أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - عماد سيد أحمد .. وحديث المحرمات















المزيد.....

عماد سيد أحمد .. وحديث المحرمات


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل مازلتم تذكرون بلداً إسمه "فلسطين"، وشعباً اسمه "الفلسطينيون" وقضية اسمها "القضية الفلسطينية"؟!!
ياااه!!
تبدو هذه المفردات قادمة من أزمان بعيدة ودنيا غير الدنيا .. بعد أن أصبح العداء بين بعض الفلسطينيين وبعضهم الآخر أكبر من العداء بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذين اغتصبوا وطنهم واستعبدوا شعبهم.
وكانت النتيجة الحتمية لهذا العمى السياسى "تصفية" القضية الفلسطينية، ومن ثم اختفاؤها - عملياً - من جدول أعمال العرب والعالم.
وبالتوازى مع هذا التراجع الرهيب لمكانة واحدة من أهم وأعدل حركات التحرر الوطنى فى العالم كان طبيعياً أن يتراجع اهتمام الكتاب والمحللين السياسيين بالقضية التى كانت ذات يوم ملء سمع وبصر العالم بأسره، ومصدر إلهام وبؤرة تجمع لكل أصحاب الضمائر الحية على ظهر الكرة الأرضية.
لذلك يبدو صدور كتاب جديد عن هذه القضية "المنسية"، هذه الأيام، مفاجئاً بكل ما تعنيه الكلمة.
الكتاب هو "الفلسطينيون وسقوط المحرمات"، والكاتب هو الزميل عماد سيد أحمد، والناشر هو مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع الذى يرأسه حاليا الزميل الباحث الجاد والمفكر المحترم الدكتور وحيد عبدالمجيد.
والمحرمات المقصودة فى عنوان هذا الكتاب كثيرة، لكن أهمها الدم الفلسطينى الذى يراق ببنادق فلسطينية تكرس الانقسام الفلسطينى وتغلِّب التناقض الفلسطينى – الفلسطينى (الذى يفترض فيه أنه تناقض ثانوى) على التناقض الفلسطينى–الإسرائيلى (الذى هو بالضرورة التناقض الرئيسى).
وبطبيعة الحال فإن الفلسطينيين لم يخترعوا الانقسامات، بل إن الانقسامات التى حدثت داخل حركات التحرر الوطنى ضد الاستعمار – كما يقول وحيد عبدالمجيد فى مقدمته المختصرة للكتاب – كثيرة، "لكن الانقسام الفلسطينى ليس كغيره، إنه جديد فى نوعه، وفريد فى تاريخ النضال الوطنى التحررى". لأنه – والكلام مازال لوحيد عبدالمجيد قد "تجاوز التناقض السياسيى والايديولوجى" وأنتج فصلا جغرافيا بين المنطقتين الصغيرتين الباقيتين من فلسطين واللتين كان النضال الوطنى يهدف إلى إقامة دولة مستقلة فيهما. وبدلاً من أن يستقل الفلسطينيون عن إسرائيل "استقل" طرفان متصارعان عن بعضهما البعض وانفرد كل منهما بجزء من الأرض التى كان تحريرها هو هدف النضال الوطنى. ولكن هذه الأرض لم تحرر ولم يستقل شعبها عن الاحتلال، بل "استقل" كل من حركتى "فتح " و"حماس" عن الآخر فى "كانتون" خاضع لسيطرة الاحتلال. فأصبح الشعب المبتلى واقعا بين مطرقة الاحتلال أو الحصار وسندان قمع وقهر لم تعد أجهزة "فتح" و "حماس" تجيد غيرهما".
وكانت النتيجة – كما يقول عماد سيد أحمد فى مقدمة كتابه المهم – أن "حماس" التى كانت تطالب بدولة فلسطينية من البحر إلى النهر بات حلمها الآن فتح معبر لتبقى على قيد الحياة، و"فتح" التى كانت تدعو لدولة على أرض 1967 ذات سيادة واستقلالية باتت تحلم بعودة غزة أولاً. وتحول الأمر إلى انقسام حاد بين غزة والضفة الغربية، الأولى يسيطر عليها فريق يدعو للمقاومة المسلحة ولا يفعل، بل يلاحق من يقوم بذلك وينكل به، والفريق الثانى يدعو للسلام، والمفاوضات محلك سر لا تتقدم خطوة واحدة"!!
فيا له من مشهد عبثى
***
وياليت المسالة كانت مجرد سوء تقدير من القيادات الفلسطينية فى هذا الجانب أو ذاك.
المصيبة التى يكشف عماد سيد أحمد عنها النقاب فى كتابه، الذى هو ثمرة متابعة دءوبة ودقيقة للشأن الفلسطينى على مدار عشر سنوات، أن "الأخوة الأعداء" – سواء فى "فتح" أو "حماس" – رقصوا جميعاً على أنغام لحن إسرائيلى و" ما أقسى أن تخضع لروشتة علاج وصفها لك عدوك"!!
والمصيبة الأكبر أن الفلسطينين – من الجانبين – لم يكونوا هم وحدهم الذين ابتلعوا الطعم الذى صنع فى معامل الموساد الإسرائيلية وطرحه رئيس الوزراء السابق أرييل شارون علانية، بل إن هذه "الروشتة" الإسرائيلية المسمومة حظت أيضاً بتأييد عواصم عربية متعددة!!
وفى ظل هذا العمى السياسى المطلق ارتبكت الأولويات وغابت الرؤية الاستراتيجية، ففعلت "فتح" بنفسها ما فعلت حتى تخلى عنها أنصارها التقليديون بعد أن روعهم الفساد الذى بانت رائحته تزكم الأنوف، أما "حماس" فقد "قدمت مصلحة التنظيم على مصلحة الوطن، وأرادت أن تجعل من برنامج الحركة الإسلامية برنامجاً لفلسطين"، كما جعلت من نفسها فى لحظة من اللحظات أداة لصالح إيران، فلم تفرق بين عداوتها لإسرائيل ومواقف الآخرين فى شتى أرجاء الأرض. وأصبح كل عدو لإيران عدوا لها وكل صديق لإيران صديقا لها باستثناء تناقض مواقفهما فى العراق". وكانت نتيجة ذلك أن "حماس وقعت فى الخطأ الذى تجنبته كافة الفصائل والقوى الفلسطينية على مدى عقود طويلة من تاريخ الثورة".
***
وفى خاتمة هذا الكتاب المهم يستنتج عماد سيد أحمد أن "الانتخابات هى الحل" ، بعدها "يقرر الحزب الفائز أى طريق يسلك.. "المقاومة" أم "المفاوضات"، او سيجمع بين الخيارين".
وهذا استنتتاج معقول .. لكنه – فى رأينا - يستلزم أولاً إعادة النظر فى قضايا أهم أصبحت تعتبر اليوم فى عداد البديهيات والثوابت مع أنها ليست كذلك.
وهناك بالتحديد قضيتين تستحقان التفكير والمراجعة بهذا الصدد:
القضية الأولى: هى وهم ما يسمى بـ "السلطة الوطنية"، فقد ثبت أن هذه السلطة الوهمية ليست أكثر من كعكة مسمومة لا تفتح الباب أمام تحرير الأرض الفلسطينية من براثن الاحتلال، بقدر ما تؤدى إلى اقتتال الفلسطينيين فى التكالب على نصيب من هذه الكعكة الفاسدة. وهذه الكعكة الفاسدة تخلق ازدواجية عجيبة بين مهام التحرر الوطنى وبين مهام السلطة رغم أنها مهام متناقضة.
والقضية الثانية هى استراتيجية "الدولتين"، حيث ثبت أيضاً الأن الأوضاع المادية على الأرض لا تسمح فعلياً بإقامة دولتين، ولا توفر قاعدة موضوعية لقيام دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة الفعلية ومقومات البقاء والحياة. الأمر الذى يعيد الاعتبار إلى استراتيجية الدولة العلمانية الواحدة التى تبنتها منظمة التحرير الفلسطينية فى بداية كفاحها. وهو ما يتناقض مع "تديين" الصراع الفلسطينى الإسرائيلى وتحويله من قضية "وطنية" وكفاح ضد استعمار استيطانى كريه إلى صراع دينى مزعوم. والمفارقة المدهشة بهذا الصدد أن يصر غلاة الصهيونية الإسرائيليين، وفى مقدمتهم بنيامين نتنياهو، على انتحال الصبغة اليهودية لدولة الاستعمار الاستيطانى الإسرائيلية، وينزلق كثير من العرب إلى الوقوع فى نفس الفخ "الدينى" الذى تريده إسرائيل.
***
كتاب عماد سيد أحمد – بالاجمال – إسهام مهم، فى توقيت مهم، يعيد التذكير بقضية مهمة، يطويها النسيان، وتحيط بها الكثير من الأوهام والأساطير، ويفتح الباب أمام إعادة التفكير فى قضية من أهم قضايا التحرر الوطنى فى العالم. والأهم أن هذه المراجعة الفكرية المطلوبة تطرح مراجعة فكرية موازية للعلاقة بين القضية الوطنية وقضية الديموقراطية.. ليس فى فلسطين المحتلة فقط وإنما فى العالم العربى برمته. فليس معقولاً أو متصوراً أن ينجح فى تحرير الأوطان عبيد يفتقرون إلى الحد الأدنى من حقوق الإنسان.
شكراً للمؤلف الجاد عماد سيد أحمد .. وشكراً للناشر المحترم وحيد عبدالمجيد.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «الشيوعى» فى حضن «الإسلامى»
- مصر .. فوق المسجد والكنيسة (2)
- مصر... فوق المسجد والكنيسة
- اختطاف مصر!
- محمود محيي الدين.. الدولي!
- سعد هجرس مدير تحرير«العالم اليوم»: لست من أنصار جمال مبارك.. ...
- موائد الرحمن الرمضانية.. وداعاً .. يحدث في مصر فقط: الفقراء ...
- لا تتظاهروا بالمفاجأة إذا اختفي الهرم الأكبر.. غداً
- هل مصر «دولة فاشلة»؟!´-1
- هل مصر دولة فاشلة؟! (2 -2) .. نكتة أمريكية: جيبوتي أقل فشلاً ...
- البلطجة تخرج لسانها للقانون!
- حكومة »الإظلام التام«.. والموت الزؤام!
- رداً على إحراق القرآن فى فلوريدا .. هل نحرق قلوب أقباط مصر؟!
- أصل الداء دون لف أو دوران: »الساركوسيست« الهندي.. صناعة مصري ...
- المغربي.. في »وادي كركر«
- ملتقى الجونة (2)
- ملتقي الجونة (1)
- رغم تقرير الانجازات: الممارسات الاحتكارية.. تخرج لسانها للمن ...
- تسويق جمال مبارك .. ب -الكردى-!
- -التميمى- فى النار سبعين خريفاً


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - عماد سيد أحمد .. وحديث المحرمات