الأيمان و العقل

بطرس بيو

الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 17:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ينتقد بعض الإخوة المسلمين المعنقد المسيحي بألوهية المسيح مستهجنين هذا الأدعاء بأنه غير عقلاني فكيف يمكن الإعتقاد بأن الله ولد من رحم إمرأء و عاش كإنسان عادي يأكل و يشرب و يذهب للخلاء و بهذا أنهم يحكمون المنطق في معتقد ديني متجاهلين ان الأديان لها عنصرين، عنصر غيابي و عنصر دنيوي. فالعنصر الغيابي لا يصمد أمام التحليل المنطقي بل يعتمد على الأيمان. ثم أنهم يسيؤون فهم المعتقد المسيحي على حقيقته. فالمسيحيون لا يؤمنون بأن المسيح هو الله بل هو إنسان متجسد من روح الله. و هذا ما ورد ذكره في القرآن الكريم. في سورة مريم آية 15 - 18 :
"و أذكر في الكتاب مريم إذ إنتبذت من أهلها مكاناً شرقيا فإتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها من روحنا فتمثل لها بشراً سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً ذكيا."
أفلا يوجد في الإسلام معتقدات غيابية لا يمكن إثباتها منطقياً؟ هل يمكن إثبات أن أهل الكهف ناموا ثلاثمائة عام أو القمر إنشق إلى نصفين أو أن الشمس تغرب في حمئة أو أن الرسول أسىرى من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم إلي الجنة بسبع طبقاتها؟ فيما يتعلق بإنشقاق القمر لا يوجد أي ذكر تأريخي لحدث كهذا كما أن المفسرين إنقسموا في تفسير الآية منهم من قال أنه حدث في حينه و منهم من قال أنه سيحدث يوم القيامة. كما أن الفلكيين نفوا حدوثه ما عدا فضيلة الدكتور زغلول النجار الذي أكد حدوثه بإظهار بعض الصور لشقوق في القمر سببتها البراكين. و عندما ذهب وفد إلى ملك الروم في سوريا لنشر الإسلام سألهم الملك إن كان الرسول قد قام بمعجزات كالمسيح قالوا إنه شق القمر إلى نصفين فقال الملك لو حدث هذا فعللاً لكنا رأيناه نحن أيضاً.
و تجسد الله في الجبل عندما كلم موسى و كذلك في الشجر مذكور في القرآن الكريم فإذا كان المسلم يؤمن أن الله يمكن أن يتجسد في الجبل و الشجر فلماذا يستبعد تجسده بإنسان؟
من المؤسف أن ألأديان السماوية كانت السبب في حروب دينية حرقت الأخضر و اليابس و سببت التفرقة بين أبناء الوطن الواحد ففي مكة مثلاً كان الناس قبل الإسلام فيهم نصارى و يهود و عبدة الأوثان و كان الجميع يتعاملون مع بعضهم البعض دون تفرقة و لما جاء الإسلام أخليت يثرب من اليهود إما بتهجيرهم أو قتلهم و كان في الجزيرة العربية قبائل تدين بالمسيحية أجبرها عمر إبن الخطاب أن تهاجر إلى سوريا و أصبح الإسلام الدين الوحيد في الجزيرة العربية . و في العراق في يومنا هذا يجري تصفية المواطنين المسيحيين و هم أهل البلاد الأصليين و عومل اليهود في أوربا معاملة قاسية و خاصةً في أوربا الشرقية و روسيا حيث حدثت مذابح لليهود في هذه الأقطار و في إسرائيل في يومناهذا يعتبر غير اليهودي مواطن من الدرجة الثانية.
لقد آن لنا نحن البشر أن نتخلى عن خرافات الأقدمين التي لا تستند على العقل و المنطق بل هي تطور لأساطير السومريين كما تخلى الأوربيون عن أساطير اليونان و الرومان في حينه.

#بطرس_بيو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات