أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - متى ستأتين.. يا دمشق ..؟!














المزيد.....

متى ستأتين.. يا دمشق ..؟!


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 23:22
المحور: الادب والفن
    


متى ستأتين، لكي أقبلك يا دمشق..؟
مثل طفلة صغيرة ، سأحكي لك حكاية الثعلب وعشتار الجميلة ..؟
قالت عشتار : مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب ديناً..؟
أو حكاية ديك الجن الحمصي ..؟ وبعض سفر من مزامير الكواكبي .
أو حكايات " خمارة " أبو حنا، وكيف عشق كل نساء الكون..
وفي خاتم الحكاية، سأطبع على ضفتي شفتيك يا دمشق، أجمل قبلة في تاريخ عشقي المجنون. لا تمحوها الأيام، فمن أحببتها لا يمكن أن يغيرها طعم الألم.
فأنت الأسماء الحسنى كلها، تبدئين بسورة درعا، وتجتازين حدود الصمت، يميناً وشمالاً. في زمن خصيت فيه عواصم، وتحولت أحزابها الى حارسة للصمت.
عكا .. طال سهدها يا دمشق ، عاشقة حزينة لشجرة البيلسان وزهرة الياسمين . ولنافورة ماء في صحن بيتا عتيقا.
ترى هل طعم " الشعيبيات في حماه " لا زال بذات المذاق القديم . أم أن لون الدم في حماة الديار، افترش كل صواني بائعي الحلو.؟
****** *******
هطل الليل ، نتسكع في الشوارع ، نبحث عن حانة أليفة ..من حانات الغربة . تشابه أيام زمان. نقرض فيها أخبار، ما كان ذات يوم وطناً كبيراً.
نتبادل أنخاب الأخبار.
ماذا حصل اليوم ..؟
اختفى بائع الحليب ، مع عنزاته في معرة النعمان ..قيل لقد رحل الى الوطن ..؟
حسناً.. كل الأيام تتشابه، ترتدي ذات القميص الموشى بالأحمر، وطلقة متفجرة في الرأس ؟
ما اسم هذا اليوم، من هذا الأسبوع..من هذا العام أو أعوام مضت ..؟
اختفت الأسماء، اختفت الألوان، سكنت معتقلاً أو قبراً .
كل الأيام تتشابه، الفرح في بلادنا محكوم عليه بالإعدام. طلقة متفجرة في الرأس.
أين تضع رأسك .. لم يعد هناك حجراً ..وسادة خالية . تتزاحم الرؤوس على باب المقبرة.
يا شام ... يا وجع التاريخ..
الأرض تمطر دماً ..فقد شح الضمير .
فقد قرر الجلاد، نحر رمضان في رمضان.
لا فرق .. نفس مساحة الحفرة . نفس الجلاد يحمل مقصلة الباستيل. يقتل ظلاًل مدينة.
لا بأس، فالموت يحدث دائماً.
يصبح البيت فجيعة. لكن من نحبهم تبقى صورهم في القلب كنقش فرعوني ، وأثراً سومرياً أو فينيقياً. أو وشماً على خد قروي.
حتى لو حرق " نيرون " روما .. وصلب " بينوشيت " بابلو نيرودا .
بقيت قصائد نير ودا ، وانقلع " بينوشيت " .
********* *******

نتسكع في الشوارع، أنفذ طلبات الطبيب، المشي مفيد لك..!
أسير على الرصيف ، في وسط الطريق.. وسط الزحام ، أضع قدماً فوق أخرى .. لا عسساً تتلصص في الزوايا. أسرق سيجارة من صاحبي ،تتجاهل زوجتي تمردي على التعليمات .. ثم ، تبتسم ..
كل الناس هنا يبتسمون ..؟ أغار من ابتساماتهم ..ففي بلادنا ، تبكي حتى عيون الأنهار دماً.
أيها القديس " يوحنا " هل لا زال في نهر الأردن ماء..؟!
جفت مآقينا، أختزن دمعة أخيرة لزمن آخر.. لرثاء ذاتي.
لأن الراحلون الى الوطن ، استهلكوا كل الدمعات .
و في المساء، يسقى " بردى " بأفرع سبعة، نجيمات في الفضاء بألوان قوس قزح. ويعيد الشام الى الشام .
جلاد أحمق.
يتوغل في القتل ، ويتوحش . وعالماً أبكماً، يستنشق رائحة الرصاص ورطوبة المعتقلات، مولع بتبرير القتل.
****** *********
الأرض تمطر دماً، في فضاء أبكم.
وأنظمة شديدة الانحطاط. للنبيذ فيها طعم البارود ، ورائحة الدم .
فالحب ممنوع في بلاد عشتار .
يا.. أيها العشق الأخير...
أيها .. القديس يوحنا الذهبي الفم، هل لا زال في نهر الأردن ماء..؟
جفت مآقينا .. كم مرة على المسيح أن يصلب. وتدمع عيني العذراء والمجدلية على درب
" الجلجلة “ بين الكنيسة والمسجد..؟
كم مرة على أزهار الأقحوان والنرجس وشقائق النعمان.التوضؤ بالدم للصلاة على غائب، حصل على تأشيرة دخول الى وطن ...؟!
دمشق.. يا زهرة ياسمين..متى ستأتين لكي أقبلك ..؟
متى ستأتي ..؟!
ستأتي، قبل موعد انصراف الصغار من المدرسة.

سيمون خوري



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدن..تغرق في الصحراء..؟
- جار القمر..؟
- بكاء - كلييو أوسا - / مهداة الى الراحل رحيم الغالبي
- تعديل وزاري في اليونان / يوم خسوف القمر
- هل يُخلق من الطين الفاسد ...إنسان ؟!
- - يالطا - أمريكية - روسية جديدة / رحيل القذافي.. وبقاء الأسد ...
- - كرت أحمر - الى / الأخ فؤاد النمري
- سجناء ..المرحلة السابقة ؟!
- جدار عازل ...في العقل؟
- عاشت الإمبريالية ... وتسقط / أنظمة الإحتلال العائلية الحاكمة ...
- وردة الى دمشق .. الى زهرة الصبار
- الله ..والرئيس .. والقائد .. وبس ؟!
- شكراً وباقة ورد الى الأحبة .
- لا جامعة الدول العربية..ولا تشافيز يمثلان رأي وموقف شعوبنا
- ليبيا ... وخيار السيناريو الأسوء ..؟!
- لا للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا فقد تعلمنا كيف نحرر بلادن ...
- الأحزاب العربية يميناً ويساراً / هي التي صنعت القذافي ؟
- دكان - علي عبد الله صالح - وحده لا شريك له..؟
- مصر .. تولد من جديد
- هل يرحل - مبارك - الى الجبل الأسود ؟/ سيناريو أوربي - أمريكي ...


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - متى ستأتين.. يا دمشق ..؟!