أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بطرس بيو - إرتفاع درجة حرارة جو الكرة الأرضية و تأثيرها على الحياة البشرية















المزيد.....

إرتفاع درجة حرارة جو الكرة الأرضية و تأثيرها على الحياة البشرية


بطرس بيو

الحوار المتمدن-العدد: 3099 - 2010 / 8 / 19 - 03:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إ

من المعروف أن غاز ثاني أوكسيد الكاربون الذي تلفضه مداخن السيارات و الطائرات و المصانع إلى جو الكرة الأرضية و الناتج عن إحراق الوقود كالنفط و الفحم يؤدي إلى الإرتفاع في درجة حرارته بسبب تشكيله غلافاً حول الكرة الأرضية يمنع تسرب الحرارة من الأرض ألى الفضاء الخارجي فقد إرتفعت فعلاً درجة الحرارة درجة مئوية واحدة عن السابق بينما لم تتأثر درجة الحرارة قطعياً خلال العشرة آلاف سنة الماضية من عمر الكرة الأرضية، إذ كانت حرارة الجو من السخونة الكافية للثلوج التي كانت تغطي وجه الكرة الأرضية أن تنسحب متيحة لنا القيام بالزراعة، و باردة بدرجة تسمح للمنطقة القطبية تجمع الجليد الذي يزودنا بمياه الشرب و الزراعة و قد يبدو للبعض أن إرتفاع درجة الحرارة هذه الدرجة الواحدة ليس بالأمر الخطير و الواقع أن إرتفاع هذه الدرجة الواحدة أحدث و يحدث تغيرات جسيمة في الجو مما يؤثر تأثيراً ملموساً على البيئة التي نعيش فيها.

و قد قامت مؤسسة نيسا (NASA) في ديسمبر 2008 بدراسة النتائج الحاصلة عن إرتفاع حرارة الجو و إستنتجت أن إحدى النتائج التي تحصل من إرتفاع درجة الحرارة درجة مئوية واحدة هي إزدياد نسبة حدوث الصواعق بنسبة %45 وقد سببت الصواعق 1700 حريق في يونيو 2008 في كاليفورنيا في يوم واحد.

ومن المعروف أنه كلما إرتفعت حرارة الجو تزداد قابليته لإستيعاب نسب أكبر من بخار الماء مما يزيد في قحولة الأراضي القاحلة بسبب زيادة التبخر ثم تفرغ هذه الرياح المحملة ببخار الماء حمولتها على المناطق كثيرة الأمطار كولاية فيرمونت مثلاً في الولايات المتحدة على شكل أمطار غزيرة تسبب الفيضانات فقد إزداد معدل هطول الأمطار في القارة الأميركية ما يقارب السبعة بالمائة و إزداد معدل حدوث الأضرار التي تسببها الفيصانات بمعدل خمسة بالمائة. ففي ولاية فيرمونت حدثت ثلاث حوادث فيصانات عام 1960 و فيضانين عام 1970 و ثلاث فيضانات عام 1980 و عشرة فيضانات عام 1990. الواقع أن معدل هطول الأمطار على الكرة الأرضية أخذ يزيد بمعدل ما يقارب واحد و النصف بالمائة كل عشرة سنين.
في ديسمبر 2008 قام علماء من مركز المعلومات عن الثلوج البحرية ببحوث أضهرت أن ذوبان الثلوج في القطب الشمالي أدى إلى تقلص مساحة الأرض المغطاة بالثلج في القطب بما يعادل المليون ميل مربع أما في القطب الجنوبي فالثلوج تذوب بمعدل 75 بالمائة أكثر من ذوبانها خلال العشر سنوات الماضية و قد قامت هيئة أميريكية بدراسة المنطقة الإسنوائية ووجدوا أن هذه المنطقة قد زادت مساحتها بثمانية ملايين و نصف ميل. و بذوبان الثلوج يتحرر غاز الميثين الذي له تأثير على الجو مماثل لغاز ثاني أوكسيد الكاربون.

و قد تنبأ الإخصائيون في موارد المياه في الولايات المتحدة أن الجفاف في الجنوب الغربي من امريكا أصبح حالة دائمية فهناك %50 إحتمال أن تجف بحيرة ميد التي ترتوي من نهر الكولورادو في الولايات المتحدة عام 2021 و في حالة حصول ذلك ينقطع الماء عن خامس منطقة إقتصادية في العالم

و يقدر الباحثون أن إرتفاع حرارة الجو و الجفاف قد أدى إلى إنخفاض في محاصيل الحنطة و الذرة و الشعير بأربعين مليون طن سنوياً. و الجفاف يستمر بالإنتشار في العالم ففي عام 2009 بلي القسم الشمالي من الصين بالجفاف و هي المنطقة الرئيسية لزراعة الحنطة فلم تسقط الأمطار فيها لأكثر من مائة يوم و هو رقم قياسي. و الشئ نفسه حصل في الهند و جنوب البرازيل و ارجنتينا حيث كانت محاصيل الحنطة أوطئها منذ عشرون عاماً. و بإرتفاع درجات الحرارة ينخفض منتوج الحنطة من %20 إلى %.40

و قدأخذت بعض الأنهار على الكرة الأرضية تجف. و تظهر التصاوير في أسفل قمة أفرست أن عمود من الجليد طوله 300 قدم قد إنصهر مقارنة مع التصاوير التي أخذها مالوري عند تسلقه القمة عام 1921، و في ربيع 2009 إكتشف البحاثة عند وصولهم إلى بوليقيا أن جبل الجليد (جكلتايا) الذي يبلغ عمره 18 الف عام قد إختفى. ثم أن طبقات الجليد تعكس أشعة الشمس لكونها براقة على عكس مياه البحار التي تمتصها.

كانت نسبة ثاني أوكسدالكاربون في الجو خلال العشرة آلاف سنة الماضية 275 جزء بالمليون بينما وصلت في يومنا هذا ألى 390 جزء و في ديسمبر 2007 ألقى جيمس هانسن الخبير في الأنواء الجوية محاضرة في سان فرانسيسكو قال فيها أن النسبة التي لا ينبغي تجاوزها هي 350 جزء بالمليون

وفي إجتماع دولي في بولونيا بتاريخ ديسمبر 2008 قال مارتن بيري رئيس اللجنة الحكومية للبحوث عن التغير المناخي إن عدد السكان الذين يجابهون خطر المجاعة قد إزداد بسبب التغيرات التي طرأت على الجو بأربعين مليون شحص فأصبح عددهم 963 مليون و في 2009 زاد عددهم عن المليار.

بين عامي 1995 و 2008 حصلت مائة و إحدى عشر عاصفة في المنطقة الإستوائية من المحيط الأطلسي بزيادة %75 عنها خلال الثلاث عشر سنة الماضية و في بنكلاديش مثلاً يحصل إثنى عشر عاصفة سنوياً بينما كان المعدل المتوفع سابقاً ثلاثة.

كانت المحيطات التي تحيط باليابسة ثابتة كيمائياً و قد صعق عالم الأحياء تيموثي ووتن من جامعة شيكاغو عندما إكتشف أن مياه المحيطات أخذت تزداد حموضةً بنسبة عشرة أضعاف المتوفع فهي أكثر حموضةً مما كانت عليه خلال الثمائمائة الف عام السابقة و في حالة إستمرار هذه الزيادة ستصبح عام 2050 أكثر حموضة مما كانت عليه خلال العشرون مليون سنة الماضية ففي صيف 2009 ورد في تقرير حرفة المحيط الهادي للمحار تلف %80 من يرقات المحار بسبب حموضة المياه.

و من تأثيرات سخونة الجو إرتفاع مستوى البحار مما أدي إلى غمر أجزاء من المدن الساحلية او غمرها بالكامل. ففي جزر المارشالز أعلنت حالة الطوارئ في ليلة عيد الميلاد 2008 و إضطر مئات من السكان ترك منازلهم في مدينتي ماجورو و أبي لإنغمار هاتين المدينتين بمياه البحر التي دمرت الدور و حتى المقابر. و قد إضطر سكان أوشن آيل بيج في كارولاينا الشمالية صرف ثلاثون ألف دولار لكل منهم لوضع أكياس الرمل على ساحل البحر للوقاية من ألأمواج.

من الواضح مما تقدم أن أيجاد الحلول لأيقاف هذا التطور الخطير في جو الكرة الأرضية أصبح امراً لا يمكن إهماله. و قد طرح البعض الإستعاضة عن النفط و الفحم بوسائل أخرى لا تؤثر على الجو كإستعمال الطاقة الشمسية أو طاقة الريح. و من المعلوم أنه سيأتي الوقت الذي ستجف فيه آبار النفط فيصبح موضوع أيجاد بديل له أمراً حيوياً.

يضهر مما سلف أن الأمر في غاية الخطورة و في حالة الإهمال عن وجود الحلول التي تضمن التوقف عن تدمير البيئة التي نعيش فيها سيتطور الوضع من سئ إل أسوأ
فماذا سيقول عنا أحفادنا و أحفاد أحفادنا؟

ملاحضة: المعلومات في هذه المقالة مقتبسة من كتاب "الأرض"
لبل ماككون (eaarth) (الخطأ في التهجأة مقصود)











#بطرس_بيو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزو العراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية
- النفط و لدم
- تعليق على كلام الأستاذ حسن مدبولي
- الكتاب المقدس
- الأيمان و العقل
- تعليق على الحوار مع الدكتورة نوال السعداوي
- تطور الحياة على الأرص
- من المسؤول عن إغتيال الرئيس كندي
- تغير الأعراف و القوانين مع تغير الزمن
- سر الوجود
- بلاد العرب أوطاني
- إختيار الآيات من القرآن الكريم
- تعليق عى مخاطر النقاب
- مخاطر النقاب
- تعليق على الحجاب في الإسلام
- الحجاب في الإسلام
- عباقرة العصر
- الوصع الأمني في العراق
- حوار الأديان
- ما هو الحب


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بطرس بيو - إرتفاع درجة حرارة جو الكرة الأرضية و تأثيرها على الحياة البشرية