أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لقمان محمد - روح الزمن-2-














المزيد.....

روح الزمن-2-


لقمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورة الشباب والانتفاضة السورية بكسرها حاجز الخوف، فتحت الباب على مرحلة جديدة وغيّرت معطيات وشروط كل شيئ، لهذا تم اعتبار 15 آذار منعطف تاريخي جديد في سورية. إن ما أحدثته هذه الثورة من تغييرات، تفرض على جميع قوى المعارضة بكل أطيافها اعادة بناء ذاتها من جديد وترتيب أولوياتها السياسية حسب معطيات المرحلة الجديدة، لأن السياسة هي فن اتخاذ الموقف المناسب حسب تغير الشروط ومتغيرات المرحلة. وبغير ذلك لايمكن للقوى المعارضة في سورية وبكل أطيافها الفكرية والقومية ناهيك على أن تلعب دورها المساند لثورة الشباب، بل أنها ستكون حجرة عثرة في طريق الثورة، وحتى تخدم النظام البعثي السوري موضوعياً. لذلك يجب على المعارضة بشقيها العربية والكردية قراءة الواقع من جديد واستيعابه وفهمه وتفهمه، وبالتالي بناء عقلية وذهنية تكون قادرة على تحمل مهمات المرحلة الجديدة، والتي بدورها ستنعكس على اسلوب ولغة التحاور بين جميع أطراف المعارضة، وتجعلها تتحلى بروح الزمن والحضارة الديمقراطية و التي ستخلق منها بنية قوية قادرة على الوقوف في وجه أعتى الأنظمة الشبيحية والقمعية.
بدون التغيير حسب معطيات المرحلة، لايمكن للمعارضة تطوير أساليب النضال والوقوف في وجه الاستبداد وقمع الأمن للانتفاضة الشعبية السورية. وبدون تغيير العقلية التفكيرية القديمة لايمكن لهذه التنظيمات أن تواكب العصر وأن تستجيب لصوت الشعب والشارع المنتفض.
أو بمعناً آخر هل يمكن أن تدعي التنظيمات والشخصيات أنها تنظيمات وشخصيات معارضة، أو أن تتخذ من نفسها موقعاً للمعارضة، من دون أن تكون ذات عقلية وذهنية منفتحة على الآخر فكرياً وقومياً ودينياً ومذهبياً؟!!!
هل يمكن للتنظيمات والشخصيات المعارضة أن تنادي بإسقاط نظام الحزب الواحد، وترفع شعار بناء دولة مدنية تعددية ديمقراطية، وهي لاتعترف بالآخر فكرياً وقومياً، ولاتمتلك روح الديمقراطية؟!!!
هل يمكن للقوى التي لاتتعاطى بشكل موضوعي مع المستجدات على الساحة السورية والواقع الاجتماعي السوري، أن تشكل البديل للنظام الديكتاتوري؟!!!
هل يمكن للشعب أن يعقد الأمال على هذه القوى والشخصيات المعارضة لبناء مستقبل حر؟!!!
هل يمكن لهذه القوى أن تصبح قوى حضارية بدون أن تستوعب روح الزمن وتفهم روح الديمقراطية؟!!!
من خلال هذه الأسئلة إذا نظرنا إلى مواقف القوى والشخصيات التي تدعي المعارضة في فترة الإنتفاضة الشعبية، نراها تراوح في مكانها وتتخبط وتعقد المؤتمرات ولكن بدون نتيجة ملموسة، والسبب الرئيسي يكمن في عدم تغييرها الذهني وعقمها الفكري.
فالقوى العربية المعارضة والشخصيات ذات التوجه الاسلامي من خلال المؤتمرات التي عقدتها في الخارج انطاليا وبروكسل وأخيراً استنبول، قاموا بتهميش وانكار النسيج السوري وفي مقدمتهم الشعب الكردي. فما الفرق إذاً ما بين الفكر البعثي الشوفيني الاقصائي للكردي والفكر الاسلامي الاخواني؟ أو حتى لنقل مدى موضوعية قراءة هذا التيار للواقع الاجتماعي السوري و رؤيته لحقائق هويات مكونات المجتمع السوري. وهذا إن دلّ على شيئ، فهو يدل على عقلية وذهنية هذا التيار الاقصائي للآخر، وعدم تغيير فكره وبما تتطلبه المرحلة. وهذا مايولد في الأذهان السؤال التالي: هل يمكن لهذا التيار أن يمثل المستقبل في سورية، أو هل يمكن لهذا التيار أن يجعل المجتمع السوري يواكب الحضارة والتمدن، أم سيعيده إلى القرون الوسطى؟!!!
أما القوى والتنظيمات والشخصيات العربية القوموية واليسارية فلا تختلف عن نظرة البعث الشوفينية، حيث يعتبرون عروبة سورية شرط أساسي ولايمكن مناقشته. هذا التفكير العقيم وشعاراته الرنانة والخيالية ليست إلا انعكاس لعقلية عدم الاعتراف بالآخر.
بالنظر إلى التيارات المختلفة للمعارضة في سورية، نرى أنها بعيدة عن روح الزمن روح الديمقراطية، وبعيدة أيضاً عن لغة العصر، لغة الفهم والتفاهم والاستيعاب والتوافق والحل.
هذا ماينعكس أيضاً على واقع الأحزاب والتنظيمات والشخصيات الكردية أيضاً. أي أن النظام البعثي من خلال نصف قرن من حكمه القمعي أثر على المعارضة العربية والكردية بحيث جعل من الصعب خلق معارضة قوية وعدم تحولها إلى قوة اجتماعية. وهذا التأثير يتضح بشكل جلي من خلال أفكار هذه المعارضة التي لم تتعلم لغة الاختلاف والنضال في آن واحد، ألا وهو الحوار مع الآخر.



#لقمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روح الزمن -1-
- مؤامرةُ جراثيمٍ مندسة !!!
- إسقاط الإصلاح...!
- الشعب أسقط نظام الخوف
- مؤتمر أنطاليا والعمق التركي
- إلى البوعزيزي سورية الشهيد حمزة الخطيب
- لوحات وطن
- مسيرة البحث عن الحياة
- إرهاب الخوف
- أنتفاضة قامشلو نداءٌ للوحدة
- دموع نوروز
- أمبراطورية الذكور ومُستعمَرة الأنثيات
- اللغة الأم مفتاح المستقبل الأنساني
- عندما يصبح الأنسان حرية
- اللغة شيفرة هوية الفرد
- دستور حقوق الأنسان


المزيد.....




- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل
- تحقيق 7 أكتوبر.. نتنياهو وهاليفي بمرمى انتقادات مراقب الدولة ...
- ماذا قالت -حماس- عن إعلان كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لقمان محمد - روح الزمن-2-