أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - خير أجناد الأرض والخامس من يونيو















المزيد.....

خير أجناد الأرض والخامس من يونيو


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أعرف لماذا يتمسك المصريون بما قاله عنهم عمر بن الخطاب " خير أجناد الأرض " رغم أنهم لم ينتصروا فى أى معركة خاضوها بعد موقعة " نزيب "بقيادة ابراهيم باشا منذ قرنين .
المصريون لم يصمدوا للغزو الانجليزى فى رشيد والاسكندرية والتل الكبير ،بقيادة عرابى وفروا وتركوا مواقعهم فى دارفور وحرب 48 و 56 ومناوشات الكونغو وقبرص وهزموا فى اليمن و67 ، ولم ينتصروا فى 73 بعد أن أصبح عدوهم على مشارف القاهرة محاصرا جيشا كاملا فى سيناء مانعا عنه الغذاء والماء .. حتى حرب الكويت ضد صدام كان دورهم ثانويا ومحاطا بغموض وشك دولى مريب .
المصريون وجيشهم لم يحققوا أى انتصار عسكرى الا على صفحات الجرائد أو فى برامج الاذاعة والتليفزيون وحتى جنود الأمن المركزى وضباطهم هربوا أمام منتفضى ميدان التحرير العزل وتركوا أقسام البوليس للبلطجية والنهابين .
خير أجناد الأرض كانوا دائما مايحتاجون لقيادة عصرية واعية متعلمة مدربة تتقن عملهافى حين أن هذه النوعية من الضباط تم اغتيالها أو تهميشها لأسباب سياسية ، عقائدية ، أو تنافسية على كراسى الحكم ، تكرر هذا المشهد خلال قرنين من الزمان بشكل لافت للنظر ، فجيش ابراهيم باشا المنتصر دائما ، تم حله وتفكيكه وتحويله الى وحدات استعراضية شرفية يقودها أجانب ويوجهونها لخدمة أهدافهم الاستعمارية ، بحيث .. عندما قرر الملك فاروق خوض حرب 48 كان جيشه محدود العدد والعدة ولا يتقن الا أداء الاستعراضات فى أعياد جلالته ( ميلاده أو تتويجه ) أو فى مواسم الاحتفالات بالمحمل وسفر كسوة الكعبة مع صرة نقود الصدقات التى كان يرسلها المصريون لفقراء الحجاز .. وهكذا لم يكن غريبا أن يلقى هزيمة ساحقة من القوات الاسرائيلية التى تفوقها عددا وتدريبا ويعود ضباطه ليلقون باللائمة ( ظلما وزورا وعدوانا )على الاسلحة الفاسدة التى ادعوا ان الملك قد اشتراها لهم تجنبا لأن يواجهوا أنفسهم بأنهم ليسوا خير أجناد الأرض لسبب بسيط أنهم لم يتدربوا.
انقلب العسكر على النظام ودعم الشعب جيشه ، كانت قوافل الحض على التبرع تذيع أغنية عبد الوهاب " زود جيش أوطانك واتبرع لسلاحه " فتسرع السيدات متبرعات بمصاغهن والأطفال بما فى صناديق التوفير والرجال بأجر يوم عمل .. كل فئات الشعب تبرعوا .. ثم .. اختفت هذه التبرعات ولا يدرى الشعب أين ذهبت هذه الأموال التى جمعت ولم أدرى ماذا فعلوا بتحويشة الطفولة والصبا التى تنازلت عنها بطيب خاطر لهم .
عبد الناصر خاض معاركه الخاصة بالتخلص أو إخضاع زملاء انقلبوا معه على النظام ، بدأ بالقائد محمد نجيب ، ومفجر الانقلاب يوسف صديق ، ثم عبد المنعم أمين وخالد محيي الدين ووزع من تبقى منهم على مؤسسات الدولة ومصالحها الحكومية ، يعيثون فيها فسادا مخليا الجيش من الثوار الا صديقه وخليله عبد الحكيم عامر.
عبد الناصر فى مواجهة ( القوى الامبريالية ) قام بتأميم قناة السويس وكانت حرب 56التى تبخرت خلالها قوات " عامر " منسحبة من سيناء تاركة إياها للعدو الاسرائيلى و تاركة أهالى بورسعيد لمواجه القوات العادية والمعادية التى كادت أن تعيد احتلال مدن القناة لولا أوامر من أيزنهاور وتهديد من بولجانين فينسحب الغزاة.
المصريون " خير منشدى الأرض "انتصروا فى معركة الأغانى فلقد نتج عن العدوان أجمل الأناشيد التى رددها الشباب بحب وحماس لازلت كلما ذكرتها تدمع عيناى .. هل تعلم المصريون من الهزيمة العسكرية ؟.. بالتأكيد لم يتعلموا لأنهم لم يعترفوا أصلا بالهزيمة ، لقد حولوها إعلاميا الى انتصار لشعب المدينة الباسلة ضد عدوان ثلاثى غاشم .
وهكذا دامت القيادة لسيادة المشير الذى طهر جيشه من القيادات التى تفوقه علما وقدرة وخبرة ولم يبق الا على ندماء جلسات الفرفشة أو من كان بمقدورهم كسب وده بمعسول الكلام .. ليظهر مدى تفكك وضعف الجيش فى اليمن .
يمن الامام احمد كان شديد التخلف والبدائية ، وكان من الصعب على المنقلب عبد الله السلال أن يسيطر بقواته المحدودة على القبائل التى تسكن فى اماكن وعرة لا يمكن الوصول اليها فاستعان بعبد الناصر بعد نجاح انقلابه العسكرى على الامام مباشرة .. عبد الناصر الذى خرج مجروحا من وحدته مع سوريا ثم انفصالها وجدها فرصة دعائية لقوميته العربية فأرسل قواته الى هناك لتواجه بأشرس حرب عصابات قامت فى المنطقة مؤيده بواسطة ملك السعودية سعود ثم فيصل ..ويلقى خير أجناد الأرض هزيمة مدوية.
هزيمة 5 يونيو 1967 كانت نقطة التحول التى فقد عندها المجتمع المصرى لاستقلال دام لعقد واحد من الزمان ( 1956 ـ 1967 ) بعد أن تسبب هروب خير أجناد الأرض من المعركة تاركين أسلحتهم وتحصيناتهم وخمسة آلاف أسير من جميع الرتب فى إعادة لاستعمار احتل سيناء .. وسقط الحلم القومى بأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.
المصريون بعد الهزيمة استيقظوا على كابوس أن الثوار لم يكونوا ثوارا بل كانوا مغامرين وجدوا الفرصة سانحة للقفز على كراسى الحكم فقفزوا، وأن حكم العسكر قد دمر المجتمع الليبرالى الديموقراطى و هرسوا بالبيادة حقوق الانسان وكمموا الأفواه رعبا من المعتقلات والسجون التى تديرها دولة بوليسية فاشيستية ساحقة .
السنوات الخمس التالية للهزيمة شهدت التزام العسكر بدورهم الرئيسى بعيدا عن تدخلاتهم السابقة فى إدارة الدولة والمجتمع المدنى ، لقد كانت سنوات صمود القوات والتحدى لإزالة العدوان وآثاره ، استرد فيها الجيش وعيه بأنه أداة الشعب للدفاع عن الوطن وليس أداة النظام لقهر المواطنين .
أكتوبر 73 كانت حربا حقيقية بين قوتين متكافئتين عبرت فيها القوات المصرية القناة ودمرت تحصينات العدو شرقها واحتلت بيسر ملحوظ جزء من سيناء ..ثم خاضت بعد ذلك معارك عديدة انتهت بحصار جيش كامل بسيناء وحصوله على إمداداته من طعام ومياه بواسطة الأمم المتحدة فى عربات يقودها اسرائيليون تتمركز قوتهم على مشارف القاهرة .
الحرب نجاح وفشل ..توفيق وعدم توفيق .. وهكذا لم تكن قيادات خير أجناد الأرض موفقة فى قراراتها فتم الدفع بالفرقة الرابعة المدرعة فى وقت ومكان غير مناسب أدى الى تدميرها وحدوث ثغرة ثم اختراق النسق الثانى والوصول الى الكيلو 101 من ميدان رمسيس على طريق السويس .
عندما اغتال جنود مصريون قائدهم المؤمن ، حكموا على القوات المسلحة بتهميش دورها فى مقابل تعظيم دور الأمن والشرطة، وهكذا قضت خير أجناد الأرض أكسل ثلاثة عقود فى تاريخهم إذا استثنينا نزهة الذهاب للخليج والعودة ببدلات السفر والمكافآت .. أو تجهيز ثلاث فرق لكرة القدم غيرت موازين القوى فى الدورى المصرى ..أو عدم ضرب المتظاهرين فى ميدان التحرير.
ضباط جيش الملك فاروق الذين كانوا يلتفون حول موائد القمار أو يشربون أفضل أنواع الخمور فى بارات نواديهم كان أغلبهم ـ رغم هذا ـ اعضاء فى جماعة الاخوان المسلمين وبعضهم كان منضما الى تنظيماتها السرية ..بعد محاولة اغتيال عبد الناصر فى المنشية تم تصفية أغلب من لهم ميولا دينية واضحة فى الجيش والسماح لمن بقى بمطاردة الراقصات والممثلات والمغنيات والسهر للصباح فى فرفشة وأنس .
بعد هزيمة 67 كان هم القيادة الجديدة إعادة الانضباط العسكرى فشهدت السنوات الخمس التالية تخفيض لامتيازات الضباط وزيادة فى معدل الضبط والربط والمحاسبة على السلوك الشائن ..بعد 73 وتغير المجتمع بسبب الانفتاح الاقتصادرى أصبح لا يستهجن مشاركة الضباط فى مشاريع استثمارية أو عمل مشاريع خاصة بهم تعوض الارتفاع المستمر فى نفقات المعيشة .
الرئيس المؤمن أشاع بين الضباط ورعه وتقواه بحيث أصبح من الطبيعى أن نجد فى حجرات الضباط العظام فى مكان بارز سجادة الصلاة أو نسمع الأذان وصلوات الجماعة في كافة وحدات الجيش أو الحج والعمرة بأسعار مخفضة وتوقفت ترقيات الذين لم يتنبهوا الى أنهم قد أصبحوا فى عصر العلم والايمان عند عقيد أو ما دون، وأصبح من مؤهلات التصعيد لرتبة لواء أن يكون المرشح بيده مسبحة لا تفارقه ، ويتخلل حديثه آيات وسور وتعابير قرآنية أو أحاديث وعبر نبوية .
بعد اتفاقية كامب ديفيد وزيادة حجم المساعدات العسكرية الأمريكية وتبادل الزيارات والبعثات كان لمعاشرة المجتمع الأمريكى تأثيران على الضباط العظام ، إما الايمان بجدوى الديموقراطية والتنافس ولكن بصيغة مصرية وهابية أو رفضه لأنه مخالف لتقاليد وتعاليم ديننا كما يتم تداوله فى وسائل الاعلام والفضائيات .
وهكذا عندما أصبح ضباط مصر فى السلطة كان عليهم ألا يكرروا أخطاء سابقيهم الذين قفزوا على كراسى الحكم عندما أتيحت..أويضطهدوا التيارات الدينية والسلفية ويخلقوا تناقضا معهم غير مبرر.. ولكنهم فى نفس الوقت لم ينحازوا للقوى التقدمية تاركين مائة زهرة تتفتح وألف فكرة تتصارع . أرجو ألا أكون مخطئا.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو دجل.. ام جهل !!
- حكمة امريكية .. دع جروحهم تتقيح
- فلينظر الانسان كيف تطور
- هل يقيم الفاشست ديموقراطية !!
- (الخلافة) غضب الله في ارضه
- الي الاجيال المقبلة
- إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب
- الفاشيستية الدينية أخطر من القومية والحرامية
- ليس دفاعا.. عن المتهم محمد حسني مبارك (2 )
- ليس دفاعا عن المتهم محمد حسنى مبارك
- ثانيا ..مصر مستعمرة وهابية
- هذا النظام غير قابل للاصلاح
- نعيب بين اطلال نظام مبارك
- - غزوة الصناديق - 19 مارس .2011
- وطن بديل ..يا محسنين
- هل يؤسس البشرى والجمل لخلافة اسلامية
- سيدى الرئيس .. هل أدوات سلفك مناسبة لك ؟؟
- لا أملك الا.. دموعي
- لماذا يكره فقهاء الدستور .. مصر!!
- اكشفوا، افضحوا، جرسوا من سرقوا مصر


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - خير أجناد الأرض والخامس من يونيو