أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مبارك يخرج لسانه للشعب.. فى ميدان التحرير!














المزيد.....

مبارك يخرج لسانه للشعب.. فى ميدان التحرير!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رأيت حبيب العادلى وجمال مبارك وزكريا عزمى وأنس الفقى يتأبطون ذراع كل من صفوت الشريف وفتحى سرور فى قلب ميدان التحرير يوم الأحد الماضى.
لم يكونوا يسيرون على أقدامهم كباقى خلق الله.. بل كانوا يسيرون على رقاب العباد ويخرجون ألسنتهم للثوار، ويصدرون الأوامر للبلطجية، والباعة المتجولين ومخلفات الحزب الوطنى المنحل وقائمة طويلة للمستفيدين من تحالف الاستبداد والفساد الذى حكم مصر على مدار الثلاثين عاماً الماضية، ويحرضونهم على إثارة الذعر وترويع الآمنين وتحويل ميدان التحرير من منارة للثورة إلى بؤرة للفوضى والغوغائية.
نشرات الأخبار تؤكد أنهم فى السجن، وبالتحديد فى ليمان مزرعة طرة، لكن الواقع يقول أن هذا لم يمنع سياساتهم من القفز فوق أسوار الليمان والوصول إلى قلب قاهرة المعز. وشجعهم على ذلك تلكؤ حكومة الدكتور عصام شرف فى تنفيذ مطالب ثورة 25 يناير. وهو ما عبر عنه الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى فى آخر إبداعاته الشعرية بقوله فى قصيدة "لسه النظام ما سقطش":
الثورة كالزحلفة .. ولا كإنها ثوره
كأنها لعبة ولعبناها فى محاوره
كسبنا دوره .. وغيرنا كسبوا ميت دوره
وإن جيتوا للجد .. قدم الثورة مشلولة
الثورة .. لازمها ثورة أقوى من الأولى

***
وهذه الحكمة المصفاة التى نطق بها الأبنودى ليست وسوسة شيطان الشعر، وإنما هى تعبير عن واقع الحال الذى نعيشه.
أليست "قدم الثورة مشلولة" حقاً؟! والدليل على ذلك أن الثورة، أى ثورة فى العالم وبحكم التعريف، لها جانبان، الأول يتعلق بهدم النظام القديم والثانى يتعلق بإرساء دعائم النظام الجديد.
فماذا حدث؟
الذى حدث حتى الآن هو إسقاط رأس النظام القديم وتجميده، أو تحنيطه، فى مستشفى شرم الشيخ، والتحفظ على ذيوله وكبار خدمه فى مكان أمين بـ "منتجع طره"، وحل الحزب الوطنى الذى احتكر الحكم بانتخابات مزورة بصورة فاضحة ومتبجحة خلال العقود الثلاث الماضية، وتغيير إسم جهاز مباحث أمن الدولة، وحل مجلس الشعب والشورى ثم الانتظار لمدة أربعة شهور لصدور حكم من القضاء الإدارى لحل المجالس المحلية، وإجراء حركة تنقلات وتعيينات للمحافظين بنفس معايير وأساليب عهد مبارك، فضلاً عن إجراء تغيير للقيادات الصحفية وبعض القيادات الاعلامية، وأخيراً.. وعد بتغيير قيادات الجامعات فى بداية الشهر القادم.
ومع عدم التهوين من شأن هذا الذى حدث، لأن نصفه أو حتى ربعه كان يعد قبل ثورة 25 يناير أضغاث أحلام، فإنه يظل متسماً بأمرين أساسيين:
الأول .. هو البطء الشديد الذى لا يليق بثورة، فالثورة تعنى التغيير الشامل والجذرى والحاسم والسريع.. بينما يبدو من إيقاع هذه الإجراءات أن ثورتنا تجلس على ظهر سلحفاه!
والثانى.. هو التردد الشديد.. لأن إرادة التغيير لم تصل بعد إلى أهم معاقل النظام القديم، ومازالت حكومة الدكتور عصام شرف – التى يفترض أنها جاءت لتنفيذ برنامج الثورة – تتلعثم فى نطق كلمة "التغيير الثورى".
ووصل الحال الردئ إلى درجة التلاعب بملف الشهداء ومصابى الثورة، ووصل الاستهتار إلى درجة ترقية المتهمين بقتل أبنائنا وبناتنا أو تركهم فى مناصبهم بكل ما يشكله ذلك من خطر العبث بأدلة الاتهام والضغط على الشهود. أما من تم احتجازه منهم فقد تكفلت هيئة محكمة جنايات القاهرة الجديدة بإخلاء سبيلهم رغم اتهامهم بقتل متظاهرى السويس!
وليست المسألة مجرد شكوك وظنون.. فقد بدأت بالفعل وحركة واسعة لشراء صمت أسر الشهداء بمبالغ مالية تتراوح بين مائة ألف جنيه ونصف مليون جنيه مقابل تنازلهم عن مقاضاة القتلة. ولا يقل خطورة قيام بعض السلفيين بتقديم الغطاء "الشرعى" لهذه العملية القذرة بموجب فتاوى "الدية"!!
أضف إلى ذلك الغموض الذى يلف التعامل مع ملف محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ونجليه، ناهيك عن البطء الشديد وغير المبرر فى قضية بهذه الدرجة من الأهمية والخطورة.
وما سبق كله يتعلق بـ "أشخاص" النظام السابق، وهو ما ينطبق أيضاً على "سياساته" التى لم يتغير منها شئ تقريباً، الأمر الذى تجلى فى أمور كثيرة من أهمها الموازنة العامة للدولة التى تراجعت فيها الحكومة عن زيادة الانفاق على الأولويات الاجتماعية واتجهت لتقليص الانفاق على الزيادات الاجتماعية المستخدمة فى الموازنة، وكأن الذى وضع هذه الموازنة هو الدكتور يوسف بطرس غالى وليس حكومة جاءت لتنفيذ مطالب الثورة والثوار!
***
أما الشق الثانى، الخاص بإرساء دعائم نظام جديد .. فإنه لا حس ولا خبر.. ولا حتى خريطة طريق تقودنا إلى ضوء فى نهاية النفق .
والنتيجة كما يقول عبدالرحمن الأبنودى:
إن جيتوا للجد .. قدم الثورة مشلولة
والحل بالتالى هو:
الثورة .. لازمها ثورة أقوى من الأولى **



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوم يا مصري
- أصول المهنة.. أولاً
- الدين لله والوطن للجميع .. يا ناس
- الثلاثاء الأسود
- الأرض والفلاح.. فى انتظار الثورة!
- مائة يوم ... -شرف-
- اللواء المهدى يخوض معركة الاعلام .. ب -رجل حمار-
- سابق و مخلوع بالثُلث
- مرحباً بكم... فى القرن الثامن عشر!
- ومازالت العدالة مرفوعة من الخدمة!
- الصحفيون قُطَّاع طرق!
- جامعة النيل.. لصاحبها أحمد زويل!
- إبن شربين -الطاهر-.. الشهير ب -محفوظ الأنصارى-
- العلمانية .. كثير من الملل قليل من العمل
- هل يأكل المصريون بعضهم بعضا؟
- رسالة من »الملدوغ« السوداني إلي »المخدوع« المصري (2-2)
- الوطن فى خطر .. يا ناس!
- قادة الجماعة الإسلامية في روزاليوسف : النحت حلال وروايات نجي ...
- إمبابة .. بدلاً من إريتريا
- الوجه الثاني لكارثة أبوقرقاص؟


المزيد.....




- أمريكا تتصدر قائمة أكبر 10 دول مانحة للمساعدات إلى أوكرانيا ...
- تطورات الحالة الصحية للفنّانة الكويتية حياة الفهد
- -ضمانات أمنية وتبادل الأراضي-.. مبعوث ترامب يكشف لـCNN عن -ت ...
- نتنياهو يهاجم المحتجين في إسرائيل: هذا يقوي موقف حركة حماس
- -خططوا لمهاجمة مواقع حساسة-.. إيران: مقتل مسلحين من -أنصار ا ...
- ما تداعيات احتلال إسرائيلي كامل لغزة على سكانها وحماس؟
- -قمة ألاسكا هزيمة للولايات المتحدة وانتصار لبوتين-- في واشنط ...
- قادة أوروبيون يرافقون زيلينسكي للقاء ترامب في واشنطن
- قادة أوروبيون يرافقون زيلينسكي للقاء ترامب في واشنطن
- مشاهد استهداف مسيّرة طفلة تحاول تعبئة الماء بجباليا


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مبارك يخرج لسانه للشعب.. فى ميدان التحرير!