أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جهاد علاونه - في العلاقات الجنسية والأسرية















المزيد.....

في العلاقات الجنسية والأسرية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 11:30
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


علم الاجتماع الذي ندرسه عن العلاقات الأسرية والجنسية ما هو في الأصل إلا تفسيرا للظواهر الاجتماعية وليس لفرض نظام أو أنظمة اجتماعية, والظاهرة التي بين أيدينا اليوم عن تباعد العلاقات الجنسية وتقاربها دليل على الثقة والخيانة, فكلما كانت العلاقات الجنسية بعيدة وغير محتملة كلما كانت الثقة أكبر وأكثر والعكس صحيح .
وهذا يفسر لنا السؤال القائل:ما سر العلاقة العدائية بين الرجل الذي بينه وبين المرأة علاقة جنسية؟, وبين المرأة التي تربطها بالرجل علاقة جنسية؟, بنفس الوقت الذي ترتاح فيه المرأة للرجل الذي ليس بينها وبينه علاقة جنسية؟, علما أنه يجب أن يكون عكس كل ذلك هو الصحيح إذا كانت العلاقات الجنسية في مجتمع متمدن ومتحضر وليس في مجتمعات عاداتها وتقاليدها مستمدة من روح الماضي القبلي ,فأينما وجد الجنس توجد الخيانة وعدم الثقة ودائما تبقى المرأة في حالة طمأنينة من أي رجل ليس بينها وبينه علاقة جنسية حتى تدخل معه في علاقة جنسية فيبدأ الشك ويبدأ الخوف من خيانة أحد الأطراف بالطرف الآخر, ولربما أن هنالك تساؤلات عن العلاقة ما قبل الزواج وما بعد الزواج إذ غالبا ما تكون الثقة متبادلة بين الطرفين والصداقة على أشدها حتى تبدأ العلاقات الجنسية بينهما بالتوسع وبالانتشار عندها تبدأ مشاكل الشك والتخوين وتراجع الصداقة وفقدان المصداقية.

إنها مسألة شائكة جدا وتحمل مدلولات عدوانية إذ يصبح الجنس مثله مثل السلاح الذي يجرح ويغدر بصاحبه , وتزداد حالات الخوف والشك والريبة بين المرأة والرجل كلما اقتربوا أكثر في العلاقات الجنسية , وكلما خفف الرجل من علاقته الجنسية بالمرأة كلما ازدادت الثقة بينهما, وهذا مثل الأخ والأخت والعم والخال والأب والجد, فهؤلاء يثقون ببعضهم البعض ثقة عمياء بينما الذين لهم في المرأة علاقة جنسية فدائما ما يكونون هم وههن من أصول غريبة عن العائلة حاملون للخطر, هكذا المجتمعات القديمة ما قبل المدنية كانت ,ذلك أن المرأة الغريبة عن العائلة(النواتية) تصبح العلاقة الجنسية فيها مشروعة وهذا هو السر الخطير الذي يجعل منها عدوة فتكثر بينهما المشاكل والتخوينات والشكوك بسبب تشابك العلاقات الجنسية, وهذه الظواهر أصبحت جينا ثقافيا بين العلاقات الجنسية والأسرية , فدائما المرأة تخاف من الرجل الذي من الممكن أن تنشأ بينها وبينه علاقة جنسية مقترحة في المستقبل من أحد الطرفين, أما بخصوص الأشخاص الذين من المستحيل أن تكون بينهم وبين المرأة علاقة جنسية فغالبا ما تكون العلاقة بينهما كلها ثقة وتأييد وطلب عون ومساعدة, والمرأة تطلب المساعدة بعين قوية من الرجال الذين ليس بينها وبينهم علاقة جنسية والتي تعتبرها في مجملها أخوية, وهذه ظاهرة أخرى إذ أن المرأة تطلب العون والمساعدة من الأشخاص الذين لا تربطها بهم علاقة جنسية, وتبقى المرأة مترددة في أن تطلب مثلا المساعدة من أشخاص من الممكن أن تنشأ بينها وبينهم علاقة جنسية.

طبعا كل هذه الأمور تحدث في المجتمعات التي لا توجد فيها مساواة بين الجنسين ومساواة بين أفراد الشعب , إذ أن الحياة العصرية تقلب كل تلك الموازين أو تخفف من حدتها على اعتبار أن المرأة تطلب العون والمساعدة من جهات متخصصة بالرعاية الاجتماعية لذلك تقل مصادر الخوف والقلق عند المرأة من الجنس الآخر.

إن المرأة تتعامل بكثيرٍ من الخوف والحذر مع الرجل الذي بينها وبينه علاقة جنسية, وبالتحديد زوجها, والأزواج الذكور كذلك يتعاملون مع المرأة التي بينهم وبينها علاقة جنسية بحذر شديد وبكثير من الخوف والشك وغالبا التخوين واقع بينهما لا محالة وحتى اليوم في قريتنا إذا خرجت الزوجة من بيت زوجها فلا بد وأن يكون زوجها معها أو شقيقه الأصغر الذي لا يكون بعد قد بلغ من القدرة على الممارسة الجنسية فإن بلغ القدرة على الممارسة فدائما وغالبا ما يوضع في القائمة السوداء للأعداء, فإن خرجت المرأة من بيتها فإن أحد أفراد العائلة يرافقها مثل الأخ الصغير أو أم الزوج أو أب الزوج أو شقيقة الزوج وهذا يدل على أن الجنس له مدلول عدائي وخصوصا إذا كانت المرأة غريبة عن أصل العائلة, وفي حالة أن تكون غير غريبة فإن الموضوع يعود إلى اعتياد المجتمع على مثل تلك العادات والتقاليد, ولا نجد هذا المدلول في العائلة التي تخرج فيها المرأة لوحدها للسوق فهذا النوع من الرقابة عليها قليل جدا ولا يبلغ مستواه مستوى المرأة التي تخرج من بيت زوجها الذي بينها وبينه علاقة جنسية, ففي الحالة الثانية ينظر الرجل للمرأة كما تنظر المرأة له على اعتبار أنهما جميعا منبعا من الصداقة والثقة بينهما كبيرة جدا, وهذا بدأ يظهر تاريخيا عندما توسعت دائرة الزواج لتشمل الغرباء وليس الأقرباء, لذلك معظم النساء في المجتمعات القديمة والحديثة يدخلن العائلة وهن غريبات عنها لذلك يتعامل الذكور معهن بكثير من الخوف والحذر على اعتبار أنهن أعداء وبقيت هذه الظاهرة تتكرر حتى أصبحت عقيدة ودينا قوميا حيث الدين البدوي والقبلي ينظر للمرأة على أنها عدوة وماكرة شديدة المكر والدهاء بينما المرأة التي من صلب العائلة والتي لا يوجد بينها وبين أفراد العائلة علاقة جنسية تكون الثقة فيها دائما مطروحة للتصديق بها ولا يمكن تخوينها وشهادتها يأخذ بها على الفور أكثر من شهادة المرأة الغريبة, بينما في المجتمعات المتحضرة يبدو أن المسألة متغيرة جدا إذ تزداد الثقة بين المرأة والرجل حتى تصبح الزوجة صديقة, وإذا لم تصبح صديقة نجد الرجل يبحث عن صديقة له خارج العلاقات الأسرية وكذلك المرأة وهذا يفسر لنا سر وجود الزوجة والصديقة في المجتمعات المتحضرة..إلخ, وأيضا المرأة تعتبر الزوج والشريك الذي بينها وبينه علاقة جنسية في المجتمعات القبلية المتأخرة والمتخلفة, تعتبره عدوا خطيرا يرجى الحذر منه وأخذ الحيطة والواجب, أما الرجال الذين لا توجد بينهم وبين المرأة علاقة جنسية فهم ليسوا أعداء بل أصدقاء تلجأ المرأة إليهم في حالات الخوف والفزع الشديد ونوائب الدهر وحين يجور عليها الزمان, وهؤلاء هم الأب والأخ والأخت والعم والجد والخال, وطالما لا توجد علاقة جنسية بين كل أولئك طالما كانوا في نظر المرأة أصدقاء وملجأ للإحساس بالطمأنينة وشاطئ البر والأمان , وهذا معناه أن المدلولات الجنسية تدل على : الخوف, القلق, الخيانة, الموت, العداء, الكراهية ,إذ أن كل من له علاقة جنسية بالمرأة تكون على الأغلب نمط حياته من هذا النوع الذي يشمل الخوف والقلق والخيانة والشك والريبة, ومما يلاحظ في المجتمعات العربية المتخلفة أن الآباء ينصحون الذكور بعدم الاقتراب من مجالس النساء على اعتبار أنهن أعداء نظرا لأنهن من خارج دائرة العائلة أي غريبات من قبائل أخرى بينهم وبينهما حروب وثارات وأنا شخصيا ألاحظ هذه العادة حيث دائما الرجال يجلسون في الأماكن التي لا يوجد فيها نساء على اعتبار أن أغلبهن غريبات مثل زوجة العم وزوجة الأخ وزوجة الابن من قبائل متفرقة, وغالبا ما يحجب مجتمع الرجال عنهن أسرار العائلة لكي لا تفشيها إلى عائلتها وعلى هذا الأساس يدل الجنس على العداء والخوف والكراهية والشك والظن, لذلك كان يخاف الآباء على أبنائهم الذكور من غدر نسائهم بأبنائهم كونهن غريبات, أما النساء من دائرة العائلة المقربة مثل ابنة العم فدائما هذه المرأة ما تكون الثقة فيها أكثر من الثقة بالغريبة عن العائلة, حتى أن المرأة تبقى مطمأنة من ابن عمها أو خالها كثيرا, بحيث تكون متأكدة بأنه لو حصل بينهما أي خلاف أو إن اكتشف الزوج أي خيانة فلن يقوم بفضحها على اعتبار أخذه بأسباب القربى والمودة, أما الغريبة عن العائلة فلا أحد يكترث فيها, وهذا يفسر لنا سببا من أسباب زواج ابن العم بابنة عمه ورغبة الأهل في ذلك لكي يجمعوا ما بين الجنس ومنبع الصداقة, وهذا لربما هو السبب الرئيسي الذي أدى بالمجتمعات العربية إلى سياسة الفصل بين الذكور والإناث في المجالس نظرا للنساء القادمات من عائلات غريبة, وما تفسير الحديث النبوي(ما اجتمع الذكر والأنثى إلا وكان الشيطان ثالثهما) دليل على أن هذا الحديث كان ظاهرة اجتماعية بين الناس وليس المقصود منه الجنس فقط لا غير وإنما الغش والخداع وإفشاء أسرار القبيلة وخصوصا العسكرية حتى غدت هذه العادة عقيدة دينية, فلطالما أن المجتمعات القبلية القديمة كانت تأتي بالنساء من خارج القبيلة عن طريق السلب والنهب والحرب والقتال والغزو, طالما كان لدى الذكور مشاعر بالعداء أو بالمكر من جهة النساء الغريبات الذين تعرض آباءهن وإخوانهن للقتل وللبطش على أيدي رجال القبيلة, لذلك تجذر مفهوم الخوف من المرأة على اعتبار أنها عدوة, وهذا يفسر لنا على مدى التاريخ المدلولات الرمزية للرجال الأزواج الذين بينهم وبين المرأة علاقات جنسية إذ تصبح العلاقة الجنسية دليلا على الخوف والفزع والغدر والمكر, لذلك ارتبط مفهوم المكر والخداع في جنس النساء نظرا لرغبتهن الجامحة في الثأر ممن يأخذهن غصبا وكرهن, فكان من المعروف جيدا أن القبائل العربية كانت تحصل على النساء عن طريق الغزو والقتال من خارج دائرة القبيلة, وهذه الطريقة جعلت المرأة تخاف من الرجل الذي تربطها به علاقة جنسية, والعكس في غير ذلك هو الصحيح إذ أن المرأة تشعر بالأمان وبالطمأنينة من الرجال الذين لا تربطها بينهم علاقة جنسية وهم الأخ والأب والعم والخال, لذلك أنا شخصيا أستطيع أن أعرف ما صلة القرابة بين أي امرأة أشاهدها في السوق مع أي رجل من خلال تلميحات وجهها, فالمرأة وهي مع زوجها دائما ما تشعر بالخوف وبالتخوين لذلك تتعامل معه بحذر ودائما تعلو وجهها كثيرٌ من علامات الخوف والقلق, حتى أن الرجل يكون ماشيا إلى جانبها وكأنه يمشي بصحبة أسير لديه يخاف منه من أن يخونه أو يضربه ويبقى الرجل في حالة التفاف حول المرأة ودائم النظر في وجوه الرجال الذين يمرون من جانبه وكذلك يعاود النظر في وجه زوجته لكي يلحظ أي علامات تغير عليه, ويبقى حولها وكأنه حرس شخصي يحرسها وكل ذلك بسبب عدم الإحساس بالطمأنينة وبسبب كثرة شكه وخوفه, أما إذا كانت المرأة تمشي في السوق مع رجل ووجهها مرتاح وعليه علامات الطمأنينة والرجل لا يلتفت لا شمالا ولا يمينا ولا يراقب وجوه المارة عندها أتأكد من أن هذا الرجل إما أبوها أو أخوها أو عمها أو خالها.

وإذا اختلت تلك القواعد بين الجنس وغيره ودخلت المرأة في علاقة جنسية مع دائرة المحرمات فإنها على الأغلب تبقى نفسيتها في حالة من التشويش الذهني والعاطفي وذلك بسبب المزج بين الجنس والخوف والطمأنينة, فالذي بينه وبين المرأة علاقة جنسية تكون لتلك العلاقة توابع أخرى مثل الخوف والشك والتخوين, والذي لا تربطه بالمرأة علاقة جنسية تكون لتلك الظاهرة توابع أخرى مثل الإحساس بالأمان وبالراحة وبالطمأنينة, لذلك المرأة تحتفظ بأسرارها في صدر أمها وأخواتها, ولا تحتفظ بأسرارها في صدر أم زوجها أو شقيقة زوجها, لأن العلاقة بين أولئك تكون على الأغلب مبنية على الخوف والتخوين, وهذه الظاهرة بدأت بالانتشار عندما اتسعت دائرة الزواج وخرجت من دائرة الأقارب لتقبع في دائرة الغرباء, والغرباء أو الجسم الغريب عن العائلة يبقى عدوا مدى الحياة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصلاة هي الفارق بيننا وبينهم
- أنسنة الإنسان
- بعيدا عن الواقع
- وفاء سلطان,كل عام وأنت بخير
- العقيدة,القبيلة,الضرائب
- ما هي الرومانسية؟
- كلمات لم يستعملها العرب
- أفلام قديمه ومحروقه
- الاسلام على حقيقته
- ليس لدي منصب أستقيل منه
- ادارة الأزمات
- اقتراح توفيق الحكيم
- أفكار سخيفة
- عزيزي القارئ من فضلك أقلب الصفحة
- البحث عن السعادة
- أنا من عالم آخر
- صحابة شربوا الخمر
- كلابنا
- اعتصام الأطباء الأردنيين
- هل تستطيع تقييم الآخرين؟


المزيد.....




- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جهاد علاونه - في العلاقات الجنسية والأسرية