أرملة قائد الثورة ستقاتل في سبيل الثروة

حميد كوره جي
(Hamid Koorachi)

الحوار المتمدن-العدد: 1016 - 2004 / 11 / 13 - 09:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

كتبت كرستين ويغ في عمودها بمسائية " افتونبلاد" السويدية مقالا تحت عنوان " هل سهى زوجة قائد أم عاهرة بذخ وترف ؟" و شبهت بينها و بين زوجة المناضل نيلسون مانديلا الجنوب أفريقي . و إنّي لا اتفق معها في مقارنتها تلك، ففي حالة " وني مانديلا" كان هناك استجواب و محاكمات و محاسبات على عكس الحالة الأولى و شبيهاتها العربية و الشرقية . فالسويدية مثلها مثل معظم الأوروبيين جاهلة بنفسيات العرب والشرقيين حين يتسنمون السلطة والطغيان ، والتي يستغلونها بدون وازع ضمير إنساني أوأخلاقي لتكديس ما يمكنهم من ثروة ومال ما أنزل الله من سلطان . و ثمة فارق كبير فيما يتعلق بعلاقة السلطة والثروة في كل من الشرق والغرب. ففي الشرق كانت السلطة و لاتزال الوسيلة الناجحة لتكديس الثروة والمال الحرام ، عن طريق السرقة والنهب و القتل و كل السبل الإجرامية التي يتيحها لهم امساكهم بزمام الحكم ووسائل القمع . و الأمثلة واضحة وضوح الشمس في العراق ، وخاصة في كردستان ، فمعظم الأثرياء كانوا من عملاء النظام البعثي المقبور الذين شكّلوا أفواج الدفاع الوطني و أثروا حسب قدراتهم العسكرية و القتالية ، و غيرهم كذلك من الحكام الذين كانوا في حال لا يحسدون عليها قبل انتزاع حصصهم في السلطة ومن ثم الثروة و بدون رحمة . بينما في الغرب تكون الثروة غالبا السبيل في أخذ الزمام و استلام الحكم .
وسهى الطويل لا تشذ عن القاعدة ، وهي امرأة عربية وشرقية . وقد تجاوزت حدودها كزوجة ، ولم تؤدِ واجباتها و لم تلعب دورها كزوجة قائد وطني ، حين كانت تقوم بسفراتها المليونية ، بشعرها المصبوغ بالاصفر زيفا ونفاقا ، كزيجتها المعروفة من منصب لا رجل وانسان. و بالتأكيد زيجات كهذه ينعدم فيها الحب ، و تداس على الأخلاق الإنسانية الشريفة.
لم يكن عرفات قائدا كاريزميا فحسب ، بل كان قدر العالم معه أن يمدوه بالمال الوفير أيضا. فحسب مجلة " فوربس" أن أبو عمار يُعَدّ التاسع من بين أغنى ملك و ملكة و طاغية في العالم. إذ تقدر ثروته بالملياردات من الدولارات. و قد سرب وزير مالية فلسطيني سابق أن أموال منظمة التحرير الفلسطينية تقدر بين20 _30 مليارد كرون سويدي ( بالدولار يقسم على 7) . وقد سطا أبو عمارعلى قسمها الأكبر. ومصدر هذه الثروة معلوم للجميع.
وقد فاضت الأموال على المنظمة من الأنظمة العربية في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. فالسعودية لوحدها كانت تدعم المنظمة بحوالي 40 مليون دولار سنويا. و بعد معاهدة اوسلو عام 1993 حصلت السلطة الفلسطينية على دعم عالمي سخي. استلمت المنظمة بين 1994_ 2003 معونات تقدر ب 50 مليارد كرونة سويدي.
و دائما كانت هناك مبررات لعدم الإجابة عن تساؤلات عن وجهات الصرف ، وذلك لأسباب أمنية. قسم من الجواب كان يكمن في الرواتب و الأجور و السفرات الرسمية. و عرف أيضا أن الباقي يستثمر في الفنادق و شركات الطيران و مزارع الموز و البنوك العالمية .. و رغم أن أبو عامر كان يعيش حياة بسيطة ، إلا أنه كقائد عربي كلن يصرف كثيرا على شراء الذمم والولاء والطاعة.
ولكن ماذا سيكون موقف سهى الطويل حين توجه لها أسئلة تطالبها ألإجابة عن معنى التحويلات المالية و هي في باريس مع ابنتها ، إذ كان أبو عمار يحوّل لها شهريا مبلغا مقداره على الأقل 100000 دولار. و قد سحبت _ حسب آخر افتضاح_ من أحد البنوك السويسرية مبلغا مقداره 11 مليون دولار. فمن يعلم أين اليوم مكنوزة كل هذه الأموال ؟ و باسم من ؟ وفي أي البنوك؟ فالسرية تخفيها لأن عرفات كان يخشى اجراءات التجميد التي كان يحتمل أن تفرضها عليه القوى الكبرى كضغط سياسي. و رغم أن الغرب قد فرضوا على أبو عمار تعيين وزير مالية لمراقبة الفساد و معرفة أوجه الصرف ، لكن الفساد ضرب بأطنابه في السلطة والمنظمة. و لكن في الأيام القادمة ستكتشف أمور كثيرة حين تطالب سهى بثروة السلطة كميراث لها ، أو حين سيرفع ذوو العلاقة في السلطة الفلسطينية الدعوى ضد أرملة الرئيس بسسب تبذيرها لأموال الشعب ، و السطو عليها
ففي الأفق تتراءى أسنّة الرماح و بريق السيوف في حرب لا هوادة فيها تقودها الصفيراء في سبيل صيانة شرف الأمة المتأصل في "المال و البنون".

#حميد_كوره_جي (هاشتاغ)       Hamid_Koorachi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل