هرطقة الحجارة

نعمة حسين الحباشنة

الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 08:29
المحور: الادب والفن
    

عندما ينام ضمير البشرية تحت أقدام أصنام مصنوعة من حجارة بلا ضمير ترحل الإنسانية نحو الهاوية ليستقر الجشع والطمع وترقص الأنانية رقصة المطر المشبع بغبار الفقر و الكراهية ؛ هناك تنثني أغصان الحب والأمل بشموخ مهزوز لجذور الفساد والاستبداد ...

فساد طال واستبد حتى أغرق الكون بظلام الخطيئة ولعنة منذ أزل التاريخ تطارد البشرية لعنة من حجارة تبيح رجم المظلوم لأنه لم يستتر ؛ وتنقش بماء الذهب اسم قاتل مستبد على أبواب حور عين وقصر من مرمر ؛ فساد ليس مثله فساد ولعنة لا تريد الرحيل ..

رقع من حجارة سجلت بين سطورها التاريخ ؛ يقولون أنها كانت مركب لنوح وتحجرت لتتحجر معها قلوب أصنام هي بقايا قوم لوط وصالح خرجت تهرول تبحث عن منفى ليكون المنفى هو الحجارة ...

حجارة صنع منها ثوار أحرار شعلة أضاءوا بها ليل ظلامهم ليسرقها عبيد ويصنعوا منها منجنيق يقتلوهم فيها ؛ حجارة ليست كالحجارة لأنها مخلوطة بلحم ودم ؛ لحم يباع ويشترى على أبواب صاحبات الرايات الحمر وتحت أقدام فساد سرق ماء العباد ودم أريق على قارعة الطريق لأن صاحبه رفض العبودية ...

حجارة من سجيل ونقوش بماء الذهب وصورة ؛ صورة تحكي عن حلم وعن حرية وعن لقمة خبز طرية لتسرق اللقمة طيور من أبابيل وتطبع النقوش على قلوب الخاطئين عقارب موشومة بوشم ضمائر تحجرت و قلوب سكنت المقابر ، عقارب نبت عليها عشب الخطيئة واللعنة استبدلت الضياء بالفوضى ليصيح من بين الخرائب شيطان ينادي بعالي الصوت : "ارحموني من خطاياكم يا بني البشر فما عادت لي قدرة على السكوت " ........


من (هرطقات من زمن الهروب ) / عمان الأردن / 24/7/20011

#نعمة_حسين_الحباشنة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل