أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - ومازالت العدالة مرفوعة من الخدمة!














المزيد.....

ومازالت العدالة مرفوعة من الخدمة!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 18:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على جانبى كوبرى قصر النيل.. وبمحاذاة كورنيش النيل بالقاهرة.. وقف آلاف من الشبان والشابات المصريين، الذين يشرح منظرهم المتحضر والراقى القلوب الحزينة، فى سلسلة بشرية وهم مرتدين ملابس سوداء ويحملون شموعاً ولافتات مكتوب عليها شعارات تضم قائمة مطالب باسم شهداء ثورة 25 يناير، بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل شهيد الطوارئ خالد سعيد الشاب السكندرى صاحب القصة المأساوية الرهيبة التى كانت بمثابة الشرارة الأولى للثورة، مثلما كات مصرع الشاب التونسى محمد البوعزيزى الشرارة التى أشعلت الثورة التونسية.
إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل خالد سعيد بهذه الصورة الجماعية المهيبة يبعث برسائل عديدة إلى عناوين مختلفة.
الرسالة الأولى يلخصها سؤال بسيط جداً: ماهى المكانة التى يتبوؤها اليوم إسم خالد سعيد الذى كان مجرد شاب مصرى بسيط، لا به ولا عليه، وأسماء أولئك الذين قتلوه بعد أن نكلوا به، ثم حاولوا إخفاء فعلتهم الإجرامية بسلسلة من التقارير الكاذبة، وأسماء أولئك الكتبة، الكذبة، الذين كانوا مجرد أبواق تردد الضلالات التى تلقى بها إليهم أجهزة الأمن.
الرسالة واضحة والعناوين معروفة سواء فى أحهزة الأمن أو أجهزة الإعلام.
الرسالة الثانية يطرحها السؤال التالى: لماذا لم يتم خلال سنة كاملة صدور حكم قضائى وبات يضع الأمور فى نصابها ويقرر العقاب العادل لكل من اشترك بصورة مباشرة أو غير مباشرة فى هذه الجريمة؟ وهل هناك مسوغ لهذه العدالة البطيئة التى التى لا نجدها فى قضية خالد سعيد فقط، وإنما فى معظم القضايا الأخرى أيضاً؟
وهل يختلف أحد فى أن العدل البطئ هو الظلم بعينه؟!
أليس من حق الرأى العام أن يخشى من أن يتسبب هذا البطء الغريب، والمريب، فى أن يستطيع الجناة العبث بأدلة إدانتهم أو التأثير على الشهود أو الهرب إلى خارج البلاد؟!
الرسالة واضحة والعناوين معروفة فى وزارة العدل.
***
الرسالة الثالثة هى فى حقيقة الأمر دعوة إلى المقارنة بين هذا الشكل المتحضر والراقى من التظاهر الذى يرفع مطالب محددة، دون تعطيل لمصالح الناس أو عرقلة للمرور أو تهديد للاقتصاد.
وبين أشكال أخرى تسبب كوارث، منها أشكال حدثت فى نفس يوم مظاهرة خالد سعيد يوم الأثنين الماضى.
خذ على سبيل المثال ما حدث فى قرية "بهما" التابعة لمركز العياط بالجيزة حيث نجح الأهالى فى إجبار مسئولى المحافظة على إزالة برج لتقوية المحمول بعد اعتصامهم 17 ساعة، قطعوا خلالها السكة الحديد بين القاهرة وأسوان، وطريق القاهرة – أسيوط الزراعى، كما أشعلوا النيران فى الفلنكات الخشبية والحشائش والأشجار على جانبى الطريق، مما أدى إلى توقف حركة السيارات والنقل تماماً.
فماذا كان رد فعل الإدارة؟
توجه اللواء أحمد جمال الدين مساعد وزير الداخلية والدكتور على عبدالرحمن محافظ الجيزة واللواء عابدين يوسف مدير الأمن، إلى القرية للتفاوض مع المعتصمين، وانتهى الأمر إلى قرار إزالة البرج فوافقوا على فض اعتصامهم وفتح الطريقين.
وليست هذه أول مرة يتم فيها قطع خطوط السكة الحديدية. ولنا أن نتذكر أن هيئة السكة الحديد قدرت خسائرها الناجمة عن قطع خطوطها منذ 25 يناير حتى الآن بخمسين مليون جنيه نتيجة 40 حادثاً من هذا النوعية.
وليس ما نناقشه الآن هو ما إذا كانت مطالب المحتجين فى هذه الوقفات مشروعة أم لا. فهى على الأغلب مشروعة فى معظم الحالات نتيجة لاتساع نطاق المظالم الموروثة من نظام كان قائماً على تحالف الاستبداد والفساد.
وليس ما نناقشه هو حق المصريين بكافة طبقاتهم وفئاتهم فى التظاهر والاعتصام والاضراب.
فهذه كلها حقوق أساسية من حقوق الإنسان لا يجب الجدال فيها أصلاً أو محاولة الافتئات عليها بأى صورة من الصور.
لكن الأصل فى ممارسة كل أشكال ممارسة حريات التعبير أن تتم بصورة منظمة وسلمية مثل تلك التى رأيناها فى ذكرى خالد سعيد.
والقاعدة الذهبية بهذا الصدد هى : أنت حر مالم تضر.
وإذا طبقنا هذه القاعدة على ما حدث فى قرية "بهما" فإن من حق الأهالى أن يرفضوا بناء محطة تقوية المحمول، ومن حقهم أن يعتصموا ويتظاهروا ويضربوا حتى تتحقق مطالبهم.
لكن ليس من حقهم قطع خطوط السكك الحديدية.
ليس من حقهم إحراق الفلنكات.
لأن فى هذا وذاك تعطيل لمصالح آلاف مؤلفة من الناس سواء من داخل القرية أو من خارجها، وإتلاف لممتلكات عامة.
والرسالة واضحة، والعنوان معروف أيضاً، ويحتاج الأمر إلى تنظيم ممارسة التظاهر والاعتصام والاضراب.
ونحن لا نخترع العجلة.. فهذا التنظيم أمر مستقر عليه ومفروغ منه فى كل البلدان الديموقراطية.
وبدون هذا التنظيم – الذى لا يجب أن يصادر الحق فى التعبير بأى صورة من الصور والذى لا يجب أن يقيد ممارسة هذا الحق – تتحول الديموقراطية إلى فوضى، وتخريب وتعطيل ومصادرة لحقوق المجتمع كله.
بل ويمكن ان يتحول العبث بسلاح الاعتصام والتظاهر والاضراب إلى تهديد الثورة ذاتها وتقديم خدمات جليلة للثورة المضادة على طبق من ذهب، وتزويدها بذرائع إضافية لتضليل الناس.
وليرحم الله خالد سعيد وكل شهداء الثورة ، وليرحمنا جميعاً.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحفيون قُطَّاع طرق!
- جامعة النيل.. لصاحبها أحمد زويل!
- إبن شربين -الطاهر-.. الشهير ب -محفوظ الأنصارى-
- العلمانية .. كثير من الملل قليل من العمل
- هل يأكل المصريون بعضهم بعضا؟
- رسالة من »الملدوغ« السوداني إلي »المخدوع« المصري (2-2)
- الوطن فى خطر .. يا ناس!
- قادة الجماعة الإسلامية في روزاليوسف : النحت حلال وروايات نجي ...
- إمبابة .. بدلاً من إريتريا
- الوجه الثاني لكارثة أبوقرقاص؟
- رسالة من »الملدوغ« السوداني إلي »المخدوعين« المصريين!
- مصر بعد مائة يوم .. ثورة
- أجهزة تكييف ل -فندق طرة- .. عجبى!
- أسيوط: قصة مدينتين
- أعراض قناوية
- مصير مبارك .... الغامض!
- مبارك .. الذي لا يتعلم
- وقاحة بلا حدود:خرافة إخراج مبارك من «بيت الطاعة»
- ما أحلي الرجوع إليه .. العودة إلي -بيت العائلة-
- أرفع راسك فوق أنت فى روز اليوسف


المزيد.....




- -الصواريخ بتعدي فوق روسنا زي الحمام الزاجل-.. محمد رمضان يعت ...
- الحرس الثوري يكشف تفاصيل ضربة مستشفى سوروكا في إسرائيل.. وصو ...
- إعلام عبري: الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافا مباشرة في مدن تل ...
- سياسة برلين الشرق أوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل
- تواصل التصعيد الإيراني الإسرائيلي واتهامات إيرانية للوكالة ا ...
- نجم عابر قد يهدد استقرار نظامنا الشمسي
- بوتين وشي جين بينغ: لا حل عسكريا لقضايا الشرق الأوسط
- زاخاروفا: -بريكس- نواة النظام العالمي الجديد
- الكونغرس الأمريكي.. مشروع قرار يلغي -قانون قيصر- المفروض على ...
- توجيهات أمريكية بفحص الحضور الإلكتروني لطالبي التأشيرات التع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - ومازالت العدالة مرفوعة من الخدمة!