أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - بعد التعديلات الدستورية : الثورة المصرية الى اين ..؟؟















المزيد.....

بعد التعديلات الدستورية : الثورة المصرية الى اين ..؟؟


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 00:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان المفروض ان اشارك فى الكتابة عن التعديلات الدستورية واستفتاء يوم 19 مارس عليها ، ولماذا حشد الاخوان المسلمين والسلفيين كل قواهم لتمريرها بالموافقة عليها ، ولكنى رأيت اننى لن اضيف شيئا عن ماكتبه الزملاء فى هذا الموقع ، ولكنى استطيع فقط ان اكتب عن بعض الملاحظات السريعة ، ثم اكتب عن تجريتى كشاهد عيان عاش هذا اليوم وشارك فيه .
طوال سنوات عمرى التى قاربت الستين لم اشارك فى اى انتخابات او استفتاءات سواء فى ظل البطل اللى جابه القدر ، او الرئيس المؤمن بطل الحرب والسلام ، او الرئيس المخلوع قائد الضربة الجوية ومفجر اصطلاح الاستقرار، الا مرة واحدة منذ عدة سنوات كان فيها ابن عمى مرشح لمجلس الشعب عن دائرة بسيون / غربية ، اضطررت الى استخراج بطاقة انتخابية وذهبت يومها من القاهرة مع ابنى الاكبر ، وحسنا فعل رئيس اللجنة عندما اوضح ان موطنى الانتخابى حسب محل الاقامة الحالية بالقاهرة وليس حسب محل الميلاد ، فقد اعفانى من حرج الولاءات العائلية المعروفة فى الريف .
ولكن يوم 19 مارس ذهبت وكل ولاءاتى لمصر ومستقبلها لاقول – لا – لتعديلات دستورية تمهد لانتخابات مجلس شعب ثم رئيس جمهورية فى خلال ثلاثة اشهر وهى فى رأييى مدة غير كافية لايستطيع فيها شباب الثورة والقوى الليبرالية تنظيم انفسهم فى حزب او عدة احزاب والتى تحتاج الى عام على الاقل يمكن فيها تسيير الامور فى ظل مجلس رئاسى يتكون من احد رجالات المجلس العسكرى وبعض المدنيين المشهود لهم بالنزاهة واعلان دستورى ينظم الحياة المدنية لحين اعداد دستور دائم من خلال مجلس شعب يضم كافة القوى الوطنية ، ويمنع الترشيح سواء للمحليات او لمجلس الشعب او رئاسة الجمهورية تحت اى مرجعيات دينية او استعمال شعارات دينية .
وهذا يفسر لنا مسارعة الاخوان المسلمون بالحشد والتعبئة بالشعارات الدينية الذى وصل الى حد تكفير من يقول – لا – واتهامه بالعمالة والانتماء الى اجندات خارجية ، ونشر الاشاعات بين البسطاء والعوام بانها حرب للحفاظ على المادة الثانية من الدستور، وحرب مقدسة لعدم وصول الاقباط الى الحكم ، لانها رأت ان هذه التعديلات التى لم تتضمن منع تكوين احزاب على مرجعيات دينية ( والتى تضمنتها التعديلات الدستورية فى العام 2007 والتى تم تعطيل العمل بها ضمن تعطيل دستور 1971) هى افضل الفرص للوصول الى مجلس شعب باغلبية تمكنهم من عمل – او المشاركة الفعالة – فى اعداد دستور جديد يتماشى مع اهدافهم المضمرة والمعلنة ولابأس للوصول الى رئاسة الدولة .
قوى الثورة غائبة ، وتعديل 2007 والخاص بمنع قبام احزاب على مرجعيات دينية معطل العمل به ، وتعديلات دستورية جديدة لاتتضمن هذا المنع يشرف عليها المستشار البشرى المعروف بانتماءاته الدينية وتضم عضو فاعل فى جماعة الاخوان المسلمين ، كل هذا جعل الساحة مفتوحة
على مصراعيها لصراع ديمقراطى على المستوى الشكلى ولكنه غير ناضج وغير مكتمل ، وقام على مرجعيات دينية وبشعارات دينية علنية واشاعات مغرضة وصلت الى حد ان سمعت من بعض البسطاء ان الرئيس الامريكى اوباما موجود فى مصر منذ ثلاثة ايام حتى يعطى الحكم للمسيحيين ......!!!
اول امس( 19 مارس) وعند الظهيرة صحبت ابنى الاصغر لاداء الواجب القومى ، ذهبت الى اللجنة التابع لها فوجدت زحاما شديدا ، فبدأنا نبحث عن لجان اخرى بمنطقة الهرم اقل زحاما دون جدوى ، فقد امتلات اللجان وطالت الصفوف وازدحمت الشوارع بالسيارات ممن مثلى يبحثون عن لجان اقل ازدحاما ، ورغم هذا كنت سعيدا بهذا الاقبال الجماهيرى خصوصا اننى رأيت كثيرا من الشباب ينظم وقوف السيارات امام اللجان ، شباب وشابات يبدوا انهم من شباب الثورة ( حيث اننى اعرف السلفيين والدينيين من اشكالهم ومن طريقة كلامهم حتى لو ارتدوا الكاجوال والجينز) ، وفى لجنة اخرى وجدت حشدا من النساء المنقبات يفترشن الطرقات فى انتظار دورهن ، اجرينا عدة اتصالات تلفونية بالمعارف والاصدقاء ممن سبقونا فى التصويت لنعرف منهم لجنة اقل ازدحاما حيث قاربت الساعة على الرابعة ونحن نلف وندور فى شوارع منطقة الهرم ، عرفنا منهم ان لجنة مدرسة مصطفى كلمل بجوار مساكن صقر قريش على طريق اوتوستراد المعادى لايوجد عليها زحاما وعلى الفور توجهنا الى هناك وفى سهولة ويسر دخلنا الى غرفة الصناديق .
الملاحظة الاولى : كل صندوق امامه اثنين من الموظفين يجلسون على طاولة صغيره ، اخذوا منا بطاقات الرقم القومى ليسجلوها فى الكشف امامهم ، ونظر الى احدهم قائلا : واضح انكم مواطنين محترمنين وقد جئتم لتقولوا : نعم . لم يتم الكلمة حتى انفعلت عليه فى الرد ، ولكنه تراجع على الفور قائلا : انا قلت انكم مواطنين محترمين جئتوا لتقولوا رأيكم ..!!
الملاحظة الثانية : اخذوا الاستمارات وتأكدنا من وجود خاتم اللجنة عليها حيث سمعنا ان هناك استمارات بدون اختام ، وضعنا الاستمارت فى الصندوق وذهبنا الى موظفة بجوار باب اللجنة لنغمس ايدينا فى الحبر الفسفورى ، سألتها : اى الاصابع ، فقالت : اى واحد . فقدم ابنى الاصغر اصبعة الخنصر بيدة اليسرى ، وقدمت اصبعى السبابه باليد اليمنى .
الملاحظة الثالثة : بعد انصرافنا وعودتنا الى المنزل قمت بغسل يدى وانا اعرف ان الحبر الفسفورى يدوم لساعات طويلة ، ولكنى فوجئت ان اصبعى نظيف بعد الغسيل العادى .
وهنا نتساءل :
- لصالح من يقوم الموظفين الجالسين امام الصندوق بتوجية الناخبين للافادة بنعم .. ؟
- من المفروض ان يحدد الاصبع المغموس بالحبر الفسفورى ، حتى لايتم استخدام اليد اليسرى مرة واليمنى مرة اخرى فى لجنة اخرى ، حتى ان اليد الواحدة قد يستطيع الناخب ان يستخدم اكثر من اصبع فى اكثر من لجنه طالما لايوجد تحديد لاصبع معين او حتى تدقيق من الجالس على الحبرللاطلاع على باقى اصابع اليد الواحده ، فما بالنا باصابع اليدين ....!!
- يبدو ان الكمية المتاحة من الحبر الفسفورى لم كافيه لهذا الاقبال فتم الاستعانه بحبر الختامه العادى مما يمكن ازالته بسهولة والتصويت فى لجنة اخرى .
- استعمال الرقم القومى فى التصويت سهل الامور كثيرا ، ولكن اذا استعمل احد المقترعين بطاقته فى اكثر من لجنة ، مع ماذكرناه من النقطتين السابقتين ، يكون من المستحيل اكتشافه فى ظل الفرز اليدوى بدون كمبيوتر يوضح استعمال الاسم مرتين . وفى هذه النقطه بالذات سأل احد الصحفيين القاضى رئيس اللجنة امس بعد ان اعلن نتيجة الاستفتاء فأجاب : من رأى او يعرف مثل هذه الواقعة فليتقدم بالشكوى ...!!
وتبقى نقطة اخيرة : السيد القاضى رئيس اللجنة وهو يبدأ فى اعلان نتيجة الاستفتاء نراه يقدم التقويم الهجرى على التقويم الميلادى فيقول : انه فى يوم السبت ( ويذكر التاريخ الهجرى ) الموافق يوم 19 مارس 2011 – فهل هى بداية الدولة الاسلامية التى يتقدم فيها التاريخ الهجرى على التاريخ الميلادى .
لقد حشدت وعبئت الجماهير تحت شعارات دينية سافرة ، وهذا وحده كافى - بغض النظر عن كل ماذكرنا- ان يكون هذا الاستفتاء باطلا . واذا كان هذا الاستفتاء بهذه الطريقة هو بروفة لانتخابات مجلس الشعب القادمة بعد شهرين تليها مباشرة انتخابات رئيس الجمهورية ، فلنقل على الثورة السلام ....!!
ورغم كل هذا اقول ان عقارب الساعة لاتعود ابدا الى الوراء ، الفارق ان الثورة التى اطاحت بالديكتاتورية العسكرية كنا نتمنى ان تسقط الديكتاتورية الدينية وتمهد الطريق لدولة مدنية، ولكن مازال الطريق طويلا ، والقوى الليبرالية من الشباب والرجال والنخب المثقفة والاخوة المسيحيين لن يتركوا كعكة الوطن لطيور الظلام .
عزيزى القارئ : كانت بداية الثورة فى 25 يناير شاغلا عن استكمال دراستى عن نقد الفكر الدينى ، ولكن الآن ارى ان استكمال هذه الدراسة وفى ظل هذه التعبئة الدينية مقدم عن كل الاحداث المتلاحقة التى تمر بها مصرنا والوطن العربى عموما ، وبالمصادفة ستكون الحلقة القادمة تحت عنوان ( اشكاليات قرآنية ) وتتحدث عن التعارض بين الدين والعلم وعلى رأسها الزمن القمرى المعتمد اسلاميا وتعارضه مع الزمن الشمسى المتوافق عليه علميا ، والتى ارجو ان تكون اهداءا الى السيد المستشار رئيس اللجنة .



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة اهل الذمة وانتهاء الحلم الاخوانى
- الشباب يصنع الثورة والشيوخ يسرقونها : القرضاوى نموذجا
- عفوا استاذى سيد القمنى : ماالفرق بين المفكرين والعوام ..؟
- الشكر والحمد للشباب.. والشعب أكبر
- نائب الرئيس يلوح بالعصا الغليظة
- الى السيد الرئيس : اسألك الرحيلا
- الى شباب حزب الفيسبوك : احذروا الاخوان المسلمين
- حزب الفيسبوك يصنع مستقبل مصر
- نقد الفكر الدينى : (3) عفاريت الجن 2/2
- نقد الفكر الدينى : (3) عفاريت الجن 1/2
- نقد الفكر الدينى : (2) الشيطان
- نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 3/3
- نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 2/3
- هل يتبنى حوارنا المتمدن التقسيم الطائفى ..؟
- نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 1/2
- دور المخابرات السعودية لنشر المذهب الوهابى
- الوهابية ... التاريخ - الجزء الاخير
- جاك عطالله ورمسيس موريس : الدين بين النقد والتجريح
- الوهابية ... التاريخ - الجزء الثانى
- الوهابية ... التاريخ - الجزء الاول


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - بعد التعديلات الدستورية : الثورة المصرية الى اين ..؟؟