أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي أبو ريا - !!!يا انظمة العرب المرعوبة -في الصيف ضيعت اللبن














المزيد.....

!!!يا انظمة العرب المرعوبة -في الصيف ضيعت اللبن


غازي أبو ريا

الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الامور بخير، الحاكم بصحة جيدة والحاشية. كل شؤون البلاد منضبطة كالساعات السويسرية.. الملك يتفحص الرعية، والمخابرات تذبحهم في الاعياد والمناسبات الوطنية واحياناً تفعلها لوجه الله.. الطعام في كل مكان وزاوية في القصر.. والشعب يشم رائحة الشواء على بعد الف متر من القصر.. وعلى بعد الف الف كم من مركز المخابرات..
والشعب هادئ، استلقى على ظهره، توسد كفيه، ووضع ساقاً على ساق.. وقال بهمس: الى اين المساق؟!! الشعب يصغي لمليكه بشغف أمُ تسمع طفلها ينادي اماه!! ويقول آخرون.. ان الشعب يعشق الملك/الرئيس الى درجة الوَلَه.. فالشبع زاد عن حده، وملّ الشعب المنّ والسلوى.. فاشتهى البقل والعدس والبصل والشعير.. لأن رائحة الشواء تكفيه لما هو مثل الف عام.
الرئيس/الملك سعيد والشعب "سعدان" جداً.. وكل الخيرات توزع بالعدل، فلا فقير الا الفقراء، ولا غني الا الاغنياء، واحياناً يكون الشعب هو الفقير.. واحياناً اخرى يكون الملك وحاشيته هم الاغنياء..
واحياناً، يكون العكس تماماً، الملك وحاشيته هم الاغنياء.. والشعب هو الفقير.. وهذا التداول لا يحدث صدفة.. وليس ضربة حظ.. به هي قسمة عادلة وقّع عليها المفتي وحاشيته من رجال السلك الديني- طيب الله عمائمهم-.
وهذا السلك لا يفرق بين ملك وفقير.. بين وزير ومتسوّل.. بين قامع ومقموع.. هذا سلك العدالة.. يهنئ الشعب بحاكمه.. ويصلي لدوام العدل هذا ويتوعد الشعب بكثير من الجمر.. وطول مقام في سعير ان انحرف مرتد او فاسق ودخلت يقينه الظنون.
الامور اكثر من جيدة.. كل المثقفين عاقلون الا قلة اعترفت بشرها، وعاقبت نفسها بأن هاجرت الى بلاد الغرب والشمال، تتقلب بنار الغربة، تذوق جحيم الدنيا في بلاد الغرب علها تكفِّر عن عصيانها الملك والمفتي والشيخ.. وتحظى برضى الملك/الرئيس والشيخ والله في دورة الحياة القادمة..
لكن.. والحق يقال، المثقفون واعون لاهمية "الرأس" كعضو للبقاء، واحسنوا صنعاً حين طعموا رؤوسهم بترديد كلمات الشيخ فتحصنوا من مرض التفكير.. والتفكير كما تعلمون مرض لا علاج له في بلاد العرب، الا كعلاج الاسنان المهترئة.. لكن.. والحمد لله، فان مرض التفكير قد ينتهي اطلاقاً في بلاد العرب خلال سنوات قليلة.. في السعودية لم تكتشف في العام الحالي الا تسع حالات.. وكل المصابين تحت العلاج المكثف في مستشفى "الطاعة"، في قسم "الامراض الفكرية". ولم تكتشف في ليبيا اية حالة هذا العام.. وقد وضع وزراء الامراض الفكرية العرب خطة للتخلص من هذا المرض نهائياً.. حيث يتم حجر صحي على كل المرض في الربع الخالي.. لمنع انتقال العدوى.. وهذا بالضبط ما يجعل المنطقة العربية اكثر طاعة صحية..
ولا ابالغ ان قلت ان الامور ممتازة.. لأن الشعب اصبح اكثر حباً لله، واشد ورعاً ورأفة واكثر فهماً لمعاني الشهادة، واكثر دراية بدروب الجنة.. هناك صحوة مباركة في استرجاع المسيرة الاستشهادية في معارك الجمل وصفين... في ذلك الزمن.. توقفت الحرب بين المسلمين والعجم.. توقف الجهاد .. ومن تداعيات هذا الركود.. ان يموت الناس على الفراش.. وعندها، لا احد يضمن الجنة.. فكان لا بُد من الجمل وصفين.. لضمان جنة عدن للمتقين.. وعندها، تذابح المسلمون، وكلّ فريق يدفن شهداءه وينتظر يوماً اخر ليكون ذابحاً او مذبوحاً حتى يلحق بمن سبقوه الى الجنة.. واستدلوا على ذلك بأن الله في الاخرة ينزع ما في قلوبهم من غلّ.. ويصبحون على سرر متقابلين.. فما اروع ذلك!!! نلتقي في ساحة الوغى.. وسواء قتلتني او قتلتك فان جنة الله بانتظارنا.. وعلى هذا الاساس... القاتل والمقتول في النعيم.
والامية سنة محببة، تغني عن تعب القراءة والكتابة وهي قبل كل هذا "تدوّخ" العقل.. و"دوخان" العقل ضرب من السُّكر، والسكر حرام.. وبعلم القياس.. نحرّم الكتابة والتفكير والابداع..
سيدي زعيم العرب.. ملك العرب.. انت راضٍ جداً عن جهازك المخابراتي والتناسلي والحاشية. والشعب مغرم بأجهزتك الفتاكة.. حتى الطفل فينا يشيب من ذكر اسمك، وحاشيتك وكلابك المسعورة.. والحامل تجهض ان زارها كلب أثر اجهزتك الثورية..
كم عظيمة هيبتك!!! حتى الطيور هاجرت ارضك خشية طلعتك!! والازهار ذبلت امام جبروتك.. والمفتي الى جانبك، يعبد لك كل الدروب.. تفتح سجوناً، تنشر الفقر بسخاء.. تعمم الجهل على الشعب دون تمييز.. ويفتي لك الملتحي بأن الناس سواسية كأسنان المشط..
سيدي الرئيس الثوري!! الملك المعظم!! لحست حذاءك من اجل الوطن والخوف.. تباهيت بجهلي وفقري والجراح فوق ظهري من سياط زمرة القمع التي علفت لها كل اصناف الحبوب.. وكل هذا حملته.. تحملته.. غنيت لك "بالروح بالدم".. بعد ان مصصت دمي...
مدحتك سراً وعلانية خوفاً وجبناً. وما زالت ارقام احذية "زمرك" على وجوه الناس، هل تعرف يا فخامة الرئيس الثوري، بأن شعبك توزع الى خمس عشرة فئة.. كل فئة طبع على وجهها رقم حذاء من 38-52، وبالضبط حسب احذية وبساطير كلابك السائبة في الوطن.
سيدي الرئيس المذعور.. لماذا وجهك يميل الى الصفرة؟! لماذا انت مذعور؟! احقاً جاء من هو اظلم منك ليدوس على رقبتك؟!! احقاً اجتمعتم يا زعامة العرب.. وبحثتم عن مكان تختبئون فيه؟!! هل تبحثون عن حفر تختبئون فيها.. لن تنفعكم الحفر.. لانها لم تنفع احد زملائكم السابقين...
انصحكم.. ولوجه الله.. مع انكم لا تستحقون النصيحة.. اختبئوا في حاويات النفايات.. وبما انكم جهلة اوضح لكم اكثر. فأقول، اختبئوا في "براميل الزبالة".. لكن، اخشى ان يكتشفكم الجائعون الباحثون عن اي شيء يؤكل...
وعلى وجه الصحراء العربية.. يسود هرج ومرج.. وتعمّ الفوضى.. ويصرخ الرؤساء والملوك وحاملو السياط المصبوغة بالدم، ايها الشعب!! العدو قادم!!! العدو قادم!!!
ويواصل الشعب الاستلقاء، يلف ساقاً على ساقٍ يقهقه قائلاً "في الصيف ضيعت اللبن"!!!



#غازي_أبو_ريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدَّرنا الروحانيات للغرب، ولم نترك شيئاً للاستهلاك المحلي
- قبيلة آل سعود الارهابية ضد الارهاب؟!!
- وحرّم الله العنصرية على الشعوب، وأباحها لليهود فقط
- القذافي والعمودي، ضلعان لمثلث نحن قاعدته
- كارثة فلسطين باسامة بن لادن.. ما زالت مستمرة
- المسلمون في اوروبا رهائن عند الغرب ام عند بن لادن؟
- الانتخابات في ايران بركان خمد ام زلزال قادم
- محاولة بائسة لإثبات ان الرئيس ليس هو الله
- جنيف - صرخة ضمير في زمن العهر القومي والديني
- جامعة العرب عِلة وعالة، وتفكيكها واجب وطني
- كوكاسراب- بالمجان في أسواق القومجيين والدينجيين


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي أبو ريا - !!!يا انظمة العرب المرعوبة -في الصيف ضيعت اللبن