أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أفكار سخيفة














المزيد.....

أفكار سخيفة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 19:33
المحور: كتابات ساخرة
    


كل أفكار ومعتقدات المجتمعات العربية سخيفة وساذجة وتعطل العقل والقلب والروح وتفسد الدم وتغلق الشرايين وتحرق الأعصاب,مثل أن النجاح من ألله والفشل من ألله , فبدل هذه الأفكار السخيفة يجب أن تكون الشخصية وطبيعة بناء الشخصية هي المحور الأهم والهدف الأقصى من دراسة المجتمعات وفلسفاتها , فلا يمكن أن نقبل اليوم إلا بالتفسير العلمي , أو على الأقل أن ندع للأفكار السخيفة 20% والباقي على الشخصية ,أي أن نضع الحق على ألله 20% والباقي على الشخصية وعلى الظروف المحيطة بالشخصية, وهذا مثل عملية الكروكي التي يرسمها خبير قسم الحوادث في دائرة السير حين يأت إلى سيارتين متصادمتين فيضع مثلا 20 %من الحق على السيارة القادمة من اتجاه اليمين, و30% من الحق على السيارة القادمة من اتجاه الشارع الفرعي, و20% من الحق يضعه على الطريق نفسه, و10% على القضاء والقدر و10% على الله, وهذا الرفض لطبيعة الأفكار السخيفة يشبه قصة رواها لي رجل طاعن في السن حيث قال: جئتُ مرة على عم لي فوجدته يبكي فقلت له: ليش تبكي(وما أبكاك يا رجل) قال: لقد مات (البغل) الذي كنت أعتمدُ عليه كثيرا في إطعام عيالي وأمي وأبي, قال,فقلت له: لك ألله(إلك ألله) الله راح يطعمهم ويكسيهم ويرزقهم, فرد على كلامي غاضبا:وشو بده يعمل ألله لحاله! إذا كنت أنا والبغل و(ألله) مع بعضنا مش قادرين نطعم الأولاد فكيف بده يقدر ألله لحاله يطعمهم؟,وهذه نظرة فيها كثير من التقدم في التفسير للظواهر وخصوصا للرزق.

إن الشعوب القديمة اعتمدت على ألله وحده في الرزق حين كان الإنسان ضعيفا, واعتمدوا عليه في المطر لأنهم لا يملكون وسيلة أخرى لجر المياه أو تخزينها , واعتمدوا على تفسير الظواهر المختلفة بالحظ وبالصدفة, كأن تكون هذه السنة ممطرة بكثرة والحصاد وفير, ونستطيع أن نكشف عن واقع المجتمعات المتخلفة ثقافيا حين نسمعها وهي متمسكة بمبدأ الحظ والصدفة, فكل شيء حظ وكل شيء صدفة وحظ ومكتوب: الموت,الحياة,الزواج,الرزق,, وهنالك فكرة أخرى اشتركت فيها الشعوب الإغريقية مع شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط ألا وهي (القضاء والقدر والمكتوب والمقدر) حين كان الإغريق يعتمدون على اليد العاملة مثلهم مثل شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط والعالم كله, وهذا معناه أن الجهل والتخلف مربوط بمستويات التعليم المختلفة وبطريقة الإنتاج ,والعرب انفردوا بالخصوصية أكثر إذ أنهم ما زالوا بدائيين في أنماط التعليم والإنتاج المعرفي والاقتصادي, وجعلوا كل شيء مكتوب ومقدر, طبعا كل هذا نظرا لعدم قدرة اليد القديمة والعقل القديم على تغيير واقعه لذلك خلق اليأس فكرة القضاء والقدر والمكتوب, وحتى اليوم ما زالت هذه النظرة تستمد مفهومها ووعيها من منظومة اجتماعية عربية فقيرة الموارد غير قادرة على تغيير وضعها الاجتماعي لذلك هذه الشعوب ما زالت تؤمن بالقضاء وبالقدر رغم أن فكرة القضاء والقدر سنراها عند الطبقة الاجتماعية الوسطى ذات الحراك السياسي والثقافي والاجتماعي بشتى أشكاله وصوره المختلفة فكرة سخيفة لا تقبل الطرح ولا حتى التنسيق ما بينها وما بين الشريحة الاجتماعية الوسطى.

وحين نقرأ أعمال شكسبير نجد أن فكرة القضاء والقدر لم تظهر في أعماله الدرامية التراجيدية المحزنة والمبكية والمؤسفة على شباب (عطيل) الذي ذهب ضحية شكوكه وظنونه التي قتلته وجعلته يقتل حبيبة قلبه (ديزدمونه) فلم تعد هنا فكرة الجريمة معلقة بالقضاء أو بالقدر فليس للقدر علاقة وإن الشكوك والفصام الشيزفرونيا هي التي أدت بشخصية (عطيل-أوثلو) إلى ارتكاب مأساته ومأساة غيره, ودعونا نلاحظ الإرادة الحرة والصراع داخل النفس أكثر في شخصية(يوليوس قيصر) الذي لم يقض عليه القدر المحتوم وإنما تطرفه الأعمى وتعصبه ومحاولة إعلان نفسه ديكتاتور روما الأول هو الذي قضى عليه نهائيا, إن الاختلال في التوازن داخل الشخصية هو الذي يشكل الشخصية فيجعل البطش نهاية حتمية ل(مكبث) الذي قضى عليه بطشه وتجبره, و(هاملت) قتلته حيرته وتردده ولم يقتله القدر.

إن تركيب الشخصية من القدر وحده لم يعد ذا قيمة فلقد كان هذا يعني أن الإنسان قاصر وغير مسئول عن تصرفاته لذلك كان الإنسان يحمل ألله والقدر والقضاء والمكتوب على الجبين الذي يجب أن تراه العين سببا من أسباب نجاح الإنسان وفشله, وكذلك فكرة التوفيق من ألله وحده فكل هذه الأفكار أفكار سخيفة, وأيضا فكرة أيام زمان كان في( بَرَكه) فهذا أسخف فكرة سمعتها في حياتي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزي القارئ من فضلك أقلب الصفحة
- البحث عن السعادة
- أنا من عالم آخر
- صحابة شربوا الخمر
- كلابنا
- اعتصام الأطباء الأردنيين
- هل تستطيع تقييم الآخرين؟
- على قيد الطفولة, لجواهر الرفايعه
- حزّر فزّر
- الدورة مرة أخرى
- البحث عن مشكلة
- خارج المرأة وداخل الرجل
- المجانين الحقيقيين
- المجرم الخطير
- زجاجة عطر
- الست بريق
- اللي ما بفهموش السؤال
- لو حسبناه صح
- آخر الدجالين
- رواية الغاب


المزيد.....




- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أفكار سخيفة