أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مصير مبارك .... الغامض!















المزيد.....

مصير مبارك .... الغامض!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 19:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما طلب مني الزميل العزيز محسن حسنين تحليلا سياسيا عن حملة ما يسمي بـ "الوفاء لمبارك" التي بدأت تتناقلها مواقع الاتصال علي شبكة الإنترنت منذ فترة والتي أعلنت عزمها تنظيم مظاهرة مليونية يوم 25 أبريل الجاري للمطالبة بـ "عودته".. كتبت رؤوس أقلام سريعة بهذا الصدد تفضل بنشرها في العدد الصادر يوم الأحد الماضي، الموافق 10 أبريل وهو نفس اليوم الذي أذاعت فيه قناة "العربية" الرسالة الصوتية الشهيرة للرئيس السابق حسني مبارك والتي استمع فيها المصريون لصوته لأول مرة منذ تنحيه عن السلطة.
ورغم أن تحليلي لحملة ما يسمي بالوفاء قلل من شأنها واستهان بها علي اعتبار أن عودة مبارك إلي حكم مصر مجرد خرافة وضرب من ضروب الخيال، فإنني حذرت من أنها معبرة عن تلمظ لتلمظ "الثورة المضادة" للانقضاض علي ثورة 25 يناير ومحاولة إعادة عقارب الساعة إلي الوراء، حتي ولو بدون مبارك وولده.
وقلت بالنص أن هذه الدعوات "أضغاث أحلام مريضة.. ومع ذلك فان مجرد اللت والعجن فيها ولو حتي من باب النميمة والثرثرة يجب ان يكون جرس إنذار لحكومة الدكتور عصام شرف: كفي ترددا.. كفي بطئا.. وكفي تسامحا غير مبرر مع من قتلوا المئات من شهداء ثورة 25 يناير وأصدروا الأوامر بإطلاق الرصاص الحي علي الآلاف المؤلفة من الثوار".
وقلت كذلك أن نتيجة هذا التردد وذاك الافتقار إلي الحسم هي "انتقال فلول النظام السابق من الدفاع إلي الهجوم. وبدلا من أن يعتذروا للشعب المصري علي جرائمهم.. ها اهم يتبجحون ويكادون يطلبون من الشعب الاعتذار عن الثورة والإطاحة برأس النظام السابق".
وفي نفس اليوم الذي نشر فيه هذا الكلام أذاعت قناة "العربية" التسجيل الصوتي الذي أرسله حسني مبارك وهدد فيه المصريين بالثبور وعظائم الأمور لأنهم تجاسروا وشككوا في ذمته المالية.
اي أن المسألة تجاوزت "الاعتذار" الي "التهديد" بالملاحقة القانونية لكل من سولت له نفسه انتقاد حسني مبارك، اي ملاحقة 99.9% من المصريين!
خروج مبارك عن صمته الذي دام شهرين منذ تنحيه عن السلطة، وبصرف النظر عن تضمنه أخطاء استراتيجية فادحة، لا يمكن تناوله بمعزل عن عدد من الأمور.
من اهمها الاحتكاك الخشن، والدامي، الذي رأيناه في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية وهو الاحتكاك الذي رأي فيه عدد معتبر من المحللين محاولة غير بريئة لضرب العلاقة الودية بين الثوار والجيش، وزرع الفتنة بين الجانبين.
ولم يكن صعبا اكتشاف الايدي الخفية التي تلعب في هذه المنطقة الحرجة، وتحديد المستفيد الاول من اثارة هذه القلاقل.
انها الثورة المضادة وزعانف حسني مبارك.. ولا احد آخر.
****
هذا الاحتكاك الدامي في ميدان التحرير ليس مبتوت الصلة هو الآخر عن سلسلة الحرائق والاضطرابات والقلاقل التي شهدتها البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك حتي الان.
وهذه القلاقل وتلك الاضطرابات قد استفادت من الفراغ الامني العجيب الذي مازال مستمرا في البلاد، كما استفادت من التردد والبطء في اتخاذ اجراءات حاسمة ضد اركان نظام مبارك الذين لايزالون في مقاعدهم ويمسكون بمفاتيح صنع القرار في المؤسسات والجامعات والمحافظات وشتي المجالات وكأن البلاد لم تحدث فيها ثورة من الأساس.
بل ان وضع مبارك نفسه مازال محاطا بالغموض، وهو ما اشرنا إليه في تحليلنا ذاته بالتساؤل: هل هو يعيش في شرم الشيخ ام يغادرها كما تزعم الشائعات؟ وكيف يعيش؟ ومن أين ينفق؟ وبمن يتصل؟ وهل هؤلاء الذين يتصل بهم من داخل مصر ام من خارجها؟ وإذا كانوا من الخارج فمن اي دول؟ وعلي اي مستوي؟ وهل تجري هذه الاتصالات بعلم حكومة عصام شرف والمجلس الاعلي للقوات المسلحة ام من وراء ظهورهم؟ واذا كانوا من الداخل فهل هم من داخل دوائر الحكم ام من خارجها؟ وهل لهذه الاتصالات طبيعة سياسية ام انها مجرد ثرثرة اجتماعية؟
هذه التساؤلات بدت ممجوجة وغير منطقية لدي البعض لكن الرسالة الصوتية جاءت لتثير ما هو اكثر منها.
فكيف يكون مبارك خاضعا للإقامة الجبرية ويكون بمقدوره في نفس الوقت إجراء اتصالات بفضائية عربية، دون علم مكتبها بالقاهرة، ودون علم المجلس الاعلي للقوات المسلحة، او حكومة الدكتور عصام شرف؟
واذا كانت هذه الاتصالات قد أسفرت هذه المرة عن ترتيب إذاعة تسجيل صوتي، فماذا يمكن ان يكون مضمونها في مرات أخري، وما هو الضمان ألا تتضمن تآمرا علي الثورة مثلا؟!
ولماذا يلجأ مبارك أصلا الي مثل هذا الأسلوب الذي يشبه أسلوب أسامة بن لادن وايمن الظواهري وقادة تنظيم القاعدة إذا كانت نواياه بريئة؟!
لماذا لم يلجأ مثلا إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة أو يشكو للنائب العام من التشكيك في ذمته المالية وذمم إبنيه جمال وعلاء؟
ولماذا لا يتحمل نقدا لفترة لا تزيد علي شهرين بينما ظل يتمرغ في حملات النفاق وكيل المديح لمدة ثلاثين عاما؟!
****
هذه الأسئلة ليست استفهامية وانما هي اسئلة استنكارية بالمطلق، وهي لا تستهدف مجرد استنكار التسجيل الصوتي للرئيس السابق وما تضمنه من غطرسة وغرور وخداع.. وانما تستهدف الحث علي وضع حد لهذا "التسامح" غير المبرر مع من مارسوا إفساد الحياة السياسية وتزييف إرادة الأمة وتزوير الانتخابات وتكبيل حرية الجزء الناطق من الامة وممارسة تعذيب بشع للمئات والآلاف من النشطاء السياسيين ثم قتل المئات من أبنائنا شهداء ثورة 25 يناير.
هؤلاء جميعا.. وفي مقدمتهم الرئيس السابق.. مكانهم السجون التي بنوها وتصوروا انها ستحميهم من ساعة الحساب.
كفي ترددا.. وكفي تسامحا.. بعد أن ألقي حسني مبارك القفاز في وجه الجميع واخرج لسانه لكل المصريين.
قبل الطبع:
بعد كتابة هذه السطور، قبل دقائق من إرسالها للطبع.. صدر القرار التاريخي للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود بحبس مبارك ونجليه علاء وجمال 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
وهذا تطور خطير، ونقطة تحول تاريخية فى مسار ثورة 25 يناير، وخطوة هائلة نحو تحقيق أهدافها.
تحية للنائب العام المحترم، وتحية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى احترم إرادة الشعب ومطالب الثوار ومقتضيات القانون. فكتب فصلا جديداً فى سفر مآثر الجيش المصرى، وبرهنته للمرة الألف على أن "الشعب والجيش يد واحدة".



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك .. الذي لا يتعلم
- وقاحة بلا حدود:خرافة إخراج مبارك من «بيت الطاعة»
- ما أحلي الرجوع إليه .. العودة إلي -بيت العائلة-
- أرفع راسك فوق أنت فى روز اليوسف
- رسالة عاجلة إلي عصام شرف وعمرو عزت سلامة ..»إعدام« جامعة الن ...
- ثورة علي ظهر سلحفاة!
- الناس يتساءلون: هل تعرضت ثورة 25 يناير.. للاختطاف؟!
- منغصات سخيفة لا تفسد العرس الديمقراطي.. لكنها تستوجب المساءل ...
- جودت الملط وعصام شرف: كبرياء العتاب.. ونبل الاعتذار
- لماذا يكره الناس مباحث أمن الدولة؟
- عصام شرف ومهمة إنقاذ الوطن
- ما رأى المجلس الأعلى والفريق شفيق فى تصريحات وزير الداخلية و ...
- الثورة.. »المفخرة«
- »موضة« الموت حرقاً!:بيانات سياسية بالأجساد
- قانون تغريبة زين العابدين: الخبز بدون حرية وبلا كرامة.. لا ي ...
- المرجئة!
- ثلاثية خروج مصر من فخ الطائفية
- هل أصبح ل»القاعدة«.. قاعدة في مصر؟!
- مصر .. على حافة المجهول
- حائط برلين لا يزال قائماً!


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مصير مبارك .... الغامض!