|
نائب الرئيس يلوح بالعصا الغليظة
هشام حتاته
الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 00:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- فى الوقت الذى يحاول فيه رئيس الوزراء ( الفريق ..!! ) احمد شفيق الالتفاف على ثوار ميدان التحرير بتحويلة من رمز للثورة الى مجرد مكلمة على غرار حديقة الهايد بارك الشهيرة فى وسط مدينة لندن قائلا : ليجلسوا فى الميدان ويتكلموا مثل حديقة الهايد بارك ، والحكومة على استعداد ان تقدم لهم الافطار والغذاء والشيكولاته والبنبونى ) يتناسى سيادته الفرق بين المتكلمين فى حديقة الهايد بارك وبين ثوار ميدان التحرير ، حديقة الهايد بارك هى اضافة ديكورية على هامش حياه ديمقراطية كاملة تعيشها انجلترا ، وثوار ميدان التحرير يريدون ان يضعوا مصر الى اول خطوات الديمقراطية وحقوق الانسان - وبالامس يخرج علينا النائب ( اللواء ...!! ) عمر سليمان ليتحدث عن تكليف الرئيس بتشكيل لجنة لتعديل المادتين 76 ، 77 والنظر فى المادة 88 ،وتشكيل لجنة لمتابعة الحوار بين الحكومة ولمعارضه ولجنة لمتابعة التحقيقات ...... ، وفى النهاية يحدثنا عن ( تعليمات .. !! ) الرئيبس بعدم المساس بالمتظاهرين . - واليوم وعندما تحولت ثورة الشباب الى ثورة شعبية تشمل كل فئات الشعب المصرى وتصل حتى الى اماكن معزولة عن الفعاليات الشعبية مثل الوادى الجديد ، ثم ينضم اليها معظم العاملين فى المصانع والدواوين الحكومية بالاضافة الى القضاه والفنانين والصحفيين ......... الخ ، واصبحت بذلك ثورة شعبية بكل معنى الكلمة - وان كان الفضل يرجع اولا واخيرا الى شباب الفيس بوك - يطالب فيها الجميع برحيل الرئيس ، نجد تصريحا جديدا للسيد النائب يقول : الرئيس لن يتنحى بشكل فورى والحكومة لن تستطيع ان تتحمل مظاهرات التحرير طويلا . - فما معنى ومدلول هذا التصريح ، وماهى القوه الباقية للنظام والتى سيعتمد عليها فى فض تجمعات التحرير والتى شملت معظم انحاء مصر ؟ - ان جهازالشرطة الذى استخدم الجبروت فى فرض سطوة الدولة – وليس فى سيادة القانون - واختزلها فى ضرب وتعذيب المواطنين العزل داخل اقسام الشرطة وداخل السجون ، والتعالى والغطرسة على المواطنين بالتفتيش المهين فى اللجان والكمائن المنتشرة داخل المدن وعلى اطرافها . هذا الجهاز انهار وتهاوى فى اول مواجهة حقيقية مع شعب لم يعد اعزل ، وان كان اعزل من السلاح ولكنه قويا مدعوما بسلاح الرفض والرغبة فى التغيير، ويحمل اقوى سلاج فى مواجهة الطغيان : لا ... لا... لا - ان القوة الباقية للنظام هى القوات السلحة ، والتى وقفت موقفا مشرفا منذ البداية وحتى الان ، وصرح الناطق باسمها منذ اليوم الاول لنزوله الشارع بأن القوات المسلحة تتفهم وتتجاوب مع مطالب التغيير . وقامت بحماية المتظاهرين وفرضت النظام على الشارع دون حالة تعدى واحدة او نبرة غطرسة واحدة . - فهل يعنى هذا التصريح تدخل القوات المسلحة لفرض هيبة وسطوة النظام وبقاءة رغما عن ارادة الشعب وذلك بقمع المتظاهرين ؟ - اذا كان هذا هو المقصود بعدم رحيل النظام وعدم القبول باستمرارمظاهرات التحرير، ولاارى ان هناك بديل آخر امام النظام سوى الزج بالقوات المسلحة ، لذلك اقول : حذار.. ثم الحذار ان يتم تورط الجيش المصرى العظيم وتلوث ايديه بدماء الشعب ، فقد علمنا التاريخ ان القوات المسلحة بداية قد تطيع الاوامر ، ولكنها وبعد ثلاثة ايام على الاكثر سوف تنضم الى الشعب ، لان التكوين العقائدى للقوات المسلحة (حماية الوطن ) يختلف عن التكوين العقائدى للشرطة ( حماية النظام ) . حذار ثم الحذار من الوقيعة بين الشعب وقواته المسلحة الشريفة ، ويصبح حسنى مبارك نيرون مصر ، فأن الثورة لم تعد مقصورة على ميدان التحرير وحده او شباب الفيسبوك وحده ، ولكنها ثورة شعبية بكل معنى الكلمة تعم معظم ارجاء مصر وتشمل كل فئات الشعب - قلت فى نهاية مقالى السابق : اذا كان الرئيس جادا فعلا فى عدم الاستمرار- فلماذا يصر على الاحتفاظ برئاسة الحزب الوطنى ؟ - ولماذا لايتم تغيير شامل للدستور ليكرس مساحة اكبر من حريات الشعب على حساب تقلص الصلاحيات المطلقة للحاكم ؟ فماذا يضيره فى ذلك اذا كان راحلا فعلا ؟ لقد رفض الرئيس ومازال يرفض كل سيناريوهات الخروج الآمن والمشرف ، حتى انه لم يستطيع ان يتجاوب مع المطالب الحقيقة ولكنه يحاول الالتفاف عليها ، ويبدو ان مساحة العناد المعروفة والمشهورة عنه تتزايد وتتصلب اكثر، ويريد تورط القوات السلحة معه . لذا فأنى فى النهاية اقول : مصداقية قواتنا المسلحة وشرفها وحب الناس لها على المحك . اللهم قد بلغت ..... الهم فأشهد .
#هشام_حتاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى السيد الرئيس : اسألك الرحيلا
-
الى شباب حزب الفيسبوك : احذروا الاخوان المسلمين
-
حزب الفيسبوك يصنع مستقبل مصر
-
نقد الفكر الدينى : (3) عفاريت الجن 2/2
-
نقد الفكر الدينى : (3) عفاريت الجن 1/2
-
نقد الفكر الدينى : (2) الشيطان
-
نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 3/3
-
نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 2/3
-
هل يتبنى حوارنا المتمدن التقسيم الطائفى ..؟
-
نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 1/2
-
دور المخابرات السعودية لنشر المذهب الوهابى
-
الوهابية ... التاريخ - الجزء الاخير
-
جاك عطالله ورمسيس موريس : الدين بين النقد والتجريح
-
الوهابية ... التاريخ - الجزء الثانى
-
الوهابية ... التاريخ - الجزء الاول
-
الصراع بين الراعى والمزارع : قابيل وهابيل نموذجا 2/2
-
الصراع بين الراعى والمزارع : قابيل وهابيل نموذجا 1/2
-
الاحتلال العربى لمصر بين تدليس الشيوخ وحقائق التاريخ 2/2
-
علمانية العسكر واكاذيب الشيوخ
-
الاحتلال العربى لمصر بين تدليس الشيوخ وحقائق التاريخ 1/2
المزيد.....
-
القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية
...
-
وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
-
مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
-
مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
-
بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام
...
-
فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
-
اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
-
اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى
...
-
اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير
...
-
اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|