بطرس بيو
الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 17:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قال ألبرت آينشتاين "نحن كالطفل الذي يدخل في مكتبة تحوي كميات كبيرة من الكتب بلغات مختلفة. فالطفل يعلم ان هناك من كتب تلك الكتب و لكنه لا يعلم كيف تم ذلك. فالطفل لا يعرف اللغات التي كتبت بها تلك الكتب، و لكنه يعلم ان هناك نظام غامض نظمت به الكتب هذه لكنه لا يعلم ما هو. يبدو لي أن هذا هو وضع الأنسان مهما كان ذكياً، نحو كينونة الله".
فهناك من قال ان من الثابت لا شئ ينشأ من لا شئ، و هذايستوجب وجود الخالق، و لكنه اغفل ان الخالق لا بد أنه نشأ من لاشئ.
ثم الأوصاف التي تتصف بها الكرة الأرضية من حجمها و بعدها عن الشمس. فلو كانت أبعد عن الشمس قليلاً لتجمدت المخلوقات فيها، و لو كانت أقرب إلى الشمس قليلاً لإحترقت تلك المخلوقات. ثم أن حجم الأرض لو كان أصغر مما هو عليه لإستحال وجود جو عليها. و الكرة الأرضية تدور حول الشمس بسرعة 67000 ميل في الثانية و لا تؤثر تلك السرعة الهائلة على بعدها عن الشمس. و دوران الارض حول نفسها يوزع حرارة الشمس بين الليل و النهار. أما الماء فتذوب فيه أنواع المواد لتتوزع في جسم الإنسان حسب إحتياجات الجسم. و لو إختلف تركيب المواد مهما كان ذلك الإختلاف جزئياً لما وجدت الحياة على وجه البسيطة.
و الذهن البشري يستقبل ما يقارب المليون إشارة يستخلص منها المفيد. و تستقبل العين البشرية مايقرب من سبعة ملا يين نوع من الألوان تنتقي منها حوالي المليون و النصف. و لم تستطع نظرية االتطور من تفسير تكوبن الذهن و العين. هذه الدقة المتناهية في تكوين الأشياء يعتبرها البعض أنها خير دليل على وجود الخالق.
أنا لا اختلف مع الأديان بوجود الخالق، و لكني أختلف معهم في وصفه. فالأديان تصف الله بالغيور و الأناني و المنتقم و الحقود و الضال متوعداً بالقصاص الأبدي كل من لا يطيعه، والتدخل في كل كبيرة و صغيرة في حياة البشر. و هذه جميعها صفاة إنسانية، ففي الوقت الذي تصف الأديان الله بالكمال المطلق تدعي أن الله خلق الإنسان ليعبده، و كأن الله يحتاج إلى من يعظمه و يبجله. برأيي أنه يكفي للإنسان ألا يرتكب أعمال مؤذية للغير ليكون مقبولاً عند الله. اما الصلاة و الصوم و ما إلى ذلك من الطقوس الدينية فلا معنىً لها. إن الله قد خلق الكون ووضع له القوانين التي يسير عليها و لا يتدخل في شؤون البشر اليومية.
أرسل أحد قراء الدكتورة وفاء سلطان يسرد لها عظمة الكون كدليل على وجود الله. و اجابته أنها لا تختلف معه بوجود الخالق و لكن وجهة الإختلاف تقتصر على وصف ذلك الخالق. فهي تعتبره بعظمة الكون اما هو فيصفه "بخير الماكرين".
#بطرس_بيو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟