أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بطرس بيو - الرق و القضاء عليه














المزيد.....

الرق و القضاء عليه


بطرس بيو

الحوار المتمدن-العدد: 3400 - 2011 / 6 / 18 - 21:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مورست العبودية في التاريخ القديم في مصر و بلاد ما بين النهرين و اليونان و الإمبراطورية الرومانية . فالمتاجرة بالعبيد كانت معروفة لدى الحضارات القديمة. فالدين الإسلامي حرم إستعباد المسلم و لكنه سمح بإستعباد غير المسلم. فالعرب و الأتراك ليس فقط إستعبدوا الزنوج و المسيحيين و لكنهم مارسوا تجارة الرقيق بزنوج أفريقيا الوسطى. لم يصدر من هذه الحضارات القديمة أية معارضة على الرقيق أو المتاجرة به.

أول دولة أوربية مارست إستعباد زنوج أفريقيا كانت البرتغال. ففي عام 1510 ميلادية تم شحن اول قافلة من زنوج افريقيا بحراً من غينيا إلى هايتي. و كان الاوربيون يستخدمون الزنوج في مزارع مادة النيل و السكر في المستعرات الجديدة التي إستعمروها في الأميريكتين. و الدولة التي مارست تجارة الرقيق بعد البرتغال كانت إنكترة عندما تم شحن اول وجبة من العبيد من ساحل الذهب عام 1562. و قد وصل عدد الزنوج الذين تم شحنهم من افريقيا من قبل إنكلترة عام 1770 بخمسون ألف زنجي. فكانت البواخر تحمل بضائع يفضلها الأفريقيون كالكحول و البنادق و غيرها فيتجمهر الناس على ساحل البحر في ساحل الذهب في أفريقيا لشراء تلك البضائع، فينزل البحارة الإنكليز و ينتقون من الجمهور من هو قوي البنية و الصحي و يبحرون بهم إلى إنكلترة ليبيعونهم كعبيد. و بعد هذه التجارب توقف الأفريقيون من التجمهر على ساحل البحر و لكن الإنكليز اخذوا يفتشون عنهم داخل المدن. و كثيراً ما يفرقون العائلة الواحدة من أب و أم و اولاد إلى مقتنين مختلفين. و يختلف ملاك العبيد في معاملة عبيدهم بإختلاف طبائع الملاك أنفسهم و لكن أغلبهم كانوا يعاملونهم معاملة قاسية خاصة في الحقول. سوى ان العبيد الذين كانوا يعملون داخل الدور كان حالهم أفضل من الذين يعملون في الحقول.

إن قصة شحن الزنوج في البواخر هي قصة مأسوية. فكانوا يحشرونهم في بطن السفينة كالإغنام،. حتى كان من الصعب على الفرد ان يتحرك من الزحام و كان الهواء ملوث حتى ان الكثير منهم كانوا يموتون من الإختناق خلال السفرة. و عندما يشح الطعام يموت بعضهم من الجوع. و الأدهى من ذلك كله انه عندما كان يمرض الزنجي كانوا يرمونه في البحر. و حتى عندما يطعموهم يعتري الزنجي الخوف لأنه يتصور انهم يطعموه لكي يأكلوه. نقرأ أحياناً عن معاملة العبيد معاملة إنسانية و في أحيان أخرى عن إغتصابهم للباخرة و قتل جميع ملاحيها عدا من يستطيع قيادة السفينة إلى بر الأمان.

ثم أخذ البعض يعتبر ان الرق يحط من أنسانية العبد و المعبود و أخذ الكثيرون يروا ان الرق و المتاجرة به يتناقض مع تعاليم الدين المسيحي. و قد حاولت الكنيسة القضاء على الرق و لكنها فشلت. عام 1542 اصدرت اسبانيا اول قانون يحرم الرق في أوربا على أثر المجهود الذي بذله القس الدومينيكاني بارتيلومي دي كاساس لمكافحة الرق و الذي صدم من كيفية معاملة العبيد. و في التصريح البابوي الصادر عام 1839، ادان البابا كريكوري السادس عشر الرق بشدة. و كانت إنكترة من اوائل الدول التي بدأت بالإصلاح المتعلق بالرق و اول البوادر للقضاء عليه القانون الإنكليزي الذي لا يسمح بسجن أي شخص بدون ذنب حتى لو كان عبداً. و في 22 يونيو 1772 صرح القاضي مانسفيلد في حكم اصدره أن القانون الإنكليزي لا يسمح بالرق. و لكن ذلك لم يقضي على الرق في المستعمرات. و لم يسنى أي قانون يقضي على الرق في الإمبراطرية البريطانية حتى 25 مارس 1807، فبين عامي 1808 و 1860 القى الاسطول البريطاني القبض على 1600 باخرة تحمل العبيد خلافاً للقانون، حتى ان كابتن الباخرة كان يرمي بعض العبيد في البحر لتقليل الغرامة. في فرنسا صدر قانون القضاء على الرق في جميع أراضي و مستعمرات فرنسا قي 4 فيبراير 1794، لكن نابوليون اعاده فيما بعد، و لم يتضمن الدستور الذي سن عام 1799 فقرة عن حقوق الإنسان.
و قد قضي على الرق في أغلب دول اميريكا اللاتينية بين عامي 1810 إلى 1822
و قد تضمن الدستور الذي سن عام 1853 في الارجنتين تحريم الرق.

في 1860 نجح ابراهيم لنكلن في إنتخابات الرئاسة للولايات المتحدة الأميريكية و كان معروفاً عنه معارضته للرق فإتفصلت على أثرها الولايات الجنوبية لان إقتصادهم كان مبني على الرق، و بدأت على أثرها الحرب الأهلية. قد شمل الدستور الذي سن عام 1865 على تحريم الرق.

صرح بعض رجال الدين الإسلامي في يومنا هذا عن مشروعية الرق في الإسلام كفضيلة الشيخ الحويني و السيدة العضوة في البرلمان الكويتي، التي سألت كافة رجال الدين في السعودية و أقروا ما ذهبت إليه، حتى أنها طلبت من الذين يحاربون الروس في الشيشان ان يعرضوا اسراهم من الروس في أسواق النخاسة في الخليج العربي. و يستند هؤلاء إلى واقع أن عدالة الإنسان لا يمكن أن تكون مساويةً لعدالة الله الذي عدالته ازلية و غير متناهية. و هذا منطق سليم. و لكن هل يمكن لله الذي عدالته غير متناهية و حكمته أزلية أن ينزل شرائع لا تتفق مع عادات و تقاليد البشر في الوقت الذي تنزل فيه تلك الشرائع؟ و إني أسأل هؤلاء الذوات لو اراد الله ان ينزل شرائع في وقتنا هذا هل ستكون هذه الشرائع مطابقة للتي أنزلت في القرن السابع الميلادي؟ يعتبر الذين يؤيدون نظرية الناسخ و المنسوخ سبب النسخ إلى تغير الأوضاع بتغير الزمن. فإذا كانت الأوضاع قد تغيرت في البضعة سنين بين وجود الرسول في مكة المكرمة و المدينة المنورة فهل لا تتغير هذه الأوضاع في الأربعة عشر قرن التي مضت؟



#بطرس_بيو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقى و تأثيرها على النقس البشرية
- الحوار المتمدن و حرية الرأي
- شخصية أسامة بن لا دن
- الإنفجار الكبير The Big Bang
- إنتصار الشعب المصري
- الوضع في العراق
- لمن تقرع الأجراس
- تكريم هيئة الحوار المتمدن
- العلاقة بين الأيمان و العقل Faith & Reaaon
- تعليق على حرق القرآن الكريم من قبل كنيسة
- حرق القرآن الكريم من قبل كنيسة
- إرتفاع درجة حرارة جو الكرة الأرضية و تأثيرها على الحياة البش ...
- غزو العراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية
- النفط و لدم
- تعليق على كلام الأستاذ حسن مدبولي
- الكتاب المقدس
- الأيمان و العقل
- تعليق على الحوار مع الدكتورة نوال السعداوي
- تطور الحياة على الأرص
- من المسؤول عن إغتيال الرئيس كندي


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بطرس بيو - الرق و القضاء عليه