أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد كوره جي - أسباب الحرب الأهلية في العراق متوفرة – هل يمكن تذليلها؟















المزيد.....

أسباب الحرب الأهلية في العراق متوفرة – هل يمكن تذليلها؟


حميد كوره جي
(Hamid Koorachi)


الحوار المتمدن-العدد: 742 - 2004 / 2 / 12 - 06:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 غدت الحروب في عصرنا حروبا أهلية بشكل رئيسي    –  أي  حروب بين جماعات مختلفة في بلد واحد. و عادة يكون أمد الحروب الأهلية طويلا ، و ضحاياها من المدنيين على الأغلب و   تدمر البلاد و تحولها إلى خراب بدرجة أكبر مما يحدث في حروب نظامية  تندلع  بين دول معينة.
فالحرب  الأهلية  فعالية  ظالمة و دموية تودي بحياة آلاف الناس و ترافقها  اعتداءات جنسية و تقع حلات اغتصاب كثيرة و
 تشرد و في  أسوأ الحالات تؤدي إلى تطهير عرقي وإبادة جماعية .
و أن  الجرائم التي ترتكبها جماعة ما بحق أخرى ، تخلف جراحات عميقة ،  و كسر عظام ،   تلزمها ربما مئات السنين لتندمل. وقد  يتصور البعض  النزاعات  الأهلية أقل دمارا و خطرا ، دون أن يروا ما تتركه من خراب خراب مادي و روحي كبيرين بسبب العداوة و البغضاء التي تخلقها في نفوس الناس التي تمسهم . 
فما الذي يؤدي إلى تفجر مثل هذه   الحروب الداخلية الفظيعة ؟  ارى أن الكراهية القومية و الاثنية  و النزاع الطائفي و الخلافات الدينية و المظالم الإجتماعية و القلاقل السياسية  من أهم العوامل التي تقف وراء حروب من هذا النوع. و ثمة كثيرون  يبذرون بذور الكراهية و الفرقة و الشقاق التي تؤدي إلى اندلاع معارك لتحقيق مآربهم التي عادة لا يعلنونها ، بل يغطونها بشعارات مضللة و أهداف كاذبة.  فالحرب الداخلية الكردية  طرية في أذهاننا ، كان وراءها الصراع على المال و السلطة ، و تمت التهيئة لها اعلاميا و ثقافيا ، كما قام الظرفان بتعبئةمقاتليهما نفسيا و عسكريا .
و رحمنا الله نحن في اوروبا أن أبناء الجالية العراقية ليست لها أية سلطة لتستخدمهاللتذابح و القتال. فهنا ايضا انخلقت مجاميع عشائرية و قبلية  متنافسة في سعيها لاستغلال المنظومة الحاكمة في سبيل كسب أكبر ما يمكن من معونات الدولة . فنشأ العداء و الحزازات ، ولكن من حسن الحظ لا يقدرون على الحاق أذى كبير بالبعض  طالما هم في رعاية بلديات الدول المضيفة .  لكن بذور الخلاف موجودة في هذه الجماعات " المتحضرة " المقيمة في اوروبا و انه لو توفرت – لا سامح الله- التربة الخصبة لها و البيئة الملائمة لنمت هذه البذور الخبيثة  لتنفجر نزاعات  يكون وقودها بشر .

و قد جاء في تقرير للمعهد الدولي لأبحاث السلام في استوكهولم ،  أن أكثر من يدخل في النزاعات المسلحة " تدفعهم نوازع الغلب الشخصي" . و يضيف التقرير : " الأطماع و الجشع تأتي في مقدمة ما يعبرون عنه في نزاعاتهم و بأساليب مختلفة، سواء في  التجارة بالجملة بالماس و التي تجري من قبل قادة عسكريين و سياسيين أو النهب وز السلب في القرة الصغيرة و الذي يقوم به شباب مسلحون".
و قد جرت في السنوات الأخيرة مساع دولية لوضع حد لبعض الحروب الداخلية بالضغط على الأطراف المتقاتلة في سبيل التوقيع على اتفاقيات سلام. و بعثت بعض الدول قةات حفظ سلام للمحافظة على عمليات تطبيق اتفاقيات السلام الوقعة عليها . لكن هناك قلة من الأمم تملك المال و الإرادة الذين يلزمان للتدخل في بلدان تبعد عنها مسافات بعيدة جدا.  و كثيرا ما
تضرب الكراهية و سوء الظن بجذورها عميقة ، بحيث تجعل أية اتفاقية سلام بين الجماعات المتقاتلة في أحسن الأحوال.و  هشة للغاية  . و ليس عجيبا أن تعود المعارك تندلع من جديد بعد بضعة أسابيع أو أشهر  من التوقيع على وقف اطلاق النار.
SIPRI و مثلما تؤكد       
   " إنه من الصعب التوصل إلى سلام ، حين تملك أطراف القتال كلا الإرادة و الأمكانية للاستمرار في المعارك" .
و هنا علي أن أوكد دائما على أن السبب الرئيسي للحروب هو الكراهية و الأطماع ، ليس الرصاص و البنادق. الطمع هو السبب الأساس للحروب، و أن الكراهية تسبب العنف . و لكي ندمر هذه المشاعر الهدامة ، ينبغي على البشر أن يغيروا من أساليب تفكيرهم . عليهم أن يتعلموا كيف يعيشون في وئام و سلام .
و أنه للأسف الشديد هناك اناس في العراق شغلهم الشاغل هو إثارة النعرات الطائفية و القومية و الدينية ، و التهيئة لخلق نزاعات دموية  في المجتمع العراقي ، و كأنه لم يكفه ما عاناه لعشرات السنين من هتك أعراض و قتل و حروب .
و أن مما يساعد على الحرب الأهلية في العراق هو توفر ألأسلحة و خاصة الاوتوماتيكية و سهولة الحصول عليها من قبل من ينوي قتل غرائمه ، فالنظام البعثي المقبور جعل من العراق ترسانة أسلحة ، كلف أهل العراق لقمة عيشهم و رفاهيتهم ،... ترسانات أسلحة تحتها مقابر جماعية .
وأنه بلا ادنى شك هناك ساسة لا ضمائر لهم ، ولا يردعهم شئ في سبيل الوصول إلى مآربهم و لا يرف لهم جفن إن ضحوا بأكبر عدد من البشرمادام يمكنهم نحقيق أهدافهم و نيل مبتغاهم فوق جثث ضحاياهم .  و إن أخطر ما نواجهه اليوم هو روح الخلاف و التكفير بين المذاهب الاسلامية .   و يعلم المرء خلال المواقع الألكترونية للجماعات السلفية الاسلامية مدى خطورة ما يواجهه المجتمع العراقي . هذه الجماعات قد استباح دم الشعة  علانية و عن قناعة و ايمان .  و اريد أن اوكد هنا أن من يدفع ثمن هذه العداوات هم اناس أبرياء ، لا ناقة لهم و لا جمل في كل هذه المذاهب و شيوخها و أئمتها.
فعنما سيطرت قوات الطالبان على افغانستان و غزا افرادها قبائل الهزارة الشيعية ، فقتلوا رجالها و اغتصبوا نساءها و سبوهن ، وفقا للشريعة الاسلامية التي يؤمنون بها . اولئك الضحايا لم يكونوا خامنئي و لا رفسنجاني و مقتدي الصدر أو أي واحد من المراجع و الآيات ، و لا السبايا من نساء الملالي الحكام و الأئمة ، بل فلاحون جائعون كان كل قدرهم أن يحسبوا على المذهب الشيعي .
و أن بين أبناء العراق اناس شرفاء ، فليأخذوا على عاتقهم محاربة الفساد و الشقاق و النفاق و سحق بذوره . كل حسب امكانياته ، و هناك مواقع الكترونية يمكن الاستفادة منها و فضح أي بادرة يراد من ورائها خلق الفتن و العصبية .
وألا يخافوا في هذا السبيل لومة لائم ، ففي عصنا هذا لم يعد هناك اناس لا يعلمون ما هي الغاية في نفس يعقوب.



#حميد_كوره_جي (هاشتاغ)       Hamid_Koorachi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تمر جريمة الإعتداء الغاشم على الشيوعيين بدون عقاب
- في ظلال جناحيك
- الوطن مذبح وُلْد الخايبة
- ثلاث قصائد
- بعد غضبة نساء العراق : ومضى عهد الفحولة
- ألا تشعرون بالعار بطرد الشاعر أحمد جان؟
- موجة على شغاف القلب
- 10 يورو للإرهابيين القتلة
- مساء فاطمة للشاعر الكردي دلاور قره داغي
- قفر
- أحضان الصقيع
- قطع الأذنين! ربّما عقاب عادل لجرذ العروبة
- هل حقا كنّا نستحق هذا زعيما؟
- لا حياة بدون حوار و تفاعل
- ثمة جذور تركية للتفجيرات الإجرامية الأخيرة في اسطنبول
- روح في سماء -السليمانيّة- إلى ف
- الريح القدس
- شارلي شابلن بفيلمه - الدكتاتور- انتصر على النازية
- أمام الجدران
- قصائد للشاعرة چنار نامق حسن


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد كوره جي - أسباب الحرب الأهلية في العراق متوفرة – هل يمكن تذليلها؟