أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - الإنسان العربي بين خياري الحرية والأمن














المزيد.....

الإنسان العربي بين خياري الحرية والأمن


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3379 - 2011 / 5 / 28 - 23:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأمن حاجة فطرية ينشدها الإنسان, مقابل ما يحيط به من مخاطر مصدرها الطبيعة أو الإنسان نفسه. فمنذ أن تشكلت المجموعات البشرية وضعت لنفسها أسسا معينة لحمايتها من المخاطر الخارجية. وتطورت حاجة الإنسان إلى الأمن مع تطور المجتمعات من مرحلة الصيد والرعي إلى مرحلة الزراعة ثم مرحلة الصناعة. كما تطورت وسائل الأمن المادية والمعنوية مع تطور الصناعات ومنها صناعة الأسلحة وتطور العلم ومنها علم النفس والحرب النفسية.
الأمن والخوف من الثنائيات التي لازمت حياة البشر, مثل الخير والشر, والحق والباطل, الصدق والكذب.الوفاء والخيانة. الشجاعة والجبن.. الخ.وحيثما يوجد الخوف ينشد الإنسان الأمان .لذا فان الأمن والاستقرار والسلام , من الكلمات التي تناولتها الكتب السماوية والقوانين الوضعية .
لقد عنيت الدول بموضوعة الأمن كثيرا. الأمن الداخلي, والأمن الوطني أو الأمن القومي للوطن العربي , وارتكز مفهوم الأمن على القوة المادية , أي القوة العسكرية
بكل صنوفها,ووفرت لهذه القوة الممكنات البشرية , وأدوات العنف التي تحول دون رغبات البشر الشريرة , فيما حجبت عن الناس حريتهم التي هي كالهواء له .
راعت دول الغرب الصناعية المتقدمة التوازن بين الأمن والحرية الممنوحة لمواطنيها , لان الحرية أيضا من ضرورات حياة الإنسان , فالطفل الوليد يصرخ منذ اللحظة الأولى لولادته إيذانا بدخول هذا القادم الجديد إلى هذه الحياة , وكأنه يقول لقد تحررت من سجن الرحم في بطن أمي ,أريد حريتي , أريد التعايش مع من حولي .
كما إن الأمن ملازم للخوف, فالحرية ملازمة للاستعباد ورافضة له .فالحرية حاجة إنسانية أساسية للإنسان .
أما الدول النامية إن لم نقل المتخلفة , فقد غلبت الأمن على الحرية , وتحت يافطة الأمن الوطني , والاستعداد لمواجهة العدو الخارجي فقدسلطت قواتها الامنية لكتم انفاس ذوي الراي والمفكرين والمثقفين . فلا مساحة للحرية في البلاد ولا للعباد . الحرية مصادرة بدعوى حماية أمن الوطن . والثابت في كل الأدبيات السياسية أن المواطن دائم الاستعداد للتضحية بنفسه ويقدم دمه لحماية تراب وطنه , والسجل التاريخي لامتنا العربية يؤكد أن الإنسان العربي يتقدم أقرأنه في العالم في التضحية والبذل والعطاء . وفي المقابل فانه لم ينل الحرية التي نصت عليها الأديان السماوية والدساتير الوضعية في كل دول العالم. وللأسف نجد أن غالبية الزعماء العرب وفي الدول النامية يزايدون ويطلقون الشعارات الرنانة التي تعتبر " الإنسان قيمة عليا في المجتمع " . ولكن هذه القيمة ظلت مجرد شعارات على الورق ولم تجد طريقها إلى حيز التنفيذ.
كثير من الدول تحرص على حرية مواطنيها حتى في وقت الحرب , أو رد عدوان خارجي ,لأنها تدرك أن المواطن الحر يستبسل في الدفاع عن وطنه بملء إرادته وليس قهرا , لأنه يدرك أن الدفاع عن الوطن هو دفاع عن أسرته وبيته وأرضه وتجارته . في حين أن الدول العربية حصرا غالت في موضوع الأمن , وسخرت معظم موارد البلاد من أجل الأمن , فكدست الأسلحة من مختلف الأنواع ومن كل الصنوف البرية والجوية والبحرية , كما غالت في شراء احدث مستلزمات التعذيب النفسي , وصار للأجهزة الأمنية خبرات هائلة في الإذلال ومصادرة الذات واغتيال الشخصية . بحيث صار الخنوع برأي الغربيين إحدى سمات الإنسان العربي لفترة من الزمن . في حين انفجر القدر الذي يغلي , وحصل البركان الذي تشهده معظم الأقطار العربية هذه الأيام .
الإنسان العربي كاد يصل إلى حالة الإحباط واليأس , لأنه لم ينل حقه من الحرية , ولا شعر بالأمان والاستقرار في وطنه , ولا نال أمنه الاجتماعي , ولا أمنه الاقتصادي , ولا أمنه من العدو الخارجي .فالعدو الصهيوني مازال يشكل اكبر خطر
يهدد أمن الإنسان العربي في كل مكان . وما زالت الثروة العربية مستهدفة من الدول الغربية , وهاهو النموذج العراقي ماثل للعيان , حيث سيطرت الشركات النفطية الغربية على النفط العراقي بعد أن كان مؤمما في عهد النظام الوطني السابق , وكذلك ما يحصل في ليبيا ألآن هو تسابق للسيطرة على النفط .
ارتبط حرمان الإنسان العربي من الحرية والأمن بالعدل , فالعدل أساس الحكم الرشيد , وغياب العدل يعني الاضطهاد والحرمان وعدم المساواة , ومن ثم شيوع الفساد والرشوة والمحسوبية , وكذلك شيوع المحاصصة الدينية والطائفية والعرقية وغيرها من أنماط التفرقة والانقسام .
العنف الذي تستخدمه الأنظمة العربية ألان ضد مواطنيها , آت من تلك العقلية التي لم تتمكن من الموازنة بين الحرية والأمن , ورغم الانتفاضات الشعبية , فما زالت الأنظمة تستخدم ذريعة الأمن لكبح حرية المواطنين ,وما زالت تتذرع بالأجندات الخارجية , ولم تسأل هذه الأنظمة نفسها لماذا ارتمى هذا المواطن المعارض في أحضان الأجنبي , رغم أني أدين هذا الأسلوب والاستقواء بالأجنبي , وقد وصفت من يسير على هذا الدرب " بالملعون " من الشعب ومن التاريخ والأجيال اللاحقة .
إن الحكم الرشيد هو الذي يوازن بين الحرية والأمن ويحقق العدالة, كما هو الأمن مطلوب ومسئول من كل مواطن, فان الحرية من مستلزمات الحياة في كل عصر.
الأنظمة والحكام العرب الذين تعيش بلادهم حالة احتقان شديدة, هم من فقدوا بوصلة الأمان لأنفسهم ولشعوبهم, وصار مصيرهم الكنس والرحيل غير مأسوف عليهم, بل تطاردهم لعنة الناس والتاريخ.



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق تقرير المصير سلاح ذو حدين
- - العرب والغرب بين خياري الصراع أو الحوار الحضاري
- جدل في ايران حول الخلاف بين المرشد والرئيس
- نظرة دول الاقليم من الانتفاضات العربية
- نحو نظام دولي متعدد الأقطاب
- ملعون من يفتح للاجنبي ابواب بلاده
- نملك القوة ولا نملك القدرة على استخدامها
- رسالة عمان والمسؤولية المشتركة للدفاع عن الاسلام
- عدوانية صهيونية متمردة ضد العرب
- المصالحة الفلسطينية هل تقود الى قيام الدولة
- اغتيال بن لادن نقطة لصالح اوباما في الانتخابات
- يوم العمال احتفالات شكلية واهمال للمطالب
- العولمة دراسة في المضامين والاهداف
- يوم دامي في ذكرى احتلال الاحواز
- الثورة حق تاريخي لكل الشعوب
- الثروة سبيل للنهضة أم للتراجع ؟


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - الإنسان العربي بين خياري الحرية والأمن