أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - غازي أبو ريا - القذافي والعمودي، ضلعان لمثلث نحن قاعدته















المزيد.....

القذافي والعمودي، ضلعان لمثلث نحن قاعدته


غازي أبو ريا

الحوار المتمدن-العدد: 870 - 2004 / 6 / 20 - 06:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يقولون، بأن عقيد ليبيا، خطط لاغتيال ولي عهد السعودية الامير عبدالله. هل يعقل هذا؟ في الحقيقة كل حديث عن القذافي قابل للتصديق. فلو زعم احد ان القذافي ركب الجمل متجها نحو المريخ، لقلت: نعم، يفعلها.. ولو قالوا بأن العقيد وقع اتفاقية دفاع مشترك مع اسرائيل، لقلت.. يفعلها.. فالعقيد مجنون باعتراف عربي ودولي.
ولا نعرف كم دمعة سيذرف العرب، لو حقق العقيد مبتغاه.. - ان صحّت المزاعم – لكن من المؤكد، بأن الحدث كان سيأخذ اهتماما اعلاميا.. لكن الشعوب، الناس لن يشعروا بأكثر من اللامبالاة.. لأن مدى الحزن على انسان او زعيم يكون بقدر الفراغ الذي يتركه خلفه، واميرنا المذكور، وكغيره من قادة العرب لن يترك أي فراغ.. فهو، هو الفراغ بذاته والفراغ لا يترك فراغا ان رحل.
لكن الكشف عن محاولة الاغتيال المزعومة – ان صحّت – تحمل في حواشيها ابعادا خطيرة للغاية.. ولماذا؟ لأن احد المخططين هو مسلم عربي امريكي، في المؤسسة الحاكمة، وله حضوره في الاعلام الامريكي وحضرته، يمثّل الاسلام والمسلمين في الولايات المتحدة. وهو دكتور ايضا، هذا الرجل، وحسب الاتهامات والمزاعم، عمل قاتلا مأجورا عند القذافي.. وقبض على الحساب مبلغ 35 الف دولار، ضبطت في حقيبته.
هناك احداث يصعب تصور حجم تأثيرها، لذا من المفضل ان نبسطها حتى ندرك ابعادها، تصوروا، مثلا ان شوقي خطيب، هو الذي خطط مع القذافي لاغتيال الامير عبدالله او ان عبد المالك دهامشة او عزمي بشارة او احمد طيبي، او اية شخصية عربية معروفة؟! فاذا كان الدافع هو المال، فانها كارثة عظمى، ان يكون الزعيم قاتلا مأجورا وان كانت الدوافع ايديولوجية فالكارثة ادهى وأمرّ..
وكيف سينظر الشارع الاسرائيلي الى هذا المواطن الذي يمثل العرب.. ويحيك مؤامرات مع دول اجنبية تستهدف دولا اجنبية؟!! كيف سينظر الامريكيون الى هذا المسلم الزعيم والمواطن الامريكي الذي يخطط لعمل ارهابي؟! وكيف سينظرون الى كل عربي ومسلم لو ثبتت الاتهامات؟!
لقد هزّت احداث 11 ايلول امريكا.. لكن لم يشترك في هذه العمليات مواطنون عرب امريكيون. وهذا الامر خفف كثيرا على المسلمين هناك، ورغم ذلك، فقد عانى العرب والمسلمون في امريكا واوروبا ايضا من جراء احداث 11 ايلول. واصبحوا مشبوهين، ووجدوا عناية مكثفة اينما ذهبوا وكيفما تحركوا، اعتقل الآلاف وتم التحقيق مع عشرات الآلاف.. وباختصار فان العرب والمسلمين في الغرب يعرفون جيدا بأن الحياة تغيرت عندهم بعد 11 ايلول.. وبالطبع للأسوأ..
اما اذا صدقت مخابرات امريكا والسعودية.. وثبتت محاولة الدكتور عبد الرحمن العمودي، الزعيم العربي المسلم الامريكي لاغتيال ولي عهد السعودية. عندها اعتقد بأن كل عربي او مسلم في امريكا سيشعر بأن خنجرا دخل صدره.. بأن حياته تتحول الى جحيم.. بأنه سيكون مطاردا منذ الآن اكثر.. مشبوها اكثر.. مهمشا اكثر..
فاذا كان الدكتور الزعيم ارهابيا، فهل هذا المسلم العادي غير ذلك؟! اذا كان الزعيم يخطط للقتل والارهاب.. فماذا يوجد في دماغ هذا المواطن الامريكي المسلم؟!
جاليات العرب والمسلمين في الغرب، لم تترك اوطانها رغبة في الشتات والغربة، بل رحلت الى هناك لأسباب قاهرة.. وللزعامات العربية القسط الوافر في هذا الشتات القسري.. فضلوا الغربة على الوطن.. لأن الوطن نكّد عيشهم.. وقبلوا الغربة حتى من اجل العيش بحرية وكرامة.. ولا تتم هذه الا بغياب مسؤول عربي..
وها هو المسؤول العربي، الزعيم العربي.. يلاحقهم في الغربة، يتولى النطق باسمهم، يصبح رمزا لهم في بلاد الغربة.. وتتعرف الشعوب المضيفة عليهم من خلال طلاته التلفزيونية، وفجأة يكتشف المضيفون، بأن زعيم هؤلاء الغرباء الضيوف يمارس الارهاب ايديولوجيا!! فكيف يأمن المضيفون جانب هؤلاء الغرباء؟!!
واسمحوا لي ان اربط قضية الشيخ رائد صلاح ورفاقه مع الدكتور المسلم الامريكي عبد الرحمن العمودي، مع الفارق الهائل في الاتهامات.. لكن ادانة الشيخ رائد صلاح ستكون بعين المجتمع الاسرائيلي ادانة لكل عربي ومسلم في البلاد.. ادانته ستكون مصيبة على العرب في اسرائيل، لأن الشيخ رائد، ليس فردا في نظر المجتمع الاسرائيلي.. بل هو جماعة، هو موقف، هو عقلية، هو ايديولوجية المسلمين جميعا، هكذا يعتقد الشارع الاسرائيلي – لذا فإن ادانته مصيبة لنا جميعا.. لأن ذلك سيؤدي الى عداء الغالبية لنا، وتصعيد الحملة علينا، ويضطرنا الى بذل مجهود اكثر، ليس لنيل المساواة.. بل للحفاظ على مكاسب حققناها، فنترك لأجيالنا القادمة معارك اورثناها لهم، وكما ان ادانة الشيخ رائد ستكون مصيبة علينا جميعا فإن براءة الشيخ ستكون كنزا اعلاميا نشنّه على المؤسسة التي تمارس التمييز ضدنا.. والتي لا تشبع من التمييز، فتحاول الايقاع بقياداتنا ليس لتكريس التمييز فقط بل لتعميقه اكثر واكثر..
وليس حال المواطن العربي والمسلم في امريكا واوروبا افضل من حالنا لو دين الشيخ الدكتور عبد الرحمن العمودي، بالتآمر على الاغتيال.. فتعالوا نصل مرة لأنفسنا!! فقد صلينا على ابراهيم وآل ابراهيم من اسحاق حتى سليمان ويهوشع الذي حرث اريحا، وشارون الذي ما زال يرسل اسلحة القتل الى فلسطين.. تعالوا نصلي مرة خارج النص.
فإن الله يسمع كل همسة، ويعرف النوايا في الصدور.. وكل كلمة نلفظها طالبين من جلالته العون، هي صلاة.. تعالوا!! نطلب تبرئة الشيخ رائد صلاح.. نطلب تبرئة الشيخ عبد الرحمن العمودي الذي اعترف.. تعالوا نصل من اجل الحاضر والمستقبل.. من اجلنا واجل اولادنا!! تعالوا نصل من اجل قياداتنا حتى لا نخطئ!. من اجل الناطقين باسمنا حتى لا نتورط بأقوالهم وافعالهم!!
لكن، اهم من كل هذا، تعالوا مرة واحدة، نحاسب الشخص ليس بما يخرج من الشفاه واللسان.. تعالوا نحاسبه على الاعمال، زعامات المسلمين والمعارضة المنافقة والكاذبة جعلت اكثر من مليار مسلم اقل من فرنسا في الدخل القومي.. لأن الزعيم المسلم يتغنى بالإسلام.. ويواظب على الصلوات بتظاهر.. والمعارض المسلم يشق ثيابه حزنا على المسلمين ويبيعهم في اول صفقة دون تفاوض..
هذه الديماغوغية الدينية يجب وقفها لأن عبد الرحمن العمودي ليس حالة فريدة.. بل هنا آلاف النسخ الاسلامية منه.. تواصل تشويه المسلمين.. وضرب مصالحهم.. وتنغيص عيشهم.. وجلب الاذلال لهم من اجل حفنة دولارات. اما آن لعقل المسلم بأن يبدأ العمل؟!!!



#غازي_أبو_ريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارثة فلسطين باسامة بن لادن.. ما زالت مستمرة
- المسلمون في اوروبا رهائن عند الغرب ام عند بن لادن؟
- الانتخابات في ايران بركان خمد ام زلزال قادم
- محاولة بائسة لإثبات ان الرئيس ليس هو الله
- جنيف - صرخة ضمير في زمن العهر القومي والديني
- جامعة العرب عِلة وعالة، وتفكيكها واجب وطني
- كوكاسراب- بالمجان في أسواق القومجيين والدينجيين


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - غازي أبو ريا - القذافي والعمودي، ضلعان لمثلث نحن قاعدته