أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - حلم الوحدة في عصر التفتيت














المزيد.....

حلم الوحدة في عصر التفتيت


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3429 - 2011 / 7 / 17 - 13:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما نشهده اليوم في العراق أو في السودان هو ما تريده الولايات المتحدة من وراء طرحها شعار الشرق الأوسط الجديد الذي سبق أن طرحته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس أثناء اشتعال الحرب ضد لبنان . وهذا المنهج التفتيتي هو الذي سارت عليه بريطانيا من قبل حيث عملت على تقسيم شبه القارة الهندية بالشكل الذي نشهده اليوم. كما عملت على تقسيم بلدان المشرق العربي إلى دويلات صغيرة وخلقت لكل دولة مشكلات حدودية مع جاراتها وما زالت تلك المشكلات عقبة في إقامة علاقات ودية فيما بينها .

إن منهج التفتيت الاستعماري قديم جديد وقد ساعد في إبقاء هذا الوضع استمراء الوضع القُطْري وإتباع سياسة التفرد والاستقواء على أبناء الشعب بالتعاون مع الدول الاستعمارية على حساب مصالح البلاد والعباد فشاع الفقر والتخلف والبطالة وهو الأمر الذي دفع بعض الشباب العرب إلى الانخراط في صفوف الحركات المتطرفة التي أضرت بالإسلام وجعلت الدول الغربية تتهم الإسلام بالإرهاب . يبدو أن الكلام عن الوحدة في مثل هذه الأوضاع التي نعيشها في الوطن العربي كلام غريب أو في غير محله. كلام حالم كمن يمسك القمر بيديه .

ومن قوانين العصر أن الضعفاء لا يقوون على العمل النافع ولا يستطيعون اتخاذ قرارات مصيرية يذكرها التاريخ.ولكن الأقوياء هم الذين يُسَيّرون حركة التاريخ ويصنعون القرارات المصيرية التي يذكرها أبناء البلد بالفخر والاعتزاز.

منذ النصف الثاني للقرن الماضي خرج الاستعمار من بلادنا خروجا شكليا وتركها في حالة من الجهل وكل الصفات التي ذكرناها. وقد حاولت بعض الحركات القومية أن تحقق الوحدة بين قطرين أو أكثر ولكن ظروف قيامها كانت ظروفا غير موضوعية فكان مصيرها الفشل . وفي تلك الأيام راجت تهم حول الفكر القومي العربي بأنه فكر عنصري عرقي قياسا على الفكر القومي في أوروبا وبخاصة في العقدين الأخيرين من القرن الماضي من قبل النازية في ألمانيا والفاشية في ايطاليا ..وقبل أربعة عشر قرنا حدد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ملامح الانتماء العربي تحديدا ابعد ما يكون عن العرقية والعنصرية. وقال :ليست العربية فيكم بأب ولا أم وإنما هي في اللسان فمن تكلم العربية فهو عربي فمضمون العروبة عند سيدنا محمد ليست دما يجري في العروق ولا نسبا يشد الإنسان إلى جد واحد. وإنما هي مكونات ثقافية أهم عامل فيها هو اللغة. فالمضمون السليم للقومية عرفه العرب عندما كان الإنسان الأوروبي لازال يعيش في عهود التوحش والبربرية ومن يتهم القومية العربية بالعنصرية فهو جاهل بالتراث العربي وجاهل بالإسلام الذي ابرز مقومات الأمة العربية والعروبة إلى الوجود.

إن الأمة العربية هي اكبر امة في عصرنا تعاني من الظلم ولا تستطيع أبدا أن تواجه هذا الظلم وان تهزمه إلا إذا ناضلت بالمعاني الإنسانية وببعدها الإنساني وبخلفيتها التاريخية الإنسانية التي يشهد عليها تاريخها الحافل .فالأمة العربية ضحية أضخم ظلم عرفه هذا العصر ولا يمكنها أن تحارب ظلما بهذا الحجم التاريخي وان تتغلب عليه إلا إذا عممت نضالها حتى يلامس جذور إنسانيتها ويلتقي بكل نضال إنساني ..ولو أمعن الزعماء العرب في جدوى الوحدة لعرفوا أن احد أوجهها هي النهضة .والنهضة لا تتحقق إلا بالمعاناة والكفاح والعلم وكل هذه المقومات هي التي تقرب البلدان وتقرب مصالحها وتدفع باتجاه الوحدة. والوحدة بهذا الشكل هي عملية تحرر وبناء كما أنها في صف الحرية ومقاومة الاستعمار ومع التقدم . فالوحدة بهذا المعنى خلق وبناء .

إن الوحدة العربية لا تتحقق إلا بإمكانات الأمة الذاتية وليس بمعونة الاستعمار. تتحقق من خلال نضال الجماهير التي تنتظم في تنظيمات نقابية وأحزاب واتحادات وغيرها من أشكال التنظيم . فالوحدة ليست عملا يستهدف تجميع العرب وتأسيس الكيان العربي الواحد فحسب وإنما لابد لهذا الكيان أن يكون له مضمون.ومضمونه التحرر ضد التبعية ,ومضمونه المصالح الجماعية للجماهير الكادحة . فالوحدة بهذا المعنى مرادفة للتحرر ومرادفة للتقدمية في الداخل .ونقول للذين يخافون من الوحدة إنها ليست إلغاء للجوانب الايجابية في القطر لأنها ليست جمعا مفتعلا وعاطفيا يربط بين الأجزاء ربطا تعاونيا تضامنيا وكفى وإنما هي عملية متفاعلة تنبت من داخل الجزء كضرورة حيوية لتطوير هذا الجزء من ذاته , إنها لا تلغي شخصية القطر بل تفجر الطاقات المبدعة الخلاقة فيه ويبعث الأصالة الكامنة آو النائمة في مكنونه .إنها عملية بث الحياة في الجزء ووضعه في الكل كعنصر فاعل ومتفاعل على صعيد من الجدلية حي .فالوحدة لأ تفقد الجزء شخصيته بل تؤكدها وتعمقها وتعطيها حقيقتها وأصالتها وإبداعها .وفي ضوء ما تقدم ليس كل ما هو موجود في الواقع الإقليمي جدير بالبقاء كما انه ليس كل موجود بهذا الواقع لابد وان يزول ويلغى وأما السليم الايجابي فهو الذي يغني الوحدة ويأتلف معها بل هو شرط لوجودها.قد يقول قائل أين هذه الأفكار النظرية من الواقع ? نقول إن الواقع هو ترجمة للنظريات لأنها نتاج الفكر الإنساني ونتاج العقل البشري والعقل أسمى ما أعطاه الله لبني ادم والعقل هو الذي ميز الإنسان عن الحيوان. فهل نستخدم عقولنا بأقصى مدياتها ?.



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترحيب صهيوني بدولة جنوب السودان ؟
- سوريا الشعب أم سوريا النظام
- العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى أين ؟
- حوار الأنظمة والمعارضة إلى أين ؟
- الفراغ الرسمي في الساحة العربية فرصة لتدخل الآخرين
- الخوف أن تنزلق سوريا الى اخطر السيناريوهات
- في مواجهة بعض تحديات الامة العربية ( دراسة )
- صراع بين مشروعين
- ماذا بعد.. أل 100 يوم في العراق
- الشباب ضمانة الإصلاح للحاضر والمستقبل
- فلسطين في فكر البعث ونضاله ( بحث قدم لندوة حول مواقف الاحزاب ...
- أدب الرد في الإعلام الالكتروني
- هل يقف الغرب حقا مع ثورات الشعوب ؟
- حكام العرب يسمعون ما يروقهم
- حوار فكري متجدد بين الرأسمالية والاشتراكية
- الإنسان العربي بين خياري الحرية والأمن
- حق تقرير المصير سلاح ذو حدين
- - العرب والغرب بين خياري الصراع أو الحوار الحضاري
- جدل في ايران حول الخلاف بين المرشد والرئيس
- نظرة دول الاقليم من الانتفاضات العربية


المزيد.....




- إسبانيا تنزل علمها من جزيرتين قرب مدينة الحسيمة شمال المغرب ...
- درعا : ملجأ الفارين من معارك السويداءْ جنوبَ سوريا
- الشرطة الألمانية تستخدم العنف وتعتقل متضامنين مع غزة
- صدامات جديدة خلال احتجاجات مناهضة للهجرة في بريطانيا
- العالم يزداد حرارة، هل تؤثر موجات الحر على أدمغة البشر؟
- كولومبيا: الحكم على الرئيس السابق ألفارو أوريبي بالإقامة الج ...
- برج حمود في بيروت.. زيارة إلى -أرمينيا الصغيرة-
- هجوم لقوات -قسد- بمنبج يخلف إصابات في صفوف الجيش السوري
- محللون: نتنياهو يرفض إنهاء مشكلة التجويع
- مطالب العمّال والمفقّرين لن تتحقق إلا بمزيد النضال الواعي وا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - حلم الوحدة في عصر التفتيت