتنة .
لقد تورط الاسد من قبل المحيطين به , ولم تعمل تنظيمات الحزب وفق مبادئه , بل صارت مثل " خيال المآتة " , كما لعبت الاجهزة الامنية لعبتها لتبقى مسيطرة على الاوضاع في سوريا .وبالتالي فان سوريا والشعب السوري هم الخاسرون .
وازاء هذه الاوضاع المتردية نقول للاخوة في الاقطار العربية ممن يلومونا على تدخلنا في شأن اقطارهم , اننا اخوة في القومية والدين والمشاعر , واقطارنا تشكل الوطن العربي الكبير , رغم تقسيمه من قبل الدول الاجنبية , ما يتعرض له الاخوة العرب يهمنا , ويجب ان نقف معهم , ونقول ملعون من لا يقف معنا اذا تعرضنا للظلم من حكومتنا , فهمنا واحد ومصيرنا واحد ولانقبل هذا التقوقع القطري المقيت .



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقليات القومية مصدر قلق للسلطة في ايران
- فرحنا للربيع العربي فلنحذر من صيفه ؟
- حلم الوحدة في عصر التفتيت
- ترحيب صهيوني بدولة جنوب السودان ؟
- سوريا الشعب أم سوريا النظام
- العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى أين ؟
- حوار الأنظمة والمعارضة إلى أين ؟
- الفراغ الرسمي في الساحة العربية فرصة لتدخل الآخرين
- الخوف أن تنزلق سوريا الى اخطر السيناريوهات
- في مواجهة بعض تحديات الامة العربية ( دراسة )
- صراع بين مشروعين
- ماذا بعد.. أل 100 يوم في العراق
- الشباب ضمانة الإصلاح للحاضر والمستقبل
- فلسطين في فكر البعث ونضاله ( بحث قدم لندوة حول مواقف الاحزاب ...
- أدب الرد في الإعلام الالكتروني
- هل يقف الغرب حقا مع ثورات الشعوب ؟
- حكام العرب يسمعون ما يروقهم
- حوار فكري متجدد بين الرأسمالية والاشتراكية
- الإنسان العربي بين خياري الحرية والأمن
- حق تقرير المصير سلاح ذو حدين


المزيد.....




- ما هي الامتيازات التي حصلت عليها السلطة الفلسطينية بعد قرار ...
- بقيمة 400 مليون دولار.. واشنطن تعتزم الإعلان عن حزمة مساعدات ...
- البنتاغون يوعز إلى جميع الأفراد العسكريين الأمريكيين بمغادرة ...
- مصر.. نجيب ساويرس يرد على تدوينة أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- الإمارات.. تأجيل جلسة الحكم في قضية -تنظيم العدالة والكرامة ...
- وسائل إعلام: فرنسا زودت أوكرانيا بصواريخ -SCALP- هي في نهاية ...
- مدفيديف يصف كاميرون بالبريطاني -الموحل ذي الوجهين-
- ناشطتان بيئيتان تهاجمان تحاولان إتلاف نسخة من -ماغنا كارتا- ...
- -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال ...
- معجم الانتخابات الأوروبية ومصطلحاتها الأكثر شيوعا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - الاصلاحات في سوريا غير مقنعة مع هدير الدبابات