أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - دليل الصحفي النزيه .. للوصول إلي قلب القارئ الذكي















المزيد.....

دليل الصحفي النزيه .. للوصول إلي قلب القارئ الذكي


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 15:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتخابات مجلس الشعب علي الأبواب. ومع اقتراب موعدها ـ مثلما هو الحال مع كل الانتخابات الأخري ـ يدور الجدل حول دور الصحافة والإعلام بهذا الصدد ومدي التزامهما بالنزاهة والموضوعية.
وتعودنا في كل الانتخابات السابقة أن تشتعل علي صفحات الجرائد وعلي شاشات الفضائيات والقنوات التليفزيونية معارك لا تقل سخونة عن حروب السنج والمطاوي والبلطجية والفتوات وشراء الأصوات والتجارة بالأديان في اللجان الانتخابية بين المرشحين وأنصارهم. ثم بعد أن »ينفض« المولد وتعلن النتائج تنقسم الصحف ووسائل الإعلام الأخري إلي فسطاطين الأول يتغني بـ »عرس الديمقراطية« الذي عاشته البلاد، والثاني يذرف الدموع ويلطم الخدود، ويشق الجيوب، علي »مأتم الحرية« الذي جسدته نفس الانتخابات التي امتدحها المعسكر الأول.
وفي ظل هذا الانقسام »الرأسي« ـ إذا جاز التعبير ـ اعتدنا أيضا علي ظهور انقسام أفقي، في الساحة الإعلامية والصحفية، وتنابذ بين الصحف القومية وبين شقيقاتها الحزبية والخاصة، وتلاسن موازٍ بين قنوات التليفزيون المملوكة للدولة وبين القنوات الخاصة.
ونتيجة لهذا الاستقطاب الحاد يبدو المشهد العام وكأننا إزاء بلدين مختلفين تماما وليس بلدا واحدا اسمه »مصر«.
ومن هنا طرحت نفسها بشدة مشكلة كيفية تناول الصحافة والإعلام للانتخابات وتكرر الحديث عن هذه المسألة في كل مرة تجري فيها انتخابات في مصر علي أي مستوي، وكأننا إزاء دائرة جهنمية مغلقة بالضبة والمفتاح نجتر فيها اليوم ما قلناه العام الماضي والعام الذي قبله، والعام الذي سبق العام الذي قبله بخمسين سنة!
واليوم بدأت نفس الاسطوانة المشروخة في الدوران الأجوف، لكن الجديد ـ والحمد لله أن هناك شيئا جديدا ـ هو مبادرة رائعة لمؤسسة الأهرام بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية أسفرت عن إصدار دليل إرشادي للصحفيين والإعلاميين لتغطية صحفية وإعلامية عادلة ودقيقة ومتوازنة تعزز القيم الديمقراطية وتشجع الحوار والنقاش والمتابعة كما تقول د. هويدا مصطفي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة والمحرر العام لهذه المدونة المهنية والأخلاقية التي صدرت في كتاب بعنوان »الإعلاميون والانتخابات«.
ويتكون الدليل من أربعة فصول، الأول يستعرض النظام الانتخابي في مصر، والثاني هو بيت القصيد نعني دليل الإرشادات الصحفية والإعلامية للانتخابات والثالث يضم ملاحق ووثائق بالغة الأهمية تمثل أساسا معرفيا لأي صحفي أو إعلامي يشارك بصورة أو أخري في تغطية الانتخابات أما الفصل الرابع فيتناول عددا من النماذج الدولية التي يمكن الاستفادة منها في تطوير المهارات الصحفية والإعلامية لضمان تغطية مهنية واحترافية للانتخابات.
وهو بهذا المعني »مرجع« بالغ الأهمية يأتي ليلبي احتياجا ملحا، ويصدر في وقته المناسب تماما.
ولتوضيح هذه الأهمية الاستثنائية لصدور تلك المدونة المهنية والأخلاقية عشية انتخابات مجلس الشعب يكفي أن نلقي نظرة علي معايير التغطية الصحفية والإعلامية للانتخابات كما وردت بالمدونة فنجد تأكيدا علي أن التغطية الصحفية والإعلامية المتوازنة والمسئولة للانتخابات تعتمد علي الالتزام ببعض المعايير والضوابط المهنية والأخلاقية التي يرصدها هذا الدليل لتكون مرشدا لكل صحفي وإعلامي معني بتغطية العملية الانتخابية بأبعادها المختلفة.
وهذه المعايير تشمل:
ـ التوازن
ـ عدم التحيز
ـ مراعاة الدقة
ـ النزاهة
ـ أخلاقيات التعامل مع المصادر
ـ حق الرد والتصحيح
ـ احترام حق الخصوصية
ـ أخلاقيات نشر الإعلانات
ـ عدم التجهيل
ـ عدم المساس بالأديان واستغلالها
ـ أخلاقيات نشر الصورة
ـ احترام حقوق الزمالة
ـ استطلاعات الرأي العام
ـ الضوابط القانونية للنشر والإعلام
ـ الضوابط القانونية لمواجهة الجرائم الانتخابية
ولا يكتفي الدليل بوضع هذه العناوين وإنما يقوم بالتعريف التفصيلي بكل منها وضرب أمثلة عملية من واقع المعالجات الصحفية والإعلامية لانتخابات سابقة.
فمعيار التوازن مثلا يعني عرض جميع الأبعاد والرؤي والتفسيرات لحقائق الحدث أو القضية وإن تعارضت مع آراء الصحفي أو الإعلامي ويتصل التوازن بأخلاقيات السياسة التحريرية والإعلامية لوسائل الإعلام وتعكس هذه السياسة رؤي ملاك الوسائل ومصالحهم، ومن هنا تأتي قضية التوازن كقضية أخلاقية بين عرض أبعاد الحقائق كاملة من كل وجهات النظر وإن شكل ذلك تعارضا مع رؤية المالك والمحرر. وتأخذ انتهاكات التوازن في وسائل الإعلام أشكالا عديدة منها طرح وجهة نظر واحدة للموضوع، والمبالغة في وصف النتائج وتأجيج العواطف في طرح القضايا الجدلية والتعميم دون سند.
السؤال المهم بهذا الصدد هو ما موقف الصحف والوسائل المملوكة ملكية عامة من قضية التوازن؟
الإجابة كما تطرحها المدونة المهمة هي: إن التوازن يعني هنا إتاحة الفرصة لجميع الأحزاب والمرشحين لعرض برامجهم ووجهات نظرهم من خلال المساحة العادلة والتوقيتات المناسبة لنشر المعلومات عن الحزب والمرشح دون تمييز في مساحات أو أماكن أو طريقة إبراز مميزة أو توقيتات ذروة أو ملاحقة خاصة لحزب أو مرشح بعينه.
ويضاف إلي ذلك مناقشة موضوعية تسمح بطرح وجهة النظر، أي أن التوازن ليس فقط مساحة ولكن وصول وجهة النظر للجمهور بشكل متواز، والتيقن من التعرف علي وجهات نظر كل الأطراف المشاركة في الانتخابات ويأتي التوازن هنا من خلال كل الأشكال التحريرية وليس من خلال الأخبار وحدها فهناك مثلا ضرورة الالتزام بالتوازن في الوسائل المملوكة للدولة من خلال:
ـ مقالات رؤساء التحرير وكتابها.
ـ المقالات الافتتاحية للصحيفة.
ـ التغطية الإخبارية للصحيفة بكل أشكالها، وعلي وسائل الإعلام المملوكة ملكية عامة ألا تتحيز في تغطيتها لمصلحة الحزب الحاكم أو مرشح بعينه.
هذا مجرد نموذج لمعيار واحد من المعايير والضوابط المهنية والأخلاقية التي ينبغي علي الصحفي، وعلي الصحيفة، وعلي المذيع والمحطة الإذاعية أو التليفزيون، التقيد بها في تغطية العملية الانتخابية.
وشتان ما بين هذه الينبغيات وبين الأداء الهابط الذي نراه في الواقع.
ومن هنا تأتي الأهمية الاستثنائية لهذا الدليل المحترم وأكرر التحية لكل من ساهم في إصداره وأخص بالذكر د. هويدا مصطفي مستشار رئيس تحرير الأهرام والمحرر العام والمشرف علي الدليل، والدكتور عصام الدين فرج رئيس فريق البحث ومحرر الدليل ومحمد الدسوقي ووليد رمضان مساعدي المحرر العام، وهنا فاروق ومحرز غالي الباحثين الرئيسيين وفريق البحث لمياء سامح وعمرو سعد ومحمد رشاد والتحية أيضا واجبة للجنة الاستشارية ورئيسها الدكتور فاروق أبوزيد وأعضائها الدكتورة ليلي عبدالمجيد والدكتورة هالة مصطفي والكاتب الكبير صلاح عيسي ورئيس المركز المصري لحقوق المرأة المحامية نهاد أبوالقمصان وقبل كل هؤلاء بالطبع الدكتور عبدالمنعم سعيد وأسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام.
فرعايتهما لهذه المدونة المهنية والأخلاقية مسألة تستحق التحية والتقدير.
لكنها تضعهما ـ في نفس الوقت ـ في امتحان بالغ الصعوبة، يتلخص باختصار في مدي قدرتهما علي الالتزام بمعايير المدونة المهنية ـ التي قاما برعاية إصدارها ـ في التغطية الصحفية التي تقوم بها أكبر جريدة في مصر والشرق الأوسط لواحدة من أهم الانتخابات النيابية في تاريخ مصر الحديث.
وقلبي معهما في هذا الامتحان العسير.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى خصخصة الأثير.. فاصل ونواصل
- عماد سيد أحمد .. وحديث المحرمات
- «الشيوعى» فى حضن «الإسلامى»
- مصر .. فوق المسجد والكنيسة (2)
- مصر... فوق المسجد والكنيسة
- اختطاف مصر!
- محمود محيي الدين.. الدولي!
- سعد هجرس مدير تحرير«العالم اليوم»: لست من أنصار جمال مبارك.. ...
- موائد الرحمن الرمضانية.. وداعاً .. يحدث في مصر فقط: الفقراء ...
- لا تتظاهروا بالمفاجأة إذا اختفي الهرم الأكبر.. غداً
- هل مصر «دولة فاشلة»؟!´-1
- هل مصر دولة فاشلة؟! (2 -2) .. نكتة أمريكية: جيبوتي أقل فشلاً ...
- البلطجة تخرج لسانها للقانون!
- حكومة »الإظلام التام«.. والموت الزؤام!
- رداً على إحراق القرآن فى فلوريدا .. هل نحرق قلوب أقباط مصر؟!
- أصل الداء دون لف أو دوران: »الساركوسيست« الهندي.. صناعة مصري ...
- المغربي.. في »وادي كركر«
- ملتقى الجونة (2)
- ملتقي الجونة (1)
- رغم تقرير الانجازات: الممارسات الاحتكارية.. تخرج لسانها للمن ...


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - دليل الصحفي النزيه .. للوصول إلي قلب القارئ الذكي