أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مصر فوق الجميع














المزيد.....

مصر فوق الجميع


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا فعلت بنفسك يا دكتور عصام شرف؟ ولماذا تضع نفسك - وتضع الثوار – فى هذا الموقف الحرج؟!
فأنت قد وصلت إلى كرسى رئيس الحكومة محمولاً على أعناق الثوار، وحصلت على شرعيتك من ميدان التحرير.
وبعد أن دخلت الامتحان وعشت تجربة الحكم جاءت النتيجة لغير صالحك، وهتف ضدك اليوم من امتدحوك بالأمس، وخسرت الاقتراع على الثقة بك من جانب الثوار. وإذا كنت تحتاج دليلاً على ذلك فما عليك سوى أن تمشى على قدميك إلى ميدان التحرير الذى لا تفصله عن مكتبك سوى خطوات معدودات، لترى بعينيك خيبة أمل الناس فيك بعد أن خذلتهم ولم تحقق الحد الأدنى من تطلعاتهم وطموحاتهم وآمالهم التى عولوا عليك فى تنفيذها.
وهذا يطرح أكثر من سؤال:
فلماذا يصر الدكتور عصام شرف على البقاء على رأس حكومة ترفضها غالبية الشعب، وهو الرجل الذى كان الانطباع السائد عنه أنه زاهد فى الحكم والسلطان؟!
ما الذى تغير وجعله يتمسك بالمنصب رغم أن المطالبة برحيله أصبحت شعاراً يرفعه أغلب الثوار؟!
وهل يرى أن مساندة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لاستمرار بقائه كرئيس لمجلس الوزراء يمكن أن تكون بديلاً عن القبول الشعبى وتأييد الثوار؟
وهذا السؤال الأخير ينقلنا إلى الضفة الأخرى من النهر حيث توجد المزيد من الأسئلة أيضاً.
أولها – لماذا ظل المجلس الأعلى للقوات المسلحة صامتاً منذ صباح جمعة الغضب الثانية، وبعد أن قرر التخلى عن هذا الصمت ظهيرة أمس الأول، الثلاثاء، أعلن استمرار دعمه لرئيس الوزراء الدكتور عصام شرف الذى تهتف الملايين مطالبة برحيله؟
لماذا يتمسك المجلس الأعلى بالاستمرار فى مساندة شخص يرفض الناس استمراره، وهل يضحى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتفاف الملايين من المصريين حوله من أجل شخص واحد، أيا كان هذا الشخص، علماً بأن "شخص" الدكتور عصام شرف خارج الموضوع تماماً، فهو رجل طيب ويتمتع بكل الخصال الحميدة، كما أن كاتب هذه السطور يكن له تقديراً عظيماً على الصعيدين الانسانى والأكاديمى.. لكن هذا شئ وأداءه كرئيس للحكومة، فى هذه الفترة الدقيقة والبالغة الحساسية، شئ آخر تماماً.

***
وعلى أى حال.. فإن النقطة السابقة ليست هى "العقدة"، فهى رغم أهميتها ليست سوى أحد العوامل "الذاتية". أما العوامل "الموضوعية" – والتى هى الحاسمة فى التحليل النهائى – فتتمثل فى التناقضات القائمة بين الثورة والسلطة، والتناقضات القائمة بين منهج "ثورى" وبين منهج "إصلاحى"، والتناقضات القائمة بين مشروع دولة مدنية ديموقراطية حديثة وبين مشروع دولة دينية.

***
وبين "الذاتى" و "الموضوعى" توجد "فرص" مثلما توجد "تحديات". والسياسة الناجحة والايجابية هى التى تستطيع تعظيم الفرص وتقليص التحديات.
ومن أهم التحديات الآن.. محاولات الوقيعة بين الشعب والجيش، أو تأزيم الموقف لدفع الأمور إلى حافة المواجهة بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبين الثوار. ولا يخفى على أحد من المستفيد من مثل هذه الصدامات، خاصة بعد أن أصبحت تحركات الثورة المضادة "على المكشوف" فى الأيام الأخيرة مدعومة بتباطؤ حكومة الدكتور عصام شرف وأخطائها.

***
والأمل .. أن تتغلب الحكمة ولغة العقل. وإذا كان البيان الأخير للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الصادر يوم الثلاثاء الماضى ليس فوق مستوى الجدال، وليس فوق مستوى النقد، فإنه يتضمن فى نفس الوقت بعض النقاط التى يمكن البناء عليها، من بينها تأكيد البيان على أن حرية الرأى مكفولة للجميع، ومنها التأكيد على استمرار الحوار مع شباب الثورة وكل القوى السياسية، ومنها إعداد وثيقة مبادئ حاكمة وضوابط لاختيار جمعية تأسيسية لإمداد دستور جديد ومنها التأكيد على إصرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة على تسليم البلاد لسلطة مدنية منتخبة.
وفى كل الأحوال فإن هناك محظورين يجب الانتباه لعدم الانزلاق إليها:
المحظور الأول هو الصدام مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة وإهدار أحد أهم شعارات الثورة التى أكدت أن "الشعب والجيش أيد واحدة".
والمحظور الثانى هو اغتيال الثورة والترصد للثوار ومحاولة الالتفاف حول المطالب الثورية التى كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة أول المؤيدين والحارسين لها منذ صدور بيانه رقم واحد.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل بعلم الوصول
- -باعة- الثورة!
- مبارك يخرج لسانه للشعب.. فى ميدان التحرير!
- قوم يا مصري
- أصول المهنة.. أولاً
- الدين لله والوطن للجميع .. يا ناس
- الثلاثاء الأسود
- الأرض والفلاح.. فى انتظار الثورة!
- مائة يوم ... -شرف-
- اللواء المهدى يخوض معركة الاعلام .. ب -رجل حمار-
- سابق و مخلوع بالثُلث
- مرحباً بكم... فى القرن الثامن عشر!
- ومازالت العدالة مرفوعة من الخدمة!
- الصحفيون قُطَّاع طرق!
- جامعة النيل.. لصاحبها أحمد زويل!
- إبن شربين -الطاهر-.. الشهير ب -محفوظ الأنصارى-
- العلمانية .. كثير من الملل قليل من العمل
- هل يأكل المصريون بعضهم بعضا؟
- رسالة من »الملدوغ« السوداني إلي »المخدوع« المصري (2-2)
- الوطن فى خطر .. يا ناس!


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مصر فوق الجميع