أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 2/5















المزيد.....

نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 2/5


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 00:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعيدا عن حديث المعجزات والخوارق ، سنحاول ان نلقى نظرة نقدية عن الظرف الموضوعى والواقع الارضى ( العلاقة الجدلية ) والمراحل التطورية الطبيعية لام القرى ( مكة ) مما ادى فى النهاية الى ظهور النبى محمد بدعوته للاسلام لنرى انها لم تكن مفارقا سماويا بقدر ماكانت استجابة للواقع الارضى والظرف الموضوعى الذى انتجها
*** مكـــة
سارت مكه فى خطها التطورى الطبيعى ، عين من المياه تتفجر فى صحراء قاحله شديدة الحرارة نظرا للجبال التى تحيطها من معظم جوانبها ، طبيعى ان تستقطب حولها مجموعات من قبائل البدو الرحل ليكونوا اول تجمع بشرى مستقرفى هذه المنطقة ، وان احتفظ بمكوناته القبلية بخلاف التجمعات القروية الاولى حول مجارى الانهارالى اجبرتها ظروف الزراعة على التعاون للبذر والرى والحصاد ، ويأتينا صدى الصراعات القبلية التى دارت حول البئر بين جرهم وخزاعة والعماليق ... الخ ، فنقرأه ضمن روايات الاخباريين العرب ثم يتم تدوينه فيثما بعد من الاخباريين المسلمين وعلى رأسهم عمدتهم الطبرى ثم ابن كثيرمحاطا بمعجزة البئر وقصه هاجر وابراهيم واسماعيل لتكون العائله الابراهيمية اولا ثم يتفجر البئر( بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم )
يفترض بعض علماء الاجناس ان العنصر السامى خرج من جزيرة العرب الى ماورائها شمالا وجنوبا اثر موجة جفاف تصحرت بعدها هذه الجزيرة بعد ان كانت منطقة غابات كثيفة ، وفى بحث طويل للباحث اليهودى ايمانويل فلايكوفسكى ( عوالم فى تصادم ، عصور فى فوضى ) مؤيدا بالكثير من الشواهد يقول ان كوكب الزهرة كان مجرد مذنب ضرب الارض مرتين واخرجها عن محورها ( ثم اصبح فيما بعد احد الكواكب التى تدور حول الشمس ) مما ادى الى تصحر جزيرة العرب ، ويعلل وجود البترول فيها الى ان هذا المذنب كان يحمل الكثير من النفط الذى وصل الى الارض وتسرب عبرالتشققات الى باطنها نتيجة هذا الاصطدام ، وتكتسب نظريته قبولا لان العلماء المعاصرين لم يتوصلوا حتى الآن الى كيفيه وجود البترول واسباب وجوده فى اماكن دون اخرى وكيفيه تكوينه ، بالاضافة الى انه فسر ملوحة البحار نتيجة هذا الاصطدام والتى لم يعرف يقينا حتى الآن سبب ملوحتها. ومن جانبى ارى ان هذه المنطقة قد شهدت سقوط احجارا نيزكية بصورة ملحوظة ربما بفعل هذا الصدام .ويؤكد لنا ذلك وجود الكثير من الكعبات فى جزيرة العرب قبل الاسلام كل منهم به حجرا مماثلا ، وقد وضحنا ذلك فى مقالات سابقه ضمن هذه الدراسة .
سنتخيل انفسنا جالسين وسط الصحراء فيما قبل الفى عام من الآن ونرى حجرا نيزكيا ساقطا من السماء مشتعلا ومضيئا بسبب احتكاكه بالغلاف الاوكسيجينى للارض ، فمن الطبيعى ان يكون هذا الحجرهابطا من السماء ، وبعد ان بزوغ فكرة الاله (كما حدث فى باقى انحاء الارض ولكن شكل الاله واختصاصاته فى كل بقعة من هذه البقاع كانت نتاجا للبيئة والظرف الموضوعى ) لم يكن امام هذا البدوى الغارق فى البدائية الا ان يتصور هذا الاله جالسا فى السماء متمثلا كسرى الفرس فى ايوانه وقيصر الروم على عرشه ( يحمله بومئذ ثمانية عشر.. !!) محاطا بالحجاب والخدم والحشم والعبيد وحملة المباخر والمسبحين بعظمته وحمده ، فمن الطبيعى ان يكون هذا الحجر ساقطا من عرش هذا الاله الجالس فى السماء ، ولعدم معرفته بقوانين الكتله والوزن وتأثرها بالرياح ظن ان عرش الاله فوق هذا الحجر مباشرة .
اذن كانت البئر هى بداية التجمع البشرى الاول فى مكه ، وكان الحجر الاسود الهابط على الارض هو قطعه من هذا العرش الذى يعلوه مباشره ،فهو حجر مقدس هابطا من اله مقدس وبالتالى الارض التى هبط عليها هى ارض مقدسه فهى ارض حرام ، ولهذا اقيم لهذا الاله اول معبد والذى اطلق عليه بيت الله الحرام ويحمل لنا القرآن هذه الذكرى الباهته فى قوله( ان اول بيت بنى للناس الذى ببكه مباركا حوله )
ازدهرت التجارة بين اليمن جنوبا والشام شمالا نتيجة انقطاع خط التجارة بين مصر وفارس ـ والتى كانت تمر قوافله بشمال جزيرة العرب ـ بعد احتلال الاسكندر المقدونى لمنطقة الشرق الاوسط وطرد الفرس ، مماساعد التجمع القبائل بمكة على الازدهار واصبحت ممرا واستراحةعلى طريق القوافل تتعييش على قبض العشور من قوافل التجار ، ولترغيب القبائل فى الحج لهذا البيت سمحت لكل قبيله ان تاتى بصنمها او وثنها واصبح فى كعبة مكه 360 صنما ووثنا ما بين الحج اليهم او لتقربهم زلفى لرب هذا البيت ،
وفى خطوة تطورية اخرى تم تحريم ثلاثة شهور فى العام هى ذى القعده وذو الحجة والمحرم ليتثنى للقبائل حرية التجارة والعبادة وان توضع الحروب بين القبائل اوزارها خلال تلك الشهور.
كانت غزوة ابرهه الحبشى ( 570 م ) لهدم هذا البيت وتحويل الحج الى كنيسة اليمن ( قليس ) وحرمان مكه من مداخيل الحج والتجارة ، ثم تراجع جيشه نتيجة الحرارة الشديدة ومرض الجدرى والحصبة اللذان الما بالجيش ( وفى قول انه مات فى هذه الحمله وقول آخر انه تراجع بجيشه بعد ان هلك معظمه ،وان كنت ارى انه مات فعلا فى هذه الحملة متأثرا بالمرض ، وعندما وجد الجيش نفسه بدون قياده عاد الى اليمن ) كانت فرصه سانحة لاهل مكه لاضفاء مزيدا من القداسة على بيت الله الحرام الذى انهزم ابرهة وجيشة بفعل طير الابابيل التى ارسلها رب البيت لترمى جيش ابرهة بحجارة من سجيل فينسحب منهزما ، وطبعا من السهل فى عصر يبعد عن الاعلام المرئى والمسوع والمقروء باكثر من الفى عام ان يقوم الشعراء المكيين بهذه المهمه ، فتزداد قداسة البيت ويزداد الحجيج وتزداد مداخيل التجارة ، ولمزيد من الجذب ( السياحى ..!!) بجانب الحج والتجاره يكون توافر المتع الجنسية فى دور الدعارة التى ترفع عليها الرايات الحمراء ارشادا لطالبى اللذة الجنسية ، اى انك فى رحلة واحدة ترضى آلهتك ( بالحج ) وتحقق ارباحا تجاريا ( ليشهدوا منافع لهم ) وتستمع باللهو والخمر والنساء ....( يابلاش ...!!! )
وفى خطوة تطورية اخرى بدأت قريش تتاجرباموالها فى قوافل خاصة بها يحرسها العبيد من الاحابيش بدلا من قبض العشور من التجارة المارة بها ، ولتامين طرق تجارتها قامت بعقد المعاهدات ودفع الاموال لتأليف القبائل التى تمر بها قوافلها اتقاءا لعمليات السلب والنهب المشهور بها الاعراب . ويلخص لنا القرآن هذا فى السورة ( ايلاف قريش ايلافهم ... )
وبعد اقامة دار الندوة لتقسيم العمل فى خدمة الحجاج والزوار والفصل فى المنازعات بين بطون قريش والقبائل الاخرى ، باتت قريش شبه حكومة مصغرة فى جزيرة العرب كالطائف ويثرب ( مع بعض الاختلافات التى فرضها الظرف الموضوعى على كل منهم ) .
*** يثــــرب :
فى العام 70 بعد الميلاد وبعد القلاقل التى سببها اليهود للدولة الرومانية فى ارض فلسطين من اجل اعادة اقامه دولتهم توجهت الجيوش الرومانية وهدمت كل مالليهود فى هذه الارض ، وتلاها فى العام 138 بعد الميلاد القضاء نهائيا على اى وجود يهودى فى ارض فلسطين ، وبدأت رحلات الشتات ، ومنها جنوبا الى جزيرة العرب لتصل بعض قبائلهم الى اليمن ، ولكن لان واحه يثرب بها مقومات الحد الادنى منة الاستقرار فقد استقرت كبرى قبائلهم فيها ، ومن الطبيعى لاى قله وافدة ان تحاول التآلف مع اصحاب البلد الاصليين بشتى الطرق ، فاشاعوا قصة النسب بينهم وبين العرب عن طريق جدهم الاكبر ابراهيم وابنيه اسحاق ( الجد البعيد لليهود ) واسماعيل ( الجد البعيد للعرب ) ، ولان اليهود هم اهل الكتاب ( التوراه ) فقد وجدها العرب فرصة سانحة ليؤصلوا نسبهم الاعلى مع نسب انبياء بنى اسرائيل ( انظر د. طه حسين فى كتابه : الشعر الجاهلى قبل ان تتم محاكمته ويحذف جملته الشهيرة التى معناها : لتقل التوراه ماتقول ن وليقل القرآن مايقول ولكن النبى ابراهيم هو شخصية اسطورية اخترعها اليهود واذاعوها بين عرب الجزيرة الهاربين ليتألفوا معهم بأبا مشتركا ، ويتم طبع الكتاب مره اخرى بعد حذف هذه الملحوظة العبقرية ولكن باسم : الادب الجاهلى ) ، ومن ضمن ما اذاعه اليهود بين العرب هو قرب ظهورنبيهم المنتظر الذى سيهزم اعدائهم ويعيد اقامه دولتهم مرة اخرى ليسودوا بها العالم ( ومن المعروف ان اليهود عند ظهور السيد المسيح لم يؤمنوا به رغم انه جاء اليهم ومن نسلهم وتحقيقا لنبؤتهم تلك – النبى المنتظر – لأن السيد المسيح لم يعطيهم ملك الارض ولكنه جاء ليعطيهم ملكوت السماوات )
النبى المنتظر :
اذا اردنا ان نتعرف على الينابيع الاصلية للديانات الابراهيمية الثلاثة علينا ان نعود الى الديانه المصرية القديمة ثم الاساطير البابلية .
تقول لنا اسطورة ايزيس واوزيريس ان اوزيريس بعد ان حكم مصر فى سالف الزمان لمده 28 سنه وحقق العدل ووضع القوانين وعلم الناس الزراعة وحياكة الملابس وصناعة ورق البردى والتحنيط ، ثم قتل على يد اخيه الشرير ست وارتفع الى السماء ، سيعود فى آخر الزمان ليقيم مملكة العدل مرة اخرى بعد ان تمتلأ الارض جورا وظلما .
هذه الاسطورة تعبر تعبيرا صادقا عن مكونات النفس البشريه منذ البدايات الاولى على سلم التطورالحضارى بالرغبة فى تحقيق العداله كلما ملئت الارض ظلما ، وان القادم من سجف الغيب هو من سيحقق لهم ذلك ، ثم انتقلت هذه الرغبه الانسانية الى الديانه اليهودية فى مسيحهم المنتظر والى الاسلام الشيعى فى الامام الغائب والاسلام السنى فى المهدى المنتظر .... (ومازلنا وبعد ثورة 25 يناير ننتظر أيضا .....!! )
اكتمل النضج المكى ، ولكن بقى بيت الله يحتاج الى نبى مثل الانبياء التى انتشرت قصصهم واساطيرهم فى جزيرة العرب سواء من بين انبياء بنى اسرائيل او اساطير لانبياء من داخل الجزيرة ، والنبى المنتظر الذى اشاعه اليهود ، وبعد الربط بينهم وبين العرب فى جد واحد بعيد هو النبى ابراهيم ... فوجوده من نسل اسماعيل لن يكون بعيدا عما زعمة اليهود ، فما الفارق بين الاخوين اسحاق واسماعيل ...؟؟
ومع الاستعلاء اليهودى على الاميين بانهم اهل الكتاب ( حيث اعتبر اليهود انهم متميزون على اهل جزيرة العرب بوجود التواره لديهم فهى – كتاب مكتوب فى صحف – فاصبحو اهل الكتاب ، والاعراب اميين لايقرأون ولايكتبون وليس لديهم كتاب مكتوب فهم الاميين ، لذا يذكر لنا القرآن ( الذى بعث بعث فى الاميين رسول منهم ) الآية ، ومن هنا بدأت الارهاصات الاولى لظهور الاحناف .
الاحنــاف :
تعني الحنيفية "الميل" في اللغة، واصطلاحاً أي أنه يَمِيلُ إلى الحقّ، ويميل عن الشرك (لسان العرب ) ولكننا نعلم ان كل قواميس اللغة العربية قامت بتأصيل المعانى التى وردت بالقرآن ، لذا علينا ان نعرف ان الحنيفية فى السريانية هى : نجسا او مرتدا ، وهو الاقرب للمنطق ، فقريش لن تطلق على من فارق دينها انه مال الى الحق . كما ان كلمة (لقد صبأ محمد ) والتى نرددها كثيرا على انها تعنى : لقد كفر محمد ، هى غير صحيحة ، فكلمة صبأ محمد تعنى انه اتبع دين الصابئة والذى كان قريبا من تعاليم الاسلام فى الصلاة ( حيث كانت الصلاه لديهم ثلاث مرات يوميا ، عند الشروق ، وعند انتصاف النهار، وعند الغروب ) والوضوء والتطهر من النجاسة . ولكن تنزيها للاسلام من استلهام شعائر من ديانات اخرى قالوا ان صبأ معناها كفر ، ولكن آيات القرآن صريحة فى الاعتراف بدين الصابئة مع ( الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ) الاية
جاء في كتاب السيرة لابن هشام: قال ابن إسحاق، اجتمعت قريش يوماً في عيدٍ لهم عن صنم من أصنامهم كانوا يعظمونه ويخرّون له ويعكفون عنده ويديرون به. وكان ذلك عيدالهم في كل سنة يوماً. فخلص منهم أربعة نفرٍ نجياً. قال بعضهم لبعض: تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض، قالوا: أجل. وهم: ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قُصي بن كِلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. وعبيد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صيرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دوران بن أسد بن خزيمة. وكانت أمه أميمة بنت عبد المطلب. وعثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصي. وزيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن عبد الله بن قرط بن رباح بن رزاح بن عدّي بن كعب بن لؤي. وقال بعضهم لبعض: تعلمون والله ما قومكم على شيء. لقد أخطأوا دين أبيهم إبراهيم. ما حجر نطيّف به لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع. يا قوم التمسوالأنفسكم فإنكم والله ما أنتم على شيء. فتفرقوا في البلدان يلتمسون الحقيقة .
فأما ورقة بن نوفل فاستحكم في النصرانية واتبع الكتب من أهلها حتى علم علماً من أهل الكتاب، وهو بن عم خديجة وعراب زواجها من النبى محمد ، وصاحب الدور الرئيسى فى رعاية النبى محمد حتى بداية دعوته .
وأما عبيد الله بن جحش فأقام على ما هو من الالتباس حتى أسلم، ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة مع امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان مسلمة. فلما قدم الحبشة تنصر وفارق الإسلام ومات نصرانياً. وأرسل محمد وتزوج أرملته أم حبيبة ( تعويضا وتكريما لهاعلى بقائها على دينه )
وأما عثمان بن الحويرث فقدم على قيصر ملك الروم فتنصر وحسنت منزلته عنده.
وأما زيد بن عمرو فلم يدخل في يهودية ولا نصرانية، وفارق دين قومه فاعتزل الأوثان، ونهى عن قتل الموؤودة، وقال: أعبد رب إبراهيم. ونادى قومه بعيب ما هم عليه. وكان يجهر في الكعبة بمبادئه، فطرده عمه خطاب من مكة وألزمه أن يقيم على جبل حراء أمام تلك المدينة، ولم يأذن له بالدخول إلى مكة وكان النبى محمد يذهب الى جبل حراء ويقيم هناك شهرا ، ومن خلال بعض من اشعار زيد التى روتها الكثير من المصادر الاسلامية نرى تطابقها مع آيات القرآن فيما بعد ومنها (أربّاً واحداً أم ألف ربّ * أدين إذا تقسمت الأمور، عزلت اللاتى والعزة جميعا كذلك بفعل الجلد والصبور ، فلا أعز أدين ول اأبنيتها ولا صنم بنى عمر أزور، ولا صنما أدين وكان لنا ربا لنا فى الدهر ، إذ حلم يسير ، عجبت وفى الليالى معجبات وفى الأيام يعرفها البصير ، بأن الله قد أثنى رجالا كثيرا كان شأنهم الفجور ، وأبقر آخرين يسير قوما ، فيزيل منهم الطفل الصغير ، وبينما المرؤ يعثر ثاب يوما كما تروح الغصن المطير ، ولكن أعبد الرحمن ربى ليغفر ذنبى الرب الغفور ، فتقوى الله ربكم احفظوها ، متى لا تحفظوها لا تدوروا ، نرى الأبرار دارهم حنانا ، وللكفار حامية سعير ، وخذى فى الحياة وأن يموت ، يلاقوا ماتضيق به الصدور ) سيرة الرسول لابن هشام ص77-76
ويذكر لنا ابى المعشر المدنى فى المبعث – رسالة الغفران للمعرى : مر زيد على شعبه من شعاب مكة فوجد النبى محمد يأكل و دعاه الى تناول شى مما ذبح ( للارباب ) فكان جواب زيد : انى يامحمد لاآكل شيئا مما ذبح للاصنام ...!!
ويروى لنا المأثور الاسلامى الكثير من اشعار امية بن عبد الله بن ابى الصلت ، وعبيد الله بن ابرص الاسدى ، وطرفه بن العبد ، وعامر بن الطفيل ، وميمون بن قيس ، ولبيد بن ربيعه ، وامرؤ القيس الكثير من ابيات الشعرالتى تنادى بالتوحيد ، نذكر منه على سبيل المثال لا الحصر:
أمية بن ابى الصلت : كل دين يوم القيامه عند الله ... الا دين الحنيفية ذور
عبيد بن الابرص الاسدى : من يسأل الناس يحرموه ... وسائل الله لايخيب
طرفة بن العبد : الصدق يألفه الكريم المرتجى .... والكذب يألفه الدنئ الاخيب
عامر بن الطفيل : قضى الله فى بعض المكاره للفتى ... برشد وفى البعض الهوى مايحاذر
لبيد بن ربيعه : الا كل شى ماخلا الله باطل... وكل نعيم لامحاله زائل
امرؤ القيس : تلك السحاب اذا الرحمن انشأها .... روى بها من نحول الارض اسبابا
تلك الموازين والرحمن ارسلها ... رب البرية بين الناس مقياسا
من كل هذا يتضح لنا ان الإسلام هو إمتداد لعقيدة الحنفاء وديانتهم ، ومما يشير الى هذا الاتجاه ماذكره القرآن معظما لهذه الفئة ، وانها كانت الارهاصات الاولى لدعوة النبى محمد والتى سار على هديها فنجد الآيات :
( ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع مله ابراهيم حنيفا واتخذ الله اراهيم خليلا ) النساء 124 – ( وماكان ابراهيم يهوديا ولانصرانيا ولكن حنيفا مسلما وماكان من المشركين ) آل عمران 67 – ( قل اننى هدانى ربى الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا ) الانعام 161، 162
ونجد الحديث : انما بعثت بالحنيفية السمحة ـ ( وذلك فى العصر المكى قبل ان تتحول الدعوة الى القتال والحروب والغزوات والغنائم ، لنجد احاديث اخرى مثل : بعثت بالسيف ، ونصرت بالرعب ، ورزقى تحت رمحى ـ ماعلينا ... !!)
بيت الله يحتاج الى نبى له كتاب مقدس نظرا لاستعلاء اليهود على اهل جزيرة العرب بانهم اهل الكتاب ، ويبشرون باسطورة النبى المنتظر الذى سيكون من يهود ، وبعد الربط الاسطورى بينهم وبين العرب بجد واحد مشترك يتلقف المكيين طرف الخيط لتنشر اسطورة بناء الكعبة على يد الاب المشترك ( ابراهيم ) لابنه اسماعيل ، وبمرص الحصبة والجدرى الذى اصاب جيش ابرهة ورده عن هدم الكعبة يذاع فى جزيرة العرب حرمة البيت الابراهيمى وحمايته من جيش ابرهه ، وبعدالارهاصات الاولى للتوحيد – بعد ان وصلت ام القرى الى مرحلة مناسبة من النضج الحضارى - والتى بدأ يتنادى بها الاحناف نتيجة تكدس الاصنام والاوثان فى البيت الحرام ، وبرعاية خديجة لمحمد باموالها ( الم يجد عائلا فاغنى ) والقس ورقة بن نوفل بترجماته واقاصيصه لاهل الكتاب الاولين ، بتنادى الى اسماع اهل مكة ان محمد بن عبد الله هو النبى المنتظر التى اشاعته اليهود ، ولابأس اذن ان كان من الفرع الاسماعيلى الاخ الغير شقيق لنبيهم اسحاق ، فالجميع ينتمون الى ( ابو الانبياء ) ابراهيم .



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى المجلس العسكرى : دستور ياسيادنا ..!!
- نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 1/5
- الى المجلس العسكرى : سقوط هيبة الدولة والقانون باعلان امارة ...
- سيادة المشير طنطاوى : السلفيين يختطفون ثورة مصر
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 4/4
- حبس الرئيس مبارك بالقانون الذى رفضه ..!!
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 3/4
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 2/4
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 1/4
- بعد التعديلات الدستورية : الثورة المصرية الى اين ..؟؟
- ثورة اهل الذمة وانتهاء الحلم الاخوانى
- الشباب يصنع الثورة والشيوخ يسرقونها : القرضاوى نموذجا
- عفوا استاذى سيد القمنى : ماالفرق بين المفكرين والعوام ..؟
- الشكر والحمد للشباب.. والشعب أكبر
- نائب الرئيس يلوح بالعصا الغليظة
- الى السيد الرئيس : اسألك الرحيلا
- الى شباب حزب الفيسبوك : احذروا الاخوان المسلمين
- حزب الفيسبوك يصنع مستقبل مصر
- نقد الفكر الدينى : (3) عفاريت الجن 2/2
- نقد الفكر الدينى : (3) عفاريت الجن 1/2


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 2/5