أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - فرحنا للربيع العربي فلنحذر من صيفه ؟















المزيد.....

فرحنا للربيع العربي فلنحذر من صيفه ؟


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 01:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا العام شهد ما سمي بالربيع العربي حيث خرجت الجماهير العربية في اكثر من قطر عربي رافضة الفساد والديكتاتورية والتبعية للاجنبي في تأكيد كبير على انها لن تستسلم لانظمة القمع والاستبداد ،وهي بذلك تخوض معركة المستقبل , وقد استوقفني قول لمؤسس البعث في عقد اربعينات القرن الماضي " بان العرب يسيرون الى ظفر محقق ..وانهم سيحملون ثمارا روحية وخلقية وفكرية لاتغذي مستقبلهم فحسب , وانما بمقدورها ان تنقذ الانسانية مما ينتابها من اضطراب في القيم ومن تشويه فيها " . ولذلك كان الايمان بالمستقبل هو ايمان بالامة وبعصر العرب تنبعث فيه الحقيقة العربية وتزدهر فيه الانسانية .
فهل تشكل الانتفاضات العربية ملامح صورة المستقبل الجديد للامة العربية ؟
وهل الطابع السلمي هو الطريق الامثل للوصول الى الاهداف المرجوة ؟ . بداية لابد من القول ان انتفاضات الشباب السلمية ادت الى الاطاحة بزعيمين جسدا كل معاني التسلط والنهب والفساد , واثبت الشباب انهم قادرون على تحمل الصعاب وقهر سلطات الامن نيابة عن باقي افراد الامة .انهم بفعلهم الثوري جسدوا عهد البطولة الذي بشر به عفلق قبل سبعين سنة , وسوف يسجل فعلهم الثوري في سجلات التاريخ كما سجلت ثورات غاندي ومنديلا.
ان الانتفاضات الوطنية الديمقراطية التي نشهدها في الاقطار العربية, هي جزء من النضال الوطني والقومي المتواصل منذ عقود وتتويج مشروع له ، وهي امتداد طبيعي للمقاومات العربية في فلسطين ولبنان , وامتداد للمقاومة العراقية المسلحة التي تفجرت بعد غزو العراق . تلك المقاومة التي اجبرت قوات الاحتلال الامريكي على الرحيل من العراق لتفادي المزيد من الخسائر البشرية والمادية . ورغم ما فعلته المقاومة بكل اطيافها القومية والاسلامية , فان بعض الاطراف تنكر على المقاومة فعلها البطولي , بل تحاول الصاق تهمة الارهاب بها , وكلما وقع عمل ارهابي في المدن العراقية سرعان ما تتهم اطراف حكومية البعثيين والصداميين به , ويقرنونهم بالتكفيرين .
لقد كان للمقاومة العراقية دور كبير ومؤثر في تغذية روح الشباب للقيام بالانتفاضات في اكثر من قطر عربي . وفي ضوء ما شهدته بعض الساحات العربية من محاولة التفاف بعض القوى الدولية والاقليمية على فعلها النضالي المتميز , فلا بد من التنبيه ان الخروج من المأزق الحالي هو خيار الاستجابة التامة لمطاليب الجماهير وبلا ابطاء او تردد . " لان ألاعيب القوى الاستعمارية والصهيونية وخططهما باتت معروفة للقاصي والداني فهي تبذل جهودا جبارة لتحقيق اهدافها من خلال ركوب موجة الانتفاضات العربية ومحاولة توجيهها الى مسار يوصل للفوضى والحرب الاهلية ، ولهذا فان من واجب القوى الوطنية العربية والقومية فرز الخنادق ومنع تداخلها وتفكيك حالات التماثل او التلاقي وتمييز الوطني عن العميل , وتسليط الأضواء على خطط القوى الاستعمارية والكيان الصهيوني التي وجدت فرصتها الان في محاولات اعادة نفوذها بطرق خبيثة ومموهة " .

وفي هذه المرحلة التاريخية الشائكة والخطرة لا بد من التاكيد على أهمية نشر الوعي لدى ابناء الامة العربية "لفرض اقصى حالات الانتباه واليقظة وتجنب الاحكام السريعة وغير المدروسة , واسترشد بمقولة لمؤسس البعث احمد ميشيل عفلق منذ بداية ظهور الحزب وهي " ان الثورة هي الانقلاب الجذري على الواقع الفاسد و إزالته وبناء بديل وطني تقدمي واضح المعالم وليس عملية اصلاحية وترقيعية تكتفي بتغيير الوجوه واللافتات " ، ومادام العدو يستخدم احدث واخطر اساليب الاختراق والاندساس وتشويه الوقائع فان تدقيق الشعارات المطروحة ضرورة يفرضها الحس الوطني وادراك مخاطر التدخل الاجنبي في الشأن العربي الداخلي .
من هنا فلا بد من تكاتف القوى الوطنية والقومية واليسارية والإسلامية وعزل القوى الظلامية و الطائفية , وتوحيد مواقفها لتتصدر حركة الانتفاضات العربية . واعتماد خطة عمل شاملة ومشتركة تضمن ابعاد القوى الخارجية عن مسارها,وتوجيهها نحو طريق واضح الهوية والاهداف ,ومنع تداخل الخنادق واختلاط الشعارات والأهداف , والتصدي للثورة المضادة بكافة عناصرها وأشكالها, التي صعدت على أكتاف شباب الأمة ، والتي تستند الى المال السياسي المتدفق من قوى عربية , والنفوذ الاعلامي المؤثر , والدعم الغربي المشبوه لهذه الانتفاضات العربية .
إن وجود القوى القومية والوطنية في قيادة الانتفاضات العربية هو الضمانة لتحقيق ثورة حقيقية وإنتاج أنظمة ثورية تؤمن وتعمل على وحدة الأمة وتحرير أرضها السليبة ، ولذلك فان امام القوى الوطنية العربية مهمة كبيرة هي الامساك بزمام الامور وقيادة الانتفاضات العربية ومنع العملاء والمخابرات الاجنبية من ممارسة اي دور يوحي انها مع الانتفاضات العربية .
لابد من الاعتراف ان دور القوى الوطنية والقومية في الاقطار العربية كان ضعيفا ومترددا , ولم تبادر هذه القوى الى قيادة الحراك الشعبي الذي قاده الشباب العرب بل حاولت هذه الاحزاب والقوى اللحاق بالحراك الشعبي , والقفز الى واجهة الاحداث لتكسب بعض الامتيازات وقطف ثمار الانتفاضات الشعبية ,فما الذي حصل ؟؟ .
رغم التغيير الذي حصل في تونس ومصر ,بسقوط راسي النطام في هذين البلدين , فما زال اتباع النظامين يمسكون في السلطة ويمارسون القمع والعنف ضد الشباب الذين قاموا بالانتفاضة بلا رحمة . وما زال امام الجماهير في هذين القطرين مسافة طويلة ليصلوا الى الثورة المرجوة .
وعليه فالمطلوب من القوى الوطنية والقومية واليسارية ان تتقدم الصفوف وتقود الانتفاضة بخطط دقيقة لا تقود الى الاصلاح فقط بل الى التغيير الشامل في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي , لضمان حقوق ابناء الشعب في العيش بكرامة , وحرية الرأي والتعبير والاعتقاد .
ليس من المستغرب ان نشهد تمسك الزعماء بأنظمة الحكم , بل والدفاع عن كراسي الحكم , ولن نستغرب استخدامهم كل القوى الامنية والعسكرية لقمع المنتفضين , ولن نستغرب ضرب الزعماء كل القوانين الدولية عرض الحائط , وعدم الاكتراث الى العقوبات التي تفرضها الدول الكبرى على بلدانهم , ما دام المتضرر هم ابناء الشعب .



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم الوحدة في عصر التفتيت
- ترحيب صهيوني بدولة جنوب السودان ؟
- سوريا الشعب أم سوريا النظام
- العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى أين ؟
- حوار الأنظمة والمعارضة إلى أين ؟
- الفراغ الرسمي في الساحة العربية فرصة لتدخل الآخرين
- الخوف أن تنزلق سوريا الى اخطر السيناريوهات
- في مواجهة بعض تحديات الامة العربية ( دراسة )
- صراع بين مشروعين
- ماذا بعد.. أل 100 يوم في العراق
- الشباب ضمانة الإصلاح للحاضر والمستقبل
- فلسطين في فكر البعث ونضاله ( بحث قدم لندوة حول مواقف الاحزاب ...
- أدب الرد في الإعلام الالكتروني
- هل يقف الغرب حقا مع ثورات الشعوب ؟
- حكام العرب يسمعون ما يروقهم
- حوار فكري متجدد بين الرأسمالية والاشتراكية
- الإنسان العربي بين خياري الحرية والأمن
- حق تقرير المصير سلاح ذو حدين
- - العرب والغرب بين خياري الصراع أو الحوار الحضاري
- جدل في ايران حول الخلاف بين المرشد والرئيس


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - فرحنا للربيع العربي فلنحذر من صيفه ؟