أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة حسين الحباشنة - هرطقة الظلام














المزيد.....

هرطقة الظلام


نعمة حسين الحباشنة

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 07:11
المحور: الادب والفن
    


عندما يلعن الكفر الظلام ويتهم بالكفر كل من قال لا وبالصلاح كل من قال نعم ، تؤجج النيران المخبأة تحت الرماد عصبة من أصحاب المصالح المطردة ، يبكي الكفار العدالة ، ويرقص المؤمنين على أنقاض الحق من الفرح ، عندها تضيع الحقيقة ويختلط الحابل بالنابل لتردد على منابر الكفر ثلة من المهرطقين ، كيف السبيل إلى النور ومتى سيشرق فجر الحقيقة والغضب ؟؟


كفار يصرخون وسط براكين الغضب يطلبون الحق ؛ والحق مشرد بين بطون التاريخ ؛ تاريخ يحكي سيرة أبو زيد الهلالي ؛عنترة ؛ ناقة البسوس ؛ وشرف لم يكن في يوم من الأيام شرف ؛ مكارم قتل الأخ لأخيه انتصارا لناقة عرجاء ؛ وكراهية سكنت القلوب تكريما للبسوس الرعناء وفتيات ما زلن حتى هذه اللحظة يرتدين ثياب العار وينسجن من خيوط عذريتهن سفينة للنجاة ؛ فكيف لا تغرق سفينة العهر في طوفان الخطيئة وكيف لا يسود الظلم ويسحق الغضب ؟؟ ...

نسوة يرضعن أطفالهن الكراهية والعنصرية والفجور وفجار يأكلون الأخضر واليابس بأكاذيب تطاول السماء وبؤس متهم بالكفر ليكون الكفر هو الوسيلة وهو الفضيلة في عالم مشوه بكراهية فاجرة وعنصرية خبيثة ؛ فكيف يتلاقى الشرق مع الغرب وكيف ينام في أحضان الشمال الجنوب وكيف تتلاقى الفرحة مع الغضب ؟؟

دمعة تتدحرج على منحدرات وأخاديد محفورة في وجه طاغية كان ؛ تعلن عن ندم جاء على غفلة في ليلة من ليالي الزمان ؛ ترجو السماحة من مارد يحمل مصباح علاء الدين يحرق به قلوب كل من قال لا وينير به دروب كل من قال نعم ليزداد البكاء والعويل كلما كان الاعتذار أكبر ؛ ويبقى السؤال كيف ينام الندم في أحضان الظلم دون أن يتلوث وكيف يغفر الظلم غاضب إذا غضب ؟؟


مهمات مستحيلة ، قفازات مخملية ، ابتسامة مومس وكأس خمر هي كل ما يملك ذلك الفتى النائم تحت شجرة توت ينخر جذعها السوس وتتسلى بقرضها الأرضة وهي تحارب الموت ... قصص تقشعر لها الأبدان وأوراق توت تتساقط في كل مكان وكلما ارتجفت من الظلم الشجرة حتى لم يبقى إلا ورقة واحدة سقطت في كأس الخمر لينسكب ويسكب كل المواويل والقصص ويبدأ السؤال كيف يستر من كان عاريا وشما من القصص وكيف يمحى التاريخ وشم وشمته قصص الغضب ؟؟


ظلام ليس مثله ظلام يلف المكان ؛ قلوب تائهة وابتسامات كافرة حزينة تبحث عن الرحمة في قلوب أهل الظلام ليرتد صوتها بين الصخر والصوان فيتعالى الصراخ ويصاب كل الحاضرين بالصمم ... ضحكات مجنونة ، قرابين تذبح في معبد الأنانية على مائدة من يدفع أكثر ، صلاة استسقاء تبكي المطر خوفا من فجر العطش وأمطار تخاف البلل تنام بين أحضان عدالة إلهية تراقب عن كثب لتغص بالغمام السماء وينحسر وسط الظلام المطر ومازالت تبكي العدالة الكفر وتسجد للمؤمنين وجوه شاهت بالغضب ....


(نعمة الحباشنة / عمان / الأردن / 6/7/2011م / (هرطقات من زمن الهروب )



#نعمة_حسين_الحباشنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الأردن -بلطجية- وفي سوريا -حماة الديار- والمجد للدولار
- صك براءة
- رحيل الصمت
- سيادة الرئيس ! لملم كرامتك وارحل
- عندما ينطق رغيف الخبز تسقط كل الحروف
- هرطقة بلاد العجائب
- إلى أين تأخذنا كراهيتكم يا أصحاب العقول الرشيدة ؟
- دم فرات
- هللويا يا وطن الأغراب
- طفل مدلل
- جدائل السكر
- الى روح أمي
- حملة من أجل المطالبة باعطاء أبناء الأردنيات المتزوجات من غير ...
- هرطقة الذل
- هرطقة الغرور
- هرطقة طيور الجنة
- لوحتي الباريسية
- من أنتِ ؟؟
- إنتبه !! أنت في صفحة من صفحات المخابرات العربية
- هرطقة الظلم


المزيد.....




- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة حسين الحباشنة - هرطقة الظلام