أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي أبو ريا - المسلمون في اوروبا رهائن عند الغرب ام عند بن لادن؟















المزيد.....

المسلمون في اوروبا رهائن عند الغرب ام عند بن لادن؟


غازي أبو ريا

الحوار المتمدن-العدد: 816 - 2004 / 4 / 26 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين بدأت سلسلة مقالاتي هذه، عن الحرب الكونية الخفية.. لم اتوقع برهانا قاطعاً على هذه الحرب يأتي بهذه السرعة، وذلك، اعلان بن لادن استعداده للهدنة مع اوروبا، مستثنيا امريكا.. وعدم قبول اوروبا لعرض بن لادن – كما هو متوقع – يؤكد ان الحرب على القاعدة مستمرة.

لكن الحرب على القاعدة، كما ذكرت سابقا، لا يمكن ان يديرها الغرب الا بحرب على المسلمين جميعا.. لأن القاعدة جيش سري، وهذا الجيش ينتشر في اوروبا وامريكا على الاخص.. وافراده من المسلمين، ولأن هذا الجيش بدون اسماء وعناوين، فإن كل مسلم يُصبح مشبوها وعنوانا حتى يُثبت هو براءته. وسيظل هذا المسلم مضطراً لاثبات براءته كل صباح، مضطرا لاثبات اخلاصة للدولة التي يسكنها صباح مساء.

فالحرب تدور اليوم في اوروبا وامريكا، من مسجد الى مسجد.. ومن حي اسلامي الى آخر.. ومن مدرسة اسلامية الى اخرى. القاعدة تحاول تجنيد متعاونين معها من مسلمي الغرب ومخابرات الغرب، تحاول اختراق كل مجموعة اسلامية، والتجسّس عليها من اجل افشال الضربة القادمة.

القاعدة من جهة ومخابرات الغرب، من جهة اخرى، اما ساحات المعارك فهي الجاليات الاسلامية في اوروبا. والجاليات الاسلامية في الغرب، لم تذهب الى هناك لاحتلال الغرب، بل رحلت من اوطانها بحثا عن عمل لم توفره لها بلادها الاسلامية، او هروبا من دول اسلامية قمعتها وهتكت عرضها، او هروبا من مجتمع اسلامي ينتهك كل خصوصيات الفرد ويتدخل في ملبسه ومأكله ومشربه وكيفية قضاء ساعات فراغه.. هذه الجاليات هجرت الوطن، لأنها اصبحت غريبة في اوطانها.. واستقرت حيث استقرت في الغرب.. وجدت العمل والحرية، وجدت ان للفرد قيمة.. وجدت ان هناك قوانين ودساتير تحميها، وطاب لها المقام.. واخذت تبني نفسها بهامات مرفوعة. تتظاهر، تطالب بقوة، ولا تخشى حاكما او إماما او مجتمعا يراقب حركاتها.. هذه الجاليات اتخذت طرائق تفكير مختلفة، وراحت تمارس حرية الفكر لتكون صورة حقيقية للتعددية الممنوعة في العالم الاسلامي.

وترى المسلم في وطنه يمارس هواية الطاعة للزعيم والإمام والمجتمع، وما ان تطأ قدماه الغرب حتى يتمرد على نفسه.. وعلى عبوديته السابقة، مع ان الارث الثقافي والاجتماعي الذي يحمله يظل مسيطرا عليه في قضايا المرأة.. فهو يريد هذا الغرب بكل فضائله، لكنه يخشى على زوجته وابنته من هذا الغرب.. وبالطبع يسمح لنفسه بأن يكون خطّاء بجريرة ابليس الذي حمله معه من الشرق ومهما كان التناقض الحضاري بين المسلم والمجتمع الاوروبي، فإن الجاليات الاسلامية في الغرب تفضل العيش في الغربة على ان تعود لأوطانها.. ولو فتح الغرب الابواب لكل مسلم بأن يهاجر اليه، لفرغت بلاد الاسلام من المسلمين. ولولا شحّ المال وقلّة التدبير عن الملايين الباقية في بلاد المسلمين، لوجدنا عشرات الملايين تتدافع على ابواب الغرب طالبة دخول جنته او الهروب من مخيم بلاد المسلمين.

المسلمون في الغرب، هم اكثر المسلمين حرية وثقافة وأمنا شخصيا واقتصاديا.. هم الفئة التي يحسدها المسلمون.. والمنطق يقول، بإن المسلم العاقل، يجب ان يشكر الغرب على استيعابه المسلمين وتأمين حرياتهم وتوفير العمل والحياة بكرامة.. والمنطق يقول، بأن المسلم المسؤول، يجب ان يتجنب أي عمل يورط المسلمين في بلاد الغرب، ويعمل بكل طاقاته لخلق مناخ في بلاد المسلمين يزاحم الغرب وينافسه، ويقطع الطريق على أي مسلم بأن يغادر بلاده واوطانه واهله..

ان القاعدة، والجماعات الاسلامية التي تدور في فلكه.. لا تقاتل من اجل المسلمين.. بل تقاتل المسلمين.. لأنها تقاتل الغرب الذي يحترم مواطنيه المسلمين، وتورطهم في قتال مع دولهم التي يعيشون فيها. وبدل ان تقاتل الانظمة الاسلامية التي تبدع في قمع المسلمين.. واليكم هذا المثال الحي الذي ما زالت احداثه طرية، استاذ الاعلام في جامعة سعودية، واسمه سعيد بن زعير، شارك في ندوة في قناة "الجزيرة" هاتفيا وحاول تبرير سلوكيات بن لادن، وحاول تفسير عمليات بن لادن زاعما بأنه (بن لادن) لا يقصد قتل المسلمين وان صادف وقتل منهم في عملياته، بالطبع، هذا كلام قد يصدر من جاهل مُضلل.. ومن العيب ان يصدر عن استاذ في الاعلام، لكن هذا الرأي، ولو كان سخيفا، يبقى مجرد رأي..
لكن السلطات السعودية والتي لا تاتيها سنة ولا نوم ضبطته بالجرم المسموع واعتقلته، اما ضيوف الندوة فكانوا مع الصوت والصورة.. وكانوا اكثر "مزايدة" منه، لكن، لم يسألهم احد.. ولماذا؟ لأنهم من المسلمين الذي يحق لهم حرية الكلام، ولا بد ان القارئ قد ادرك ان هؤلاء من جاليات المسلمين في الغرب.

وبالطبع، فإن السلطات السعودية، لم تفعل ذلك الا لمحاولات شتى يمارسها النظام السعودي لاقناع البيت الابيض بأنه يحارب القاعدة، لكن الغرب نفسه، لا يعتقل مسلما مواطنا لديه بشبهة كهذه. فكيف يطلب الغرب من دولة اسلامية اعتقال فلان المواطن في دولة اسلامية، لأنه قال "كذا" ولا يستطيع الغرب اعتقال علاّن المسلم المواطن الغربي الذي قال بالضبط كما قال "فلان"؟‍ وانا اعرف الجواب.. لكن.. ليت الجواب يأتي من عند عبد الباري عطوان.. محرر القدس العربي اللندنية؟‍

ليت هذه الشريحة التي تزعم انها مثقفة وواعية تتحرك حسَب املاءات عقلها وليس حسب المشاعر وحركة الرياح، فهل مصلحة المسلمين نقل المعركة مع الغرب الى بيوت المسلمين هناك، ام تجنيد المسلمين في الغرب لتجنيد حكوماتهم من اجل الضغط عليها للابتعاد عن الحكام والاقتراب من الشعوب؟

هل مأساة المسلمين في مجتمع غربي يحترم المسلمين، ام في نظام اسلامي شامل يقمع كل مسلم؟ هل توفير الحرية للشعوب الاسلامية يبدأ في تدمير الجاليات الاسلامية في الغرب، ام في تدمير العقلية الديكتاتورية الحاكمة في بلاد المسلمين؟‍

نعم.. ان اسامة بن لادن يلعبها جيدا.. اعلن خليفتنا الحرب على الغرب على حساب عشرات الملايين المسلمين في الغرب.. نغّص عيشهم.. وقتل "كذا" من الآلاف.. وقبل ان اقول بأن للحديث تتمة.. فإن تتمة هذه المقالة، غير قابلة للانتهاء الا بشيء من فلسطين.. واذا كانت الجاليات الاسلامية تعاني اليوم من بن لادن.. فشعب فلسطين الذي "حظي" بكوارث من الغرب والعرب والمسلمين يتمتع اليوم بسلسلة كوارث من مسلسل اسامة بن لادن، وليس الرنتيسي آخر ضحايا بن لادن.



#غازي_أبو_ريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات في ايران بركان خمد ام زلزال قادم
- محاولة بائسة لإثبات ان الرئيس ليس هو الله
- جنيف - صرخة ضمير في زمن العهر القومي والديني
- جامعة العرب عِلة وعالة، وتفكيكها واجب وطني
- كوكاسراب- بالمجان في أسواق القومجيين والدينجيين


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي أبو ريا - المسلمون في اوروبا رهائن عند الغرب ام عند بن لادن؟