أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - ضوضاء














المزيد.....

ضوضاء


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يمكن للسياسي أن يعيش بدون أزمة؟
لا، وكما أن المحارب يعرف جيداً أن نهاية الحرب تصيب أوسمته بالصدأ وتجعل ذكرياته بلا معنى وتحيله على التقاعد، يعرف السياسي جيداً أن أهم ما يجب عليه إتقانه هو فن صناعة الأزمة، على الأقل السياسي الشرقي، لذلك تجدنا نعيش داخل ضوضاء لا معنى لها.. ينطلق تصريح من هنا، فتنهال على أثره مجموعة هائلة من التصريحات من هناك، ونحن في (المنطقة الحرام) لا نعرف كيف نقي أجسادنا من رصاص وشظايا وحرائق هذا (الزعيق) المتبادل.
طيب، فهل يعيش السياسي داخل الأزمة؟
أيضاً لا، لأنه يصنعها فقط ليوقعنا بفخها، يطلق تصريحه عالي التردد ثم يذهب بعد ذلك لسريره الدافئ وينام هانئا مطمئناً، وربما يهاتف من جهته الـ(هنا) بعض أطراف الجهة الـ(هناك) ليعتذر لهم تشنجه ويشرح لهم كيف أنه كان محرجاً أمام ناخبيه مما اضطره للصراخ.. الأمر أشبه بالمسرحية، ولكل ممثل فيها دور محدَّد وحوار مكتوب سلفاً.
حدث ذات مرة أنني نزلت من طائرة في مطار إحدى الدول العربية، وكان من ضمن الركاب مجموعة من السياسيين، وبينما كنت في طريقي لأخذ الأمتعة سمعت بعض الركاب يتهامسون فيما بينهم وهم مندهشون، بسبب حميمية لقاء حدث أمامهم بين سياسيّينَ من العراقية وآخَرينَ من دولة القانون، كان الركاب يروون لبعضهم تفاصيل هذه الحميمية باستغراب مبالغ به. يسأل أحدهم الآخر: هل رأيت كيف أن (فلان) احتضن (علان) وقبَّله بحب؟ فيرد عليه صاحبه، نعم ولم أصدق عيناي!!.
عجيب!! ما الذي يدهشهم بالموضوع؟ سألت نفسي، ثم سرعان ما زال عجبي بعد أن تذَّكرت سبب اندهاشهم، فأنا الآخر لا أعيش داخل الأزمة، لأن مشاهد الحميمية بالنسبة لي مألوفة بين أعضاء الجهات المتحاربة. أنا لا أعيش داخل الأزمة بنفس الدرجة التي يعيشها بقية الناس، لأنني أعرف بعضاً مما يدور خلف الكواليس.
منذ سنة 2003 وإلى الآن ونحن نركب قطاراً يقوده مجموعة من السياسيين على سكَّة من الأزمات، ولو تأملنا بهذه الأزمات، لو فحصناها جيداً، فسنجد بأنها أزمات مفتعلة بإتقان يثير القرف. ضجيج.. مجرد ضجيج لا أول له ولا آخر: الطائفية، المحاصصة، التوافق، العمالة لدول الجوار، الفساد المالي والإداري، جرائم دعم الإرهاب والتستُّر عليه، وهكذا إلى آخر قائمة الأزمات. لكن، من هم الطائفيون؟ من المتحاصصون والمتوافقون والعملاء؟ من تورط بالفساد؟ من دعم الإرهاب وتستَّر عليه؟ من لم يشارك بتزوير الانتخابات؟ من لم يشارك بترهل الحكومة؟ من لم يخرق الدستور؟
ألم أقل لكم أصدقائي أن الأمر لا يتعدى الضجيج وأن الأدوار مرسومة والنص متفق عليه؟



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجيب؟!!
- كش ملك
- بارات أبي نؤاس
- مثقفون وفتّانون
- احتفال بالدم
- علامة استفهام
- إلى أن نعترف
- كراهيتنا سوداء
- وزارة حقوق الإنسان
- التيار الصدري
- سادتي الأفاضل
- ميدان ئازادي
- غناء في السياسة
- لحظة المصير
- سادة الشوارع
- لقاء الرئيس
- حزب الفيس بوك
- نريد أن نعرف
- مراسلو الفيس بوك
- الجياع يتجمعون


المزيد.....




- أبرز المشاهير ونجوم هوليوود في زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز ...
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يوجه رسالة لإيران بشأن المفاوضات - ...
- خان أمريكا ودخل السجن.. من هو نوشير غواديا مهندس طائرة الشبح ...
- روسيا تستولي على مستودع ليثيوم استراتيجي في أوكرانيا.. هل تن ...
- التطلعات الأوروبية في الخليج - مجرد صفقات سلاح؟
- مخرجات قمة الناتو في لاهاي في عيون الصحافة الألمانية والغربي ...
- السلوقي التونسي: كنز تراثي مهدد بالانقراض
- غرينلاند .. حين ينكسر الصمت
- -أطباء بلا حدود- تطالب بوقف مؤسسة غزة الإنسانية وسط اتهامات ...
- جامعتا هارفارد وتورنتو تضعان خطة طوارئ للطلبة الأجانب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - ضوضاء