أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - اليوم العالمي للرجل














المزيد.....

اليوم العالمي للرجل


حنين عمر

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 6 - 08:31
المحور: الادب والفن
    


منذ بداية هذا الشهر وصندوق بريدي المسكين يغص بقصاصات ورق كثير يبتلعها بماء المطر الشتوي غصبا عنه. قصاصات تكون جميعها وردية وملونة... وهي ملصقات دعايات وتخفضيات لها علاقة باليوم المؤنث المنتظر في الثامن من الشهر الثالث كل سنة. ومع أنني لست ضد هذا اليوم، إلا أنني لطالما رأيت أنه ليس عادلا تماما، فمن حق الرجال أيضا أن يكون لهم يوم خاص يحتفلون فيه برجولتهم .

وإن كانت منظمات حقوق الإنسان تدافع عن حقوق المرأة وتحاول أن تحسن ظروف حياتها، فمن أين يكون لآدم المسكين بمنظمات مثيلة تثمن كفاحه المستمر الذي لا يقل صعوبة عن كفاح حواء في هذه الحياة - بل ويكون أصعب أحيانا- وقد كنت أنوي أن أخترع هذا اليوم لولا أني فوجئت بالصدفة أنه يوجد فعلا يوم عالمي سري سنوي للرجل يوافق تاريخه الـ 19 من شهر نوفمبر، وهو يوم تم إقراره من طرف اليونسكو عام 1999، بيد أنه لأسباب مختلفة لم تعترف به كل الدول في العالم، واقتصر على عشر دول لحد الآن منها: الهند و الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا وجنوب إفريقيا وانجلترا. بينما لا نجد في هذه القائمة أي اعتراف عربي لأسباب – حسب رأيي- لها علاقة وثيقة بمفهوم الرجولة الشرقية لدينا، خاصة أن بيان إعلان هذا اليوم تضمن – يا للعجب- نفس أهداف إعلان اليوم العالمي للمرأة مقتبسة بالتصرف، كحق المساواة بين الرجل والمرأة رغم اختلاف سبب إنشائهما وارتباط هذا الأخير بالظروف المهنية للنساء!!!

والجدير بالذكر هنا أن اليوم العالمي للمرأة لا يعني الاحتفاء بها ككيان أنثوي، إنما هو بالأصل يعني شريحة معينة تضم المرأة العاملة بشكل خاص، وقصة هذا التاريخ تعود إلى عام 1857 حين عرفت المدينة الأمريكية الشهيرة نيويورك موجة احتجاج شاركت فيها آلاف النساء العاملات اللواتي نجحن في إيصال صوتهن ومشاكلهن المهنية إلى الحكومة آنذاك، رغم القمع الذي مارسته أجهزة الأمن عليهن، وقد حصلن بذلك على حق تأسيس أول نقابة نسائية شملت العاملات في قطاع النسيج.

وبعد هذه الحادثة بحوالي 50 سنة، تكرر المشهد في نفس المدينة حينما خرجت آلاف النساء اللواتي حملن باقات من الورد وقطعا من الخبز الجاف كرمز لمعاناتهن الشديدة جراء ظروف عملهن القاسية، وقد طالبن بمعاملة أفضل وأدرجن مطلبا سياسيا أيضا يتمثل في حق المشاركة بالانتخابات، وسمّيت هذه المظاهرات بـ "مظاهرة الخبز والورد"، وهذا ما جعل من يوم الثامن مارس يوما تاريخيا تحتفي به الولايات المتحدة الأمريكية باسم: " يوم المرأة الأمريكية. ثم انتشرت العدوى في بقية الدول بعد مؤتمر دولي عقد في مدينة كوبنهاجن، واقترح أثناءه الوفد الأمريكي أن يتحول هذا التاريخ إلى يوم عالمي للمرأة، وهو اقتراح وافقت عليه منظمة الأمم المتحدة عام1088، لكن هذه المنظمة ارتكبت خطأ جسيما فيما بعد بحق جميع نساء العالم حينما أصدرت قرارا دوليا عام 1993 يقضي باعتبار حقوق المرأة جزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان"؟؟؟، مما دفع الكثير من منظمات الدفاع عن حقوق المرأة إلى الاعتراض على ما اعتبروه إهانة لها، يجعلها خارج التصنيف الإنساني وتحتاج إلى قانون يعادلها مع الكائن بشري.

ولأني أؤمن أن هذا الكائن البشري سواء كان مؤنثا أو مذكرا "إنسان" في النهاية، فإنني سأتمنى أن يتم دمج الاحتفالين ذات حلم تحت مسمى "اليوم العالمي للإنسان"، وإلى أن يتم ذلك... يبقى من حق الرجل أيضا أن يجد الاهتمام والمحبة وقصاصات إعلانية في صندوق بريده تشعره أن "الحياة حلوة"، وتعكس المساواة الحقيقية التي نطالب بها بين المرأة والرجل... سواء من باب الديمقراطية أو من نافذة الحب !!!



#حنين_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدن كالنساء
- فلسفة الكعب العالي
- سحر أبيض وأسود
- المصفقون
- هيباتيا: شهيدة النور
- أبطال من ورق
- لازاريوس بروجكت
- فنجان قهوة
- أنتَ ؟ : أنتَ الذّاكرة
- نقطة...أول العطر!!!
- في مديح المنفى البعيد جدا
- كامل الشياع : ليس كل الموتِ موتا
- سيجارة إخبارية
- ست ُّالشناشيل
- سرطان
- فنجان شاي مع أدونيس والدلباني
- تغريبة النهرين
- سبورة سوداء
- أسوأ مهنة في التاريخ
- بين منفى الجسد ومنفى الروح


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - اليوم العالمي للرجل