أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد كشكولي - في المربد عرس واوية حقيقي














المزيد.....

في المربد عرس واوية حقيقي


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 791 - 2004 / 4 / 1 - 08:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا أشك للحظة في أن البعثيين العفالقة لم يكونوا أغبياء في تعاملهم مع الشعراء ( المتشاعرين) و المثقفين ( المتثاقفين) ، فقد درسوا و محّصوا نفسيتهم جيدا ، و فراستهم فيهم لم تخطئ ، فعرفوا كل الطرق و الأساليب لتدجينهم و توظيفهم في تحقيق مشاريعهم الفاشستية الشوفينية . و مثلما وزع الطاغية الظلم بشكل عادل فقد عمم الفساد و الابتذال على اكبر مساحة من العقل و النقس ، فيبرر الزائف مساهمته في انتاج و اعادة انتاج الزيف وفق مبدأ " حشر مع الناس عيد" ، لكي يرتاح، و ميزوا البعثيون فيهم الوتر الحساس ليضربوا عليه فيرقّصوهم على هواهم و لحنهم ، كل سرب على هوى ، وكل قطيع على لحن. فاستساغوا الذل و الهوان فحسبوهما كرامة و عزة ، واصبحوا يقتادون على الزيف و الكذب ، فاعتادوا الظلام واستأنسوه حتى بات جزء من تركيبتهم النفسية و الجسدية . و قد جبل البعثيون بعض المستثقفين ساديين في إيذاء أهل العراق ، يرفلون في هبات الرذيلة ، و بعضهم كان يرى في منافيهم جنانا و حياة سعيدة نعمة ّ من الطاغية فارس أمتهم . و هؤلاء الأخيرين كان لقُيائِهم الشعري وقعا تدميريا أشد على العقل والروح في العراق مما كان للأولين ، لأنهم كانوا و لا يزالون يستميتون في إثبات انهم شعراء مبادئ لا عطايا الطغاة ، و انهم بعثيون حقا و إن لم ينتموا. فالطاغية جردهم حتى من التباهي بالهروب من صفه ، بطرد بعضهم و المساعدة لبعضهم بالخروج الذي يسمونه كذبا ونفاقا خروجا على النظام و نضالا لا هوادة فيه في سبيل " الوطن".
و السؤال الآن هو : لماذا اختار العفالقة مفردة " المربد" التي تعني " مربط البهائم" و موضعا كان يقع في البصرة، لتطلق على مهرجانات العار للشعراء ؟ ألم يصفح العفالقة معجما من المعاجم العربية ليدركوا معنى هذه الكلمة ، أم انهم ثبتوها عمدا رغم معرفتهم أن الشعراء شئ و البهائم شئ آخر ـ مع احترامي الشديد للبهائم ـ إمعانا في إذلال هؤلاء" المثقفين" .
لقد جاء في القاموس المحيط : (ربَدَ ُربُوداً: أقام، و حَبَسَ. و كمِنْبَرٍ: المَحْبَسُ، والجَرينُ، و موضع في البصرة. و الربْدة، بالضم: لون إلى الغُبْرة، وقد اربَدّ و اربادّ. و الرَّبداء: المنْكَرَة، و الربداء من المَعَز: السوداء المنقطة بحُمْرة. و الأربد: حيّة خبيثة، والأسد، كالأربد المتربد، وابن ضابئ، و ابن شُرَيْح، وابنُ رَبيعة: شعراء . و تربّد: تغير ، و تربّدت السماء: تغيّمت، و تعبّس. و الرَّبيد: تَمْر منَضَّد نضَح عليه الماء، و بهاءٍ: قمطر المَحاضِر. و الرابد: الخازن. و المُرَبَّد: الموَلّع ُبسواد ٍ وبياض. و قد ارْبَدَّ و اربادَّ ، كاحمرَّ و احمارّ. و أرْبَدَةُ، أو أرْبَد التميمي : تابعيّ. و مِربَدُ النَّعَم / كمنبر: موضع قرب المدينة).
إذن فثمة مربدان ( أو بالأحرى مربطا بهائم) كان واحد في البصرة و آخر في المدينة. و قد قبل جل الشعراء أن يستحيلوا إلى بهائم صدام بكل فخر و اعتزاز.
فأية وقاحة هذه التي يبديها أناس يحتفظون بعروش الطغاة في قلوبهم حين يواصلون هذا التقليد البعثي البغيض !
إن النربية البعثية ستظل متغلغلة في وعي و لاوعي كثيرين تغلغلا عميقا لا يمكنهم التغظية عليها ، و تظهر للسطح حالما يبادرون بالقيام بنشاط ( سياسي أو ثقافي؟ !) .
فأية إهانة هذه التي يهينون بها أهل العراق حين يوجهون دعوات لشعراء شاركوا الطاغية بقيائهم في اذلال العراقيين !
لقد كان الأجدر بهؤلاء الشعراء الكبار أن يبادروا إلى تنظيف شوارع البصرة وطرقاتها و حدائقها من النفايات المتراكمة فيها ، و التي باتت تهدد بكارثة بيئية . كان الأشرف لهم أن يوفروا وسائل الدراسة للتلميذات و التلاميذ في مدارس البصرة بعد أن اصيحوا بدون رحلات للجلوس و سبورات للكتابة و حتى الطباشير اصبحت مفقودة .
تلك الصورة المأساوية شاهدتها في فلم فيديو صورها أحد الزملاء لنا بعد زيارة الى البصرة المبتلاة بارهاب الإسلام السياسي و طغيان البعثيين – وإن لم ينتموا- .
هؤلاء الشعراء لم يعبروا حتى اللحظة عن موقف إنساني من اضطهاد المرأة في البصرة التي يقع فيها مربدهم .
فإلى من سيكون هذه المرة – مديح الظل العالي ؟ و كيف تكون المباهاة – بأوتاد عربية للثورة ؟ و أية ثورة ! ؟
ومن سيكون وزيرهم ، وزير الشعراء ؟
و هل سيلتقي شاعر أم الجمارك الكردي شعراء أم المعارك؟ فأكثر الظن أنه سيهينهم ، و سيحطم كبرباءهم .
وما أصدق الشاعر الراحل جان دمو حين قال إن الشعراء الشعبيين يتحملون مسؤولية تدمير العراق .

إنه سيكون عرس واوية من صدك !
" خير للإنسان أن يموت على يد الفاشيين من أن يتحول هو إلى أحد الفاشيين " هيرمان هسة

" إن يكن مبتغاكم أن تنزلوا طاغية عن عرشه فاعملوا أولا على تحطيم ذلك العرش الذي أقمتموه له في قلوبكم " جيران خليل جيران
فخذوا قيحكم أيها الشعراء الكبار و ابحثوا عن بالوعات في بلدان أخرى ! فجراحات العراق لن تتحمل الملح .



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العفاف الإسلامي المغلوط
- مراهنة خاسرة على الأخلاق
- في الخيال الشعري
- فوق شاهدة ضريحك اخضرّت أحلامي
- الامبراطور بوش
- لا تقولي في القرآن برأيك ، يا بلقيس !
- مد وجزر
- جياد من ريح
- قصائد معمّدة في زرقة الليل
- فصل الدين عن الدولة ضرورة لا بد منها لقيام مجتمع مدني حديث ف ...
- أسباب الحرب الأهلية في العراق متوفرة – هل يمكن تذليلها؟
- لن تمر جريمة الإعتداء الغاشم على الشيوعيين بدون عقاب
- في ظلال جناحيك
- الوطن مذبح وُلْد الخايبة
- ثلاث قصائد
- بعد غضبة نساء العراق : ومضى عهد الفحولة
- ألا تشعرون بالعار بطرد الشاعر أحمد جان؟
- موجة على شغاف القلب
- 10 يورو للإرهابيين القتلة
- مساء فاطمة للشاعر الكردي دلاور قره داغي


المزيد.....




- جيجي حديد تحتفل بعيد ميلادها الـ30 مع برادلي كوبر
- الأردن.. إجلاء مئات السائحين جراء سيول جارفة في البترا
- الداخلية السعودية تعلن عن غرامة مالية بحق كل من يقوم أو يحاو ...
- مباحثات إيرانية سعودية حول التطورات في سوريا
- إسرائيل تستعد لتصعيد هجومها على غزة وتستدعي الجنود الاحتياط ...
- بعد هجوم بورتسودان.. مصر تؤكد ضرورة الحفاظ على مقدرات الشعب ...
- عباس: نعمل مع السعودية والولايات المتحدة ودول أخرى على صيغة ...
- ماكرون متهم بالتدخل في انتخاب البابا
- السودان.. وميض مبهر تبعه انفجار يصم الآذان في بورتسودان (فيد ...
- سلوفاكيا تستنكر تصريحات زيلينسكي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد كشكولي - في المربد عرس واوية حقيقي