|
- شالومكي - هو الذي يضرُبنا
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 00:03
المحور:
كتابات ساخرة
في مدينة العمادية في الاربعينيات من القرن الماضي ، كانتْ هنالك ثلاث محلات رئيسية ، الاولى للمسلمين والثانية لليهود والاخرى للمسيحيين . رغمَ كُل ما قيلَ عن التعايش والتسامح .. فأننا نحن المُسلمون كُنا نمارس التمييز ، لاسيما ضد اليهود . وكان من الطبيعي ان يُستَهزأَ بهم أو يُضحَك عليهم بسببٍ او بدونهِ ، وحتى تُهضَم حقوقهم وربما يُضرَبون أيضاً !. علماً ان هذه الممارسات التي كانتْ منتشرة ، لم تكن مُقّننة أو بتوجيهٍ من السلطة المَلَكِية او الوُجهاء بصورةٍ سافرة .. بل ان " بعض " الناس العاديين في المجتمع ، ونتيجة تراكُم ثقافة الإستعلاء والشعور الزائف بالتفوق .. كانوا يلجأون الى هذا النوع من التعامل .. علماً ان المجتمع والإدارة كانا يتقبلان هذه التصرفات في كثيرٍ من الأحيان ، وكأنها أمرٌ مُسّلَمٌ بهِ !. لكن لا ينبغي تعميم ذلك على الجميع .. فكان في المدينة ، العديد من العقلاء المسلمين الذين يقفون بوجه هذه الأفعال المُستهجَنة . عموماً .. في أحد الايام ، توّجهَ " م . ح " الى حيث كان " شالومكى " متواجداً في روبار العمادية ، وأراد ان يفتعل مشكلة معه ، لكي يهينه ويضربه ... كان " م . ح " سييء الطبع مُشاكساً .. و" شالومكي " طويلاً وقوياً مفتول العضلات .. قبلَ ان ينجحَ " م .ح" في صفع "شالومكي" على خّدهِ ، نجحَ اليهودي في السيطرة على صاحبنا ، ثّبَتَهُ ثم ألقاه أرضاً وبدأ يضربه على راحتهِ ! ، ثم شرعَ شالومكي ، بالصراخ مُستنجداً : ألحقوني ياناس ، ان " م .ح" يضربني ، ويعتدي عليّ ... اليهودي يضرب وصاحبنا المُسلم مُستسلمٌ لاحولَ ولا قُوّة ، واليهودي يصيح : النجدة يا عالم ، انقذوني من " م .ح " !!... رغمَ الضرب المُبّرح الذي ناله " م .ح" ، إلا انه كان راضياً كُل الرضا ، عن صراخ وصياح شالومكي ... فالمُهم ان يسمع الجيران ، انه هو أي " م .ح" مَنْ يكيل الضربات ، والدليل هو إستنجاد شالومكي ! .. أما الكدمات العديدة على أنحاء جسمه ، فتعليلها سهل فالجميع يعرفون ضخامة خصمه ! .. ثم مُتحدثاً مع نفسهِ ( لعنة الله على اليهود جميعاً .. لو كنتُ أعرف مدى قوة وشراسة هذا الشالومكي ، لِما وّرطتُ نفسي معه بهذا الشكل ) !. المُشكلة عزيزي القاريء ، اننا العراقيون بصورةٍ عامة ، أصبحنا ، مثل المرحوم ( م . ح ) ... نتظاهر ، بأننا نضرب الكويت ، وايران وسوريا وتركيا والولايات المتحدة الامريكية ... ونّدَعي بأننا نُلّقِنهم درساً لن ينسوه .. بينما في الواقع ، جميعهم يضربوننا بِكُل قَسوة ، ويتفننون بإيذائنا ... وفي نفس الوقت ، يصرخون طالبين النجدة ! .. ويصيحون بأن العراق يعتدي عليهم ويستغيثون ونحن نئُنُ من هَول لكماتهم ! . فالولايات المتحدة ، دّمرتْ العراق تدميراً ، ويطلبون فوق ذلك تعويضات عن خسائرهم ... الكويت تّوجتْ مواقفها المُعادية ، بالإعلان عن ميناء مبارك الكبير الذي سيخنق العراق ، وتقول ان العراق غير مُلتزم بالمواثيق الدولية ، ناهيك عن إحتلالها لأراضي برية عراقية وحقول نفط ... تركيا سيطَرتْ على إقتصاد وتجارة الاقليم ، وتعافى إقتصادها على حساب العراق ، وتحاول حرماننا من المياه ، وتصيح بأن حزب العمال الكردستاني يعتدي عليها إنطلاقاً من أراضينا ، فتقوم بالقصف والاجتياح ... كما ان ايران ، رغم تحكُمها بالعديد من مفاصل الحُكم في العراق ، فهي لاتتوانى عن تمديد حدودها على طولها ، والسيطرة على الكثير من الاراضي والمياه ... وتّدعي اننا نتجاوز عليها ، بل وتُطالب بتعويضات غير معقولة .... هؤلاء جميعاً ، طرحوناً أرضاً ويضربوننا بلا أدنى ضمير ، وبقسوةٍ وحقدٍ دفين ... ومع هذا يُوَلْوِلون ويتباكون ، ويطلبون النجدة والمُساعدة ، لكي ينقذهُم العالَم من ضرباتنا المزعومة ، ولَكَماتنا الموهومة !!.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكومة ونقود الملا - سين -
-
قائدنا .. زعيمنا المُفّدى
-
العبرة ليستْ بِطول الخدمة
-
انتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان
-
الطالباني والقفز من فوق المخّدة !
-
من ستوكهولم الى أربيل
-
الزَوجات الأربعة
-
الحكومة .. وترقيم النكات !
-
قوى أمنية ومُمارسات قمعية
-
ألسفارة .. رمز السيادة المُنتهَكة
-
بماذا تُفّكِر في هذهِ اللحظة ؟
-
الإنتخابات التركية ..ملاحظات أولية
-
عندما يخطأ الكِبار
-
علاوي والمالكي ينشرونَ الغسيل القَذِر
-
مُظاهرات الجُمعة في العراق
-
- عملية تَجميل - للرئيس اليمني
-
العراق واُفق المُستقبل
-
تقييم المئة يوم
-
الحاج - ش - أفضل من المالكي
-
الرياضة بين الهِواية والإحتراف
المزيد.....
-
-بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام
...
-
تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي
...
-
-حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين
...
-
-خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
-
موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي
...
-
التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
-
1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا
...
-
ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
-صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل
...
-
أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|