أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - هل يقف الغرب حقا مع ثورات الشعوب ؟















المزيد.....

هل يقف الغرب حقا مع ثورات الشعوب ؟


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 6 - 00:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات واضحا أن الدول الغربية تكيل بمكيالين إزاء الأحداث في العالم, وهذا الحكم ليس تجني عليها أو التشكيك في مواقفها, بل هو محاولة لاستجلاء حقيقة موقفها من الانتفاضات العربية الراهنة.
عندما تفكك الاتحاد السوفيتي أواخر عقد ثمانينات القرن الماضي , أوحت الإدارة الأمريكية أنها انتصرت في نهاية الحرب الباردة , وان المنهج الرأسمالي قد انتصر على المنهج الاشتراكي , وقال بريجنسكي في حينه " إن الديمقراطية كانت أحسن وصفة طبية لإسقاط النظام الشيوعي والاتحاد السوفيتي معا " . كما هللت الدعاية الغربية للانتفاضات التي وقعت في الدول التي كانت تتبع الاتحاد السوفيتي, ومنحتها أوصافا مختلفة مثل ( الثورة المخملية " و " الثورة البيضاء " وغيرها من الأوصاف
كل ذلك لان ما حدث كان إنهاء لما تبقى من ارث الاتحاد السوفيتي. كما فتح الباب واسعا أمام الولايات المتحدة لدخول تلك الدول التي كانت فيما سبق عصية عليها ومغلقة الابواب أمامها.
إن غرض الإدارات الأمريكية هو خدمة إستراتيجيتها الكونية , وبالذات في قارة أسيا لمواجهة الدولتين الصاعدتين. الصين وروسيا. ويناء قواعد عسكرية في دول أسيا , لمساعدتها في أفغانستان .
أما في الوطن العربي فأن للولايات المتحدة أهداف عدة منها: 1. السيطرة على النفط العربي , وأخذه بالكميات التي تحتاجها , وبالأسعار الرخيصة , وهذا ما سعت إليه بعد زوال هيمنة بريطانيا على بلدان الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية 1945 . ونستذكر كيف دبرت انقلابا ضد محمد مصدق في إيران لمنعه من الاستمرار في تأميم النفط الإيراني , وكيف اخترعت الحجج الواهية ضد نظام صدام حسين في العراق لغزوه واحتلاله 2003 , لأنه أمم النفط العراقي عام 1972 , وكيف دعا إلى استثمار النفط سلاحا في معركة العرب المركزية فلسطين عام 1973
2 . التعهد بحماية الكيان الصهيوني وضمان أمنه, من خلال مده بكل ممكنات القوة المادية والمعنوية سياسيا وإعلاميا واقتصاديا. ورغم أن اوباما حاول أن يوحي للرأي العام العالمي انه مع حل عادل لهذه القضية المعقدة , ومع حل الدولتين ضمن حدود عام 1967 . ولكنه في كل مرة يخضع للضغوط الصهيونية ويتراجع عن وعوده , وأخيرا وخلال أسبوعين تراجع عن تصريحه الذي وعد بإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 , وأمام ضغط نتنياهو تراجع وقال انه يؤيد قيام دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وليس على تلك الحدود ذاتها . 3 . وأخيرا صار للإدارة الأمريكية هدف ثالث هو محاربه ما يسمى الإرهاب في بلدان الشرق الأوسط , ومن اجل تنفيذ هذا الهدف احتلت أفغانستان والعراق . والنتيجة هي دمار البلدين المسلمين , وإزهاق أرواح الألوف من سكانهما .
دعمت الإدارة الأمريكية النظام اليمني لقيامه بمحاربة الإرهاب , أي محاربة تنظيم القاعدة , والحوثيين أيضا . والنتيجة هي شبه حرب أهلية كادت أن تجر السعودية إليها بشكل كبير.ولم يقتصر الأمر على هذا الحد, بل وصل إلى اعتبار قوى المقاومة العربية حيثما كانت هي قوى إرهابية. لأنها تقاوم الوجود الصهيوني في فلسطين , والاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان .
من نقاط الازدواجية في المواقف الأمريكية أنها تعتبر الأحزاب والحركات الإسلامية قوى إرهابية وشجعت الأنظمة العربية المحسوبة عليها لكي تحجمها وتحد من حركتها في الشارع, بالاعتقال تارة, وقطع الأرزاق تارة أخرى. وعندما هبت رياح التغيير في الأقطار العربية واتسع نطاق الانتفاضات العربية , وبرز دور الأحزاب الدينية الإسلامية , أخذت الأنظمة تلوح بفزاعة الإسلاميين , ولكن الإدارة الأمريكية لم تنطلي عليها هذه النغمة , بل أعطت إشارات واضحة أنها مستعدة للتعامل مع هذه الجماعات بهدف مشاركتها في الحكم لاحقا سواء في مصر أو غيرها . وقد أفادت وزيرة خارجية أمريكا هيلاري كلينتون في تصريح صحفي يوم 24/2/2011 أن بلادها لا تمانع في وصول الإسلاميين للحكم في مصر إذا التزموا بالمعاهدات التي تضمن الأمن في المنطقة , وتعني امن الكيان الصهيوني .وفي دراسة نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية في 28/3/2011 أفادت أن الغرب مستعد لان يتخلى عن الأنظمة التقليدية لصالح علاقات مع التيارات الإسلامية التي لها نفوذ في الشارع العربي والإسلامي , وتعتقد الإدارة الأمريكية أن النموذج التركي مثال يمكن أن يحتذي في المنطقة .
لابد أن نشير إلى أن الزعماء الذين أطيح بهم أو الذين يترنحون تحت ضربات الثوار والمنتفضين , أصيبوا بخيبة شديدة من الموقف الأمريكي المؤيد لرحيلهم , وكأن هؤلاء لم يقرؤا التاريخ , ولم يتعظوا بما حصل لعدد من الزعماء الذين تخلت عنهم الإدارة الأمريكية لحظة انتهاء مهامهم أو انتهاء صلاحيتهم ـ كما عبرت كونداليزارايس أمام الكونكرس الأمريكي ـ بان من مهمات الإدارة في المرحلة المقبلة التخلي عن حلفائنا الذين انتهت صلاحياتهم ,وصاروا في عهدة التاريخ , وكذلك تبيض وجهها أمام الأجيال الجديدة , والادعاء بأنها مع حركة الشعوب المنادية بالحرية والديمقراطية
فساد الحكام كان بعلم الإدارات الأمريكية ورضاها , وهي تعلم ان الفساد معادي للديمقراطية ألحقه , وعندما دعمت أنظمة مستبدة , فإنها كانت تريد إذلال الشعوب
من قبل حكامهم, ودفع الأجيال الشابة لمزيد من الاحتقان ومن ثم الانفجار, ودفعهم لحمل السلاح وإشعال حرب أهلية لا تعود على بلادهم إلا بالدمار والخراب.
كانت الإدارة الأمريكية تعرف فساد الأنظمة التابعة لها اي ما تسمى بالأنظمة المعتدلة ولكنها كانت تسكت على فسادها لأنه لا يهمها الإصلاح الحقيقي في البلدان العربية , ولا يهمها سعادة الإنسان العربي , وهذه الحقيقة لم يريد الحكام العرب أن يستوعبوها أو يتعظوا مما جرى لمن سبقهم من الحكام. أما الإصلاح الذي دعت إليه فهو إصلاح على الطريقة الأمريكية , وضمن شروط صندوق النقد الدولي .
الازدواجية في المواقف الأمريكية إزاء الانتفاضات العربي ,معروفة الأهداف ,فلا يهمها غير مصالحها ومصالح حليفها الاستراتيجي الكيان الصهيوني , فلا بد من الحذر الشديد من هذه المواقف المريبة ,والخوف من تسللها الى صفوف الثوار لحرف ثورتهم عن مسارها الإصلاحي الحقيقي .



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكام العرب يسمعون ما يروقهم
- حوار فكري متجدد بين الرأسمالية والاشتراكية
- الإنسان العربي بين خياري الحرية والأمن
- حق تقرير المصير سلاح ذو حدين
- - العرب والغرب بين خياري الصراع أو الحوار الحضاري
- جدل في ايران حول الخلاف بين المرشد والرئيس
- نظرة دول الاقليم من الانتفاضات العربية
- نحو نظام دولي متعدد الأقطاب
- ملعون من يفتح للاجنبي ابواب بلاده
- نملك القوة ولا نملك القدرة على استخدامها
- رسالة عمان والمسؤولية المشتركة للدفاع عن الاسلام
- عدوانية صهيونية متمردة ضد العرب
- المصالحة الفلسطينية هل تقود الى قيام الدولة
- اغتيال بن لادن نقطة لصالح اوباما في الانتخابات
- يوم العمال احتفالات شكلية واهمال للمطالب
- العولمة دراسة في المضامين والاهداف
- يوم دامي في ذكرى احتلال الاحواز
- الثورة حق تاريخي لكل الشعوب
- الثروة سبيل للنهضة أم للتراجع ؟


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - هل يقف الغرب حقا مع ثورات الشعوب ؟