أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد حسين يونس - الخوف من الحرية














المزيد.....

الخوف من الحرية


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 17:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


(( لما اقتحم ثوار فرنسا سجن الباستيل 14 يوليو1789 حطموا ابواب الزنازين بالبلط و الفؤوس و دعوا المساجين و المعتقلين الذين طال عليهم الامد في غيابات السجن أن ينطلقوا الي الحرية و لكن كم كانت دهشة الثوار اذ رأوا بعضهم يقاوم و يتشبث بالبقاء في السجن وقد بدا عليهم فزع هائل .. و لا غرابه في مسلك هؤلاء التعساء فهم لطول مكوثهم بعيدا عن الحياة الحرة الفوا القيد و خافوا جلبة الدنيا فالحرية ـ علي تمكن غريزتها ـ نبات حساس سريع العطب ما لم نتعهده بالرى و الرعاية )) الاستاذ فتحي رضوان في كتابه الاسلام و مشكلات الفكر .
استعرت عنوان المقال هذا من كتاب عالم الفلسفة و علم النفس اريك فروم الذى يشرح ويحلل فيه باستفاضة كيف ان البشر يعتادون علي حياة معينة و ان اطلاق حريتهم في الاختيار سيضعهم في مأزق تحمل مسئولية ما قرروا، وان الدين و السياسة ( بمعني نظم الحكم )تروض الانسان او العدد الاكبر منه بحيث يتبع ما يملي عليه و يتحرك علي قضيبين سكة حديد لا يخرج عنهما.
سيجموند فرويد في بداية القرن الماضي هو من طرح : ((ان لكل اتجاه أو حركة أو سلوك علة .. واننا اذا كنا نجد رجلا مستقيما و آخر مجرما ، ثم امرأة مستهترة و أخرى متحفظة فاننا يجب ان نبحث عن العلة في هذه الحالات هل هي من العائلة، في المجتمع، في الوراثة، في الوسط )) كتاب الاستاذ سلامة موسي دراسات سيكلوجية
وهكذا يعلمنا سلامة موسي ان ((البيئة الاولي للعائلة هي كل شىء في الاخلاق تقريبا ))..(( ان اخلاقنا و ميولنا و اتجاهاتنا و اطماعنا هي ثمرة ما انغرس في نفوسنا مدة السنوات الثلاث او الاربع الاولي من اعمارنا )).
فاذا ما كان سلوك الافراد من المهد للحد يتوقف علي ما حصلوه من اسرتهم و مجتمعهم فان ذلك ليس بقدر لا يمكن الفكاك منه، ان التعليم و التدريب تعدل ( من خلال الوعي ) القوانين السلوكية المكتسبة ( بدون وعي) و الا اصبحت الحياة تكرارا للحن واحد نتوارثه، بمعني ان البيئة لها تاثيرها و لكن الارادة قادرة علي التعديل.
عندما تخيلت آنسة من مجتمعنا ان البعض يدعوها الي اختراق المألوف و ارتداء ما يناسبها لا ما يفرض عليها .. اصابها الرعب ماذا سيقول الجيران و الزملاء و الاسرة و رجال الدين عندما يجدونها بدون حجاب علي الرغم من ان هذا الحجاب مستحدثا علي مجتمعها و لم تكن امها او عمتها او حتي جدتها تهتم به .. وانماهو سلوك - ما - يقوم به القطيع و يعتاده ..نفس الموقف عندما تستحيل العشرة بين زوجين و تطلب السيدة الخلع و تستجيب لها المحكمة انها تشعر بالخوف ان تبدا حياة جديدة بدون منغصات و في الاغلب تعود لمن قهرها .
الخوف من الحرية لا يصيب الافراد فقط و لكن الجماعات و الشعوب و ها نحن نرى هبات الجماهير ضد الظلم الذى طالهم لعدة عقود تقدم الضحايا و تثير اهتمام العالم و بعد ان تزيح الطبقة العليا من الفاسدين تسعي جاهدة لاحلالهم بفاسدين جدد أشد ضراوة لانهم يتكلمون باسم الاله سبحانه .. التمسك بولاية الفقية او السلفي هو عودة للرحم حيث لا يتحمل الجنين مسئولية اختياره و يتركه لمن يتصل مباشرة بالمانح القادر (الام) ..خرافة التواصل بين الشيخ الذى كان منذ ايام بلطجي و لص و يخطط لان يكون زعيم عصابة هو خوف من الحرية ورعب من تحمل المسئولية حتي عند المتعلم لقد اعتاد منذ زمن طويل ان تقوم الحكومة برعايته و رجال الدين بتوجيه سلوكة بحيث اصبح الان غير قادر علي تحمل الحرية في الاختيار الديموقراطي و يتركه (للجيش و رجال الاحزاب الدينية ) كما لو كان قاصرا .. الخوف من اختبار الجديد يشبة الوقوف امام حمام سباحة و التردد هل سيقفز الي الماء البارد ام سيدخله تدريجيا ام سينسحب ام سينتظر حتي يدفعة احدهم.. وهكذا تنتظر الانسة ان تجد من يقودها لتتعرف علي جسدها و احتياجاتها الجنسية وعندما تجده تخاف منه و تتوقف عن استكمال التجربة حتي لو كانت في اطار الشرعية فتتملص من التمتع ملقية اللوم - في حالة مواجهتها - علي الاخر .
العادة لها قوتها و التربية العائلية و المجتمعية و لكن الارادة قادرة علي التغيير فقط بعد التغلب علي الخوف من الحرية .. كشرط لتعود الفتاة لما كانت عليه قبل الستينيات من تحرر و ثقة بالنفس و لا تخاف.
المجتمع تم صياغته بحيث يغلب طبقة او مجموعة علي اخرى بواسطة القوانين و اساليب الجزاء و الثواب ( بعضها مؤجل ليوم الحساب )، جزء من ميكانيزم السيطرة هو الانضباط الذاتي المبني علي الخوف علي لقمة العيش، او علي التواجد بين الاصدقاء و الاحباء،أ و من القهرالذى سيواجه به لو انه خرج عن المالوف، وقد يكون قهرا من اقرب المحيطين ام ، اب ، اخ او صديقة مقربة تنقل رعبها .. نانسي فرايداى العالمة النفسية تكتب في (كتاب انا و امي ) ان الام هي اكبر عائق امام تقدم الفتاة حيث تريد ان تصبغها علي شاكلتها بغض النظر عن تطور المجتمع و احتياجاته و ان مصير الفتاة يتوقف علي موقف الاب من الصراع و الي اى جانب سيكون هل يمكن تطبيق هذا علي حركة الانتفاضة الجارية في المجتمع فى السلطة القديمة ( الام ) لازالت تامل ان تخرج المولود علي شاكلتها في حين ان الاب لم يتحرك بعد لنصرة اى من الطرفين ( الاب هنا صاحب السلطة الاقتصادية و الردعية ).. وهكذا قد لا يتحرك المجتمع بعيدا عن ما كانه الا بثورة .. و الثورة هي التغيير الراديكالي في افكار و توجهات الامة و الثورة علي محاولات احتواء الام ..المجتمع اذا تغلب علي الخوف من الحرية سيتمتع بها.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -تكليف الله - و النكوص الجيني
- حامد حمودى و احواض السمك
- صعوبة أن تكون مسلما
- الجالية المصرية ..في مصر
- أندى العالمين كفوف راح ( اقتصاد التسول )
- طفولة البشرية ام شعوب أطفال
- خير أجناد الأرض والخامس من يونيو
- هل هو دجل.. ام جهل !!
- حكمة امريكية .. دع جروحهم تتقيح
- فلينظر الانسان كيف تطور
- هل يقيم الفاشست ديموقراطية !!
- (الخلافة) غضب الله في ارضه
- الي الاجيال المقبلة
- إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب
- الفاشيستية الدينية أخطر من القومية والحرامية
- ليس دفاعا.. عن المتهم محمد حسني مبارك (2 )
- ليس دفاعا عن المتهم محمد حسنى مبارك
- ثانيا ..مصر مستعمرة وهابية
- هذا النظام غير قابل للاصلاح
- نعيب بين اطلال نظام مبارك


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد حسين يونس - الخوف من الحرية