أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي أبو ريا - الله يرحمك يا أيام الاستعمار! ولعنة الله على من اضطرني للترحم عليك!














المزيد.....

الله يرحمك يا أيام الاستعمار! ولعنة الله على من اضطرني للترحم عليك!


غازي أبو ريا

الحوار المتمدن-العدد: 3428 - 2011 / 7 / 16 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عام 1971م زار المرحوم الشيخ زايد، رئيس دولة الامارات، زار ليبيا، وكان القذافي حديث عهد في الرئاسة، ولم يتمكن بعد من تدمير انجازات ليبيا يومئذِ، وقال المرحوم الشيخ زايد وقتها، ليت دبي حيّاً من أحياء طرابلس، وبعد أربعين عاما من حرق زرع ليبيا على يد الثوري الوطني أصبحت طرابلس حارة تعيب دبي لو كانت ضمن حماها، طرابلس الثورة ذوت كوردة منعوا الماء عنها، وسمت دبي اللا ثورية أعلى وأعلى.
الحركات العربية الملقبة زورا بالوطنية، والمسماة كذبا باليسارية، والمنعوتة بهتانا بحركات العدالة الاجتماعية، أبت إلا أن تكلل وقاحتها بأن زعمت أنها اشتراكية الطريق، وأنها حركات تحرر وطني، وكل إنجازاتها الايجابية طردها للاستعمار الذي بدأنا نحن إليه بفضل سلبياتها في كل قضايا الوطن.
ما هي إنجازات قوى التحرر؟ ما أسهل الجواب! احمل قدميك، أو دع قدميك تتجولان بك في ربوع وطنك! انظر حولك، وشاهد بأم العينين كل نعم حركات التحرر العربية! عن يمينك زراعة متخلفة تُخجِلُ جدي وجدك وأجدادهما، وعن يسرك صناعة تُضحِكُ الأشوريين والفراعنة والكنعانيين لو أرسلنا لهم عينات مما نصنع، وأمامك أميّةُ تضرب في بلاد العرب وبلد قوى التحرر العربية أيضاً، وأينما نظرت رأيت بصمات التدمير الثوري، الفنُّ تراجع إلى حضيض الحضيض، والأدب في الدرك الأسفل من هذا العالم الذي لا نستهلك فيه من صنعنا إلا خطابات الثورة وأكاذيب ووعود قيادات الحركات الثورية.
وإن كان كلامي هذا، في عصرنا هذا، يغضب ثوريا حقيقيا ما زال تحت تأثير ديماغوغية الخطاب الثوري، فما على المتشككين بما أقول إلا أن يبحثوا عن عجوز ما زال عقله معه رغم الحكم الثوري ويسألونه عن الحياة في زمن الاستعمار مقارنة بشعوب العالم وقتئذٍ، وسيخبركم العجوز بما أُخبِرتُ به أنا، فقد كان الاستعمار الغريب يبني لنا مدارس، والحركات الثورية تُشدد على ضرورة تشييد المزيد من السجون لاستيعاب المشككين بالثورة وطريقها وعدالتها، ومن دخل السجن كان من موفوري الحظّ السعيد مقارنة بمن اختفى أو تبخّر لأسباب ثورية، والاستعمار عبّد الشوارع رغم شُحّ الزفت في ذاك العهد، لكن والحمد للأنظمة الثورية التي أشبعت شعوبها زفتا إلا على الطرقات، والاستعمار بنى مستشفيات وعيادات ليوفر لنا بعون الله صحة أفضل وسنين عمر أطول، لكن الاستعمار لم يبني لنا أقساما لعلاج الأمراض التي سيسببها العهر الثوري، والمغص الوطني، والإسهال التحرري، والفساد الاشتراكي، وأمراض متجددة على مدار الساعة بفضل التغيرات التي تُحدثها في الهواء أكاذيب الأنظمة الثائرة والأصوات والتعابير التي ضاق الهواءُ ذرعا بها والأشجارُ والجبالُ والترابُ، ولم تعُد للأرض شهيةٌ لإخراج الزرع، والغيوم تندم بعد كل زخة مطر من شدّة زخّ الكذب الثوري العربي.
تصوروا يا عرب! أو تذكروا يا ناس! تذكروا حين أصيب فاروق الشرع، وزير خارجية سوريا في ذلك الوقت، أصيب بوعكة قلبية في دمشق، أين عالجوه؟ نُقل على جناح السرعة إلى بيروت! وكانت بيروت ولبنان كلها تحت السيطرة السورية، تصوروا لو أن وزير خارجية إسرائيل يُنقَلُ للعلاج في مستشفى عربي في القدس! أو أن أوباما يُعالج في أفغانستان أو العراق!
أنا من الذين صفقوا للثورات العربية من بعث سوريا إلى ثورة الجزائر و"ثورات" ليبيا والعراق والسودان الانقلابية الى كل حركة شتمت الاستعمار وأمه وأباه، وأنا بدوري زدت في قائمة المشتومين كل أقارب الاستعمار وجيرانه وحتى الذين كانوا زملاءهُ على مقاعد الدراسة شتمتهم، ولما تعبت من الشتم، واهترأت كفاي من شدة التصفيق للخطاب الثوري، ولما انتبهت إلى الجوع والجهل والفساد المتراكم على شوارع الحركة الثورية، فتحت عينيّ، أصخت السمع، شغّلت حاسة الشم التي عطلها حماس التصفيق الثوري، تذوقت طعم الخطاب لأول مرة، فقد كنت أبلعه دون مضغ، وما زلت مندهشا من قدرتي الغابرة على بلع هذه الخطابات التي تعجز الحيتان عن بلعها، حين حدث كل هذا، ذرفت دموعا على نفسي وعلى شعبي، وعدت إلى الشتم، لكن المشتوم تغير وأصبح التحرر الوطني، لكن ودون قصد أو سبق إصرار، انزلقت دمعة من عيني، وسمعت دمعتي تقول: الله يرحمك يا أيام الاستعمار! ولعنة الله على من اضطرني للترحم عليك.

[email protected]



#غازي_أبو_ريا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفكرو الممانعة كالغرب، يكيلون بمكيالين
- شبيحة إعلام آل الأسد
- حين تصبح العدالة نقيضا للاستقرار
- سلفيون مع وقف التنفيذ الإسلامي
- !!!يا انظمة العرب المرعوبة -في الصيف ضيعت اللبن
- صدَّرنا الروحانيات للغرب، ولم نترك شيئاً للاستهلاك المحلي
- قبيلة آل سعود الارهابية ضد الارهاب؟!!
- وحرّم الله العنصرية على الشعوب، وأباحها لليهود فقط
- القذافي والعمودي، ضلعان لمثلث نحن قاعدته
- كارثة فلسطين باسامة بن لادن.. ما زالت مستمرة
- المسلمون في اوروبا رهائن عند الغرب ام عند بن لادن؟
- الانتخابات في ايران بركان خمد ام زلزال قادم
- محاولة بائسة لإثبات ان الرئيس ليس هو الله
- جنيف - صرخة ضمير في زمن العهر القومي والديني
- جامعة العرب عِلة وعالة، وتفكيكها واجب وطني
- كوكاسراب- بالمجان في أسواق القومجيين والدينجيين


المزيد.....




- إغماء مساعد طيار يترك طائرة في الجو من دون ربّان لـ10 دقائق ...
- نتانياهو يؤكد أن إسرائيل ستسيطر على قطاع غزة بالكامل
- السودان يترقب تعيين رئيس وزراء جديد من خلفية علمية واجتماعية ...
- مقتل شخصين وفقدان آخر إثر اصطدام قطار بعدد من المشاة شمال ول ...
- 5 أتراك من طاقم -أسطول الحرية- يعودون إلى بلادهم
- سرقة غير مسبوقة في مصر.. رئيسة جامعة تفقد ملايين الجنيهات وا ...
- سنوات إضافية في السجن لـ-أصحاب نفق الـ30 مترا- في ليبيتسك ال ...
- روسيا تستعيد طفلا آخر من أوكرانيا بوساطة قطرية
- الخارجية الإيرانية تكشف عن صعوبة المسار التفاوضي مع واشنطن
- نتنياهو: سنسيطر على كافة مناطق قطاع غزة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي أبو ريا - الله يرحمك يا أيام الاستعمار! ولعنة الله على من اضطرني للترحم عليك!