أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الثورة الجنسية















المزيد.....

الثورة الجنسية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 16:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هنالك من يرى الجنس نوعا من أنواع الرياضة الحديثة يضيفونه إلى ألعاب القوى السباعية أو العشارية فيختبرون فيه قدراتهم الفردية ومهاراتهم التعليمية وهل أضافوا خلال حياتهم خبرات جديدة في مجال ممارسته , وهنالك من يرونه بأنه الوحيد المتبقي لهم بعد أن يكونوا قد أكلوا وشبعوا ونهموا ونهلوا من مناهل الحياة المختلفة, وصحيح أننا في عصر الفضاء ولكن ليس من الضروري أن يكون جميع من في بيتنا رواد فضاء يلبسون البدلات الفضائية, والجنس هو المتبقي لإثارته بعد أن انتهى عصر الفتوحات العسكرية فلا يوجد قارة تنتظر الفتح ولا يوجد أرض بكر تنتظر الحرث, وجميع الناس في المجتمع البرجوازي يتخذون مواهبهم هدفا للتسلية مثل جمع الطوابع البريدية أو الذهاب إلى أندية سباق السيارات أو الصراع مع الثيران , وبهذا يقنعون أنفسهم بأنهم سعداء, وهنالك من يفضل الاستمتاع بالجنس الذي هو أعظم بكثير من الاعتناء بحديقة المنزل أو مشاهدة سباق للسيارات أو صراع للثيران, وهذا طبعا لا يحدث إلا في مجتمع لديه تسامح جنسي كثورة اجتماعية مناهضة للتخلف وللاستبداد في النماذج الثلاثة المعروفة(الجنس الدين السياسة) وربما يفهم البعض (فرويد) فهما خاطئا بحيث يرونه داعية لحل عقدة (الليبدو) الجنسية عن طريق إشباعها, ففرويد يرى عكس ذلك فهو يرى بأن حل العُقدة الجنسية موتاً للعالم ونهايةً له فهو يرى بأن الكبت الجنسي محرك للإبداع الخاص والعام أي الفردي والجماعي , وأيضا يرى الجنس محركاً قويا وملهما للعمل وهنالك ربط بين العمل وبين الجنس على اعتبار أن الجنس محرك للعمل فالجنس يجعل الناس تتحرك نحو العمل وهنا صلة وثيقة بين الجنس وبين العمل, وعندنا نحن الشرقيون أو الناس البسطاء نقول عن العاطل عن العمل (زوجوه) فأغلب أهل حارتنا يزوجون العاطل عن العمل لكي يعمل فهم يرون الجنس محرك للعمل في حالة إشباع الرغبات الجنسية فلا يبقى شيء يسيطر على الرجل وعلى اهتمامه وتفكيره إلا العمل بعد أن يكون قد حصل على ما يكفيه من الجنس وحيث يوجد جنس توجد حركة وحياة وحيث لا يوجد جنس لا توجد لا حركة ولا حياة, وفرويد يرى بأن الجنس محرك للعمل الإبداعي بحيث يكون الكبت على أعلى مستوياته وبالتالي يفرغ المكبوت طاقة الكبت في أي شيء سواء أكان في العمل اليدوي أو الفني, وفرويد هنا يؤكد على أن التسامح الجنسي بشكل كبير وإطلاق الحريات الجنسية يؤدي إلى شل الحركة التجارية والعمرانية بحيث تتوقف الناس عن العمل, ويرى بعض الباحثين المحدثين بأن إشباع الجنس يؤدي إلى التخفيف من القنبلة السكانية فطالما الرجال يجدون الجنس أينما ذهبوا فلا يوجد لديهم رغبة في الزواج وكذلك النساء وهذا ما أدى مؤخرا إلى تناقص أعداد سكان المدن والدول التي يوجد فيها حريات وتسامح جنسي كبير وكثير, والمجتمعات التي يوجد فيها جنس كثير وتسامح جنسي تكون على الأغلب غير منتجة وهذا يشبه نظرية ابن خلدون بأن الترف وازدياد الاستهلاك يؤدي إلى سقوط الحضارة بحيث يعيق الترف حركة الإنتاج فيجلس الأفراد طوال النهار يتلذذون دون أن يجدوا أو دون أن يتركوا وقتا للعمل, والثورة الجنسية في ذلك تكون مثلها مثل أي ثورة أخرى سواء أكانت اجتماعية أم صناعية, والدولة التي تسعى ليلها ونهارها لتوفير الترف وللوصول إلى تحقيق مفهوم دولة الرفاهية تكون مثلها مثل الفرد الذي طوال ليله ونهاره يبحث عن الجنس دون الاهتمام بالأمور الأخرى, وإذا بقي الجنس مكبوتا فإن هذا سيعني بأن المحرك للإبداع موجودا وليس غائبا, والجنس هو الذي يحرك الأفراد نحو العمل وينحى بهم نحو مبدأ التسامي والإحساس بأنهم يريدون أن يفرغوا طاقاتهم المكبوتة بأي شيء, أما إذا شبع الإنسان جنسيا فهذا معناه بأن طاقة التسامي نحو الإبداع تتعطل لديه, وبالتالي فإن التسامح الجنسي في المجتمعات المتسامحة لا يعني مساواة بين الجنسين بقدر ما يعني تعطيل لقيمة الحب التي تبقى كامنة خلف طاقة الكبت والمعاناة وإذا حصل الإنسان على الجنس فهذا معناه أنه قد فقد طعم الحب وطعم الإبداع , وهذا يشبه الكبت الجنسي من خلال صرامة الأخلاق القرون وسطوية التي فرضتها الكنيسة والإسلام معا وكانت في تلك الفترة حسب مفهوم (فرويد) قيمة للحب أكبر من القيمة التي يعرفها العشاق هذا اليوم, فعشاق اليوم لا يعرفون من الحب إلا الممارسة العملية له ولا يعرفون قيمة التسامي والدهشة التي يبعثها في النفس حين تتجذر في القلوب قيمته الرومانسية.

الثورة الجنسية مثلها مثل الثورات الأخرى فهي أحيانا بيضاء وأحيانا حمراء يدفع أصحابها بدمائهم وأرواحهم في سبيل تحقيقها, ويراها البعض خروجا على التقاليد العامة مثل الحشمة والوقار والخجل الذي كانا يزينان المرأة, فكان الخجل من أهم الميزات التي تميز المرأة في المجتمعات غير المتسامحة جنسيا أما اليوم فإن الجرأة والوقاحة هما من أهم الأشياء أو المغريات في شخصية المرأة, المرأة الجريئة في عصر فيه كل شيء جريء بدءا من السياسة والصحافة وانتهاء إلى شخصية المرأة , واليوم هنالك من يرى بأن الحضارة والتسامح الجنسي على حسب مفهوم فرويد قد أهلكا وأماتا القيمة الكبرى للحب وللفضيلة فيتخذ أولئك من التسامح الجنسي موقفا يمينيا معاديا لها ويفضلون عدم الخوض في المسائل التي تخصها, وهنالك على الصعيد الشرقي والغربي من يراها خلاعة ترتبط ارتباطا وثيقا بالسيرة الذاتية للجريمة المنظمة فأينما يوجد انفتاح جنسي أينما يوجد جريمة منظمة, والذين لديهم مزاج تسلطي استبدادي عام نجدهم لا يتسامحون مع المسائل المختصة بالجنس, ويرفضون التحدث في بيوتهم بأي كلمة وبأي مصطلح يخص الجنس أو (العِدة) أي الأجهزة المسئولة عن الجنس وبالتالي تجد هؤلاء الأشخاص قمعيون سياسيون فالقمع إذا وجد في الجنس فإنه ينتشر في الثالوث المرافق له وهو (الدين والجنس والسياسة) ففي أي مجتمع غير منفتح جنسيا تجده أيضا غير منفتح دينيا وغير منفتح سياسيا, ويفضل البعض منهم تقسيم الجنس إلى نوعين, نوع يهتم بالتناسل أي من أجل التناسل والحفاظ على النوع , ونوع آخر يهتم باللذة أو بعبارة أفضل بالتسلية, فعندنا اليوم مفاهيم منتشرة وتمارسها الكثير من الشخصيات عن التسلية فالتسلية نجدها كلمة تتردد على أسماعنا ومن البنات من تغضب إذا عرفت أنها مجرد نزوة في حياة حبيبها أو تسلية يتسلى بها للمتعة بحيث يتخذ زوجة للأولاد وعشيقة للتسلية, والمبدأ العام هو أن الجميع يبحثون عن التسلية ولكنهم ينكرونها إذا انكشفت أوجههم فأيضا بعض النساء يبحثن عن عشيق للتسلية, وأولئك اليمينيون يفضلون بأن يكون الجنس للتناسل فقط لا غير وللمتعة الأقل تأثيرا من التسلية نفسها وهم يرون بأن التسامح قد قضى على القيم القديمة للحب التي كانت تترافق مع صفات عصر الفروسية وأبطاله من عشاق وفرسان نبلاء بنفس الوقت , والذين لا يحبذون التسامح الجنسي وانتشاره هؤلاء على الأغلب يكونون غير متعلمين ولديهم كثير من الأطفال وبيئتهم بيئة شبه قروية ويخافون من تغيير عاداتهم وتقاليدهم, بعكس المجتمع البرجوازي الذي تتغير عاداته وتقاليده ونظرته للجنس , والمطالبون بالتغيير أو الذين تجرفهم رياح التغيير يرون بأنه لا يمكن أن يواجهوا الطغمة السياسية الفاسدة أو الرأسمالية الفاسدة دون أن يحققوا ثورة جنسية تهدف إلى تدعيم المجتمع القائم حديثا على التسامح في الثالوث المقدس (الدين الجنس السياسة), وفي مجتمعنا الشرقي تكون التغيرات مثلها مثل التغيرات في البرجوازية الحديثة المنشأ في المجتمعات الأوروبية والأمريكية, بحيث يكون التسامح الجنسي ثورة تترافق مع الثورات التصحيحية الأخرى والتي تهدف إلى تعديل الدولة ومواقفها وتعديل مواقف المجتمع المدني الحديث تجاه الحريات العامة وعلى رأسها الحريات الجنسية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسامح الجنسي
- المسموح ممارسته والممنوع التحدث عنه
- في المثلية الجنسية
- في العلاقات الجنسية والأسرية
- الصلاة هي الفارق بيننا وبينهم
- أنسنة الإنسان
- بعيدا عن الواقع
- وفاء سلطان,كل عام وأنت بخير
- العقيدة,القبيلة,الضرائب
- ما هي الرومانسية؟
- كلمات لم يستعملها العرب
- أفلام قديمه ومحروقه
- الاسلام على حقيقته
- ليس لدي منصب أستقيل منه
- ادارة الأزمات
- اقتراح توفيق الحكيم
- أفكار سخيفة
- عزيزي القارئ من فضلك أقلب الصفحة
- البحث عن السعادة
- أنا من عالم آخر


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الثورة الجنسية