أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - بهجت عباس - هل تُصبح بعض الأساطير حقيقة واقعة بفضل التقنية الجينية ؟














المزيد.....

هل تُصبح بعض الأساطير حقيقة واقعة بفضل التقنية الجينية ؟


بهجت عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3441 - 2011 / 7 / 29 - 15:56
المحور: الطب , والعلوم
    


استعراض سريع


في الأساطير اليونانية القديمة وحش خرافي يتنفس ناراً برأس شاة وجسم أسد وذيل أفعى ينتهي برأسها أطلق عليه اسم Chimera ، والمصطلح العلمي لهذه الكلمة هو مزيج من خلايا متنوعة من مصادر متعددة، هذه الخلايا تحوي الجينات التي تعطي شكل الحيوان. وعندما شرّعت الحكومة البريطانية عام 2008 قانون تخصيب الأجنّة البشريّة قضى بالسّماح بإجراء تجارب في المختبرات للحصول على الخلايا الأولية الجنينية
بتخليق أجنّة هجينة (cybrids)، أيْ بيضة حيوان تُلَقَّـحُ بحيمن بشريّ ، وكذلك بمزج خلايا بشرية بخلايا حيوانية (Chimera ) لتُستعمَل خلاياها الأوليّـة stem cells في علاج أمراض مستعصية على أنْ تُتلفَ هذه الأجنّـة بعد بلوغها أربعة عشر يوماً من أعمارها ، لم يدرْ في بال أحد أن يكون ثمّة تلاعب في هذه البحوث وعدم التقيّد بالقانون للمضيّ قُدُمـاً في هذه التجارب وإنماء هذه الأجنّـة الهجينة إلى مدّة أطول لتنتجَ مخلوقات غريبة مشوَهة . أُعطيَتْ الإجازة إلى ثلاث مؤسّسات ؛ كينغز كوليدج (لندن) ، جامعة نيوكاسل وجامعة وورويك . ولكنّ صحيفة الديلي ميل البريطانية كشفتْ في عددها الصادر يوم 23 تموز 2011 أنّ العلماء أنتجوا 155 جنيناً مزيجاً من بشر وحيوان خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة في المختبرات سرّاً ، فكان لهذا النبأ وقع شديد على مختلف المستويات العلمية والسياسية . الغاية من تخليق هذه الأجنة هي لاستعمال خلاياها الأولية في معالجة الأمراض المستعصية مثل الشلل الرعاشي Parkinson والخرف Alzheimer . ولما اعترض لورد ألتون على القيام بهذه التجارب ، أجابه نظيره المعارض بأنَّ الباحثين يبررون عملهم هذا بقولهم " لو تسمحون لنا بعمل ذلك ، فلسوف نجد علاجاً لكل مرض يصيب البشرية. هذا ابتزاز عاطفي." ولكن لورد ألتون أجاب بأنّ 80 علاجاً ناجحاً تم ّ بواسطة الخلايا الأولية في البالغ وليس الجنينية ( الخلايا الأولية موجودة في البالغ والجنين). ولكن جوزفين كوينتافيل ، من منظمة أنصار الحياة تقول " لقد صُعِقتُ ، كلّ هذا حدث ولم نعلم عنه شيئاً !" واستطردت " لماذا أبقوه سرّاً إذ كانوا فخورين بما فعلوا؟" . لم يُصرِّح العلماء أيَّ حيوان استعملوا في تجاربهم هذه ، ولكنه من الثدييّات حتماً ، وكلما كان الكود الجيني في الحيوان مقارباً للإنسان ، كان الجنين حيّـاً وفعّـالاً . ولمّا كان أقربها جينيّاً إلى الإنسان هي القرود العليا Apes التي تشمل الغوريلا والشمبانزي والأورنغوتان ( السعادين) ، يكون محتملاً جداً أنّ العلماء استعملوها . وتبقى التجارب المقلقة هي زرع خلايا دماغ بشرية في دماغ حيوان لمعرفة التطورات الحاصلة في الحيوان . "إنَّ حقن خلايا دماغ بشرية في دماغ فأر قد يساعد على تطور علاج الجلطة الدماغية أو إنماء جلد بشري على الجرذان يفيد في فهم سرطان الجلد " كما يقول العالم روبن لوفيل بادج. القانون لا يسمح ببقاء الأجنة أكثر من 14 يوماً ، ولكن هل يلتزم العلماء بهذا القانون؟ بعضهم سوف لا يلتزم لأنّ البحث ليس له حدود وحب المعرفة يجعل الإنسان يغامر لما فيه حتفه أحياناً. فهل يعني هذا أن هؤلاء العلماء أنتجوا الرجل القرد وخبأوه في أماكن سريّة لا يصل إليها غيرهم ؟ وهل يعني أن الفيلم الخيالي (كوكب أو عالم القرود العليا Planet of the Apes ) سيكون حقيقة واقعة ؟ هذا ما يحسب له بعض العلماء ويخشون منه . لذا حذّر بعض العلماء قبل أيام قلائل من اكتشاف هذه الظاهرة ودعوا إلى إيقاف التجارب التي تعطي حيوانات المختبر أنسجة بشرية، كغرز خلايا أولية بشرية في أدمغة القردة ، ولكن البروفيسور روبن لوفيل – بادج يقول " العلماء ليسوا قلقين من تهجين الأجنة البشرية – الحيوانية ما دام القانون يقضي بإتلافها عندما تصل 14 يوماً من العمر." ويضيف قائلاً :" الغاية من هذه التجارب هي لفهم أكثر للتطوّر البشري ولعلاج أمراض مستعصية ، وكعالم أشعر أنّ ثمة واجباً أخلاقياً لمتابعة هذا البحث. وما دامت السيطرة كافية ، كما في هذا البلد ، (يقصد إنكلترا – الكاتب) يجب أن نكون فخورين بمواصلة هذا البحث." ومن ناحية أخرى شدّد على سيطرة النوع الآخر من الأبحاث التي تستدعي غرز الجنين الحيواني بقليل من مواد جينية بشرية. لا أحد يدري فيما إذا كان في أقفاص المختبرات مخلوق نصفه قرد ونصفه الآخر إنسان ، فقد يهرب يوماً ما خارج المختبر ، كما حدث أن هربت حيوانات أخرى ، فقد حدث أنّ قردين من نوع أورانغوتان في حديقة سان دييغو – كاليفورنيا سرقا عتلة ومفكّاً (درنفيس) وفتحا قفصيهما وهربا . وفي حديقة سان فرانسيسكو – كاليفورنيا قفزت نمرة سايبرية حاجز قفصها البالغ ارتفاعه 12 قدماً وهجمت على ثلاثة أشخاص كانوا يشاكسونها وفتكت بواحد منهم . فالحيوان له شعور وإحساس وعاطفة . وخلاصة القول من هذه الأبحاث أنّ ثمة أجنّـة مهجَّـنة من نصف إنسان ونصف قرد تُستعمل لأغراض العلاج موجودة في المختبرات ، وقد يُسمح لهذه الأجنّـة بالنمـوّ ليصبح كلّ واحد منها مخلوقاً نصفه إنسان ونصفه قرد ، ولا يدري أحد أيّ جينات أخرى تكمن في خلاياها .
********************************************
عضو متمرس في جمعية الكيمياء الحياتية البريطانية



#بهجت_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار البرابرة - للشاعر اليوناني قسطنطين كفافي (1863-193 ...
- أغنية مايس
- في حقول الفلاندرز (1914-1918)
- خماسيّة بثلاث لغات
- شركات التقنية الجينية تضع جيناتك في يديك ولكن بأيّ ثمن ؟
- وردة من سانتا مونيكا
- الخلية المُصَنَّعة ماذا تعني؟
- أربع قصائد – للشاعر الأسباني خوان رامون جِيمِنِز (1881-1958)
- تكلم أنت أيضاً *- للشاعر الروماني باول تسيلان (1920-1970)
- ميلاد فينوس - راينر ماريا ريلكه
- تساؤلات - للشاعر الأسباني فيديريكو غارسيا لوركا (1898-1936)
- صدور كتاب جديد في ترجمات الشعر العالمي
- ثلاث قصائد من شعر فيديريكو غارسيا لوركا (1898-1936)
- رقص في حديقة البَتِينيرا* - فيديريكو غارسيا لوركا (1898-1936 ...
- قصيدتان - فريدريكو غارسيا لوركا (1898-1936)
- أسطورة حوريّة البحر والسّكارى - لشاعر تشيلي الكبير بابلو نير ...
- قراءة في الجينوم والجينات والشيخوخة
- اهبطي ، أيتها الشمس الجميلة - فريدريش هولدرلين (1770 – 1843)
- مُنتَصَفُ العمر - للشاعر الألماني فريدريش هولدرلين (1770-184 ...
- ثلاث سونيتات إلى أورفيوس – راينر ماريا ريلكه


المزيد.....




- الموناليزا تغنّي الراب.. -مايكروسوفت- تعرض قدرات أداتها الجد ...
- صدمة التشخيص بالسرطان – ما الذي ينبغي على المريض وأقاربه فعل ...
- ما أبرز الادعاءات المتداولة على الإنترنت حول العملية العسكري ...
- دراسة تحدد شكل الجسم الذي يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون
- ثبتها الآن.. تردد قناة الفجر الجزائرية على الأقمار الصناعية ...
- “أمتع قنوات الطبيعة“ تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2024 نايل ...
- روسيا تمنع تمرير مشروع قرار أمريكي حول عدم نشر الأسلحة النوو ...
- موسكو: رفضنا المشروع الأمريكي حول منع نشر أسلحة الدمار الشام ...
- موسكو: نريد فرض حظر شامل على نشر الأسلحة في الفضاء
- روسيا تمنع تمرير مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي حول ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - بهجت عباس - هل تُصبح بعض الأساطير حقيقة واقعة بفضل التقنية الجينية ؟