أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - رسالة عاجلة إلي عصام شرف وعمرو عزت سلامة ..»إعدام« جامعة النيل.. لماذا؟!















المزيد.....

رسالة عاجلة إلي عصام شرف وعمرو عزت سلامة ..»إعدام« جامعة النيل.. لماذا؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 19:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الثورة - بحكم التعريف - هي أعلي مراحل الإرادة الانسانية لتغيير حياة الناس إلي الأفضل، واكتساح العقبات والحواجز التي تعرقل هذا التغيير.
والثورة بهذا المعني هي الحلم الأكبر للشعوب الرازحة تحت نير الاستبداد والفساد.
والخوف هو أن يتحول »الحلم« إلي »كابوس«، وأن تتحول الثورة إلي »قميص« يرتديه البعض من أجل تحقيق غايات وأهداف معادية لكل ما قام الثوار من أجل انجازه.
ولا تختلف النتيجة كثيرا إذا كانت اساءة استخدام شعارات الثورة تحدث بحسن نية، فالطريق إلي جهنم - كما هو معلوم - مفروش بالنوايا الحسنة.
وللأسف الشديد فإن هذا ما يحدث هذه الأيام، حيث يتم ارتكاب العديد من الجرائم باسم الثورة.
وإحدي هذه الجرائم عنوانها العريض هو »جامعة النيل«.
وجامعة النيل - كما هو معروف - جامعة بحثية خاصة غير هادفة للربح.
جامعة تختلف عن الجامعات الأخري لأنها لا تعتمد فقط علي »تلقين« المعرفة وانما تعتمد أولا وقبل كل شيء علي »خلق« المعرفة الجديدة واستخدامها في الابداع والابتكار وربطها باحتياجات البشر والاقتصاد.
ومع ذلك فإنها تتعرض الآن لعملية أقل ما يمكن أن توصف به أنها عملية »اغتيال«.
والسبب - باختصار ودون لف أو دوران - هو ارتباط نشأتها باسم الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، وآخر رؤساء حكومات الرئيس السابق حسني مبارك.
ولا يعنيني في هذا المقال الدخول في تفاصيل هذه العلاقة، والتمييز بين ما هو حقيقي وما هو زائف في هذه العلاقة الملتبسة.
صحيح أنه أحد أقطاب النظام السابق، وبالتالي فإنه يجب أن يخضع للمحاسبة علي أي تجاوزات سياسية أو إدارية أو مالية خلال الفترة الطويلة التي جلس فيها علي كرسي رئيس حكومة مصر، لكن هذا شيء وهدم أي شيء تم في عهده شيء آخر.
فإذا كان هو صاحب فكرة انشاء جامعة النيل، أو أسهم بشكل أو آخر في اقامة هذه الجامعة، فإن هذا لا يعني تلقائيا هدمها وتقويضها لهذا السبب، بل يجب ان نسأل: هل هذه الجامعة تقدم اضافة إلي المؤسسة الأكاديمية المصرية، والمجتمع العلمي المصري، والاقتصاد الوطني، أم لا؟!
والاجابة هي أن جامعة النيل يعمل بها نحو 40 عالما مصريا تم استقطابهم من الخارج والداخل، وقاموا بنشر أكثر من 700 بحث خلال السنوات الأربعة الماضية، منها أكثر من 250 بحثا من جامعة النيل مع طلبة الدراسات العليا من شباب مصر، كما أنشأت الجامعة العديد من البرامج المتخصصة للماجستير في تخصصات جديدة، بعضها ليس له نظير في الجامعات المصرية، ويدرس بها 285 طالبا مصريا في الدراسات العليا من أوائل الجامعات المصرية، وقدمت الجامعة أكثر من 500 منحة دراسية منها 102 منحة دراسية في العام الحالي ما بين 40 و100% من قيمة المصروفات، وأكثر من 160 منحة كاملة للطلبة الباحثين في مراكز البحث العلمي والتطوير وتشمل جميع المصاريف ومرتبا شهريا للباحثين، وتم تخريج الدفعات الأولي حيث حصل علي درجة الماجستير أكثر من 120 طالبا، وحصل 25 من خريجي الجامعة علي منح كاملة للدكتوراه في كبريات الجامعات الأمريكية والأوروبية علي نفقة هذه الجامعات، وحصل عدد كبير من الطلاب علي جوائز عالمية ومنح دراسية قصيرة للدراسة بجامعات وشركات عالمية بتمويل من هذه الهيئات.
ويعمل الباحثون في 6 مراكز للأبحاث في مجالات بالغة الأهمية، من بينها مركز لتكنولوجيا »النانو«، وآخر لعلوم المعلوماتية، والتنافسية وريادية الأعمال والابداع والابتكار.
وكل مركز بحثي مجهز ببنية تحتية علي المستوي العالمي، كما أن جميع المشاريع البحثية تمول من خلال نظام تنافسي لهيئات دولية ومحلية وشركات عالمية مثل جوجل ومايكروسوفت وجنرال موتورز وانتل.. الخ.
وجميع المشروعات البحثية تتم في اطار يعمل علي ربط الجامعة مع شباب العلماء المصريين المغتربين، والجامعات العالمية الكبري مثل هارفارد وجون هوبكنز وامبريال كوليدج وغيرها، والجامعات الحكومية المصرية بالاضافة إلي مراكز الأبحاث والمؤسسات الوطنية مثل المعهد القومي للأورام ومؤسسة الدكتور مجدي يعقوب ومركز بحوث الهندسة الوراثية، والصناعة المحلية والعالمية.
***
هذه الانجازات التي تحقق الكثير منها بالفعل تأتي في اطار »رؤية« شاملة تستهدف أن تصبح جامعة النيل جامعة بحثية ذات مكانة عالمية، لها رسالة واضحة هي الاسهام في نمو الاقتصاد القومي من خلال دراسة تطبيقات التكنولوجيا التي من شأنها أن تخدم مصر، وارساء عملية تعليمية رائدة وبحث علمي مصري متميز، وأن تصبح الجامعة جزءا من مدينة تكنولوجية تدعم بناء الكفاءات والقدرات لتطوير مصري، وتقوم بتخريج رواد أعمال ومديرين في مجالات التكنولوجيا يستوعبون الطبيعة المتغيرة للتكنولوجيا علي مستوي العالم، فضلا عن تحفيز تنافسية قطاع الأعمال المصري من خلال ترويج البحوث التطبيقية والشركات الناشطة في مجالات التكنولوجيا، ومساندة الدولة في كل ما يخص التكنولوجيا من تحديد سياسات أو وضع أجندات عمل قومية، وايجاد بيئة تسمح بتداول الأفكار من خلال التعاون المشترك ما بين الجالية المغتربة والجامعة وغيرها من الجامعات المحلية والدولية.
***
ونحن لا نتحدث هنا عن أفكار وأرقام مجردة، وانما نتحدث أولا وقبل كل شيء عن عدد من أبرز العقول المصرية المتميزة، كانوا يعملون في أرقي الجامعات ومراكز البحوث العالمية.
هؤلاء تركوا الحياة الرغدة في أمريكا وأوروبا وجاءوا إلي مصر بهدف المشاركة في تغيير وجه الحياة في الوطن استنادا إلي ذخيرتهم من العلم والتكنولوجيا والمعرفة الحديثة.
ووراء كل واحد من هؤلاء العلماء، الشبان وغير الشبان، قصة تستحق أن نتتبع تفاصيلها كي ندرك أصالة أبناء هذا الشعب ومدي عشقهم لتراب الوطن قبل 25 يناير وبعده.
***
ومن العبث أن يتم اهدار هذا كله بقرار أقل ما يمكن ان يوصف به أنه قرار غير مدروس، أصدره رئيس الوزراء السابق الفريق أحمد شفيق في فبراير الماضي بنقل الأرض والتجهيزات والأصول - بما فيها التبرعات - الخاصة بجامعة النيل إلي صندوق تطوير التعليم، وهو قرار يعني - في التحليل النهائي - »إعدام« جامعة النيل.
***
والتبريرات »الرسمية« التي قيلت حتي الآن لتبرير هذا القرار غير محددة المعالم والمنطلقات.
ولعل أكثر هذه التبريرات شيوعا أن الدكتور أحمد زويل سيتولي زمام الأمور - استنادا إلي البنية التحتية التي أنشأتها جامعة النيل - لاقامة مشروعه الأصلي الذي جاءت جامعة النيل لتحل محله.
وهذا تبرير ساذج وغير مقنع، لأن المشارع البحثية لا يحل أحدها محل الآخر، ولا يغني بعضها عن البعض الآخر فما بالك أن يأتي علي أنقاضه!
والمعامل والتجهيزات البحثية ليست مجرد آليات قابلة للاستخدام في أي مشروع بحثي، لأن كل مجال علمي له متطلباته التي تختلف اختلافاً جذرياً في بعض الحالات. وبالتالي فإن معامل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ـ مثلاً ـ لا تصلح علي الإطلاق لبحوث ودراسات الفيزياء والكيمياء وخلافه.
فاذا كانت هناك نية صادقة للاستفادة من خبرة الدكتورة أحمد زويل فلماذا يكون ذلك بالضرورة علي أشلاء جامعة قائمة وتؤدي دوراً يمكن ـ ويجب ـ تعظيمه؟
وأما التبرير السياسي.. الذي يقول إن هذه الجامعة أنشئت في ظل النظام السابق وبمبادرة من الدكتور أحمد نظيف شخصياً.. فإنه عذر أقبح من الذنب.
فهل نهدم مترو الانفاق مثلاً لأنه أنشئ في عهد النظام السابق؟!
هذا إهدار عبثي للمال العام الذي خرج الثوار يوم 25 يناير للمطالبة بوقفه والمحاسبة عليه، ضمن قائمة مطالب الثورة المجيدة.
ومن العبث أن يحاول البعض استغلال اسم الثورة لتمرير عمليات تخريب حقيقية لمنجزات تحققت بعرق المصريين وأموالهم.
تصوروا مثلاً أن الزعيم الوطني سعد زغلول جاء بعد ثورة 1919 وقال إن التبرعات لإنشاء الصرح الأكاديمي المعروف الآن باسم جامعة القاهرة جاءت من الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل وغيرها من أفراد الأسرة المالكة وشخصيات بعضها غير مقبول من الحركة الوطنية.. وبالتالي فإنه سيقف بالمرصاد لإنشاء الجامعة المصرية؟!
إنه عبث يجب وقفه في الحال.. وهذه رسالة مفتوحة إلي كل من الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وكل جنرالات المجلس الأعلي للقوات المسلحة، من أجل إعادة النظر في قرار الفريق أحمد شفيق الخاص بجامعة النيل.
والدكتور عصام شرف لا يحتاج إلي من يقول له ما هي أهمية وجود جامعة بحثية ـ مثل جامعة النيل ـ في مصر، لأنه هو شخصياً أكاديمي مرموق وهو واحد من أفضل علماء الطرق في العالم، قبل أن يكون رئيساً للحكومة.
والدكتور عمرو عزت سلامة ليس أستاذاً جامعياً فقط، بل إن مسئوليته الوزارية هي تدعيم البحث العلمي وليس هدم أحد صروحه!
والمجلس الأعلي للقوات المسلحة يعرف أكثر من غيره أهمية العلم والبحث العلمي، اللذين كان من المستحيل بدونهما تحقيق ملحمة السادس من أكتوبر عام 1973.
.. ويا إخواننا في مجلس الوزراء.. وخارج مجلس الوزراء.. نرجوكم أن تحذروا من خلط الأوراق.. فالطريق إلي محاسبة رئيس وزراء حسني مبارك، الدكتور أحمد نظيف، وهي المهمة التي لم تبدأ ولم تظهر لها بوادر حتي الآن، لا يمر بالضرورة بهدم جامعة النيل اليوم.. وردم نهر النيل غداً.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة علي ظهر سلحفاة!
- الناس يتساءلون: هل تعرضت ثورة 25 يناير.. للاختطاف؟!
- منغصات سخيفة لا تفسد العرس الديمقراطي.. لكنها تستوجب المساءل ...
- جودت الملط وعصام شرف: كبرياء العتاب.. ونبل الاعتذار
- لماذا يكره الناس مباحث أمن الدولة؟
- عصام شرف ومهمة إنقاذ الوطن
- ما رأى المجلس الأعلى والفريق شفيق فى تصريحات وزير الداخلية و ...
- الثورة.. »المفخرة«
- »موضة« الموت حرقاً!:بيانات سياسية بالأجساد
- قانون تغريبة زين العابدين: الخبز بدون حرية وبلا كرامة.. لا ي ...
- المرجئة!
- ثلاثية خروج مصر من فخ الطائفية
- هل أصبح ل»القاعدة«.. قاعدة في مصر؟!
- مصر .. على حافة المجهول
- حائط برلين لا يزال قائماً!
- الورطة!
- أربعاء الغضب -الأعمى-
- تقرير نبيل عبدالفتاح.. أفضل رد علي تقرير هيلاري كلينتون
- دليل الصحفي النزيه .. للوصول إلي قلب القارئ الذكي
- فوضى خصخصة الأثير.. فاصل ونواصل


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - رسالة عاجلة إلي عصام شرف وعمرو عزت سلامة ..»إعدام« جامعة النيل.. لماذا؟!