أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - منغصات سخيفة لا تفسد العرس الديمقراطي.. لكنها تستوجب المساءلة استفتاء السبت.. أول خطوة علي طريق الألف ميل















المزيد.....

منغصات سخيفة لا تفسد العرس الديمقراطي.. لكنها تستوجب المساءلة استفتاء السبت.. أول خطوة علي طريق الألف ميل


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 13:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أكتب هذه الكلمات يوم السبت الموافق 19 مارس، أي يوم الاستفتاء علي التعديلات الدستورية، وعلي الأرجح فإن نتيجة هذا الاستفتاء ستكون قد ظهرت قبل أن تقع عين القارئ علي هذا المقال.
وليست النتيجة هي بيت القصيد في هذا المقام، رغم أنها ستسهم بلاشك في تحديد المسار الذي ستمضي عليه البلاد في هذه المرحلة البالغة الأهمية، كما أنها ستعكس آثارها علي الخطوات اللاحقة التي سيحتدم الجدل حولها في سياق البحث عن أفضل السبل، وأيسرها، للانتهاء من الفترة الانتقالية التي أعقبت ثورة 25 يناير.
وبما أن نتيجة الاستفتاء لاتزال في علم الغيب (حتي لحظة كتابة هذه الكلمات) فإن هناك الكثير الذي يمكن قوله عن هذا الحدث الاستثنائي.
صحيح أن هذا الاستفتاء ليس هو الأول من نوعه في مصر، لأن البلاد عرفت العديد من الاستفتاءات منذ 23 يولية ،1952 لكن هذا هو الاستفتاء الأول الذي يمكن القول بثقة إن نتيجته ـ أياً كانت ـ تعبر عن إرادة أغلبية المصريين بالفعل.
وهو الاستفتاء الأول الذي يقبل المصريون علي المشاركة فيه بكامل إرادتهم وبتصميم شديد، علي عكس كل الاستفتاءات السابقة التي لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها أكثر من 1 ـ 2% في أحسن الأحوال، رغم أن الأرقام الرسمية كانت تتحدث بطبيعة الحال عن نسب خيالية لا علاقة لها بالواقع.
وهو الاستفتاء الأول الذي يشعر المصريون بأن أصواتهم موضع احترام، وأن الصوت الواحد يمكن أن يمثل فارقاً.
وهو الاستفتاء الأول الذي من المرجح أن تكون نتيجته متقاربة جداً، حيث من المتوقع أن يكون الفارق بين عدد المؤيدين وعدد المعارضين للتعديلات الدستورية فارقاً ضئيلاً، علي عكس كل الاستفتاءات السابقة التي كانت نتيجتها معروفة سلفاً، وتحقق مشيئة الحكومة بنسبة 99%.
وهو الاستفتاء الأول الذي يجري في أجواء من الحرية والشفافية دون تدخل من الإدارة والحزب الحاكم وأجهزة الأمن التي أدمنت »تقفيل« صناديق الاقتراع و»طبخ« النتائج مقدماً.
وهو الاستفتاء الأول الذي يجري فيه الاقتراع اعتماداً علي بطاقة الرقم القومي، الأمر الذي من شأنه تسهيل التصويت، والأهم هو استبعاد أصوات الموتي في ظل »الكشوف« الانتخابية »المضروبة« مع سبق الاصرار والترصد.
وهو الاستفتاء الأول الذي أتاح الفرصة لرقابة المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية الوطنية.
***
وكل هذه »السوابق« جعلت من استفتاء السبت عيداً ديمقراطياً حقيقياً، حيث تحولت الطوابير الطويلة أمام المقار الانتخابية إلي تجمعات حضارية بالغة الحميمية بين المصريين الذين توافدوا منذ الصباح الباكر حتي وقت متأخر اضطرت معه الجهات المسئولة عن الاستفتاء مد موعد التصويت إلي التاسعة مساء. وكان المشهد الذي يبعث علي الفرح هو منظر الأب الذي يصطحب معه أسرته والوقوف فترة ليست قصيرة انتظاراً للإدلاء بصوته، والحديث الودود ـ أثناء ذلك ـ مع باقي الناخبين والناخبات حول حيثيات التصويت بـ »نعم« أو التصويت بـ »لا«.
وكانت النتيجة.. هذا »العرس الديمقراطي«.
***
بيد أن هناك منغصات شابت هذا الحدث الديمقراطي غير المسبوق، يجدر رصدها ليس من باب هواية »النكد القومي« وافساد الفرحة الجماعية، وإنما من باب الاستفادة والتحسب لعدم تكرار الوقوع في ذات الأخطاء مستقبلاً.
أولي هذه المنغصات أن الاستفتاء كان غير ديمقراطي في حد ذاته، وبصرف النظر عن نتيجته، لأنه جري في ظل غياب آليات محددة في حالة إذا ما جاءت النتيجة لصالح الرافضين للتعديلات الدستورية، وهو ما يعني أن المصممين لهذا الاستفتاء يفترضون ضمنا أن النتيجة ستكون لصالح المؤيدين لهذه التعديلات بالضرورة وهذا افتراض غير ديمقراطي في أحسن الأحوال.
فضلا عن استمارة الاستفتاء تم تصميمها علي النحو الذي يضع المواطن المصري أمام أمرين لا ثالث لهما: إما أن يؤيد التعديل لكل المواد المطروحة للتعديل، وإما أن يرفضها جملة وتفصيلا، دون أن يكون أمامه خيار الموافقة علي بعض المواد ورفض بعضها الآخر، وهذا أمر بعيد عن روح الديمقراطية بكل تأكيد.
ناهيك عن أن بعض المواد المطروحة للاقتراع هي ذاتها منافية للديمقراطية شكلا وموضوعا، وبالذات تلك المادة المتعلقة بجنسية المرشح لمنصب الرئيس هو وزوجته ووالده ووالدته، حيث تتضمن هذه المادة نوعا من الحجر أو العزل السياسي بلا مسوغ معقول.
***
أما إذا تركنا هذه التحفظات علي الاستفتاء في حد ذاته ومنافاته من بعض الأوجه المشار إليها مع الروح الديمقراطية، فإننا نجد في التطبيق منغصات أخري.
من بينها لجوء بعض الأطراف إلي اشهار سلاح الدين لابتزاز تصويت الناخبين لصالح تأييد التعديلات الدستورية، فلجأ البعض إلي »الفتوي« بأن التصويت بـ »نعم« واجب شرعي، بما يعني »تكفير« من يصوت بـ »لا«.
وهذا ارهاب وابتزاز يتنافي مع مبدأ الاستفتاء ذاته، الذي هو اختيار من بين »اجتهادات« سياسية محددة لا دخل للدين بها ولا دخل لها بالدين.
ومن بينها أيضا ترويج بعض هذه الأطراف لادعاءات كاذبة - خاصة بين البسطاء من المواطنين - تزعم أن التصويت بـ »لا« ورفض التعديلات الدستورية يعني الموافقة علي إلغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
رغم أن هؤلاء الذين يروجون تلك الادعاءات يعلمون علم اليقين أن المادة الثانية ليست مطروحة للتعديل أو الالغاء،وأن تأييد التعديلات الدستورية أو رفضها لا علاقة له بالمادة المشار إليها.
ولجأ هؤلاء إلي نغمة سخيفة أخري زعمت ان رفض التعديلات الدستورية يعني الموافقة علي أن يكون لمصر رئيس قبطي.
ورغم أن كاتب هذه السطور - وغيره الكثير من المسلمين المصريين - ليست لديه مشكلة من حيث المبدأ مع تولي قبطي مصري منصب الرئاسة طالما كان الأكفأ للقيام بواجبات هذا المنصب الرفيع، فإن الزج بهذا الأمر في غير موضعه يمثل خلطاً متعمداً للأوراق وتضليلا مقصودا للناخبين يحاول التأثير علي اتجاهاتهم التصويتية، فضلا عن أنه مسلك كريه يصر علي الترويج لنعرات تمييزية وطائفية تتنافي في جوهرها مع روح ثورة 25 يناير الديمقراطية.
ولم يكتف نافخو رياح الفتنة بهذه المواقف غير الديمقراطية، بل ذهب بعضهم إلي اعطاء »الرشاوي« لفقراء الناخبين في بعض الدوائر الانتخابية، حيث رصدت منظمات حقوق الانسان وغيرها من الجمعيات الحقوقية حالات لتوزيع سكر وسمن وغير ذلك من »العطايا« في بعض اللجان الانتخابية، من أجل حث المواطنين الفقراء علي تأييد التعديلات الدستورية.
وهذا أسلوب مرفوض علي جميع المستويات يجب محاكمة من قام به، ويمكن لجهات التحقيق طلب المعلومات الخاصة بهذه الجريمة من الجمعيات الحقوقية التي رصدت تفاصيلها.
***
هذه منغصات يجب التنبه لها والمحاسبة عليها بحسم حتي لا تتكرر وحتي لا يفلت المجرم بجريمته.
ومع ذلك.. فإن هذه التجاوزات والسخافات لا تغير من حقيقة الأمر.. التي تؤكد أن استفتاء السبت هو أولي خطوات الممارسة الديمقراطية التي دشنتها ثورة 25 يناير بهدمها واحدا من أقدم النظم الاستبدادية في العالم.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جودت الملط وعصام شرف: كبرياء العتاب.. ونبل الاعتذار
- لماذا يكره الناس مباحث أمن الدولة؟
- عصام شرف ومهمة إنقاذ الوطن
- ما رأى المجلس الأعلى والفريق شفيق فى تصريحات وزير الداخلية و ...
- الثورة.. »المفخرة«
- »موضة« الموت حرقاً!:بيانات سياسية بالأجساد
- قانون تغريبة زين العابدين: الخبز بدون حرية وبلا كرامة.. لا ي ...
- المرجئة!
- ثلاثية خروج مصر من فخ الطائفية
- هل أصبح ل»القاعدة«.. قاعدة في مصر؟!
- مصر .. على حافة المجهول
- حائط برلين لا يزال قائماً!
- الورطة!
- أربعاء الغضب -الأعمى-
- تقرير نبيل عبدالفتاح.. أفضل رد علي تقرير هيلاري كلينتون
- دليل الصحفي النزيه .. للوصول إلي قلب القارئ الذكي
- فوضى خصخصة الأثير.. فاصل ونواصل
- عماد سيد أحمد .. وحديث المحرمات
- «الشيوعى» فى حضن «الإسلامى»
- مصر .. فوق المسجد والكنيسة (2)


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - منغصات سخيفة لا تفسد العرس الديمقراطي.. لكنها تستوجب المساءلة استفتاء السبت.. أول خطوة علي طريق الألف ميل