أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - إبن شربين -الطاهر-.. الشهير ب -محفوظ الأنصارى-














المزيد.....

إبن شربين -الطاهر-.. الشهير ب -محفوظ الأنصارى-


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 00:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما لا يعرف الكثيرون أن الكاتب الصحفى الكبير محفوظ الأنصارى كان يناديه أبناء مدينته شربين (دقهلية) باسم "طاهر"، تشبيها له بابن نفس البلدة المناضل المحترم طاهر البدرى صاحب السجل الحافل فى الكفاح من أجل الاستقلال والديموقراطية والعدالة الاجتماعية.
وهو بالفعل "طاهر" اليد واللسان.. فى زمن كانت فيه طهارة اليد وعفة اللسان عملة نادرة.
وقد أسعدنى زمانى بمعرفة كوكبة من نبلاء مصر.. فى مقدمتهم الأستاذ محفوظ الانصارى الذى كانت فترة عملى إلى جانبه، وتحت قيادته، فى جريدة الجمهورية واحدة من أجمل فترات حياتى المهنية.
ورغم أننى كنت من بين المغردين خارج السرب فى الصحافة القومية، الذين اختاروا – بإرادتهم- السباحة ضد التيار, فإن جمال شخصية هذا الرجل جعلنى لا أشعر بالغربة فى هذا المناخ الملبد بالرقابة والممنوعات والمحظورات .. التى تصل إلى حد وضع أقفال من حديد على أفواه السائرين ضد اتجاه الريح.
وعلى عكس الغالبية العظمى من المسئولين عن قيادة دفة الصحافة القومية فى تلك الأيام الخوالى كان محفوظ الأنصارى رجلا من طراز مختلف: ذكى، واسع الأفق، يدرك ان هناك فارقا كبيرا جدا بين "الدولة" و"النظام". ومن واقع إيمانه بأهمية الحفاظ على كيان الدولة كان يرى أن "النظام" ليس "مقدسا" وأن نقد سياساته وممارسات أقطابه ليس من المحرمات بل هو ضرورى لصالح "الدولة" وأمنها القومى.
وكان لى شرف أن أكون واحدا من فريق شكله محفوظ الانصارى ووضع أمامه مهمة كبيرة يمكن تسميتها بـ "مشروع نهضة مصر" فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومن خلال العمل فى هذا المشروع "القومى" – بحق وحقيق – شهدت "الجمهورية" ما يمكن تسميته بـ "حالة صحيان"، ويقظة مهنية، سرعان ما عبرت عن نفسها فى زيادة التوزيع إلى سقف المليون نسخة!
***
وبطبيعة الحال .. أتاح لى هذا المناخ فرصة التعرف أكثر وأكثر على الجانب الشخصى، والانسانى، للأستاذ محفوظ الأنصارى. فلمست ما فى هذه الشخصية الرائعة من تواضع حقيقى، ورقى، وتحضر، وثقافة، وتسامح، وقدرة على الحوار والتواصل مع الأفكار المخالفة والشخصيات "المناكفة" من أمثالى.
والعجيب أن "الحرب" على المشروع المهنى الذى حاول محفوظ الانصارى إرساء دعائمه فى جريدة "الجمهورية" لم تأتى من الخارج بل جاءت أساساً من داخل "دار التحرير", ووصلت هذه الحرب إلى درجة "اختطاف" الجريدة ذات يوم فى واقعة مشهورة وتفاصيلها مروعة.
ولم يفعل الرجل شيئا إزاء ذلك سوى أن يلزم بيته.
ولم تكن هذه الحرب تعبيرا عن خلاف شخصى فقط داخل جدران المؤسسة الصحفية، بل كانت فى عمقها تعبيرا عن صراع "سياسى" داخل نظام مأزوم، وفاسد، ومنحط، يفضل التعامل مع أشباهه ولا يطيق صبرا مع الرجال المحترمين، حتى لو كانوا أقلية، ويمكن ان يكون وجودهم الرمزى على "وش القفص" مفيدا له فى تجميل وجهه القبيح.
المهم.. أن محفوظ الانصارى خسر معركته داخل أسوار "دار التحرير" وتم "إبعاده" إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط، وكان مترددا فى قبول المنصب الجديد. وسألنا عن رأينا متمنيا أن نقول له: لا تقبل.
لكننا نصحناه وقتها بالقبول.. لان وجود شخص محترم فى أى موقع فى هذا النظام الفاسد والفاشل.. كان فى رأينا "مكسبا" لا ينبغى أن نفرط فيه بإرادتنا.
ووافق على رأينا متململا فماذا كانت النتيجة؟
أترك الإجابة للزميل، والصديق الدكتور عمار على حسن الباحث السياسى والكاتب الصحفى وأحد أبناء الوكالة الذى قال "سبع سنوات ظل فيها الانصارى رئيسا لمجلس الإدارة ورئيسا لتحرير الوكالة، لم نعرف أنه قد زاد مرتبه الاساسى أضعافا مضاعفة بغير سند من القانون كما فعل غيره، أو أثقل المؤسسة بأعباء جعلتها تئن من إعياء مالى جسيم.. ولم يكن الانصارى مزهوا بنفسه بل كان بسيطا، يخرج من المؤسسة متأبطا صحفا وكتبا كثيرة، ويقود سيارته بنفسه، ويرفض ما استمرأه غيره من إيقاف موظفى الأمن تشريفة له، أو قيام بعضهم بتوقيف المرور فى الشارع المؤدى الى المؤسسة وكأنهم ينظمون موكب وزير الداخلية".
وأختتم عمار مقاله الجميل باعتراف نبيل إذ قال "يا أستاذ محفوظ لقد كتبت يوما مقالا هجوتك فيه وكان فى يدك عقابى. وها أنا غير مكابر ولا معاند وبرغبة جارفة من زملائى الذين يتذكرونك الآن بكل خير وامتنان، أبدى لك اعتذار فى مقالى أفضل منه وليس فى يدك إثابتى"..
***
تذكرت هذا الموقف المحترم لزميلنا عمار على حسن وأنا ذاهب برفقة الزميل العزيز محمود نافع رئيس تحرير الجمهورية والزميلة العزيزة سمية أحمد زهرة بنفسج الجمهورية لزيارة محفوظ الانصارى بعد إجرائه جراحة قلب مفتوح.
ولعله ان يلبى نداءنا له بفتح غرفة تذكاراته وخزائن أسراره ويستأنف الكتابة مقدما شهادته على عصر بالغ العجب.. فهذا حق قراء "الجمهورية" وكل المصريين على "الطاهر".. محفوظ الانصارى.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية .. كثير من الملل قليل من العمل
- هل يأكل المصريون بعضهم بعضا؟
- رسالة من »الملدوغ« السوداني إلي »المخدوع« المصري (2-2)
- الوطن فى خطر .. يا ناس!
- قادة الجماعة الإسلامية في روزاليوسف : النحت حلال وروايات نجي ...
- إمبابة .. بدلاً من إريتريا
- الوجه الثاني لكارثة أبوقرقاص؟
- رسالة من »الملدوغ« السوداني إلي »المخدوعين« المصريين!
- مصر بعد مائة يوم .. ثورة
- أجهزة تكييف ل -فندق طرة- .. عجبى!
- أسيوط: قصة مدينتين
- أعراض قناوية
- مصير مبارك .... الغامض!
- مبارك .. الذي لا يتعلم
- وقاحة بلا حدود:خرافة إخراج مبارك من «بيت الطاعة»
- ما أحلي الرجوع إليه .. العودة إلي -بيت العائلة-
- أرفع راسك فوق أنت فى روز اليوسف
- رسالة عاجلة إلي عصام شرف وعمرو عزت سلامة ..»إعدام« جامعة الن ...
- ثورة علي ظهر سلحفاة!
- الناس يتساءلون: هل تعرضت ثورة 25 يناير.. للاختطاف؟!


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - إبن شربين -الطاهر-.. الشهير ب -محفوظ الأنصارى-