أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي أبو ريا - حين تصبح العدالة نقيضا للاستقرار














المزيد.....

حين تصبح العدالة نقيضا للاستقرار


غازي أبو ريا

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 02:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألف وثلاثمائة عام ونيف مرت، وما زال الشيعة في العالم يجلدون أنفسهم حتى تثخنهم الجراح في ذكرى مقتل الحسين بن علي، والشيعة يجلدون أنفسهم ندما على عدم نصرة الحسين، وبكلمات أخرى بسبب خذلانهم له، وتركه يُذبح بأيدي الأمويين.
ولا تمر ذكرى مقتل الحسين بغير خطابات لقيادات الشيعة في العالم، وكذلك خطاب السيد حسن نصر الله، وهذه الخطابات تتحدث عن الظلم والعدالة، عن الغدر وعن التضحية، ورغم مئات السنين التي مرت، يرفض الشيعة وحزب الله نسيان الحدث، وكم فتنة مزقت الدولة العربية والإسلامية عبر التاريخ، بسبب الحركات الشيعية التي ظلت تنتصر لقضية استشهاد الحسين وعدالة قضيته رغم مرور مئات السنين.
لكن العدالة في مفهوم البعض ليست مصطلحا مطلقا، بل هي قضية انتقائية اختيارية، فلو أخذنا قضية اغتيال رفيق الحريري، وبالطبع لا اقارن بين الحدثين اطلاقا بل اتحدث عن مبدأ العدالة، والعدالة لا تحقق في هوية القاتل وأهميته الاجتماعية والدينية حتى تقرر قسوة العقوبة التي سينالها المجرم، العدالة هي القانون الذي يعرف الجناية بغض النظر عن المجني عليه، ويحدد العقوبة بغض النظر عن أصل وفصل الجاني.
لكن عدالة حزب الله، تبدو لنا اصبحت فوقنا جميعا، ومنذ حرب لبنان 2006، وحزب الله يتصرف وكأنه فوق المحاسبة، فوق الخطأ، وتحول نصر الله إلى إمام معصوم لا ينطق عن الهوى، ولا يزل لسانه، ولا يعرف الخطأ طريقا إليه. وحتى يضمن حزب الله إذعان الناس لمشيئته، بدأ يلوح بالعصا حيث لا ينفع الكلام، وعلى الناس أن يسعدوا بما يقرر حزب الله سواء أعجبهم القرار أو قض مضاجعهم، والصمت هو المطلوب وإلا....!!!!
حزب الله قرر لنا أن نؤيد بشار ونظامه، أن نؤيد القاتل من دمشق، من نفس المكان الذي انطلق منه قتلة الحسين بن علي ليعودوا برأسه على طبق!! وأن نشتم القتلى فهم مندسون ولهم امتدادات في الخارج، وهم أيضا – أي القتلى- عملاء لإسرائيل وأمريكا، وتيار المستقبل وساركوزي وبندر بن سلطان وحسني مبارك، باختصار شديد وضع نصر الله شهداء الثورة السورية في مكانة أشد الخونة عمالة، وكأنه يطالب بإعدامهم مرة أخرى.
أما نحن العرب فقد قرر لنا نصر الله أن نؤيد بشار ونظامه، ومن لا يقف مع بشار فقد وضعه السيد نصر الله مع الأمريكان والصهاينة، وبالطبع ليس لنا حق أن نسأل السيد لماذا قرر هكذا، وهل يسائل العبد سيده؟؟!! فأنا أتمنى محاكمة بشار ورحيل نظامه، وهذا الشعور يكفي لإدانتي بالعمالة لإسرائيل وأمريكا، مع أن مشاعري هذه لم أرثها، بل تغيرت وانقلبت منذ بدأ بشار ونظامه عملية القتل والقمع وإرهاب الشعب، بمعنى أن مشاعري انتصرت للضحية وللعدالة، فلماذا يصنفني حزب الله مع العملاء لأنني مع العدالة! وهل المطالة بالعدالة وبقصاص القتلة والمجرمين لا تنسجم مع مبادئ حزب الله!!
والأمر المضحك لولا عظيم الحدث، أن حزب الله يخير اللبنانيين بين العدالة وبين الاستقرار، وكأنه يقول لهم، إما أن تتنازلوا عن الوصول إلى الحقيقة في معرفة قتلة الشخصيات اللبنانية ومن بينها رفيق الحريري، أو أن لبنان سيصبح على كف عفريت!! وبكلماتأوضح، حزب الله يقول للبنان، ضعوا أصابعكم في أذانكم، وضعوا عصابة على أعينكم، وبالصمغ القوي أغلقوا أفواهكم، ويا كل لبناني، حزب الله يأمرك، إن قتل والدك اصمت! إن قتل ابنك اسكت! لا تبحث عن العدالة والحقيقة فهذه ليست من اختصاصك، حزب الله هو صاحب الإحتكار للحقيقة، لتوزيع الشهادات الوطنية، لتصنيف الناس، ودليل هذا الاستحقاق والاحتكار والامتياز هو الحرب مع اسرائيل، بمعنى أن حزب الله يستمد شرعيته من موقفه من إسرائيل فقط لا غير.
أعتقد أن حزب الله وحركة أمل وقيادتهما، يأخذون شيعة لبنان إلى أماكن لا تحمد عقباها، وكما يأخذ بشار العلويين إلى حيث يحقد الشعب السوري عليهم، ولا نعرف ماذا سيحدث إذا ميزان القوة مال، وكذلك، فإن الشعور بالقوة الذي ينتشي به قادة الشيعة في لبنان، يأخذ الشيعة في لبنان والمنطقة إلى أماكن من الكراهية وسط محيط من أهل السنة.
ومن الضروري أن نذكر بأن العدالة مفتاح الاستقرار والأمان والأمن، ومن يحاول طمس العدالة كمن يحاول إخفاء النور ونشر الظلام، ومن يبحث عن ألف حجة للتهرب من العدالة، فهو بهذا التهرب يزيد من الشبهات حوله، وبيده يضع الحبل حول عنقه، لكن الشبهات تصبح يقينا ولا تحتاج إلى أدلة أخرى، حين يحاول المشتبه به التهديد بإثارة القلاقل أو بالحرب إن اشتبهوا به!!
غريب يا زمان!! الحزب الذي عاش مئات السنين طالبا العدالة منتصرا للحسين بن علي، لا يخرج عن طوره في زماننا إلا إذا سمع لفظة "العدالة"!!!!!
[email protected]



#غازي_أبو_ريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلفيون مع وقف التنفيذ الإسلامي
- !!!يا انظمة العرب المرعوبة -في الصيف ضيعت اللبن
- صدَّرنا الروحانيات للغرب، ولم نترك شيئاً للاستهلاك المحلي
- قبيلة آل سعود الارهابية ضد الارهاب؟!!
- وحرّم الله العنصرية على الشعوب، وأباحها لليهود فقط
- القذافي والعمودي، ضلعان لمثلث نحن قاعدته
- كارثة فلسطين باسامة بن لادن.. ما زالت مستمرة
- المسلمون في اوروبا رهائن عند الغرب ام عند بن لادن؟
- الانتخابات في ايران بركان خمد ام زلزال قادم
- محاولة بائسة لإثبات ان الرئيس ليس هو الله
- جنيف - صرخة ضمير في زمن العهر القومي والديني
- جامعة العرب عِلة وعالة، وتفكيكها واجب وطني
- كوكاسراب- بالمجان في أسواق القومجيين والدينجيين


المزيد.....




- هل يولد المجرمون أشرارا؟
- 4 علامات مبكرة للخرف تظهر عند المشي
- هل يؤثر شرب الماء أثناء تناول الطعام على الهضم فعلا؟
- Yingmu تعلن عن نظارة ذكية لرجال الأعمال ومحبي السفر
- يحمل في الجيب.. -كلاشينكوف- تطور مرشحا صغيرا لتنقية الماء
- كوريا الجنوبية لا توافق على تسليم دباباتها الجديدة لأوكرانيا ...
- ماذا سيحدث لو تلقت الأرض إشارة من كائنات فضائية؟
- أين الخدعة في تهديدات ترامب ضد دول بريكس؟
- لوكيانوف: ليس هناك ما يدفع السلطات الجورجية إلى الانحناء أما ...
- ترامب يعلن مشاركته في أول حدث خارجي له منذ انتخابه


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي أبو ريا - حين تصبح العدالة نقيضا للاستقرار