أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حسين يونس - الجالية المصرية ..في مصر















المزيد.....

الجالية المصرية ..في مصر


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 21:55
المحور: كتابات ساخرة
    


الرسام شديد الحساسية و الرقة بهجت عثمان كان صاحب هذا العنوان الذى كان يطلقة علينا بذكاء لماح بسبب اختلاف معظمنا عن مواطني بلد المهجر " عزبة السادات ثم عزبة مبارك فيما بعد ".. مواطني العزبة كانوا دائما ما ينظرون لنا بحذر و تحفز مستعدين في اى لحظة لان يطلقوا النار سواء بقطع الرزق أو سد المنافذ أو اغلاق ابواب الاعلام او بالتحقيق و الاستدعاء امام الجهات الامنية و القضائية ..وكان كل منا يتحرك و في خلفية ذهنه انه من الممكن ترحيله فورا علي اول طائرة مغادرة للعزبة كما حدث لعميد الجالية .
الجالية المصرية في عزبة ما بعد المبارك.. لازالت تعاني نفس الاضطهاد ، التهديد، التخوين، القذف، من مواطني العزبة .. ولازالت كل الآمال مغلقة امامهم" بالضبة و المفتاح " بسبب عشوائية الجهاز الحكومي المهلهل ، المعوق ،المدرب علي اصطياد أبناء الجالية .. وبسبب زعماء القبائل الرافعين للمصحف مع السيف مهددين و متوعدين كل من يتلو قصيدة شعر او يغني اغنية او يكتب مقالا او كتابا في حب وطنه الذى يتوق اليه في غربته.. وهو بداخله .
عزبة ما بعد المبارك اصبحت منطقة تفتقد الي المنطق .. يحكمها التخبط ، الصدف ، القرارات العشوائية التي تزيد الطين بلة .. فمليشيات شباب الثورة بالاضافة الي الجيش و الشرطة يحرسون المدارس و الامتحانات و اوراق الاجابة خوفا من هجمات متوقعة لاهالي الطلاب تشبة تلك التي حدثت علي اقسام البوليس و السجون لتحرير السجناء و المعتقلين بواسطة ذويهم.. في نفس الوقت يتولي الاهالي ضرب المعتدين علي ضباط و امناء الشرطة ضربا يصل الي التعجيز و الوفاة .. الحال مقلوب .
قيادات الحكومة و القطاع العام الذين اجازتهم الاجهزة الرقابية وفي بعض الاحيان فرضتهم علي الهيكل الادارى ..هم انفسهم الذين يتم ترويعهم، إخافتهم، و يحقق معهم نفس اعضاء الجهاز الذى اختارهم وفي بعض الاحيان افراد كانوا يقابلونهم بالاحضان.. وكأنة اصبح واجبا قوميا علي هذه الاجهزة تخريب الهيكل الادارى الحكومي ثم تعجيزه بشكل كامل .. رؤساء مجالس الادارات المرعوبين علي امتيازاتهم ونفوذهم غير قادرين- بعد التحقيق معهم- علي اتخاذ اى قرارقد يعرضهم للقيل و القال من حثالة الجواسيس الغير متخصصين الذين اطلقهم فتوات الرقابة لجمع المعلومات و الوشاية بالمديرين .. ادارة الجهاز الادارى العليا تتلفت حولها اما خوفا من اجهزة التصنت التي تتابع مليون خط تليفون ارضي و موبايل او تتفزز من سجون الرقابة الادارية الخاصة التي لا تخضع لتفتيش النيابة و لا للمنطق عند الاعتذار عن خطأ الحجز غير المبرر فهل يمكن ان نتوقع منها فلاحا .
الاجهزة الامنية التي كانت تخترع و تفبرك القضايا و الادلة .. هي نفسها التي تقدم تقاريرها للنائب العام عن رموز العزبة المباركية، كما لو كانوا بفعل كلمات سحرية معينة قد انقلبت فجاة من ادوات تزوير مغرضة تخدم علي كل ما يتصل بزعيم العصابة واولاده و انسباؤه و شلته و تزيح من امامهم اى معترض بان تختم دوسيه خدمته ( غير متوافق مع النظام ) فتفتح امامه ابواب جهنم .. لتصبح اداة الثوار لارجاع الحقوق و الشاهد و المقرر الذى يعتمد علي بيانه و معلوماته عند محاربة فسادا طالما دعموه .
لا اتصور ان سيادة العضو المحترم في جهاز الرقابة الادارية الذى كان مكلفا بمراقبة اداء الوزير محمد ابراهيم سليمان فبرر كل تصرفاته وارضاه لدرجة ان كافأه الوزير بتعيينه نائبا أول لوزارته يمكن الاعتماد علي بياناته التي فبركها للقضاء علي منافسي السيد النجم الساطع الذى كان بمقدورة المنع و المنح والافقار والغني بجرة قلم .
جهاز الرقابة الادارية هو عريس المرحلة .. الذى تعتمد عليه ادارة العزبة و هو عريس لا يمكن الوثوق فيه، مثله مثل الكسب غير المشروع و التنمية الادارية و ديوان المحاسبات وغيرها من الاجهزة التي انشئت ايام القوانين الخاصة بسيطرة الدولة الشمولية.. أن كل الاجهزة التي كان منوط بها محاربة الفساد المستشرى في عزبة السادات و مبارك و لم تؤد دورها تصبح اجهزة طالها الفساد .. و لايقاوم الفساد من طالة فسادا ..كما لا يقيم الديموقراطية اعداء الديموقراطية اهل الشورى و الحل و العقد .
الجالية المصرية فى مصر صوتها مخنوق ، غير مسموع ، غير مفهوم لأن اللغة التى تعلمها افرادها فى صدر شبابهم ، توقف التخاطب بها فى عزبة المهجر ، حيث يتكلمون لغة وهابية لا تمت الى مصطلحات ودراسات ، مقالات ، أشعار ، اغانى الجالية بأى صلة .. الجالية معزولة ومنعزلة بحكم فقد لغة الخطاب .
سلوك الجالية المصرية فى بلاد المهجر مستهجن وغير مستحب فالشرف والأمانة والنخوة والرجولة والصدق والعمل والعلم سلوك غير وارد هناك ، بالأمس كانت أخت لنا من الجالية تتحرك بعربتها يمين الطريق ،سامحة لأبناء العزبة بان يتجاوزوا كل قياسات السرعة على الشمال ، وفجاة خرج مستوطن بعربة شيروكى من طريق جانبى قاذفا إياها بعربتها الى الجهة الأخرى ثم هرب دون أن ينظر خلفه ليرى نتاج فعلته ، لذلك فاننى دائما ما انصح أبناء الجالية وبناتها بان يتحركوا فى مجاميع ولا يغادرواأماكن إقامتهم الا لأسباب ضرورية ويستحسن أن يرتبوا أمورهم بحيث لا يضطرون للتعامل مع مستوطنى العزبة أو أى من أجهزتها الادارية .
عزبة ما بعد المبارك لا يعى مواطنيها أن السلوك الانسانى المرتبط بالتعاون هو الذى خلق مصر والمصريين .. لقد كان النيل الغاضب بزمجرة أو الحزين بانخفاض ، يدمر كل ما يقام أمامه حتى تعلم البشر هناك كيف يتعاونون للسيطرة على مجراه الرئيسى وروافده بانشاء الجسور والسدود وحفر الترع والمساقى ، وغسل الأرض بالمصارف .. تعاون اهل مصر هو الذى رفع مصر الى مصاف الدول المتحضرة ، أما سلوك الإغارة والخطف والصراع على الماء والكلأ ، فلم يكن أبدا من مكونات شخصيتهم حتى تم ابتلاءهم بجحافل الرعاة يسوقون خيلهم على نسائهم وأطفالهم ، ويسرقون ما بيدهم من نتاج الحقل ، أهلى فى مصر حين تركتها كانوا متحضرين ولكن أهل العزبة القادمين من مجتمع الكلأ والماء شوهوا كل شئ .
ومع ذلك فالجالية مستعدة لتقديم الكثير .. مستعدة لان تجعل من أشعارها وكتبها ومقالاتها " نارا ونورا "، نارا تحرق آثام الماضى ونورا يضئ مستقبل الأيام لأبناء العزبة من الشباب .. اسمعوا أشعارنا .. رنموا أغانينا ، نحن أبناء الجالية لسنا بأعداء لكم ولا نهدف الي اعتلاء منصب أو مكانة ، فلنتوحد لننسف الجهاز القديم إذا كنا نريد أن نعيد الحياة الى العزبة المنهوبة منذ نصف قرن ويزيد عقدا .
الصديق بهجت عثمان الذى غادرنا منذ عام 2001 ، آسف لاستعارتى تعبيرك الذكى الذى لم يصبح صادقا فى يوم بالقدر الذى هو عليه الآن ، فنحن نعيش غرباء فى هذا الوطن ، ملعونين مطاردين ،مهددين من أنصاف متعلمين أو جهلة أميين .. ولقد رفعوا علينا سيوفهم وهددونا بمصاحفهم ، وكبلونا بجهاز إدارى معوق غاية فى التخلف والتدنى ، حتى أصبحت مصر فى النهاية تتسول قوت يومها .
بقى أن أعترف بأن الجالية قد توسعت فى عهدها الجديد فضمت النساء خصوصا المثقفات الباحثات عن حقوق المراة ، وضمت الأقباط الذين تحرق كنائسهم ويهددون بدفع الجزية ، وضمت الفنانين فى كل مجال ، السينما ، المسرح ، الرسم ، والنحت خصوصا ذلك الفن الذى سينقرض ، وسيضطر أبناء الجالية النحاتين لعمل مخابئ لإنتاجهم خوفا من التدمير ، وضمت المستثمرين فى مجال السياحة وسياحة العرى بالتحديد .. ولازال هناك العديد من الفئات والجماعات تطالب بالانضمام الى الجالية التى قد ينتشر أفرادها ـ إذا دام الأمر على ما هو عليه ـ الى جميع ربوع المهجر من الاسكندرية حتى أسوان بعد أن كان مقر الجالية منيل الروضة / القاهرة حيث كان يعيش العميد.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أندى العالمين كفوف راح ( اقتصاد التسول )
- طفولة البشرية ام شعوب أطفال
- خير أجناد الأرض والخامس من يونيو
- هل هو دجل.. ام جهل !!
- حكمة امريكية .. دع جروحهم تتقيح
- فلينظر الانسان كيف تطور
- هل يقيم الفاشست ديموقراطية !!
- (الخلافة) غضب الله في ارضه
- الي الاجيال المقبلة
- إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب
- الفاشيستية الدينية أخطر من القومية والحرامية
- ليس دفاعا.. عن المتهم محمد حسني مبارك (2 )
- ليس دفاعا عن المتهم محمد حسنى مبارك
- ثانيا ..مصر مستعمرة وهابية
- هذا النظام غير قابل للاصلاح
- نعيب بين اطلال نظام مبارك
- - غزوة الصناديق - 19 مارس .2011
- وطن بديل ..يا محسنين
- هل يؤسس البشرى والجمل لخلافة اسلامية
- سيدى الرئيس .. هل أدوات سلفك مناسبة لك ؟؟


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حسين يونس - الجالية المصرية ..في مصر